العنوان الكَنْزُ
الكاتب مصطفى المكبر
تاريخ النشر الاثنين 01-أغسطس-2022
مشاهدات 21
نشر في العدد 2170
نشر في الصفحة 65
الاثنين 01-أغسطس-2022
الكَنْزُ
اقترب الرجل الفقير من حماره، مسح على رأسه برفـق، ثم قال لزوجته:
- هيا لمساعدتي في إعادة بناء مزود الحمار..
فردت الزوجة:
- لا أعلم سر حبك لهذا الحمار!
فقال الرجل:
- ولماذا لا أحبه؟ وأنا أعمل حمَّاراً، وكل رزقنا يأتي من تعبه ونقلي لأشياء الناس عليه مقابل قروش زهيدة..
وأخذ الرجل في هدم الجدار، وجلست المرأة بجواره..
وفجأة.. توقف الرجل وأخذ ينظر إلى شيء ولا يستطيع الكلام، فسألته المرأة:
- ما بك؟!
وظل الرجل صامتاً، وظلت المرأة تردد:
- لماذا لا تتكلم؟
وبصعوبة شديدة قال:
- كـــــ.. كنــــــ.. كنـز.. وجدت كنزاً يا عزيزتي..
فصاحت المرأة:
- ماذا؟ كنـز! دعني أراه!
وكاد الرجل وزوجته أن يفقدا عقليهما، فجعلا يهللان ويصيحان، وأخيراً طلب الرجل من زوجته الهدوء حتى لا ينكشف الأمر.
وأخرجا الكنز، وفي الحال طلبت المرأة من زوجها أن يشتري لها ثياباً حريرية، وأساور ذهبية، وطعاماً مما لذَّ وطاب، فقال الرجل سعيداً:
- اصبري يا عزيزتي؛ حتى لا ينكشف أمر كنزنا، ويستولي الحاكم عليه..
وظلت الزوجة تطلب من زوجها الذهب والحرير، وظل الزوج يطلب منها الصبر..
كان الزوج عازماً على أن يحضر لها ما تريد، ولكن بعد أن يتدبر الأمر.
وذات صباح، سمع الرجل طرقاً شديداً على بابه، ودق قلبه بشدة عندما رأى أمامه جنود الحاكم، وجذبوه بقسوة قائلين:
- هيا لمقابلة الحاكم..
وعند الحاكم علم الرجل أن زوجته أبلغت الحاكم بأمر الكنز، فأوشك أن يموت خوفاً، وأخذ يحدّث نفسه:
- لا بد أن الحاكم سيأمر بقتلي، هكذا تفعلين بي يا زوجتي، وما طلبت منك إلا قليلاً من الصبر ثم أحضر لك كل ما تريدين!
وقال الحاكم:
- قصّ عليَّ حكايتك منذ أن تزوجت زوجتك..
فقصَّ عليه منذ تزوجها حتى وجدا الكنز..
وعندما كان الرجل غارقاً في خوفه ويريد أن يلقي بنفسه تحت أقدام الحاكم، يطلب منه السماح، ويحضر له الكنز، انتـبه على صوت الحاكم يقول في حكمة :
- اذهب إلى بيتك يا رجل، وتنعَّم بكنزك الذي وهبه الله لك، واعتنِ بحمارك..
ثم أضاف آمراً:
- وطلِّق زوجتك.>
نوادر جحا العجيب!
القاضي أكثر حمقاً!!!!!
جلس القاضي جحا على منصة القضاء، وأرسل عامله يشتري له وعاء من العسل، وأتى العامل بالعسل، ووضعه القاضي جحا إلى جواره.
ودخل مجلس القضاء خصمان يختصمان في قضية، وسألهما القاضي جحا عن قضيتهما، فاقترب أحدهما من المنصة وقال في تأثـر شديد:
- يا سيدي، أنا أحب الغنم، وكنت أدعو الله سبحانه وتعالى أن يرزقني بقطيع من الغنم، على أن يكون عدد هذا القطيع ألف شاة..
وأشار الرجل إلى خصمه وأكمل:
- وما كان من هذا الرجل اللئيم، الذي لا يحب الخير للآخرين، إلا أن رفع يده داعياً الله أن يرزقه بقطيع من الذئاب، على أن يكون عدده ألف ذئب حتى يأكل كل ذئب من ذئابه غنمة من غنمي!
ورفع الرجل صوته فجأة، واستمر يقول وهو يشير بيديه إلى هنا وهناك:
- وهذا الظلم لا يرضي أحداً أبداً يا سيدي، فقررت أن أعاقبه عقاباً شديداً على ظلمه، وعلى فعل ذئابه المفجع بغنمي، فتشاجرنا وجئت به إلى مجلس القضاء، لتقضي بيننا يا سيدي وتعيد الحق لأصحابه..
