العنوان القراء يناقشون موضوع وسائل الإعلام والدعوة الإسلامية
الكاتب بأقلام القراء
تاريخ النشر الثلاثاء 05-يوليو-1988
مشاهدات 20
نشر في العدد 873
نشر في الصفحة 34
الثلاثاء 05-يوليو-1988
● ثقافة الطفل المسلم والمرأة المسلمة مستقاة في معظمها من دوائر إعلامية مُعادية.
● القراء يقولون:
لماذا لا يأخذ المسلمون زمام المبادرة تجاه المستجدات في الساحة الإعلامية ومنها السينما والتلفزيون والفيديو؟
● الأنظمة هي السبب في ضعف الإعلام الإسلامي ومحاصرته والتضييق عليه.
كانت المجتمع قد نشرت في أعداد سابقة «800، 801» منتدى فكريًا حول وسائل الإعلام والدعوة الإسلامية، وكيف تخدم وسائل الإعلام المختلفة الدعوة الإسلامية، شارك فيه عدد من المختصين في شؤون الدعوة والإعلام، ونظرًا لأهمية هذا الموضوع وخطورته في ضوء التحديات التي تواجه المسلمين اليوم، وفي ضوء التقدم المذهل في عالم الاتصال، فقد وردتنا رسائل عديدة من الإخوة القراء عقبوا من خلالها على ما ورد في المنتدى من آراء وأفكار، وأبدوا أيضًا آراء ومقترحات جديدة لدفع عملية الإعلام الإسلامي إلى الأمام خدمةً للإسلام والمسلمين. ماذا يقول الإخوة القراء في مجال الإعلام الإسلامي، هذا هو موضوع حلقتنا لهذا العدد.
● في رسالة مطولة من الأخ القارئ عبد الحميد سليمان من المملكة العربية السعودية يقول فيها:
استطاعت الصهيونية العالمية عن طريق المال والإعلام إحكام سيطرتها ونفوذها وتغلغلها في دول عديدة شملت حتى الدولتين العظميين، وذلك تطبيقًا لما جاء في بروتوكولات حكماء صهيون، وقد وعي المسلمون اليوم خطورة الجانب المالي والتفتوا فعلًا إلى مجال الاقتصاد، وقامت ولله الحمد مؤسسات اقتصادية إسلامية أثبتت وجودها في عالم المال على الرغم من قصر الفترة الزمنية، لكنهم وللأسف لم يستطيعوا حتى الآن إثبات وجودهم في مجال الإعلام. من هنا فإن القائمين على أمر الإعلام الإسلامي مطالبون بالسعي وبجدية لوضع منهاج إعلامي، أو نظرية إعلامية إسلامية تقف على أرضية ثابتة، وتستطيع أن تقف حائلًا دون التدفق الإعلامي الهائل والمذهل الذي يفرض نفسه على المجتمعات الإسلامية.
● وينتقد القارئ «سليمان. ع» من دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة علماء المسلمين لتقصيرهم في إصدار فتوى بشأن وسائل الإعلام الحديثة: هل هي حرام أم حلال؟ فعلماء المسلمين اليوم كما يقول الأخ القارئ لم يحسموا هذه المسألة الخطيرة ليقولوا فيها كلمتهم الأخيرة، فبعضهم يرفض كلية وسائل الإعلام الحديثة من تلفزيون ومسرح و سينما وغيرها ويعتبرها وسائل شيطانية مدمرة، بينما يقف آخرون في الطرف المقابل ليتقبلوا هذه الوسائل كلية بعد تجريدها من كل ما يخالف الدين، ثم استخدامها لخدمة ديننا الحنيف.
ويتساءل الأخ القارئ في ختام رسالته:
هل نسمع قريبًا عن اجتماع لعلماء المسلمين ليقولوا كلمتهم الفاصلة في هذا الموضوع؟!
● أما القارئ «خالد عبد العزيز. ص» من الكويت فكتب إلينا رسالة يطالب من خلالها الشباب المسلم بالإقدام على دراسة العمل الإعلامي بشتى فنونه، وتطويعه لأغراض الدعوة، وذلك بعد أن غدا علمًا متخصصًا تقوم عليه دراسات واسعة متعمقة وله طرائقه وفنونه المميزة، وحذر الأخ خالد من مغبة ترك المجال الإعلامي للخصوم يسرحون فيه ويمرحون دون مقاومة أو منافسة، كما طالب أيضًا بألا يترك مجال العمل الإعلامي في الدعوة على بعض المتبرعين من ذوي الإمكانات الإعلامية المحدودة، بل لا بد من تدريب الكوادر الإعلامية المتخصصة التي تستطيع هدم أضاليل الإعلام المعادي، ونقض منطقه وبناء وتثبيت الأفكار الصحيحة والتحليل السليم والخبر الصادق لدى الناس.
● ومن الكويت أيضًا بعث إلينا القارئ «سليمان. م» برسالة يشيد فيها بالدعوة التي وجهها مؤخرًا بعض المخلصين الغيورين على دينهم، والتي طالبوا من خلالها بقيام مؤسسة إعلامية إسلامية تتولى الإعلام الأنبائي والتركيز على القضايا الإسلامية وإصدار الصحف الإسلامية اليومية، وإقامة مؤسسة مسرحية لإخراج المسلسلات التاريخية الإسلامية، وتتولى أيضًا توفير كل المتطلبات المادية للمطابع والورق ووسائل التوزيع وغيرها.
