; الفتاوى: العدد (996) | مجلة المجتمع

العنوان الفتاوى: العدد (996)

الكاتب أ.د. عجيل جاسم النشمي

تاريخ النشر الأحد 05-أبريل-1992

مشاهدات 26

نشر في العدد 996

نشر في الصفحة 44

الأحد 05-أبريل-1992

أحكام فقهية وفتاوى شرعية

·       الاستغفار يكون للميت المسلم، ويحرم للكافر الميت

·       صوت المرأة ليس عورة؛ ولكن لا يجوز الخضوع فيه

·       يجوز تقبيل الميت قبل دفنه

أكل الضفدع والأرانب والفسيخ

سؤال: هل يجوز أكل الضفدع وأكل الأرانب والسمك الذي تعفنت فيه مصارينه كالفسيخ والميد الذي قد يأكله البعض دون تنظيف داخله؟

الجواب: نعم يجوز أكل الضفادع لأنها حيوانات مائية؛ وإن كان بعض الفقهاء يحرمها باعتبارها حيوانات برمائية تعيش في البر والبحر، وقد حرم الشافعية بناء على ذلك الضفدع والسرطان «القبقب» وحية البحر والتمساح والسلحفاة، لكن النووي قال: إن جميع ما يكون ساكنًا في البحر فعلًا تحل ميتته، ولو كان عيشه في البر؛ إلا الضفدع فجعل المدار على محل العيش، فإن كان البر فلا تحل الميتة، وإن كان البحر فتحل الميتة. وعند التحقيق فإن الضفادع وحيات البحر والسرطان وغيرها مما يعيش في البحر والبر، إنما ينبغي أن ينظر إلى أصل موطنه ومكان استقراره، وهذه التي ذكرت لا تعيش في البر على الدوام، ما لم تكن في ماء أو مستنقع ماء، وحياتها إنما هي في البحر على كل حال، فهي حلال حية أو ميتة، والله أعلم. أما الأرانب فأكلها حلال عند جمهور الفقهاء؛ قال أنس رضي الله عنه: «أنفجنا -أي أثرنا- أرنبًا فسعى القوم فلغبوا -أي أعياهم التعب- فأخذتها وجئت أبا طلحة، فذبحها وبعث بوركها -أو قال: بفخذها- إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبله» (فتح الباري 9/ 661). وأما السمك الذي يؤكل دون تنظيف ما به كالفسيخ والميد، فهذا كما قال الفقهاء: ينظر إن كان صغيرًا فهو طاهر عند الجميع؛ لأن ما فيه معفو عنه لصغره لصعوبة تنظيفه، وإن كان السمك كبيرًا فقال الحنفية والحنابلة: إنه طاهر، وقال الشافعية والمالكية: إنه غير طاهر. وعلى الرأي بطهارته لا بد من رأي الطبيب المختص في ضرره أو عدم ضرره، فإن قرر أنه غير ضار جاز أكله، وإلا فلا.


أبوه مبتلى بشرب الخمر

سؤال: شخص شاب يقول إن والده مبتلى بشرب الخمر، فهل يجوز للابن أن يتلف هذه الخمر بأن يكسر علبها أو يرميها دون علم والده.. ولو فعل ذلك هل عليه شيء؟

الجواب: ينبغي أن تنصح والدك غاية ما تستطيع وتلح في ذلك، وتحاول منع دخولها بيتكم، وأما تكسيرها أو رميها فهذا إن كان لا يؤدي إلى مفسدة أكبر من خلاف شديد مع والدك قد لا تؤمن عقباه فافعل، وإلا فلا تقدم على هذا الموضوع حفاظًا على صلة الرحم. وإذا حدث أن أتلفت هذه الخمر فإنه باتفاق الفقهاء لا ضمان عليك ما دامت هذه الخمر لوالدك وهو مسلم عاص. ولكن الفقهاء اختلفوا في ضمان إتلاف خمر غير المسلم ممن يستبيحها، فقال الحنفية والمالكية: إنه يضمن قيمتها لا مثلها. وقال الشافعية والحنابلة: إنه لا يضمنها؛ لأنها غير متقومة مثلها مثل سائر النجاسات.


