العنوان الفاتيكان.. بين الجرائم الجنسي والحرب على الإسلام
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 27-مارس-2010
مشاهدات 12
نشر في العدد 1895
نشر في الصفحة 16
السبت 27-مارس-2010
وفي هذا السياق، جاءت تصريحات الكاردينال «سيرجيو سيباستياني» لوسائل الإعلام الأوروبية - في 6 يوليو 2007م - لتكشف عن حقيقة تلك الجرائم التي باتت معهودة داخل الكنائس، وداخل سلطة الفاتيكان الكنسية؛ حيث أكد أن نسبة التعويضات التي تدفعها الكنائس في الولايات المتحدة قد انخفضت ووصف أعلى رتبة دينية بعد بابا الفاتيكان
ذلك الانخفاض النسبي في التعويضات المدفوعة للجرائم الجنسية التي يقترفها رجال الدين النصراني بالمؤشر الإيجابي والمشجع... وكأنه يتحدث عن محترفي إجرام أو أصحاب سوابق من الناس العاديين وليسوا رؤوس الكنيسة.
ثم عاد الكاردينال «سيباستياني» واعترف بتلقي الوضع المالي للكنيسة ضربة موجعة رغم محاولته الإيهام بانخفاض مستوى الجرائم الجنسية ضد الأطفال الأبرياء من قبل الزعماء الروحيين وقادة الفكر والدين النصراني.. خاصة في كل من أمريكا وألمانيا وإيطاليا...
وقد بلغت قيمة التعويضات عن جرائم القساوسة الجنسية 3,2 مليون دولار في عام 2006م، بعد أن وصلت إلى 9,5 مليون دولار في عام 2005م.
ولم يذكر الكاردينال التعويضات التي قدمتها الكنيسة خلال الشهور السبعة الأولى من عام 2007م؛ ما أثار موجة من التكهنات بارتفاع المؤشر إلى مستوى قياسي، لا سيما وأن الفضائح لم تعد مقتصرة على الدول الأوروبية والأمريكتين فحسب، بل طالت الفاتيكان نفسه.
وكان بابا الفاتيكان السابق إيفان باولو الثاني، قد طالب في عام 1981م بتسديد التعويضات المالية التي كانت تفرض على القساوسة والكرادلة المتورطين في جرائم جنسية ضد الأطفال والفتيات الصغيرات داخل الكنائس، ما يؤكد أن القضية ليست سقطات للبعض وإن بلغوا الآلاف، وإنما هناك خلل داخل الكنيسة والفاتيكان بالتحديد.
في أروقة الفاتيكان
ودارت بالقرب من الفاتيكان وداخل أروقته تحقيقات علنية وسرية حول تورط عدد من رجال الكنيسة في جرائم اعتداء واغتصاب جنسي. وأكدت (قناة راي 24 الإيطالية) في 3 أغسطس 2007م، أن التحقيقات بدأت قبل 6 أشهر ضد القس «جاميلي» المقرب من بابا الفاتيكان لنشاطاته التنصيرية.
ويقف اليمين المتطرف إلى جانب القساوسة المتورطين بالجرائم الجنسية؛ الأمر الذي أعاد للأذهان تحالف الكنيسة مع الإقطاع في القرون الوسطى، فقد أعلن ممثلو يمين الوسط في إيطاليا عن تضامنهم مع القس «جاميلي» إزاء التحقيقات التي تجربها السلطات الأمنية الإيطالية.. حيث يواجه عددًا كبيرًا من الاتهامات، بعد أن تقدم الكثيرون من الأهالي ومرتادو الكنائس بشکاوی ضده.
وكان عدد من القساوسة من بينهم القس «جاميلي» قد افتتحوا جمعيات لاستقبال الفقراء والمهاجرين والمعوزين، ولا سيما القصر منهم، تحت لافتة (العمل الإنساني)، وتخفوا وراءها لممارسة جرائمهم الجنسية القذرة.. وقد افتتح القس «جاميلي» 267 فرعًا لجمعيته في جميع أنحاء العالم.
