العنوان اللجوء في الغرب ... ظاهره الجنة وباطنه العذاب!
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 10-مارس-2001
مشاهدات 12
نشر في العدد 1441
نشر في الصفحة 39
السبت 10-مارس-2001
عندما يتمعن المرء في قوافل اللاجئين من العوالم العربي والإسلامي والثالث الذين وصلوا إلى السويد تختلط لديه المشاعر الدموع بالتحسر بذم الأنظمة التي شردت هؤلاء الذين يبحثون عن الأمن السياسي والغذائي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي بل والعقدي.
وعلى الرغم من أن الحكومة السويدية تحملت أعباء هؤلاء الهاربين من أوطانهم ووفرت لهم البيت الدافئ والراتب الشهري وما يحتاجون إلا أن هناك ظواهر بدأت تتجذر في حياة اللاجئين وتطفو على السطح لتؤكد أنها ليست عابرة ولا وليدة الانتقال المفاجئ من قارة إلى مغايرة أخرى.
وليتصور القارئ حالة عائلة عراقية أو كردية أو فلسطينية دفعت عشرات الآلاف من الدولارات للوصول إلى السويد وهي محملة بأحلام وردية ودنو موعد الاستقرار والطمأنينة وبمجرد أن تصل إلى موقع اللجوء يدب فيها الانهيار وينفصل الأب عن الأم أو العكس، إذ تتقوى الأم بالقوانين التي ربما تفضلها على الرجل فتطالب بحقوقها، بما في ذلك حق الحصول على الراتب الشهري باسمها.
وكثيرًا ما تنتقم النسوة الشرقيات لما جرى لجنسهن في بلادهن فتطرد المرأة زوجها من البيت شر طردة لتتلقفه الدوائر المعنية لتمنحه بيتًا وتحظر عليه أن يتوجه إلى بيت زوجته وإلا كان مصيره السجن. أما الأولاد فيراهم حسب القوانين المرعية.
عندها تتبدد الأحلام الوردية التي شيدت في محطات الانتقال وعلى أرصفة العذابات وتعج المحاكم السويدية بقضايا الطلاق.
العديد من الأزواج الأجانب وجدوا أنفسهم في السجن لأنهم تجرأوا على ضرب زوجاتهم على طريقة حل المشكلات في بلادنا، بل إن القانون السويدي يعتبر أن إجبار المرأة على ما يقره الشرع الإسلامي للزوج اغتصابًا.
والزوج الذي تعود أن يقول لزوجته في بلاده سأقتلك يرتكب جريمة يعاقب عليها القانون في السويد، إذ تعتبر هذه الكلمة شروعًا في القتل.
وقد فاقت حالات الطلاق وسط الأجانب مثيلاتها بين السويديين والسبب حسب بعض الأخصائيين يعود إلى مكنة المرأة الشرقية ماديًا. حيث تصرف لها الحكومة راتبًا باسمها، الأمر الذي يشعرها بالاستغناء عن زوجها، والسبب الآخر يعود إلى استقواء المرأة الشرقية بالقوانين الأمر الذي جعل البعض يقول إن هذا يندرج ضمن خطة الهدف منها تفتيت الأسر المسلمة لأنها الوسيلة الوحيدة التي تضمن خروج الأولاد من هويتهم.
وغير الحالات التي تعج بها المحاكم السويدية؛ فإن المصحات العقلية والنفسية تعج هي الأخرى بالمهاجرين الذين وجدوا أنفسهم في حالة فراغ قصوى، فالحلم الذي تشبثوا به ودفعوا الغالي والنفيس لأجله لم يروه في عين الواقع فانعكس ذلك تراكمات على نفسياتهم وطموحاتهم وطرائق حياتهم.
ويطرح العديد من اللاجئين تساؤلات من جملتها ألم يتحقق لنا كل شيء، فلا عوز مادي ولا خوف من سلطان جائر، فلماذا هذه الاضطرابات النفسية والاجتماعية؟
هذه الأسئلة وغيرها يحاول الباحثون الإجابة عنها في محاولة لإدماج هؤلاء في الواقع الجديد دون انكسارات نفسية خصوصًا أن هذه الانكسارات تؤدي أحيانًا إلى الانتحار أو القتل. وقد لجأ أزواج إلى قتل زوجاتهم ولجأت نسوة إلى الانتحار أو إحراق أجسادهن، وإحدى هذه المنتحرات دفعت كل ما تملك للوصول إلى السويد وعندما وصلت تبخرت أحلامها وتبددت طموحاتها.
هذه الظواهر تحتاج إلى استراتيجية كاملة لمعالجتها يشارك في وضعها باحثون ضالعون في جغرافيا وتضاريس نفسيات اللاجئين.
ومن الطبيعي أن ينتاب العديد من اللاجئين تصدعات نفسية واجتماعية وشخصانية، ذلك أن الانتقال من بلدة إلى أخرى ضمن الدائرة الجغرافية الواحدة يولد همومًا، فما بالك بالانتقال من قارة إلى أخرى مغايرة اجتماعيًا وعقائديًا ومسلكيًا وثقافيًا وما إلى ذلك. وينعكس انهيار الأسر سلبًا على الأطفال الذين تتولى مؤسسات الرعاية الاجتماعية سحبهم من الوالدين بحجة عدم أهلية الوالدين لرعاية القطط ناهيك عن البشر، ويوزع الأولاد على عوائل سويدية، فهل يمكن عند ذاك الحديث عن الحفاظ على هوية أولادنا في الغرب؟
والسؤال المركزي هو حول غياب المؤسسات العربية عن التواصل مع المهاجرين العرب عن طريق الرعاية الفكرية والثقافية وحتى الترفيهية. لكن إذا كان معظم المواطنين في الداخل العربي محرومين من هذه الرعاية فما بالك برعاية المهاجرين في الخارج.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
مطالِبة بتجريم ازدراء الأديان.. مؤسسات إعلامية عربية وإسلامية تنظم مؤتمراً افتراضياً بعنوان «قرآننا عزنا»
نشر في العدد 2182
15
الثلاثاء 01-أغسطس-2023