; القضية الفلسطينية: التوتر يخيم مجددًا على العاقات بين الأردن والسلطة الفلسطينية | مجلة المجتمع

العنوان القضية الفلسطينية: التوتر يخيم مجددًا على العاقات بين الأردن والسلطة الفلسطينية

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 23-أبريل-1996

مشاهدات 29

نشر في العدد 1197

نشر في الصفحة 38

الثلاثاء 23-أبريل-1996

السلطة تتهم الأردن بإيواء قيادة حماس والأردن تهم السلطة بتشويه مواقفه

عاد التوتر مجددًا ؛ليخيم على العلاقات الأردنية الفلسطينية بعد التصريحات الساخنة لرئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات التي هاجم فيها الأردن بشدة، واتهمها بدعم حركة حماس وإيواء قيادتها، وبان الأوامر والبيانات التي تتلقاها الحركة في الداخل تأتي من قيادتها في عمان.

وقد جاءت تصريحات عرفات هذه خلال كلمة ألقاها أمام مجلس الحكم الذاتي الفلسطيني في الجلسة التي عقدها في مدينة رام الله، وأشار عرفات إلى أن الأجهزة الأمنية للسلطة قد حصلت خلال مداهماتها لمنازل أعضاء حماس على وثيقة سرية صادرة عن قيادة الحركة في عمان، وتتضمن تفصيلات عن خطط لمواجهة السلطة الفلسطينية من حيث الوسائل والنتائج والتوقعات التي قال عرفات: إن حركة حماس لو نجحت في تحقيقها لكانت نهاية السلطة.

وانضم إلى عرفات في الهجوم على الأردن مسؤول الأمن الوقائي في الضفة الغربية العقيد جبريل الرجوب الذي أعلن أن السلطة الفلسطينية ستكشف خلال الأيام القادمة الوثائق التي بحوزتها، والتي تؤكد تورط الأردن في دعم نشاطات حركة حماس، وخاصة عمليات التفجير الأخيرة التي نفذتها كتائب القسام.

وأضاف الرجوب في تصريحاته أن هناك أدلة دامغة أثبتتها التحقيقات التي أجرتها أجهزة الأمن الفلسطينية مع نشطاء حركة حماس من المعتقلين في سجونها تؤكد أن التعليمات التي يتلقاها الجهاز العسكري للحركة تأتي من قيادتها المتواجدة في العاصمة الأردنية.

وتأتي الأزمة الجديدة بين الأردن والسلطة الفلسطينية، بعد أقل من شهر على تفجر أزمة سابقة كانت قد أثارتها اتهامات أطلقها عضو السلطة الفلسطينية نبيل شعث ضد الأردن قال فيها: إن الذين يوجهون عمليات حماس ضد الأهداف الإسرائيلية موجودون في الأردن، وقد اعتذر المسؤولون في السلطة الفلسطينية في حينه عن تلك التصريحات، واتهموا وسائل الإعلام بتحريفها.

الأردن من جانبه أعرب  ـ وعلى لسان وزير الإعلام الأردني مروان المعشر ـ عن استغرابه لصدور التصريحات الأخيرة لرئيس السلطة الفلسطينية، وأوضح أن«الأردن لن يسمح لأي شخص كان بالإساءة للسلطة الفلسطينية». وأضاف: «إننا في مركب واحد في العملية السلمية الجارية في المنطقة، مؤكدًا أنه ليس من مصلحة أي أحد كان أن لا نكون في مركب واحد.

ونفى وزير الداخلية الأردني عوض خليفات أي وجود لحركة حماس في الأردن: وأشار إلى وجود بعض المتعاطفين من المواطنين الأردنيين مع حركة حماس ومع السلطة حتى داخل البرلمان الأردني، واستبعد خليفات أن تضطر الحكومة الأردنية أمام الضغوط إلى الخروج عن سياستها المعهودة، وأضاف: «نحن في الأردن نطبق القانون والدستور على مواطنينا، وليس لنا أية علاقة بالإرهاب».

وإذا كانت تصريحات وزيري الإعلام والداخلية الأردنيين قد جاءت هادئة في محاولة لامتصاص تداعيات الأزمة، فإن مصدرًا أردنيًا قد هاجم السلطة الفلسطينية واتهمها «بمحاولة تشويه مواقف وسياسات الأردن» وأضاف: «طلبنا من مسؤولي السلطة خلال زيارة الوفد الأمني الفلسطيني الأسبوع الماضي إلى الأردن أدلة على اتهاماتهم إلا أنهم عجزوا عن تقديم أدلة مقنعة»، وأشار إلى أن ذلك لم يمنع رئيس السلطة ياسر عرفات من تكرار اتهاماته للأردن بإيواء نشطاء وقيادات في حركة حماس، وهو ما قال المصدر إنه «يشكل حرجًا شديدًا للأردن»، وقد طلبت الحكومة الأردنية من ممثلها لدى السلطة الفلسطينية الاجتماع مع ياسر عرفات للاستيضاح حول تصريحاته المتعلقة بالأردن.

وكان رئيس اللجنة العليا للمفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية محمود عباس قام بصورة مفاجئة بزيارة قصيرة للأردن في أعقاب تصريحات عرفات ضد الأردن، وقالت مصادر مطلعة: إن وفد السلطة الفلسطينية حمل خلال زيارته للأردن عدة ملفات تتعلق بنتائج التحقيقات التي قامت بها السلطة مع المعتقلين من حركة حماس، وأنه طرح على الجانب الأردني مجموعة مقترحات لمواجهة حركة حماس من بينها تضييق الخناق على قيادتها، والاستيلاء على مصادر تمويلها، وقد أشاع أعضاء الوفد أن الأردن استجاب لمطالبهم، وزعموا بأن الناطق الرسمي باسم حركة حماس إبراهيم غوشة قد اعتقل وأنه قيد الإقامة الجبرية، وأن هناك إجراءات أخرى لاحقة سيتم اتخاذها خلال أيام قادمة.

وترى الأوساط السياسية في الأردن أن هجوم السلطة الفلسطينية على الأردن جاء نتيجة مخاوف متزايدة لديها من احتمالات عودة طرح الخيار الأردني في الإشراف على مناطق الضفة الغربية المحتلة إثر العمليات الاستشهادية الأخيرة التي نفذتها حركة حماس ضد الأهداف الإسرائيلية.

وقد أشارت هذه الأوساط إلى أن لدى زعامة السلطة معلومات عن أن إسرائيل قد تلجأ إلى الدور الأردني في الإشراف على الضفة الغربية كبديل عن سلطة الحكم الذاتي التي ترى أوساط إسرائيلية رسمية أنها عجزت عن ضبط الأمن وحماية المصالح الإسرائيلية.

وتهدف السلطة من خلال اتهاماتها للأردن بإيواء قيادة حماس ودعمها إلى تحقيق ثلاثة أهداف في أنٍ واحد: فهي من جهة تريد إعفاء نفسها من مسؤولية التقصير في منع تنفيذ العمليات الاستشهادية عبر تحميلها المسئولية لطرف خارجي، ومن جهة ثانية ترغب بقطع الطريق على تفكير إسرائيل باللجوء إلى الخيار الأردني من خلال الزعم بوجود تواطؤ أردني مع حماس في تهديد الأمن الإسرائيلي، ومن جهة أخرى تهدف إلى الضغط على حركة حماس ومحاصرة وجودها الرمزي خارج الأراضي المحتلة.

حيث لم يقتصر ضغط السلطة لتحجيم حركة حماس على الأردن، بل إنها تحركت على مستوى دول الخليج أيضًا، فقد طالب عرفات خلال زيارته الأخيرة لمنطقة الخليج المسؤولين الخليجيين بضرورة محاصرة مصادر دعم حركة حماس، وقطع الدعم حتى عن المؤسسات والجمعيات الخيرية الإسلامية.

الرابط المختصر :