وفي مدينة «ربيكا» الكرواتية اعتقلت الشرطة يوم 23 يونيو 2007م كاردينالا يبلغ من العمر 63 عامًا بعد ارتكابه لجريمة اغتصاب 5 أطفال، تتراوح أعمارهم بين 10 و 12 سنة.
وقالت شبكة «فونت» الكرواتية: إن الشرطة رفضت الإفصاح عن هوية الكاردينال وهي عادة تمارسها السلطات الأوروبية، لا سيما في أوروبا الشرقية...
وفي 12 يوليو 2007م نشرت شبكة «بي 92 الصربية» مقالا تحدثت فيه عن اعتقالات جديدة في صفوف القساوسة السلوفينيين، وهي الحالة الثالثة من نوعها خلال فترة قياسية، لكن الادعاء العام لم يُخف هذه المرة اسم المتهم، وهو الكاردينال «ألبين جنيداريتش» والتهمة كالعادة اغتصاب أطفال داخل الكنيسة بعد أن أقنع عوائلهم بإرسالهم إلى الكنيسة لتلقي البركات والتعرف على الرب...
وقالت صحيفة «دنيفنيك» السلوفينية: إن «الطفل في حالة خطيرة جدًّا، وليس الضحية الأولى، بل إن الكاردينال متهم بارتكاب جرائم بحق أطفال آخرين».
وكان القضاء السلوفيني قد أدان في وقت سابق عددًا من القساوسة بجرائم اغتصاب ضد أطفال الكنائس...
وفي عام 2001م كشف تقرير صادر عن الفاتيكان عن قيام الكثير من القساوسة والأساقفة في الكنائس الكاثوليكية بالاعتداء الجنسي على الراهبات واغتصابهن وإجبارهن على الإجهاض أو تناول حبوب منع الحمل.
وذكر التقرير الذي نشرته صحيفة «لاريبوبليكا» الإيطالية الصادرة عن الفاتيكان يوم الأربعاء 21 مارس 2001م أن هؤلاء القساوسة والأساقفة يستغلون سلطتهم الدينية التي يتمتعون بها في العديد من الدول، خاصة دول العالم النامي لممارسة الجنس مع الراهبات رغمًا عنهن، مشيرًا إلى أنه تم الكشف عن العديد من حالات الاعتداء في 23 دولة منها الولايات المتحدة البرازيل الفلبين الهند، أيرلندا إيطاليا بل وداخل الكنيسة الكاثوليكية (الفاتيكان) نفسها، بالإضافة إلى العديد من الدول الأفريقية!!
وقال التقرير: إن إحدى الراهبات الأم بكنيسة - لم يتم ذكر اسمها - أقرت بأن القساوسة في الكنيسة التي تعمل بها قاموا بالاعتداء على 29 من الراهبات الموجودات في الأسقفية، وعندما أثارت الراهبة هذا الأمر مع كبير أساقفة الكنسية، تم فصلها من وظيفتها.
وفي كنيسة أخرى -وطبقًا للتقرير- طالب القساوسة الموجودون بها، بتوفير راهبات للخدمات الجنسية!!
وأشار التقرير إلى أنه بعد اكتشاف مثل تلك الحالات، يتم إرسال القساوسة المتورطين بتلك الاعتداءات، إما للدراسة خارج الدولة أو إرسالهم لكنيسة أخرى لفترة قصيرة. أما الراهبات - اللاتي يخشين العودة إلى منازلهن- فيتم إجبارهن على ترك الكنيسة، ويتحولن في أغلب الأحيان إلى عاهرات.
الإسلاموفوبيا
في تسعينيات القرن الماضي، بدأت وزارات الخارجية الغربية والاستخبارات الدولية تنشر وثائقها القديمة التي تثبت تورط الكنيسة في العمل الاستخباراتي، وخدمة الاستبداد والاحتلال على حد سواء بل إن بعض المنتسبين للكنائس في الشرق والغرب اعترفوا على شبكة الإنترنت بأنهم شاركوا مشاركة فعالة في نشر الإسلاموفوبيا بين الغربيين.
وإن كانت الكنيسة في حربها ضد المعسكر الشرقي، أو عمالتها له حيث كانت عميلا مزدوجًا في كثير من الأحيان، متخفية، فيما الحرب التي تشارك فيها ضد الإسلام معلنة، وبشكل سافر ومعاد إلى أقصى الحدود.
وإلا ماذا يعني وقوف اليمين المتطرف في الغرب إلى جانب الكنيسة في محنتها الأخلاقية وجرائم قساوستها الجنسية ضد الأطفال الأبرياء والقُصر من النساء؟!
ففي البوسنة تم الكشف عن 80 قسًا كانوا عملاء للاستخبارات الشيوعية، وذلك في مايو 2007م، وفق ما ذكرته (شبكة بي 92) الصربية جميع أسمائهم مسجلة في الأرشيف السري للاستخبارات اليوغسلافية السابقة في بلجراد...
إن أحد الأسباب التي تدفع الكنيسة للانخراط في الحرب ضد الإسلام، واتهامه بمختلف التهم الباطلة كمناقضة العقل أو الإرهاب، ما هي إلا محاولة للتغطية على جرائم قساوستها الجنسية.
وما نشهده من تحالف بين الكنيسة واليمين المتطرف إلى درجة أصبح فيها الغرب أقرب إلى العصور الوسطى منه إلى القرن الحادي والعشرين، فيما يتعلق بالحريات وحقوق الإنسان وبالتحديد حقوق المسلمين؛ فبعد منع فرنسا للحجاب والرسوم الدنماركية المسيئة والإجراءات غير الإنسانية ضد المسلمين في أمريكا ودول الغرب، وهي إجراءات يقف وراءها اليمين.. بعد كل ذلك، جاء قول بابا الفاتيكان الذي زعم فيه أن الإسلام يتناقض مع العقل وأنه انتشر بالسيف
مزاعم واهية
وفي 17 يوليو 2007م حذّر زعيم حزب الأحرار النمساوي اليميني المتطرف «هاينز كريستيان شتراخا» من خطورة ما وصفه بـ «الأسلمة» في النمسا، ودعا إلى ضرورة اتخاذ كافة التدابير لمواجهة هذا التحدي، على حد تعبيره. وقال في بيان صحفي: «ينبغي أن تبادر السلطات النمساوية المعنية إلى منع النساء المسلمات النمساويات أو غيرهن من ارتداء الحجاب في أماكن الخدمات المدنية ومؤسسات القطاع العام وكذلك في المدارس والجامعات في عموم النمسا».
وكان «شتراخا» وأعضاء مجلس قيادة حزب الأحرار قد نظموا حملة أوروبية خلال النصف الأول من عام 2006م تركزت حول مناهضة الأجانب، وذلك بالتعاون والتنسيق مع الأحزاب والمنظمات القومية والتيارات اليمينية المتطرفة.
وقد تضمن برنامج الحملة طرح مذكرة على شكل استفتاء لجمع توقيعات المواطنين الأوروبيين المناهضين للإسلام والمسلمين والأجانب، ومن بين الشعارات التي ابتكرتها الماكينة الانتخابية، في حزب الأحرار وبقية الأحزاب الأوروبية اليمينية، والتي استخدمتها على نطاق واسع خلال الحملة المناهضة للأجانب صورة لامرأة مسلمة وهي ترتدي حجابًا غطى رأسها ووجهها بالكامل باستثناء عينيها، وظهر تحتها عبارة «هل هذا هو مستقبلنا؟»...
بين اليمين المتطرف والكنيسة
في مقابلة نشرتها صحيفة «لاريبوبليكا» الإيطالية مع بطريرك البندقية «الكاردينال أنجلو سكولا»، قال: إن موضوع الصراع مع الإسلام يتصدر أجندة أعمال البابا بنديكت السادس عشر، وهو يُعد بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية ولأوروبا، أهم قضية في القرن الحادي والعشرين، ويرى بطريرك البندقية في كل البلدان الإسلامية، من مراكش وحتى إندونيسيا، هناك جدال قائم بين التطرف والانفتاح، مع تفاوت حدته بين بلد وآخر، حيث يتصرف البعض بتعصب، بينما يسعى البعض الآخر إلى فصل البعد الديني عن ذلك المدني، لكنها عملية لم تتمكن من تثبيت أقدامها على مستوى شعبي...