ويطالب الأخ سليمان في رسالته القائمين على أمر البنوك الإسلامية أن لا يتوانوا عن دعم مثل هذه المشاريع، لأنها تحقق الأهداف التي قامت من أجلها هذه البنوك وهي خدمة قضايا المسلمين، كما أن دعم مثل هذه المشاريع ليس خاسرًا من الناحية المادية، بل سيعود بإذن الله بالربح الوفير على هذه البنوك.
● ويحمِّل القارئ «عبد الكريم. ب» من مصر مسؤولية ضعف الإعلام الإسلامي والعُزلة الإعلامية الرهيبة المفروضة عليهم على عاتق الأنظمة التي تمتلك وسائل الإعلام، فتهلل بها لفلان لاعب الكرة ولفلانة الفنانة الراقصة، في حين يعيش ويموت العالِم والمفكر الإسلامي دون أن يدري به أحد، ثم يتساءل الأخ عبد الكريم و يقول:
لا أدري لماذا يُمنع المفكرون المسلمون في معظم ديار المسلمين من استخدام وسائل الإعلام من صحافة وتلفاز وإذاعة، وإذا سمح لهم فلفترة قصيرة جدًا، في حين يُسمح لأعداء الإسلام باستخدامها لساعات طوال، ومن ثم لماذا تمنع الندوات والمحاضرات الإسلامية، في حين تُيسَّر كل السبل أمام الندوات والمحاضرات غير الإسلامية؟ وحتى المجلات والصحف الإسلامية التي تصدر في بعض بلدان العالم الإسلامي تتعرض لأنواع متعددة من التضييق والتعطيل!! لا شك أن كل ذلك بعد اغتصابًا للعقل المسلم واعتداءً على مراكز الوعي فيه، وتجريد وحشي له من حرية التعبير والرأي الإسلامي الحر في مواجهة العلمانية وذئاب الحكم وعبيد الطواغيت.
● وأرسل إلينا من النمسا قارئ مسلم أشار إلى اسمه بالحرفين «س. ص» رسالة يشيد فيها بما كتبته مجلة الدعوة الصادرة في النمسا في إحدى افتتاحياتها، وكانت تحت عنوان «ادخلوا عليهم الباب»، وقد كانت الافتتاحية شديدة اللوم للمسلمين في عدم أخذهم زمام المبادرة تجاه المستجدات ومنها التلفزيون والفيديو والسينما، بل تراخيهم وتكاسلهم وإلقاء اللوم على الاستعمار والصهيونية، وقد كان الأحرى بهم أن يقفوا موقف المسلمين الأوائل فيستوعبوا هذه الفنون ليكونوا من ثم أسيادها وصانعيها وأصحاب السبق فيها، وتكون الفنون هذه أدوات بأيديهم يوجهونها الوجهة التي يريدون.. وبعد أن أورد القارئ ما قالته افتتاحية مجلة الدعوة تساءل قائلًا:
لماذا يخاف المسلمون من ولوج باب السينما؟ ولماذا لا يصنعونها؟ وهل يقتحمونها في القريب العاجل خاصة وأن تاريخنا الإسلامي ميدان فسيح ومستودع غزير بحقائقه الإنسانية الرفيعة ومواصفاته البناءة وإشراقه المجيد؟
● ويسلط أخ قارئ من المغرب «بن علي خالد» الضوء على جانب هام غفل عنها المسلمون في عصرنا الحاضر وتركوه لأعداء أمتنا يصولون فيه ويجولون، ألا وهو الإعلام الموجه للطفل المسلم والمرأة المسلمة، فثقافة الطفل المسلم وثقافة المرأة المسلمة اليوم مستقاة في معظمها من دوائر إعلامية معادية، في حين تخلو الساحة الإسلامية على اتساعها من مجلات وكتب وبرامج موجهة لأبنائنا وبناتنا، وإن وجدت مثل هذه الأمور فهي ضئيلة ولا تكاد تسد إلا جزءًا بسيطًا جدًا.
فهل يا ترى بات المفكرون المسلمون عاجزون عن إصدار مجلة حية وقوية للطفل المسلم، تنافس المجلات العلمانية؟ وهل باتوا عاجزين عن إصدار مجلة للمرأة المسلمة؟ إن المال والحمد لله متوفر لدينا والإمكانات متوفرة أيضًا، وما ينقصنا سوى وضع الخطة والمباشرة بالتنفيذ، فهل نرى مثل هذا المشروع قريبًا؟؟
● وبعد فهذه خلاصة ما أورده الإخوة القراء في رسائلهم من آراء ومقترحات بناءة في مجال وسائل الإعلام والدعوة الإسلامية، لعل المخلصون من أبناء هذه الأمة يبادرون لتأسيس إعلام إسلامي هادف يستطيع أن يوظف وسائل الإعلام لخدمة الدعوة إلى الله، وليس ذلك على الله ببعيد.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل