; الكويت بمجلس الأمن قدوة للعالم الإسلامي | مجلة المجتمع

العنوان الكويت بمجلس الأمن قدوة للعالم الإسلامي

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الجمعة 01-يونيو-2018

مشاهدات 17

نشر في العدد 2120

نشر في الصفحة 4

الجمعة 01-يونيو-2018

إن فاعلية الكويت في مجلس الأمن ونجاحاتها المستمرة في تحريك قضايا المسلمين، وتصديها بكل قوة للتحركات الأمريكية والصهيونية، وإفشالها لمشاريعهما، وهي الدولة الصغيرة، ليثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الأمة العربية والإسلامية لو وثقت في قدراتها ووحدت جهودها، بإمكانها أن تغير المعادلة في العالم، وتتصدى لهيمنة الدول الكبرى.

ونذكر، على سبيل المثال، بعض إنجازات الكويت بمجلس الأمن، ومنها: إفشال إصدار مشروع قرار قدمته الإدارة الأمريكية يدين حق الشعب الفلسطيني في المقاومة والدفاع عن نفسه المكفول دولياً، تقدمت بمشروع قرار معني بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة، دعت إلى استعادة مجلس الأمن لوحدته وضرورة تحمل مسؤولياته في صيانة السلم والأمن الدوليين، الاتفاق على آلية جديدة مستقلة وحيادية ومهنية للتحقيق في أي استخدام للأسلحة الكيماوية في سورية، أحبطت الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة لإقناع المجلس بتبني بيان يدين التصريح الذي أدلى به الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن اليهود، دعت مجلس الأمن لوضع حد لاستمرار هجمات الحوثي الصاروخية على السعودية.

هذه الأمثلة تدل على الدور المهم الذي يمكن لأي دولة عربية أو إسلامية أن تؤثر فيه عبر منظومة الأمم المتحدة وخصوصاً مجلس الأمن.

فدول العالم العربي والإسلامي مطالبة اليوم بالتوحد والتعاون وتبادل الخبرات، ورصّ صفّها، وتوحيد إستراتيجيتها، وتسخير إمكاناتها، وتكوين ما يمكن أن نسميه كونفدرالية تجمع المسلمين وتوحدهم. فالإسلام يرسخ معنى الوحدة في حياة المسلمين، ويذكرهم ويدربهم عليها في عباداتهم، سواء كان في صلاتهم الجماعية أو في صومهم، وكذلك في حجهم، وفي ذلك تجسيد لمعنى الأمة الواحدة.

ولن يبلغ المسلمون هذه المكانة الكبيرة من الوحدة إلا باتباع منهج الله ونبذ كل ما يفرق صفهم؛ (وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {153}) (الأنعام)، وبعودة الأمة الصادقة حكاماً ومحكومين إلى الله سبحانه وتعالى بتطبيق شرعه، مع الثقة المطلقة في الله سبحانه وتعالى، ومع العمل على تربية النفوس على قيم الإسلام ومبادئه.

فالأمة العربية والإسلامية مطالبة بصياغة عالم جديد يكون على مستوى المسؤولية، ويضعها في مكانتها التي تليق بها في العالم، وينطلق بها للأمام نحو صناعة النهضة الكبرى التي تتوق إليها الشعوب منذ عقود طويلة، والتصدي للتحديات الجسام المقبلة. 

والشعوب المسلمة في هذا التحدي تنظر إلى منظمة التعاون الإسلامي بعين الأمل؛ لكي تدفع العمل المشترك نحو المستقبل، وتشكل نواة الوحدة، وتبُوء الأمة مكانتها اللائقة بها بين الأمم، وتؤسس لدور إسلامي فعَّال في المجتمع الدولي، وتُشعر الشعوب المسلمة بأنهم أصبحوا يمتلكون كياناً قوياً بين الأمم. 

فلينهض الجميع كلٌّ بدوره متوكلين على الله سبحانه وتعالى، ومستمدّين منه العون والمدد، وآخذين بكل أدوات العصر سعياً لتحقيق الوحدة وانطلاق النهضة.>

الرابط المختصر :