ورغم تعجب جحا من حمقهما، إلا أنه كان أكثر حمقاً منهما، فقد رفع وعاء العسل وضربه في الأرض بشدة وهو يصيح:
- أراق الله دمي كما أرقت هذا العسل، إن لم تكونا أحمقين!>
حصة الفقه للأطفال
شروط صحة الصلاة
في حصة التربية الدينية، قال المعلم بعد الانتهاء من موضوع الحصة الأصلي:
- انتهى حديثنا في الحصة السابقة عن الفقه الخاص بكم كأطفال عند سؤالي:
- ما شروط صحة الصلاة؟
سأل المعلم ثمَّ أشار إلى أحمد الذي قال:
- أولاً: التأكد من دخول وقت الصلاة..
ثانياً: ستر العورة..
فتدخل المعلم قائلاً وهو ينظر للجميع:
- والعورة هي ما يجب ستره من جسد الإنسان، وعورة الرجل من الرُّكبة إلى السُّرَّة، وعورة المرأة جميع جسدها إلا الوجه والكفَّين، يعني بأن يرتدي المسلم ما يليق بالوقوف بين يدي الله تعالى ساتراً لعورته، ونظر المعلم إلى عبدالله وسأل:
- وثالثاً يا عبدالله؟
فأجاب عبدالله:
- وثالثاً: استقبال القبلة..
فأشار المعلم بأصبعه قائلاً:
- ويمكن معرفة القبلة بسؤال الكبار عن اتجاهها، وهي في المساجد محددة ومعلومة.. ورابعاً؟
وعندما لم يُجِب أحد قال المعلم:
- ورابعاً: طهارة البدن من النجاسة، وخامساً: طهارة الثوب من النجاسة أيضاً، وسادساً: طهارة المكان أيضاً من النجاسة..
وسأل البراء سؤالاً واعياً، فقال:
- إذا كانت طهارة البدن والثوب والمكان من شروط صحة الصلاة، فلماذا لا تحدثنا يا أستاذ عن أحكام الطهارة؟
فرد المعلم معجباً:
- نعم يا براء، بوركت، فهذا موضوع مهم..
ثم جعل يقول:
- الله عز وجل جميل يحب الجمال، والإسلام دين الطهارة، والنظافة؛ ولذلك أكد على التطهر قبل أداء العبادات، والطهارة أيها الأحباب تنقسم إلى:
أولاً: طهارة ظاهرية، وثانياً: طهارة باطنية..
فأمَّا الطهارة الظاهرية فطهارة البدن، والثياب، والمكان..
وأمَّا الطهارة الباطنية فتكون بالطهارة من الذنوب، والأخلاق المذمومة كالحسد وغيره، ويحصل الإنسان عليها بالإخلاص لله تعالى..
وتبدأ الطهارة الظاهرية بدخول الخلاء، فمن يحدثنا عن الخلاء، وآدابه، وأحكامه؟
واستأذن عثمان وأجاب:
- الخلاء وهو مكان قضاء الحاجة من غائط وبول، وتبدأ أحكامه وآدابه:
أولاً: بدعاء دخول الحمام كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم إنِّي أعوذ بك من الخبث والخبائث»..
ثانياً: الدخول بالقدم اليسرى أولاً واليمنى ثانياً..
أشار المعلم لعثمان ليسكت، ثم لطارق الذي يرفع يده ليكمل، فقال:
- ثالثاً: غلق الباب للاستتار عن العيون، ورابعاً: عدم استعمال اليد اليمنى في رفع الأذى..
وإلى هنا سكت عثمان، فهتف المعلم:
- من يكمل؟
فأكمل خالد قائلاً:
- وخامساً: عدم ذكر اسم الله داخل الحمام، وسادساً: الخروج بالقدم اليمنى أولاً ثم اليسرى، وسابعاً: ذكر دعاء الخروج من الحمام وهو قول: «غفرانك».
وسكت الجميع، فأضاف المعلم:
- وثامناً: إذا عطست بالحمام فاحمد الله في نفسك، وتاسعاً: غسل اليد بالماء والصابون لإزالة الروائح الكريهة، ثم يأتي الوضوء، ولكن سنتحدث قبله عن أنواع المياه..
وهنا دق جرس المدرسة، فقال المعلم عاجلاً:
- سنتحدث إن شاء الله الحصة القادمة عن «أنواع المياه»..
ثم قرأ السلام على أحبابه الصغار، واستدار خارجاً.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل