العنوان الكويت تودِّع العم يوسف الحجي- عميد العمل الدعوي والخيري
الكاتب المحرر المحلي
تاريخ النشر الأربعاء 01-أبريل-2020
مشاهدات 17
نشر في العدد 2142
نشر في الصفحة 12
الأربعاء 01-أبريل-2020
الكويت
- حصل على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام ووسام رواد العمل الخيري والوسام الذهبي للعمل الخيري بالبوسنة والهرسك.
- العفاسي: كان عَلَماً من أعلام الدعوة في الكويت والبلاد الإسلامية وله بصمة واضحة في العمل الخيري.
- د. المذكور: طود شامخ في عطائه للكويت وللعالم الإسلامي في مجال الخير والدعوة والعمل الدائب.
- «حماس»: كانت له بصماته في دعم قضايا الأمة كافة وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية التي كان لها النصيب الأكبر.
فقدت الكويت رجلاً من رجالات الدعوة والعمل الخيري الذين يشار لهم بالبنان، الذين يعد فقدهم خسارة كبيرة؛ لما لهم من إسهامات كبيرة وبصمات يشهد بها القاصي والداني.
إنه العم يوسف جاسم الحجي، صاحب الأدوار الدعوية والخيرية الكبيرة التي تجاوزت الكويت والخليج، بل والعالم العربي، إلى آفاق العالم الإسلامي كله في مشارق الأرض ومغاربها، حيث وافته المنية يوم الأحد 5 شعبان 1441هـ/ 29 مارس 2020م، عن عمر يناهز 97 عاماً، بعد حياة حافلة بالبذل والعطاء والخير لشعبه وبلده وأمته.
ولد العم يوسف جاسم الحجي في الكويت عام 1341هـ/ 1923م، وتلقى تعليمه الأساسي في مدارسها، كما تلقى العلم الديني على يد عدد من كبار علماء الكويت في ذلك الوقت؛ حيث درس، رحمه الله، في المدرسة المباركية، ثم في مدرسة عثمان عبداللطيف العثمان وإخوانه من العام 1925 – 1935م، ودرس اللغة الإنجليزية والطباعة بمدرسة هاشم البدر الأهلية.
وقد عمل في بداية حياته في شركة أرامكو للتنقيب عن النفط في المملكة العربية السعودية عام 1938 إلى عام 1941م بوظيفة كاتب دوام، وعاد بعدها لدولة الكويت وعمل في وزارة الصحة منذ عام 1944 – 1962م، حيث وصل إلى منصب وكيل وزارة الصحة.
وتقديراً لأدواره الدعوية المتعددة التي سيأتي الحديث عنها في السطور القادمة، استحق العم يوسف أن ينال عدداً من أوسمة التكريم من عدة جهات دولية ومحلية؛ حيث حصل على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام في عام 2006م، كما نال وسام رواد العمل الخيري في دولة الكويت عام 1980م، وحصل كذلك على الوسام الذهبي للعمل الخيري في جمهورية البوسنة والهرسك، وحصل على دكتوراه فخرية من جامعة أوغندا.
الحجي والعمل الدعوي والخيري
للعم يوسف الحجي رحمه الله بصمات واضحة في العمل الدعوي منذ ستينيات القرن الماضي؛ فقد كان عضواً في أول مجلس إدارة لجمعية الإصلاح الاجتماعي عام 1964م، ثم أصبح رئيساً لجمعية الإصلاح منذ عام 1972 إلى عام 1975م، وفي هذه المرحلة كان للجمعية العديد من الإنجازات؛ فقد كان عضواً في مجلس إدارتها الأول عام 1964م الذي طالب بمنع الخمر في الكويت والذي توج في قانون (46/1964) بمنع الخمر، وعندما كان رئيساً لها طالبت الجمعية بمنع الاختلاط في جامعة الكويت، وفي عهده أقيم أول معرض للكتاب الإسلامي في دولة الكويت والعالم العربي وهو ما زال مستمراً حتى الآن.
شارك رحمه الله في تأسيس جمعية الهلال الأحمر الكويتي عام 1966م، وكان نائباً لرئيس مجلس إدارتها.
كما تولى رحمه الله رئاسة جمعية الشيخ عبدالله النوري، وعين أيضاً نائباً لرئيس بيت الزكاة.
اختير رحمه الله في عام 1976م وزيراً للأوقاف والشؤون الإسلامية، وكان له دور كبير في تأسيس بيت التمويل الكويتي (أول بنك إسلامي كويتي) عام 1977م، وكذلك كان له دور محوري في إنشاء كلية الشريعة والدراسات الإسلامية عام 1982م، كما أطلق مشروع الموسوعة الفقهية، وأصدر أول أعدادها، وأطلق برنامج الدعاة في وزارة الأوقاف.
في رحاب الهيئة الخيرية
في عام 1984م نادى د. يوسف القرضاوي خلال مؤتمر إسلامي كان منعقداً في الكويت بضرورة جمع مليار دولار، واستثماره لينفق ريعه في مواجهة الفقر والجهل والمرض عن طريق إنشاء مؤسسة خيرية يكون شعارها «ادفع دولاراً تنقذ مسلماً»، وقد حظيت الفكرة باستحسان المفكرين والعلماء ورجال الخير، وبدؤوا يتحركون باتجاه إنشاء هيئة خيرية عالمية، ومن ثم عرضوا هذه الفكرة على الأمير الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح الذي احتضن الفكرة، وأصدر، رحمه الله، مرسوماً أميرياً بنشأة «الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية» كمؤسسة عالمية ذات شخصية اعتبارية، يكون مقرها الكويت، ولها أن تنشئ فروعاً خارج الكويت.
في ذلك الحين، ترأس الهيئة العم يوسف الحجي الذي ظل رئيساً لمجلس الإدارة لمدة 25 عاماً بعد تأسيسها، تمكن خلالها بالتعاون مع مجلس الإدارة والجمعية العمومية والعاملين معه بتوسيع نشاط ومجالات عمل الهيئة لتحقيق أهدافها وغاياتها النبيلة والطموحة.
نعي رسمي وأهلي
وفور إعلان خبر وفاة العم يوسف الحجي، توالت كلمات العزاء والنعي فيه سواء من الجهات الرسمية أو الأهلية وقادة العمل الخيري والدعوي؛ فقد نعته الحكومة الكويتية على لسان وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المستشار فهد العفاسي الذي قال: «إن الكويت فقدت برحيل العم يوسف الحجي رحمه الله رجلاً من رجالاتها الأوفياء، الذي كان من مؤسسي العمل الخيري في دولة الكويت، والذي عمل بكل إخلاص وتضحية، وكان عَلَماً من أعلام الدعوة في الكويت والبلاد الإسلامية، وللفقيد بصمة واضحة في العمل الخيري، الذي كانت له إسهامات كثيرة سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، فمن منا لا يذكر أعماله وأفعاله في كل الميادين».
وقد نعت جمعية الإصلاح الاجتماعي باسم أعضاء مجلس إدارة الجمعية رئيس مجلس إدارتها السابق، فقد قال د. خالد المذكور، رئيس مجلس إدارة الجمعية الحالي، ورفيق درب العم يوسف: «انتقل إلى رحمة الله تعالى طود شامخ في عطائه للكويت وللعالم الإسلامي في مجال الخير والدعوة والعمل الدائب».
أما الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، فقد قالت في بيان لها: «ببالغ الحزن والأسى، وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تنعى الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية إلى العالم الإسلامي وفاة رئيس مجلس إدارتها السابق العم
من جانبها، قالت جمعية العون المباشر، في بيان لها: «رحم الله العم يوسف الحجي، وجعل سعيه وفتحه لأبواب الخير التي لا تعد ولا تحصى ثقيلة في الميزان، وعظم أجورنا جميعاً بفقده».
أما جمعية الرحمة العالمية فقالت: «تتقدم جمعية الرحمة العالمية من آل الحجي الكرام ومؤسسات العمل الخيري والعالم الإسلامي بخالص العزاء وصادق المواساة في وفاة المغفور له بإذن الله العم يوسف جاسم الحجي، رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية السابق، داعين المولى عز وجل له بالرحمة والمغفرة ولأهله الصبر والسلوان».
كما أصدرت نقابة الخطباء في دولة الكويت بياناً قالت فيه: «تنعى نقابة الأئمة والخطباء والمؤذنين الكويتية رائد العمل الخيري الكويتي العم يوسف الحجي؛ كان رئيساً لجمعية الإصلاح الاجتماعي ثم وزيراً للأوقاف والشؤون الإسلامية، ثم رئيساً للهيئة الخيرية، تغمده الله بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته، وإنّا لله وإنا إليه راجعون».
وقد نعت أيضاً جمعية عبدالله النوري الخيرية العم الحجي في بيان لها، جاء فيه: «تتقدم جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية بخالص التعازي والمواساة في وفاة فقيد العمل الخيري والإنساني العم يوسف جاسم الحجي، بعد مسيرة حافلة بالبر والخير والعطاء، سائلين الله تبارك تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ولأسرته ولأهل الكويت خالص التعازي والمواساة».
«حماس» تنعى
من جانبها، نعت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) فقيد العمل الخيري الكويتي العم يوسف الحجي، وقالت في بيان لها: «رحم الله أبا يعقوب؛ فقد كان رائداً وعَلَماً من أعلام الأمة في ميادين العمل الخيري والاجتماعي والإنساني، ليس في بلده الكويت فحسب، بل في مشارق الأرض ومغاربها، وكانت له بصماته في دعم قضايا الأمة كافة، وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية، التي كان لها النصيب الدائم والأكبر من اهتماماته وجهده وعطائه».
وأضافت الحركة: «ها هو أبو يعقوب يلتحق بأعز صديقين، كانا يمثّلان معه ثلاثي الخير والعطاء والدعم، وهما: عبدالله العلي المطوع (أبو بدر)، وأحمد بزيع الياسين (أبو مجبل)، فيكون مصاب الأمة بذلك عظيماً، وخسارتها كبيرة، ولكن العزاء أنهم -رحمهم الله- أسهموا في بناء مداميك العمل الخيري، وزرعوا أشجاره، فأينع ثماراً وارفة، لا يزال حصادها مستمراً».