العنوان بريد القراء (العدد 388)
الكاتب بأقلام القراء
تاريخ النشر الثلاثاء 28-فبراير-1978
مشاهدات 11
نشر في العدد 388
نشر في الصفحة 48
الثلاثاء 28-فبراير-1978
اللامبالاة في الشاب الكويتي
هناك ظاهرة منتشرة بشكل كبير في المجتمع الكويتي بشكل واضح وملموس.
ظاهرة قد تؤدى إلى نتائج سلبية مضرة على المجتمع الكويتي خاصة وعلى المجتمع العربي الإسلامي، عامة ألا وهي ظاهرة السلبية في الشاب الكويتي.
نجد كثيرًا من الشباب- إلا من رحم ربي- حين يواجهه موقف أو مشكلة سواء على مستوى المجتمع الذي يعيش فيه أو في الإطار والمحيط الموجود فيه كالمدرسة مثلًا أو الجامعة أو العمل، يواجهها بألّا يعطيها أي اهتمام ويقول عبارته المألوفة: مالي شغل، هذا الموقف من قبل الشاب أعلل نشوءه في نظري إلى عاملين:
1- الطفرة التي حازت عليها الكويت لها تأثير في إنشاء هذه السلبية، حيث إنها وفرت كل ما يحتاجه الشاب الكويتي بكل سهولة ولا تأخير، وهذا ليس عيبًا وإنما ردة الفعل عند الشاب الكويتي لم تكن على الطريقة السليمة والقويمة، وإنما قابلها بالدعة والترف واللامبالاة.
- وأسند قولي السابق بأننا نلاحظ أن الدول الفقيرة عمومًا شبابها جادون قادرون على تحمل المسئولية بسبب الوسط وتأثيره فيهم.
٢- نوع تربية الأسرة، حيث إن الأب والأم لا يعودان ولدهما على تحمل المسئولية منذ الصغر بل كل شيء عليهما، والطفل فقط يأمر ويأخذ، طبعًا كلامي هذا لا يشمل كل أسرة وإنما البعض.
هذان عاملان أديا إلى نشوء السلبية واللامبالاة في الشاب الكويتي وقد تكون هناك عوامل أخرى خانني التفكير في حصرها والالتفات إليها.
جمال حمد جامعة الكويت
إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن
كلمة قالها الخليفة الثالث- رضي الله عنه- وهو أعرف الناس بمضمونها وما تحمل معها من معاني، ويتلخص مضمون هذه الكلمة في أن الإسلام لا يطبق إلا إذا كان وراءه قوة تتمثل في السلطان، تدافع عنه وتأمر الناس باتباعه وتطبيقه وتوقف الخارجين عليه عند حدودهم. وهذا شأن كل المبادئ والنظم. ومن هنا كانت إقامة الخلافة الإسلامية واجبة على المسلمين حتى يستقيم أمر الإسلام والمسلمين في الدين والدنيا. إذا عرفنا هذا وعرفنا بعد ذلك أن الإسلام أصبح بلا دولة وبلا حكومة تدفع عنه شر المعتدين وتقيم حدوده بين المسلمين؛ أدركنا أنه لن يستقيم للإسلام أمر ولن تسمع له كلمة إلا إذا أصبحت له دولة وقوة، تحل حلاله وتحرم حرامه كما فعل الجيل الأول من المسلمين. والإسلام اليوم غريب في داره وبين أهله وهو محارب من قبل الأعداء، بل ومن قبل بعض المسلمين رؤساء ومرؤوسين وحكامًا ومحكومين... إلخ، وليس له من يدفع عنه بطش الأعداء وتجاوز المسرفين شأن الأنظمة والمبادئ البشرية الموجودة في العالم اليوم، فإنها- أي هذه الأنظمة والمبادئ البشرية- على ضعف منهجها وعدم صلاحية أحكامها للتطبيق نجدها صاحبة الأمر والنهي في العالم، لِمَا سخر في سبيل تدعيمها اقتصاد العالم بأجمعه، ولها دولة وقوة تحميها وتفرض على الناس الإيمان بفلسفتها، أما الإسلام فمضطهد ودعاته مضطهدون يحرمون من أبسط حقوقهم وهم بين من يدعون الإسلام ونصرته.