اليمين وعهد الله

سؤال: شخص قال: علي عهد الله وميثاقه إذا جاء والدي من السفر صحيحًا أن أذبح بقرة، فهل هذا القول يعتبر حلفًا؟

الجواب: قول الشخص: عليَّ عهد الله وميثاقه يعتبر يمينًا لأنه عهد؛ قال تعالى: ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا﴾ (النحل: 91)، وهذا قال به جمهور الفقهاء والشافعية قالوا: يكون يمينًا بالنية، فالقول السابق يعتبر حلفًا ونذرًا في آن واحد، لكن نص المالكية على أنه إذا قال الشخص: أعاهد الله على كذا، أو: لك عليَّ عهد، أو أعطيك عهدًا، فإن ذلك لا يعتبر يمينًا؛ لأن المعاهدة من صفات الإنسان، لا من صفات الله تعالى.


تقبيل الميت قبل دفنه

السؤال: ما حكم تقبيل الميت بعد أن يغسل ويكفن أو قبل ذلك؟

الجواب: يجوز لأهل الميت وأصدقائه تقبيل وجهه؛ فقد روي أن عائشة رضي الله عنها قالت: «إن النبي صلى الله عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون وهو ميت وهو يبكي، أو عيناه تذرفان» (حسن صحيح)، وقالت عائشة أيضًا: لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم «أقبل أبو بكر فتيمم -أي توجه- النبي صلى الله عليه وسلم وهو مسجى ببرد حبرة، فكشف عن وجهه ثم أكب عليه فقبله، ثم بكى، فقال: بأبي أنت يا رسول الله، لا يجمع الله عليك موتتين» (فتح الباري 3/ 113).


صوت المرأة

سؤال: هل صحيح أن صوت المرأة عورة ولا يجوز الاستماع إليه؟

الجواب: صوت المرأة ليس عورة في حد ذاته ولا نعرف أحدًا قال بهذا. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستمع إلى النساء وهن يحادثنه أو يسألنه في أمور دينهن ودنياهن، وكذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم يحادثون النساء، بل كانوا يأخذون العلم والحديث عن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وخاصة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. لكن المحذور الذي لا ينبغي أن تتصنعه المرأة ولا يجوز لمن يؤثر فيه صوتها أن يستمعه هو إذا كان الصوت منغمًا أو لينًا أو مكسرًا، فعدم جوازه لا لذاته بل لاتخاذه سبيلًا إلى الفتنة، وكم من هذا القبيل أوقع رجالًا في حبائل النساء، والله المستعان.


الاستغفار للغير

سؤال: هل يصح أن نستغفر للصبي الصغير الذي لم يبلغ الحلم بعد وفاته؟ وهل يصح أن يستغفر الشاب المسلم لوالده غير المسلم؟

الجواب: لا يستغفر للصبي الميت لأنه ليس أهلًا للتكليف، ولا يستغفر للكافر الميت؛ بل يحرم الاستغفار له بنص القرآن الكريم، أما الكافر الحي فيجوز عند الحنفية الاستغفار له رجاء أن يؤمن فيغفر له. وكذلك جوز الحنابلة وغيرهم الدعاء بالهداية. وعلى ذلك فالاستغفار إنما يكون للميت المسلم؛ فمن السنة الاستغفار له بعد دفنه لأنه يسأل بعد الدفن لقول النبي صلى الله عليه وسلم بعد دفن مسلم: «استغفروا لأخيكم، واسألوا له التثبيت؛ فإنه الآن يسأل» (عون المعبود 2/ 209).


التأجير لمحل فيديو

سؤال: شخص يريد أن يؤجر محلًّا ليستخدمه المستأجر في بيع أشرطة الفيديو، فيسأل: هل يجوز ذلك علمًا بأنه لا يستطيع أن يتحكم في نوعية الأفلام التي يبيعها المستأجر، ومعلوم أن كثيرًا منها أفلام لا يرتضيها الشرع الإسلامي؟

الجواب: الإجارة في الأصل مباحة من حيث هي، لكن قد تصبح غير جائزة بالنظر إلى موضوعها، ولذلك لا يجوز إجارة محل لبيع الخمور أو للقمار وما إلى ذلك، وفيما هو محرم قطعًا. لكن إن اختلط الحلال بالحرام كما هو في محل السؤال في تأجير المحل لبيع أشرطة فيديو، يكون فيها المقبول وفيها المخل بالآداب والمنافي للتعاليم الإسلامية، ولا يستطيع المؤجر أن يمنع ذلك، ولا تعهد المستأجر به، فإن الأحوط الابتعاد عن إيجار المحل لهذا الغرض درءًا للشبهات التي قد تمس حتى صاحب الملك، وسدًّا لباب الفساد، ولا يكون المالك وكذا المستأجر قد أعانا على الفساد.. فإنه لا يجوز إيجاره ولا استئجاره.




 

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 44

32

الثلاثاء 19-يناير-1971

نشر في العدد 119

40

الثلاثاء 26-سبتمبر-1972