; القمة العربية الطارئة.. لتحقيق آمال الشعوب أم لمزيد من التطبيع؟! | مجلة المجتمع

العنوان القمة العربية الطارئة.. لتحقيق آمال الشعوب أم لمزيد من التطبيع؟!

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر السبت 06-أغسطس-2005

مشاهدات 22

نشر في العدد 1663

نشر في الصفحة 5

السبت 06-أغسطس-2005

تجرى الاستعدادات لانعقاد القمة العربية الطارئة في مدينة شرم الشيخ المصرية، وقد جاءت الدعوة لهذه القمة مفاجئة من الرئيس المصري لتضع الشعوب العربية في أجواء من التوجس من دوافع تلك الدعوة لعقد القمة، كما وضعتهم في أجواء من الترقب لما يمكن أن تسفر عنه من نتائج وقرارات، ولعل السبب في ذلك هو حالة الإحباط التي خرجت بها الجماهير من القمم العربية السابقة التي كانت قراراتها ومقرراتها دون مستوى طموح الجماهير العربية المتعطشة لقرارات فعالة ومواقف مخلصة وقوية من قضايا الساعة التي تمر بها الأمة العربية.

واليوم.. تتعرض المنطقة لضغوط ومخططات أجنبية تتحين الفرصة تلو الأخرى، لاحتواء دولها وشعوبها تحت شعارات الإصلاح والتغيير، إلى جانب الخطر الصهيوني السرطاني المتصاعد.

 ومن هنا فإن الشعوب العربية تنتظر من تلك القمة الاستثنائية الخروج بقرارات على مستوى التحديات وأن تكون قمة مختلفة في جدول أعمالها ومناقشاتها، وأن تخرج بقرارات واستراتيجيات تصون للأمة حاضرها وتحفظ مستقبلها.

ولا شك أن ذلك لا بُدّ أن يكون متواكبًا مع عملية إصلاح سياسي داخل الأقطار العربية، تقوم خلالها معظم الأنظمة بمراجعة سياسات حكمها وأن تتوقف عن سياسة الكبت وانتهاك حقوق الإنسان، وإنهاء حالة العداء التاريخي مع القوى الفاعلة في المجتمعات وفي مقدمتها التيار الإسلامي الذي يشكل القاعدة العريضة من الشعوب، ويمثل قوة كبرى في مواجهة التحديات والمخططات المتربصة بالأمة، وذلك إن أحسنت الأنظمة التعامل مع هذا التيار ومنحته حقوقه.

كما أنه لا بُدّ أن يتواكب ذلك أيضًا مع الإسراع بترتيب البيت العربي من الداخل وذلك ليس بالأمر الصعب، إذا خلصت النوايا وتعاون الجميع على قلب رجل واحد.

ذلك أمل يداعب المواطن العربي وهو يستعد لمتابعة أعمال القمة، ومن ناحية أخرى، فإن هناك توجسات من المواطن العربي بأن تكون تلك القمة المفاجئة التي دعا إليها مبارك مكرّسة لفتح مسالك وأبواب جديدة للتطبيع مع العدو الصهيوني، ودخول دول عربية أخرى في هذه المسالك الخطرة، بدعوى تشجيع ما يسمى بالسلام وتحت حجة إقدام العدو الصهيوني على الانسحاب من غزة.

كما أن هناك توجسًا من أن تتحولَ تلك القمة إلى منتدى ضد العمل الإسلامي والصحوة الإسلامية الراشدة، واتخاذ المزيد من إجراءات التضييق الظالمة ضدها تحت زعم مقاومة ما يسمى بالإرهاب.

 وذلك إن حدث -لا قدَّر الله- فإنه يزيد من إحباط المواطن العربي ويفقده الثقة في القمم العربية تمامًا.

إننا نناشد المخلصين من قادة القمة العربية أن تكون قمتهم صدى لآمال شعوبهم، وأن يستجيبوا لتلك الشعوب المسلمة المتشوقة إلى قرارات فعالة تؤكد دعم القضايا العربية، وأولها القضية الفلسطينية، والحفاظ على الثوابت الإسلامية دون تفريط فيها تحت أي ذريعة، والكف عن سياسات القمع وانتهاك الحريات للشعوب، حتى يصبح الجميع صفاً واحدًا كالبنيان المرصوص في مواجهة الأطماع والأخطار والمخططات المتربصة بالأمة شرًّا.

﴿إِنَّ وَلِـِّۧيَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلۡكِتَٰبَۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى ٱلصَّٰلِحِينَ(196)وَٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ لَا يَسۡتَطِيعُونَ نَصۡرَكُمۡ وَلَآ أَنفُسَهُمۡ يَنصُرُونَ(197) وَإِن تَدۡعُوهُمۡ إِلَى ٱلۡهُدَىٰ لَا يَسۡمَعُواْۖ وَتَرَىٰهُمۡ يَنظُرُونَ إِلَيۡكَ وَهُمۡ لَا يُبۡصِرُونَ(198)خُذِ ٱلۡعَفۡوَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡعُرۡفِ وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡجَٰهِلِينَ﴾

(الأعراف:199:196)

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 12

222

الثلاثاء 02-يونيو-1970

نشر في العدد 18

122

الثلاثاء 14-يوليو-1970