; (الافتتاحية) الصحوة الإسلامية تحبط كيد العلمانيين | مجلة المجتمع

العنوان (الافتتاحية) الصحوة الإسلامية تحبط كيد العلمانيين

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 25-يونيو-1996

مشاهدات 1779

نشر في العدد 1205

نشر في الصفحة 9

الثلاثاء 25-يونيو-1996

مع إقرار الحكومة لقانون منع الاختلاط في الجامعة في الأسبوع الماضي تحقيقًا واستجابة لأمر الله ولرغبة الشعب الكويتي العامة وممثليه في مجلس الأمة، لم يتوقف الكتاب الحاقدون عن حملتهم المسعورة على كل ما هو إسلامي، وتجاوزوا حد الهجوم على الأشخاص إلى النيل والطعن في الدين بعدما فشلوا في تحقيق مآربهم ومآرب الذين يقفون خلفهم في إجهاض مشروع القانون، فقد ظلوا عدة أسابيع يركضون هنا وهناك ليجمعوا أنصارهم، وفي النهاية بلغ حجم قوتهم مائة وخمسة وثلاثين شخصًا، هم الذين اعترضوا على القانون، نصفهم من الإناث، فيما بلغ حجم الذين ناشدوا الحكومة من المواطنين بإقرار القانون، والذين جمعت توقيعاتهم خلال فترة قصيرة اثني عشر ألف توقيع، وكان بإمكان أنصار القانون أن يجمعوا بسهولة مئات الآلاف من التوقيعات بل عموم الشعب الكويتي، ورغم النسبة التي لا تذكر بين المؤيدين للفضيلة وإقرار شرع الله وأوامره، وبين الرافضين، إلا أن فئة الكتاب العلمانيين الضالين عن طريق الله لا زالوا يواصلون طعنهم وبث سمومهم وأحقادهم عبر الكتابة في الصحف والزوايا، معتقدين أن ما يطرحونه من أفكار مسمومة، وأكاذيب ممجوجة، وقلب للحقائق، وافتراء في القول يمكن أن يقبلها أبناء الشعب الكويتي.

إن المعاني المترسخة لدى معظم أبناء الشعب الكويتي عن هؤلاء النفر القليل من الكتاب الذين يعلنون انتسابهم للإسلام عن طريق النسب لا عن طريق الاعتقاد أنهم ليسوا سوى أبواق للغرب الصليبي وأفكاره الدخيلة المعادية للإسلام والمسلمين، وأنهم قد سعوا طوال العقود الماضية لتصبح لهم مكانتهم في مواقع التأثير والتوجيه، وقد تسرب نفر منهم في غفلة في الوصول إلى بعض مواقع التأثير عبر وسائل الإعلام وعبر الجامعات واتخذوها منابر لبث سمومهم وأفكارهم الدخيلة التي وصلت إلى حد الافتراء على الله ودينه والتشكيك في كل ما يمت للإسلام بصلة، لذلك يجب أن تطالهم يد الطرد والتغيير من هذه الأماكن الحساسة.

ولو أن ما يطرحونه فكر ذو قيمة لانبرى لهم علماء الأمة ومفكروها للرد عليهم ومقارعتهم الحجة بما هو أعظم منها، ولكن ما يكتبونه من إسفاف وسباب وشتائم ليس سوى ترديد لما يقوله أعداء الإسلام في الغرب من صليبيين حاقدين وعملاء للمخابرات الغربية، وهو أسلوب الجهلة والمسفين، وهذا ما يجعل علماء الإسلام ومفكري الأمة يعرضون عن الرد عليهم حتى ترفعا عن النزول إلى تلك المستويات الهابطة من السب والشتائم.

وبنظرة تاريخية بسيطة لخطط أعداء الإسلام في المنطقة نجد أن هؤلاء الكتاب الحاقدين ليسوا سوى امتداد للاحتلال الغربي ومخططاته، لمسخ الأمة، وتذويب هويتها، وقد ساعدهم النفوذ الغربي وأجهزة الاستخبارات التي يعملون عملاء لها لأن يتحركوا وبقوة لتدمير بنية المجتمعات الإسلامية من داخلها بعدما تم إعدادهم وتربيتهم لهذا الغرض.

لقد أدرك الغرب الصليبي من قديم كيف ارتقت الأمة العربية بإسلامها ودينها فدانت لها الدنيا وأقامت حضارة عظيمة امتدت من الصين شرقًا إلى أوربا وإفريقيا والمحيط الأطلسي غربًا، ولكي لا تعود تلك الحضارة وتسود من جديد، فإن الغرب يسعى الآن عبر عملائه من الكتاب المأجورين وأعوانه من الشياطين إلى محاربة الصحوة الإسلامية المباركة التي بدأ أبنائها يتحركون لاستعادة مجد الأمة وعزها، ولذلك فإن جهود الغرب وعملائه من العلمانيين سوف تبوء بالفشل بفضل وعي أبناء الأمة ورجالاتها.

إن جراحات الأمة ومصائبها، ومؤامرات الأعداء عليها تقتضي من كل من يشعر بانتمائه إليها أن يدافع عنها وعن عقيدتها، لا أن يكون سبة عليها أمثال أولئك الكتاب التافهين الذين يسعون لجر الأمة إلى دياجير الجهل والظلمات وتعرية المرأة من جو الحشمة والطهر والعفاف إلى جاهلية عمياء.

وقد أدرك علماء الأمة وأبناؤها المخلصون واجبهم تجاه أمتهم فبدأت الصحوة الإسلامية المباركة تشق طريقها بين الناس، ورغم تكالب الأعداء وحربهم على الإسلام والمسلمين من كل جانب، فإن بشائر النصر بدأت تلوح في الأفق، ولن يجد هؤلاء النفر من الكتاب العلمانيين إلا مزبلة التاريخ تكون مأوى لهم ولأفكارهم؛ لأن سنن الله لا تتبدل، ومن يغالب الله يغلب: ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْض﴾ (الرعد: 17) ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز (الحج: 40).

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل