; القضايا الكلية للاعتقاد في الكتاب والسنة_ الآثار السياسية للخلاف العقائدي | مجلة المجتمع

العنوان القضايا الكلية للاعتقاد في الكتاب والسنة_ الآثار السياسية للخلاف العقائدي

الكاتب الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق

تاريخ النشر الثلاثاء 08-فبراير-1983

مشاهدات 30

نشر في العدد 607

نشر في الصفحة 32

الثلاثاء 08-فبراير-1983

  • مفهوم وصف الله سبحانه بالأول والآخر والظاهر والباطن

  • يخطئ من يظن أن الآثار المترتبة على الخلاف العقائدي هي آثار  أخروية فقط بل الخلاف العقائدي يؤدي أول ما يؤدي إلى المشكلات السياسية، فجميع البلايا والرزايا التي ابتليت بها الأمة منذ الصدر الأول وإلى اليوم مردها إلى الانحراف العقائدي. فحروب الردة وهي أولى المشاكل السياسية التي كادت تعصف بالأمة كانت في أساسها خلافًا عقائديًا، فقد ادعى بعض المسلمين بعد وفاة النبي أن الصلاة حق وأن الزكاة ليست كذلك، وكانت تلك فتنة لو لم يقيض لها الله رجلا كأبي بكر لكان الإسلام اليوم أثرًا وذكرى، وفتنة الخوارج كانت بسبب خلاف عقائدي.. ومعلوم أن الخوارج هم الذين زلزلوا بنيان الأمة الإسلامية فهم الذين قتلوا عليًا بن أبي طالب خليفة المسلمين، وهم الذين زلزلوا حبشة قبل ذلك. وهم الذين قوضوا بنيان الدولة الأموية، وأوقفوا الفتوحات الإسلامية، وشغلوا المسلمين بأنفسهم بعد أن كانوا مشغولين بأعدائهم، وهم الذين ساعدوا في هدم الخلافة العباسية. ولقد شاركهم في ذلك عدد كبير من الفرق الباطنية التي انتحلت الإسلام وبدلت عقائده؛ فتحت ستار التصوف تارة، وموالاة أهل البيت تارة؛ تحركت الفرق العقائدية الكثيرة التي أججت الحرب داخل الوطن الإسلامي وأشعلت النيران بين المسلمين واليوم انظر حولك وجنبات العالم الإسلامي. هل تجد من خلاف سياسي إلا ويحركه دافع عقائدي، هل بلاؤنا اليوم إلا من بني جلدتنا الذين يزعمون الإسلام ويبطنون تارة ويظهرون أخرى من العقائد ما يخالف عقيدة الإسلام هل بلاؤنا اليوم إلا من الشتات العقائدي والخلاف في مسمى الإيمان والإسلام.

  • أليس خلافنا مع الساسة الذين يحكمون بغير شرع الله ويدينون في أحكامهم بغير حكم الله خلافًا عقائديًّا وهل بلاؤنا السياسي اليوم إلا من جراء هذا الخلاف العقائدي هذه ضميمة إلى المقدمات السالفة أحببت أن أذكّر بها لأبين أن العقيدة هي المبتدأ والمنتهى؛ المبتدأ تربية وسلوكًا ودعوة والمنتهى لأن الغاية هو الله خلقنا لعبادته ولن نعبده كما يحب إلا إذا شهدنا له بما شهد وآمنا بالغيب الذي أخبرنا وجعلنا حبنا كله له، ورغبتنا كلها له وتوكلنا عليه، ودعاءنا كله له: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ (الأنعام: 162-163).

والآن إلى القضية الثالثة من قضايا المعتقد: 

القضية الثالثة:

«نؤمن أنه سبحانه الأول الذي ليس قبله شيء والآخر الذي ليس بعده شيء والظاهر الذي ليس فوقه شيء والباطن الذي ليس دونه شيء. وأن صفاته كلها كما هي أبدية فهي كذلك أزلية ليس لأوليته ابتداء ولا لآخريته انتهاء». 

الشرح:

الدليل على هذه القضية قوله تعالى ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (الحديد:3), وقد فسر النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- معاني هذه الأسماء فقال في دعائه «اللهم أنت الأول وليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء» «رواه مسلم وأحمد».

 فعلم من ذلك أن أولية الله ليس لها ابتداء وأن آخرية الله ليس لها انتهاء، فكما أن الله باق في الأبد فكذلك لم يزل وجوده قائمًا في الأزل وقال الطحاوي في عقيدته «أول بلا ابتداء آخر بلا انتهاء».

واسم الظاهر دليل على علو الله تبارك وتعالى ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ۖ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً (الأنعام:61) فليس فوق الله شيء وليس بعده من ملك سبحانه، وأما اسم الباطن فهو دليل لإحاطة الله سبحانه وتعالى بخلقه وكون هذا الخلق جميعًا في قبضته. كما قال تعالى ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (الزمر:67) فالأرض جميعًا، والسموات كلها في قبضة الله بل هذا الخلق جميعه بالنسبة لله كخردلة في يد أحدنا كما روى ذلك عن ابن عباس رضي الله عنه. وقد روى الإمام البخاري في تفسير قوله تعالى ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ  (الزمر:67) بإسناده إلى عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال «جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا محمد إنا نجد أن الله عز وجل يجعل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلق على إصبع فيقول أنا الملك، فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ثم قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (الزمر:67) ورواه أيضا الإمام مسلم والترمذي والنسائي.

وفي رواية أخرى للإمام مسلم بإسناده إلى ابن عمر رضي الله عنهما قال إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ (الزمر: 67) ورسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول هكذا بيده يحركها يقبل بها ويدبر «يمجد الرب نفسه أنا الجبار أنا المتكبر، أنا الملك أنا العزيز أنا الكريم فرجف برسول الله -صلى الله عليه وسلم- المنبر حتى قلنا ليخرن به» ورواه أيضا النسائي وابن ماجه.

  • وفي ضوء هذه الآية «وما قدروا الله» وضوء شرح النبي -صلى الله عليه وسلم- لها نفهم معنى وصف الله نفسه بأنه الظاهر والباطن إذ لا يفسر القرآن إلا أفضل من القرآن وكذلك سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- هي تبيان وشرح لكلام الله كما قال تعالى ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ (النحل:44) فالظاهر والباطن تعني؛ حسب بيان القرآن وتفسير الرسول -صلى الله عليه وسلم- علو الله على خلقه وإحاطته بالخلق كله وكون هذا الخلق جميعًا في قبضته ورهن تصرفه سبحانه وتعالى فالسموات العلى والأرضين الدنى كلها في قبضة الله تعالى: ﴿يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (الأنبياء:١٠٤)

  • هذا وصفات الله سبحانه وتعالى كما هي أزلية فكذلك هي أبدية وهذا يعني أن الله لم يزل متصفًا بصفات الكمال فهو الخالق البارئ المصور أزلًا وأبدًا وهو الرحمن الرحيم أولًا وأبدًا. وهو العليم أزلًا وأبدًا، ولا يستفيد شيئًا لم يكن متصفًا به؛ تعالى الله عن ذلك، وكذلك يتصف الله بصفة الكلام أزلًا وأبدًا فكل صفاته سبحانه وتعالى كما كانت في الأزل حيث لا بداية لها فكذلك هي في الأبد حيث لا نهاية لها.

احذروا هؤلاء.. واحذروا لعبة أمريكا!

تحاول الدوائر الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة احتواء الثورة الإسلامية في أفغانستان بعد أن بات انتصارها وشيكًا بإذن الله على قوات الغزو الشيوعي وذلك بإبراز عناصر أفغانية لا تمت للجهاد بصلة لتسليمها السلطة في حال رحيل السوفييت. 

فقد زاد عدد من هؤلاء الأدعياء وهم «محمد عمر ببرك زي، وحبيب الرحمن هاشمي، وسيد مرتضى، وغفور يوسف، ومحمد (...)، وفتاة تدعى فريدة أحمدي كلًا من لندن وواشنطن حيث لاقوا حفاوة وترحيبًا من قبل الأوساط هناك وعلى رأسهم تاتشر وريغان، والجدير بالذكر أن المجاهدين الأفغان يمثلهم الاتحاد الإسلامي لمجاهدي أفغانستان الذي يضم:

1-الحزب الإسلامي بقيادة حكمت يار.

 ٢ - الجمعية الإسلامية بقيادة برهان الدين رباني.

3- حركة الانقلاب الإسلامي بقيادة نصر الله منصور.

4- حركة الانقلاب الإسلامي بقيادة رفيع الله مؤذن.

5- الحزب الإسلامي بقيادة محمد يونس خالص.

٦ - الجبهة بقيادة محمد مير.

7 - الاتحاد الإسلامي لتحرير أفغانستان.

 وعلى هذا فإن الذين قابلوا تاتشر وريغان لا علاقة لهم بالثورة الإسلامية في أفغانستان.

الرابط المختصر :