; الصبر على فقد الأبناء | مجلة المجتمع

العنوان الصبر على فقد الأبناء

الكاتب أسامة جاسر الأغا

تاريخ النشر السبت 07-أبريل-2007

مشاهدات 12

نشر في العدد 1746

نشر في الصفحة 59

السبت 07-أبريل-2007

المصيبة هي نار القدر لمعرفة معادن البشر، وسهم الأيام لاختبار الأنام ومرارة الدنيا لمن جزع، وحلاوة الآخرة لمن صبر، وهي مصائد الصالحين وبوتقة اليقين. ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ (البقرة: 156).

عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «مَنْ كان له فرطان من أمتي أدخله الله بهما الجنة» فقالت له عائشة: فمن كان له فرط ؟ قال: ومن كان له فرط أو كما قال.

والمراد بالفرط هنا: الولد دون سن البلوغ يقدمه الإنسان ذكرًا كان أو أنثى. وذكر رسول الله خمسة أشياء لها ثقل كبير في الميزان منها: الولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه.

وعن أبي موسى الأشعري أن رسول الله ﷺ قال: «إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم.

فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟

فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟

فيقولون: حمدك واسترجع.

فيقول رب العالمين: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة، وسموه بيت الحمد».

وذكر أن رجلًا كان يأتي النبي الكريم ومعه ابن له، فقال النبي للرجل: أتحب ابنك؟

قال الرجل: نعم يا رسول الله.

ومرت أيام وأيام ولم ير رسول الله ﷺ ذلك الرجل فقال لأصحابه: أین فلان؟

قالوا: يا رسول الله، لقد مات ولده فقال النبي الكريم لأبيه عندما حضر إليه: 

ألا تحب أن تأتي بابًا من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك؟ فقال رجل لرسول الله: أله خاصة أم لكلنا؟ قال: بل لكلكُم. فقال الرجل: أحب أن يسبقني ولدي إلى باب الجنة فيفتحها لي. فقال له رسول الله: فَذَاكَ لك.

وأنت امرأة بصبي لها فقالت:

يا رسول الله، ادع لي فلقد دفنت ثلاثة من أولادي. فقال رسول الله: دفنت ثلاثة؟ قالت: نعم.

قال: لقد احتظرت بحظار شديد من النار.

أي: لقد احتميت من النار وتحصنت منها بحصن حصين منيع.

وقال رسول الله: من احتسب ثلاثة من صلبه دخل الجنة، وفي رواية وجبت له الجنة.

كتبت ما تقدم من القصص والأحاديث لأصبر نفسي وأنا أتذكر وفاة ولدي الأول في «مايو» ۱۹۹۰م والذي رحل عن دنيانا غضًا طريًا.. أتذكر مولده وبكاءه.. أتذكر صوته وصمته.. أتذكر موته ودفنه. صبرنا واحتسبنا حتى نحظى «ببيت الحمد» وتثقل موازيننا يوم الحشر والعرض بإذن الله.. وبقدر حزننا على فراقه بقدر ما سعدنا حين علمنا أن هذا «الفرط» سيكون- إن شاء الله- سببًا في الفوز برضوان الله وجناته.

 صبرنا واحتسبنا، فرزقنا الله بخمسة أبناء.. ثلاثة منهم ولدوا في شهر«مايو»..

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

الإدارة أم الأمومة

نشر في العدد 1898

15

السبت 17-أبريل-2010

المجتمع الأسري (العدد 1408)

نشر في العدد 1408

11

الثلاثاء 11-يوليو-2000