وغني عن البيان أن الحكومات التي تحكم رقاب المسلمين قطعت كل صلاتها مع الله- تعالى- ومع شريعته والنظم والتشريعات البشرية على حكم الله ونسيت قوله- تعالى- ﴿ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ (المائدة:50) وقوله ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ (المائدة:44) وكان الأجدر لها أن ترجع إلى الله وتشريعه في الحياة، وأن تعتز بدينها وعقيدتها وتراثها وماضيها.
ونسيت أنها كانت خير أمة حينما كانت مسلمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾ (آل عمران:110) لا يغيب عن بالنا بعد أن عرفنا أهمية ذلك واجب الدولة أو الحكومات القوة والسلطان في تطبيق شرع الله.
فإذا كان الجهاز الحكومي صالحًا فإن الرعية يرون القدوة نفسه شاعرًا بمسؤوليته وواجبه فيهم وهو خير قدوة حينئذ، والناس كما نعلم على دين ملوكهم وإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن. وهذا يعني في أمر التربية أن الدولة مسؤولة عنها وفي توجيهها توجيهًا سليمًا على ضوء الإسلام وشريعته، وإذا خانت الدولة هذه المسؤولية ولم تقم بواجبها فإنه لا يعني عدم مسؤولية الأسرة تجاه التربية والتعليم وترك الحبل على الغارب، بل تنتقل التربية بعد إذٍ بكليتها إلى الأسرة حيث لم تعد تؤدي دورها القيادي باتفاق، وهذا ما وقع لنا في هذه الأيام بعد سقوط الخلافة الإسلامية.
محمد القاسمي
لماذا هذا اليأس؟
إنني من أبناء الوطن المغتصب فلسطين المسلمة وكمسلم أولًا تهمني هذه القضية وكما يقول الرسول- صلى الله عليه وسلم- «من لم يهتم بأمر المسلمون فليس منهم».
إلى أبناء وطني وأبناء جلدتي، من ينتسبون إلى الإسلام من أبناء هذا الوطن المسلم أخط هذه الكلمات المتواضعات، لا أريد التجريح ولكن النصح والتذكير- ﴿فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَىٰ سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَ﴾ (الأعلى:9-10) ﴿فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الذاريات:55).
نعلم جميعًا أن الصلاة ركن هام من أركان الإسلام، ونعلم أن بين الرجل والشرك والكفر ترك الصلاة، ونعلم أن الصلاة أول ما يحاسب عنه المرء يوم القيامة كما أخبر بذلك سيد الخلق محمد- صلى الله عليه وسلم- من هنا نعلم قيمة الصلاة ومنزلتها.
وكثيرًا ما تدور أحاديث بيني وبين بعض الإخوة- هداهم الله وإيانا- حول موضوع تركهم للصلاة وتكاسلهم عن أدائها. فمنهم من يتعذر بحجة أن الشاب يجب أن يستمتع بالحياة، وأنه ما زال صغيرًا فلينعم في حياته، وعندما يكبر يصير خيرٌ وكأنه- المسكين- ضمن الحياة لنفسه، ومنهم من يتعذر ويقول إن الحياة الصاخبة والحضارة المدنية وما يراه من نساء عاريات كاسيات يجعله ينظر إليهن، ولكن هذا الدمار والفساد يقابله كل الشباب، ولكن الشباب يختلف من شاب مسلم يغض البصر إلى شاب من نوع آخر يلتهم الأجساد ويلاحقها ويتحين الفرص للانقضاض على الفريسة. ولكنها كلها أعذار واهية ما أريد منها إلا الهروب من الواقع.
ولكن الذي حز في نفسي ووقع صداه على قلبي كالصخرة أن أحد الآباء- من أبناء فلسطين المسلمة- قد منع ابنه عن أداء فريضة الصلاة حتى يعود هو وابنه إلى فلسطين بعد استردادها من اليهود على حد زعمه.
يا للعجب العجاب! إلى هذا الحد وصل المسلمون من الجهل والاستخفاف؟ فهل يا ترى مثل هذا الرجل سيكون من محرري فلسطین؟ وكيف سينتصر المسلمون على اليهود برجال من هذه الفئة؟ أتساءل وتغمرني الدهشة: هل سيصلي هذا الابن المسكين المبتلى لفلسطين عندما تتحرر؟
وهل سيبقى هذا الابن حيًّا حتى ذلك اليوم المنشود؟ وقد قال- عز وجل- ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ﴾ (لقمان:34).
