الثلاثاء 16-فبراير-1971
«الجهراء» بلد المزارع والنخيل!
· من دوار مستشفى العظام ينعطف بك الطريق يمينًا تجاه «صفوان» حيث يبدأ توديع أرض الكويت لتستقبل أراضي الجمهورية العراقية.
· ورغم أن الطريق من أوله لم يصله الدور في كهربته إلا أن حركة السيارات فيه دائبة ليلًا ونهارًا، سواء كانت سيارات البضائع والخضروات المستوردة أو القوافل المتجهة بحجاج العراق وتركيا، أو المتجهين إلى البصرة لقضاء عطلة الربيع، أو الحركة المحلية من وإلى الجهراء مرورًا بالصليبيخات.
· وعلى يسارك تربض «الجهراء» حيث تشعر لأول وهلة بالماضي والحاضر يلتقيان في مكان واحد، حيث ترى البنايات الحديثة على أفخم طراز مشجرة ومكهربة، «فیلات» الأهالي مع دور الحكومة، مع مساكن البنك، بجوار البيوت العتيقة والخيام والعشيش التي ترى الأبقار تسرح فيها هنا وهناك تحت أشجار النخيل وبين المروج الخضراء التي تزوّد المدينة بأكبر نسبة من الخضروات المحلية الطازجة، وتكثر مزارع الدواجن التي تمد الكويت بنسبة عالية من البيض والدجاج، ونسبة الآبار للمياه العذبة تساعدها على هذا الوجود الفريد في الأرض الصحراوية.
· وفي «الجهراء» يقطن حوالي ۷۰۰۰ سبعة آلاف من السكان معظمهم من «البدو» وبها مدرسة متوسطة للبنين وأخرى للبنات ومثلها للمرحلة الابتدائية عدا رياض الأطفال، مما أوجد نهضة تعليمية في هذه القرية بدأت بواكيرها تظهر في الوعي الذي يتجلى في مجتمعها وبها أربعة مساجد تديرها وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية ويحرص الأهالي على ارتيادها في جميع أوقات الصلاة لما فطروا عليه من تدين.
· وفي الأصيل مع جو الشتاء الرائع كان ذهابنا إلى هناك ليكون لقاؤنا مع موظف وزارة الأوقاف الذي ودّع إدارة المساجد ليخطو لأول مرة عتبات مجلس الأمة مع النائب محمد ضيف الله.
· وفي ديوانية النائب محمد ضيف الله القحصي كان لقاؤنا، وما زالت وفود المهنئين لليوم السادس تعج بها داره في أحد أطراف القرية، «وربعه» يستقبلون معه الوفود بالتحية العربية.
· ودار الحديث مع النائب الجديد متناثرًا، وكان مما قاله:
لقد زرت إخواني النواب الحجرف والعيار وعهدي أن نتعاون سويًا لخدمة المنطقة التي أعطتنا ثقتها.
وعن دورة المجلس وبرنامج العمل فيها قال: نحن مسلمون وسنعمل بعون الله على خير بلدنا في ظل أميرنا المفدى، واعتدل يوزع ابتسامته الهادئة وتحياته للزائرين.
· ولما عرف وجهتنا أننا بسبيل الانصراف لزيارة بقية الأعضاء لم يتركنا مع دليل، بل صحبنا بنفسه إلى منزل زميله النائب فلاح الحجرف.
مع النائب السابق والحالي وصعدنا درجات ثلاث إلى ديوانية النائب السابق فلاح الحجرف الذي شهدت له قاعة مجلس الأمة مواقف الدفاع عن أخلاقيات الأمة ودينها مما كان له رصيدًا صعد به إلى منبر المجلس للمرة الثانية.
· واستقبلنا الرجل بكرم عربي أصيل وروح مرحـة خفيفة اطلعنا فيها على نتائج الانتخابات في الدوائر كل صندوق على حدة.
· وبينما تدور القهوة العربية، والشاي، في جو معطر بالبخور بالعود، على الذين غصت بهم دیوانینه من المهنئين قال فلاح الحجرف وعيناه تشعان ببريق الفرحة والاطمئنان والسعادة بالنتيجة:
لقد زرعنا وحصدنا، لقد بذرنا وقطفنا الثمر، يعني أعماله ومواقفه مدة النيابة السابقة.
· وعن الدورة القادمة واحتمالات تياراتها قال: بمعرفة سابقة، وخبرة الممارسة سنتعاون على الخير ونخدم بلادنا بإذن الله.
· وبثقة في الماضي واطمئنان إلى المستقبل قال: نحن على استعداد لأن نلتقي ونسمع من كل إخواننا ما يريدون، ولزحام المجلس بالوافدين للتهنئة أستأذنا بالانصراف، وودعنا.
الرجل حتى باب بيته حيث ركبنا السيارة داعين الله أن يسدد خطى العاملين لخـير بلادنا ومجد ديننا.
أبو هالة