العنوان الكلمة المظلومة في زمن النفاق الصحفي ..
الكاتب مبارك المطوع
تاريخ النشر الثلاثاء 05-يوليو-1977
مشاهدات 15
نشر في العدد 357
نشر في الصفحة 50
الثلاثاء 05-يوليو-1977
لماذا الكلمة.. لماذا الصحافة.. لماذا جهود البشر وسهر العيون وهدر المال والوقت؟
لماذا كل هذا؟
إذا لم تكن الكلمة في صالح الأمة والناس.. للدفع نحو الأفضل.. لكسب مصلحة ودرء مفسدة لتصحيح الأوضاع ونشر المبادئ والقيم وخدمة الأهداف السامية.
إذا لم تكن الكلمة لكل هذه أو تلك فهي إذن عبث أو تجارة أو ارتزاق، بل وبمعنى أصح نفاق في نفاق لماذا نكتب؟.. ولمن نكتب؟ ... إن أهداف ما سنكتب سينفذها أناس قاموا عليها وتولوا أمرها فلهم نكتب ولكن هل يستحقون؟؟
وهل يتوقف ما نكتب عليهم ورهن موافقتهم؟؟ إن كان الأمر هكذا فهو النفاق وتكون النتيجة أنهم لا يريدون أن نكتب إطلاقًا اللهم إلا إن كتبنا في تمجيدهم ومدحهم
وكأنه لا يوجد في الدنيا غيرهم أو كأن ليس هناك ملايين من الناس المتعطشين للحقائق أو الملايين من العقول الفارغة التي يجب أن تملأ..
أو آلاف المصالح المعطلة تريد من يحركها ولو بكلمة.. كلمة تقع من نفس القائم عليها- أي المصالح- موقع المحاسب والمذكر فيستجيب إن كان فيه بقية من حياة أو حياء.
ولكن كل هذا لن يكون في زمن النفاق الصحفي، الزمن الذي نعيشه، وهذا النفاق نوعان جبری واختیاری.
أما الجبري: وهو الذي يقع فيه عادة المخلصون أو أصحاب الرأى الحر على الأقل، وبكل قوة أو وسيلة مؤدية إليها يجبر أهل هذه الكلمة وهي غالبًا صادقة إلى السير في طريق النفاق التقليدي وإلا فالمصير معروف.
ولا أدرى هل يخشون الخسارة المادية.. وهل هي أغلى من الخسارة المعنوية؟ وهي متمثلة في إهدار الحرية وضياع الحق في التعبير وغياب الأمن على النفس والمصالح.. فإذا ضاع كل هذا فمم الخوف بعده.. وليكن ما يكون إلا السير في الاتجاه الجبرى إلى حفريات النفاق الصحفي..
وأما الاختياري فبقدر أهل العزم تأتي العزائم وهنا ليس ثمة أهل عزم وإنما أهل عزايم- بالمعنى البلدي وليس عزائم- فهؤلاء لم يتعد عزمهم رضى الناس.. أعني جميع الناس الصغير والكبير الغني والفقير.. فسلكوا طريق النفاق رضًى واختيارًا.
وهم في الأصل يطلبون رضى نفوسهم التي رضیت بلقمة وفراش.. وهم الذين تسميهم مرتزقة الصحف وهم كثر، واستعمالهم مطلوب وسهل لكل من يريد ولهذا ازدهر سوقهم.. وليس لهم حجة في أنه المجال الوحيد للقمة العيش.. فليست الصحافة مجال ارتزاق أو کسب تجاری ونشر الدعاية والإعلان بأجساد العاريات كما هو سائد في هذا الوقت الذي لا يصلح إلا أن نسميه زمن النفاق الصحفي.
وبقيت الكلمة.. ما مصيرها فيه.. وأعني الكلمة المخلصة الصادقة.. لقد ضاعت في متاهة النفاق.. الجبري والاختياري.. ولم يطلبها أحد ولم يسأل عنها وهذا لن يكون إلا إذا أخلص وصدق الطالب والسائل هذا.. وعليه فإنها ستبقى حبيسة حناجر أصحابها ودفينة قلوبهم، فإما أن تموت معهم أو أن تنفجر على شكل ثورة.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلمعركة إعلامية يخوضها الاحتلال الصهيوني لتسـويــق روايتــه المشـوَّهــة
نشر في العدد 2178
813
السبت 01-أبريل-2023
مـواقــــع التواصــــل الاجتمـاعــــــي حاضرة بقوة في زلزال تركيا وسورية
نشر في العدد 2177
35
الأربعاء 01-مارس-2023