-هل يا ترى سيكون هذا الرجل ممن سيرفعون راية الجهاد لتحرير فلسطين؟ بل سيكون وأمثاله- هداهم الله- إن لم يتوبوا ويعودوا إلى رشدهم، سيكونون وبالًا ووصمة عار في جبين فلسطين، فإلى هؤلاء الناس أقول: عودوا إلى ربكم واحفظوا الله يحفظكم واستغفروه يغفر لكم وانصروه ينصركم ويثبت أقدامكم.. توبوا من قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
اتقوا الله في أولادكم.. تعاهدوهم بالخلق الإسلامي.. نوروا قلوبهم بالقرآن.. علموهم كتاب ربهم وسنة نبيهم محمد- صلى الله عليه وسلم- بدل أن تعودوهم على الأناشيد الوطنية الملفقة، بدل التصفيق، بدل حفظ الأغاني الماجنة، اتقوا الله فيهم وتذكروا قول سيد الخلق محمد- صلى الله عليه وسلم- «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته »، مسؤول أمام من؟ أمام الواحد القهار يوم الفزع الأكبر.
واعلموا أن الله لا بد منتصر لعباده المخلصين الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم، ينتصر للذين يجاهدون بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ولإعلاء كلمة الله في الأرض ولنقتدي في ذلك برسولنا محمد-صلى الله عليه وسلم- وأصحابه- رضوان الله عليهم- عندما أخرجتهم قريش من بلدهم الأصلي- مكة- رغمًا عنهم.
وعندئذ قال الرسول- صلى الله عليه وسلم- «والله لولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت» وخرج الركب المؤمن القليل.
وعاد إلى مكة فاتحًا معززًا.. عاد إليها برجال يملأ الإيمان والخوف من الله قلوبهم، لا يملؤها حفظ الأغاني لكن يملؤها نور القرآن الكريم فكانوا خير ما أنجبت الأرض، وبذلك نصروا الله فنصرهم وأمدهم بالملائكة مؤمنين من عنده يقاتلون صفًّا واحدًا مع الفئة المؤمنة وجنبًا إلى جنب مع هذه القلوب العامرة التي تتسابق لنيل الشهادة.
عودة إلى الله أيها الأحباب وسنرى النتيجة، دعوكم من كل هذه الأحزاب الكذابة الدجالة التي ما أنزل الله بها من سلطان، والله إنها لن تزيدكم إلا خبالًا وضعفًا وذلة. عودة إلى كتاب الله وسنة رسوله محمد- صلى الله علي وسلم- وسترون عندئذ نصر الله والفتح القريب وجاهدوا أنفسكم وشياطينكم ودربوا أنفسكم على طاعة الله والخوف منه والتوكل عليه ونعم بالله وكيلًا ونصيرًا للمؤمنين.
-ونصر الله لنا مشروط بأن ننصره ولكنه ليس بحاجة لنا، ولكن ننصره بطاعته وعبادته والدعوة إليه والخوف منه والتوكل عليه وعندئذ سيكون لنا ذلك إن شاء الله.
وعندئذ ستعود فلسطين المسلمة، ستعود أرض الإسراء والمعراج، ستعود ديار المسلمين إلى أهلها وسيدخلها المسلمون كما دخلها الفاروق عمر والبطل صلاح الدين دخلوها والمسلمون يكبرون تحت راية الجهاد- لا إله إلا الله- وعندئذ لن يكون لليهود ملجأ وهذا هو مصيرهم كما أخبر بذلك الرسول- صلى الله عليه وسلم- «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود. فيقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله»-.
أخوكم في الله أبو عبيدة- مسجد القطان
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
أمين اتحاد جامعة الكويت فرع بريطانيا أثناء الغزو لـ»المجتمع»: الاتحاد أوصل القضية الكويتية إلى مختلف المحافل الدولية أثناء الغزو
نشر في العدد 2110
1075
الثلاثاء 01-أغسطس-2017