; القدس عاصمة اليهود إلى الأبد! لا وطن.. ولا دولة للفلسطينيين! | مجلة المجتمع

العنوان القدس عاصمة اليهود إلى الأبد! لا وطن.. ولا دولة للفلسطينيين!

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 24-يناير-1978

مشاهدات 15

نشر في العدد 383

نشر في الصفحة 6

الثلاثاء 24-يناير-1978

"لم نبن المستعمرات بالدم والعرق، من أجل التخلي عنها إرضاء لنزوة الحكومة المصرية. كل الأرض التي أخذناها، إنما منحنا إياها الله وإبراهيم وإسحاق ويعقوب.  لم نطلب الاعتراف بوجودنا من أحد، فنحن موجودون فعلًا، لا يخيفنا انهيار المفاوضات، فلدينا جيش قوي وحكومة قوية يدعمها شعب متدين واع".

 هذا هو منطق اليهود وهذه هي تصريحاتهم الواضحة وسياستهم المعلنة، أي إنهم لم يلجئونا إلى الاجتهاد في فهم مواقفهم وسياستهم، حيث إنهم صرحوا – على ألسنة زعمائهم جميعا – بأن الأرض التي احتلوها، إنما احتلوها بناء على نصوص التوراة.

وإذا كان واقع اليهود وسلوكهم يقدم – الدليل – المادي على التوائهم وأطماعهم، وعلوهم في الأرض، فإن القرآن الكريم قد عرض – في وقت مبكر جِدًّا – هذا السلوك اليهودي، وكشف مواقفهم من الله، ومن الأنبياء ومن الناس والحياة.

﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ﴾ (المائدة: 64).

﴿لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا ۖ كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ﴾ (المائدة: 70).

﴿وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ (المائدة: 64).

﴿وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾ (البقرة: 61).

ما معنى ذلك؟

معناه: إن الذين يريدون التعامل مع اليهود والانفتاح عليهم وتبادل المحبة معهم، قوم لم يهتدوا بالقرآن ولم ينتفعوا بحديثه الطويل عن نفسية اليهود وخداعهم وغدرهم والتوائهم.

إن اليهود تطاولوا على الله ووصفوه بأوصاف ذكرها الله، تم دحضها دحضًا مقرونًا بصب اللعنة على اليهود، وإن اليهود أوغلوا في القسوة والكنود والإجرام حتى قتلوا الأنبياء المصطفين الأخيار.

 وإن اليهود خانوا عهودهم مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعهودهم مع المسلمين.

﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ﴾ (الأنفال: ٥٥- ٥8).

وهكذا فإن الانحراف عن هدى القرآن قد كلف الناس كثيرًا، ودفعهم في طرق مظلمة مليئة بالأفاعي ذات السم القاتل.

إن الانحراف عن القرآن لا يتمثل في هجر شرائعه في الزكاة، والحدود، والوحدة فحسب، وإنما يتمثل كذلك في الإعراض عن التصور القرآني لصراع هذه الأمة مع يهود وسلوك اليهود الواقي، يقدم دليلًا واقعيًا على صدق القرآن الكريم ولله الحمد والمنة، فهل حان حين الاهتداء بالقرآن في تصور الصراع الدائر بين الأمة ويهود.

وهل نطمع في أن يكف دعاة الإسلام عن سلبيتهم وأن يجعلوا هذا التصور قاعدة فكرية للعمل السياسي ورأيا عامًا تجتمع عليه الأمة.

الرابط المختصر :