; الشيخ شريف شيخ احمد.. هل يتبنى نهج المصالحة والحوار المفتوح؟! | مجلة المجتمع

العنوان الشيخ شريف شيخ احمد.. هل يتبنى نهج المصالحة والحوار المفتوح؟!

الكاتب د. محمد يوسف عبد الرحمن

تاريخ النشر السبت 14-مارس-2009

مشاهدات 32

نشر في العدد 1843

نشر في الصفحة 33

السبت 14-مارس-2009

تم انتخاب الشيخ شريف شيخ أحمد رئيسا للجمهورية الصومالية بأغلبية ساحقة من أعضاء البرلمان المختلط، وهو أول إسلامي يصل إلى منصب الرئاسة بتأييد ومباركة كل القوى الدولية والإقليمية المهتمة بالشأن الصومالي؛ سواء أكانت محبة للصومال أم كارهة له.

كم من ثورة سرقت وضلت طريقها .. وكم من مكاسب خطفت من أيدي أصحابها تحت مبررات زائفة وحجج باطلة

فالكارهة للصومال ترى في الشيخ شريف إسلامياً معتدلاً، قادرا على الملمة الصحوة الإسلامية بمختلف توجهاتها المسيطرة على الوضع في الصومال، سواء أكانت هذه السيطرة فكرية أم بقوة السلاح وذلك بعد أن عجزت هذه القوى عن السيطرة على الوضع في البلاد عن طريق القوة العسكرية المباشرة، كما حدث في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، عندما قادت الولايات المتحدة الأمريكية تحالفاً آثماً باسم إعادة الأمل، ثم انسحبت هذه القوة منهزمة بعد استشهاد عشرات الآلاف من الصوماليين وهدم آلاف المنازل في المدن الصومالية، وخاصة في العاصمة «مقديشو أو في عام ٢٠٠٦م»، عندما غزا البلاد ما سميناه في وقته العدوان الرباعي الحبشي. والأمريكي والبريطاني، والكيني... وحتى الشهر الماضي عندما انسحبت القوات الحبشية «الإثيوبية»، وهي تجر أذيال الخيبة والهزيمة، بعد أن تسببت في قتل عشرين ألف صومالي على أيديها الآثمة، وجرح عشرات الآلاف من شعبنا وتشريد مئات الآلاف من مساكنهم بعد محو أحياء سكنية كاملة بأسلحتها الأمريكية الصنع.. أو عن طريق القوة العسكرية غير المباشرة التي كانت ممثلة في أمراء الحرب الذين سيطروا على البلاد بدعم ومساندة تلك القوى الأجنبية. فهذه القوى من الأعداء - سواء أكانت دولية أم إقليمية - باركت انتخاب الشيخ شريف ربما تطبيقا للمثل القائل: «مكره أخاك لا بطل»، أو من باب تقاطع المصالح، أو غير ذلك من الأمور المشابهة.. ولكنها لن تكون - بأي حال من الأحوال - مخلصة للصومال، ولن تنقلب إلى هيئة إنسانية تنشد الخير للصومال والصوماليين!

أما القوى المحبة للصومال، فقد ساندت انتخاب الشيخ شريف، ومعها معظم القوى المحلية في الصومال، على أمل أن يحقق الله على يديه ما عجز عنه الآخرون وذلك للأسباب المذكورة آنفاً، وأن يُصلح ما أفسده المفسدون الذين سبقوه.

فهو ابن الصحوة الإسلامية، ويُفترض أن يكون لديه ثروة كافية من الإخلاص، والفهم والوعي لما يجري حوله من الإيجابيات للتمسك بها، والاستفادة منها، ومن السلبيات للحذر منها، وتجنب الوقوع في شراكها.

فعلى من وصل إلى السلطة عن طريق الكفاح أن يحافظ على المكاسب، وأن يجمع الشمل ويوحد الصف، ويتبنى - بشجاعة نهج المصالحة والحوار المفتوح، مخيبا في ذلك أمال الأعداء المتربصين الذين يعملون على إثارة الفتنة بين الإسلاميين، وجعل رفقاء الطريق بالأمس أعداء اليوم، وتقسيمهم إلى معتدلين ومتطرفين.. فالحكمة تقتضي ذلك، ولن تقبل بديلا عنه والفرصة مواتية، فعلينا أن نفطن لها وهناك مثل صومالي يقول: إذا كان لديك طريق واحد للوصول إلى المقصود أو الهدف فلا تفتعل طريقا آخر كي لا تتوه... كما أن ما ورد في القرآن الكريم والسنة المطهرة من التحذير من كيد الأعداء ومكرهم، وما مر بالأمة الإسلامية من تطبيقات عملية، وحيل متكررة لهذا الكيد على مدى عصور متقادمة ومتعاقبة من تاريخ أمتنا يفترض أن يكسبنا حصانة تمنعنا من الوقوع في حبالها الشيطانية، أو التعثر في عوائقها المتعددة.

فكم من ثورة سرقت وضلت طريقها. وكم من مكاسب خطفت من أيدي أصحابها تحت مبررات زائفة مضللة، وحجج باطلة... فإلى متى سنظل حقولا يزرع فيها الأعداء فتنهم، لتضليلنا عن الطريق القويم، وإبعادنا عن الأهداف التي قاتلنا من أجلها. 

إن علينا أن نتمسك بالمبادئ والثوابت الموروثة، وألا نخجل في هذا الظرف بالذات من أن نعلن للملأ: إن شريعة الله التي يؤمن بها كل الشعب الصومالي ستطبق كاملة غير منقوصة، وإن على الآخرين أن يحترموا هذه الإرادة الشعبية, وإننا سنستوعب المستجدات العالمية, والإقليمية، وحتى المحلية.

[1]باحث وكاتب صومالي

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 3

197

الثلاثاء 31-مارس-1970

نشر في العدد 276

30

الثلاثاء 25-نوفمبر-1975

نشر في العدد 330

59

الثلاثاء 28-ديسمبر-1976