وفي الوقت الذي تمنى فيه «الكاردينال أنجلو سكولا» انتصار العلمنة في العالم الإسلامي، طالب هـو وبابا الفاتيكان والكنيسة بإعطاء الصبغة النصرانية لأوروبا والغرب.
وأضاف «سكولا»: لا نعتقد بوجود إسلام معتدل يقابل الإسلام الراديكالي، ويقصد العلمانيين من العرب وغير العرب المنتمين تاريخيًّا للإسلام.
وبذلك يؤسس الفاتيكان لحروب دينية جديدة منذ نهاية الحرب الباردة، حيث أعلن على نطاق واسع ومن أعلى هرم حلف شمال الأطلسي أن الإسلام هو العدو البديل للشيوعية!
ويمكن وضع تسلسل زمني ومكاني لتلك الاعتداءات اللفظية والنفسية والحربية والاقتصادية وغيرها؛ فاحتلال أفغانستان والعراق لم يكن نتيجة لأحداث 11 سبتمبر 2001م، بل مبرر لها، بينما الخطط كانت معدة سلفًا كما هو معلوم.
على صعيد آخر، تلتقي مصالح الفاتيكان مع مصالح اليمين المتطرف في أوروبا، والمحافظين الجدد في أمريكا؛ فالفاتيكان يشعر باهتزاز مركزه بسبب الفضائح الجنسية وابتعاد الناس عن الكنيسة ومشاريع التنصير في عالم الفقراء وشراء الضمائر والأرواح بأكياس الأرز والطحين بل أصبحت الكنائس نفسها عرضة للبيع والشراء، لا سيما في أوروبا !
ومن ثم فليس هناك سبيل أمام الفاتيكان لاستعادة ما فُقد إلا عن طريق التخويف من الإسلام ونشر الكراهية ضده في الغرب، وذلك في مفارقة عجيبة بين الزعم الذي لا دليل عليه وهو الحب والمحبة وما ينسب للسيد المسيح عليه السلام: «أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم».
ومن بين الاعتداءات الصادرة وما أكثرها مطالبة رئيس حزب التحالف اليميني المعارض في إيطاليا «جان فرانكو فيني» يوم 30 يوليو 2007م بإلقاء خطب الجمعة بالإيطالية، وكذلك الجدل الذي ثار بشأن وجود الصليب في المؤسسات والمكاتب العامة، حيث ذكر أن «الصليب يجب أن يبقى لأنه يجسد هويتنا التاريخية والثقافية»، بينما يصنف هذا الرجل وأمثاله المسلمين المطالبين بتجسيد الهوية الإسلامية في بلدانهم بالمتعصبين والمتطرفين!
خلافات نصرانية نصرانية
على صعيد آخر، تثير الحرب التي يشعلها الفاتيكان والكنيسة الغربية كثيرًا
من الأزمات الداخلية بين الطوائف النصرانية، وهو ما يسوق الفاتيكان العالم إليه من جديد، حيث يزعم أن: «الإيمانية المسيحية الوحيدة موجودة في الكنيسة الكاثوليكية، وبفضل بعض العناصر كالخلافة الرسولية والكهنوت والأفخارستيا، كما يمكن وصف تلك الكنائس الشرقية بالكنائس أيضًا، وليس الجماعات البروتستانتية، الناشئة عن حركة الإصلاح في القرن السادس عشر، فهذه الأخيرة لا تعترف بالخلافة الرسولية ولا بالرسامة الكهنوتية».
إنها الرسالة القوية للوثيقة الكنسية التي صدرت يوم 10 يوليو 2007م عن «مجمع العقيدة والإيمان» التابع للفاتيكان، وعنوانها: «إجابة على تساؤلات حول بعض جوانب العقيدة الكاثوليكية».. وهي موقعة من قبل رئيس المجمع الكاردينال «ويليام ليفادا» والسكرتير المونسينيور «أنجلو أماتو» وبتاريخ 29 يونيو، ذكرى الاحتفال بعيد القديسين بطرس وبولس، جاءت لتوضيح بعض جوانب النقاشات اللاهوتية التي وردت تأكيدًا لدستور «نور الأمم» المنبثق عن المجمع الفاتيكاني الثاني 1962/1965م.. والذي يؤكد أن «كنيسة المسيح تقوم في الكنيسة الكاثوليكية»، نافية أن يكون هناك مجال لكنائس أخرى وهو افتراض تلغيه الوثيقة الجديدة بوضوح، وهي توضح فضلا عن هذا، نقطة أساسية أخرى تتعلق بالمجمع الفاتيكاني الثاني وهي أن المجمع الذي دعا إليه «يوحنا الثالث والعشرون» لم تكن بنيته «تغيير العقيدة الكاثوليكية، بل التعمق فيها»...
وقد سبق لبابا الفاتيكان - عندما كان رئيس «مجمع العقيدة والإيمان»- أن أصدر وثيقة بعنوان: «المسيح الرب» أحدثت أزمة في الحوار المسكوني بسبب تشديدها على عدم إطلاق لفظة كنيسة على الجماعات البروتستانتية.
خلافات داخل الكنيسة الكاثوليكية
ولم يقف خلاف الفاتيكان مع الطوائف النصرانية الأخرى، ولاسيما البروتستانت فحسب، بل وصل إلى حد الخلاف داخل الكنيسة الكاثوليكية ذاتها .
فقد أصدر «مجمع العقيدة والإيمان» التابع للفاتيكان في 14 مارس 2007م بيانًا توضيحيًّا، بخصوص كتابات الراهب اليسوعي الشهير «جون سوبرينو»، مع إشارة مباشرة إلى كتابيه «يسوع المسيح المحرر، قراءة تاريخية - لاهوتية» ليسوع الناصري مدريد 1991م، و«يسوع المسيح من وجهة نظر الضحايا»، سان سلفادور 1999م.
وجاء في بيان المجمع أن هذه الكتابات تحتوي على أفكار «يمكن أن تضر بالمؤمنين بسبب خطئها وخطورتها».
وأضاف البيان أن تلك «الأخطاء المنهجية أدت إلى نتائج لا تتوافق وعقيدة الكنيسة العتيقة بشأن مسائل مفصلية، مثل: لاهوت يسوع المسيح، تجسد ابن الله، العلاقة بين يسوع وملكوت الله، وعيه الذاتي والقيمة الخلاصية لموته».
وحاول البيان - كما جاء في خاتمته- تقديم معيار آمن ومتجذر في عقيدة الكنيسة، لتقييم صحيح للمسائل المذكورة وشديدة الأهمية سواء من الناحية اللاهوتية أو من الناحية الراعوية.
وذكر البيان أنه على المؤلف الأب «سوبرينو» أن يصحح ما جاء في كتاباته في أجل أقصاه شهران، وستبحث اللجنة المكلفة الأمر بعد ذلك لتقرر لاحقًا «الإجراءات المناسبة».
وهذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها التياران اللاهوتيان اللذان يمثلان المجالات الأكثر تجديدًا وحيوية وهما: «لاهوت التحرير»، و«لاهوت الأديان»، مشكلات مع المؤسسة التي من مهامها مراقبة ومعاقبة اللاهوتيين الكاثوليك.
وكان متوقعًا، إن لم يلتزم الأب «سوربينو»، بما طلب منه أن يحكم عليه بالصمت، أو عدم التدريس في الجامعات الحبرية أو ربما حرمانه من مرتبته الكهنوتية.
أخيرًا: لقد كان حريًا بالفاتيكان أن يصلح «خرفانه الضالة» - وفق التعبير المنسوب للسيد المسيح واصفا بني إسرائيل - بدلا من البحث عن دور في حرب الإسلام والمسلمين وتضليل الناس، وكان حريًا بالفاتيكان أيضا أن يكون أول من يعلم أن حرية التفكير في الإسلام وفق الضوابط الشرعية من أقوى الأسس وأكبر عوامل تفوقه وبقائه، فليس في الإسلام «أكليروس» ولا بابوية تحجر على التفكير، وإنما مقاييس وضوابط، وفي ذلك تكمن عظمة الإسلام.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل