; الله أكبر.. يوم من أيام الله | مجلة المجتمع

العنوان الله أكبر.. يوم من أيام الله

الكاتب د. حسين عبدالعال

تاريخ النشر الأربعاء 01-نوفمبر-2023

مشاهدات 13

نشر في العدد 2185

نشر في الصفحة 55

الأربعاء 01-نوفمبر-2023

الله أكبر..

يوم من أيام الله

إنه يوم السبت 22 ربيع الأول 1445هـ/ 7 كتوبر 2023م، يوم تكحلت فيه عيوننا، وانشرحت فيه صدورنا، وذهب الكثير من غيظ قلوبنا، رأينا مناظر ما صدقتها عيوننا، يوم اعتدلت فيه الموازين، واتجهت فيه البوصلة وجهتها السليمة، يوم فرح فيه المؤمنون، واغتاظ فيه الكافرون، وتحير وتردد فيه المنافقون، إنه يوم ذكرنا الانتصارات، والفتوحات؛ {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ 4 بِنَصْرِ اللَّهِ} (الروم)، وهذا والله هو نصر الله سبحانه وتعالى.

لقد تعودنا أن نرى أهلنا وأبناءنا في فلسطين وغيرها هاربين مشردين لاجئين تاركين بلادهم ودورهم خلف ظهورهم من هول ما يرونه من قمع وظلم وقتل وتشريد، واليوم نفس مشهد الفزع والفرار والهروب، ولكنَّه من جانب الغاصبين والمعتدين، الحمد لله والله أكبر، هل هذا حقاً ما تراه عيوننا؟! نقلب الشاشات نبحث عن الأخبار فتأتينا تترا من كل ناحية كلها يؤيد بعضها بعضاً.

إن المجاهدين في فلسطين ينتصرون، صواريخهم تدك مواقع العدو، عطلوا خطوط اتصالات العدو، عطلوا كاميرات تصويره، استطاعوا تعجيز كل هذه التكنولوجيا الحديثة التي أنفقوا عليها المليارات، ثم اقتحموا عليه المنازل والأرض التي اغتصبها، قتلوا الكثير من جنوده، وأسروا الكثير أيضاً، وشردوا الآلاف منهم.

إن للمجاهدين طائرات تنزل على المغتصبين، ولهم زوارق تدخل على العدو بحراً، وفرق «الكوماندوز» وجيش المشاة يقتحم بلا خوف ولا تردد، شهامة ورجولة وجلد وإيمان راسخ في القلوب، شعارهم {ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ} (المائدة: 23)؛ إي وربي إنكم غالبون، صدق الله العظيم، إنكم غالبون، غالبون بأمر الله، غالبون لأن الله معكم.

أين العدو الذي لا يُقهر؟! أين «الموساد»؟! وأين «الشاباك»؟! أين أقوى الأسلحة التي لا تُقَاوَم؟! أين «القبة الحديدية» التي لا تُثْقَب؟! أين الدبابات والطائرات والمصفحات والمجنزرات والرشاشات والمدفعيات؟! وأين المجندون والمجندات، والمستوطنون والمستوطنات؟!

و«طوفان الأقصى» تذكرنا بدروس مهمة:

أولها: أن الجهاد في سبيل الله ماض إلى قيام الساعة، وأنه الطريق الوحيد الذي تسترد به الحقوق، وأن الأمة ما ذُلَّتْ إلا منذ أن تركت الجهاد، وأنه آن الأوان أن تنادي الأمة كل الأمة بالجهاد في سبيل الله تعالى.

ثانيها: أن التطبيع خيانة وجريمة، قال تعالى: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} (المائدة: 51).

ثالثها: أن العدو الغاصب هش ضعيف، جبان عرديد، لا يقوى على أي مواجهة مباشرة، قال تعالى: {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ} (الحشر: 14).

رابعها: لو توحدت الأمة وسخرت إمكاناتها في سبيل الله تعالى لصرنا القطب الأوحد والأعظم في الأرض، فعلينا نزع الشقاقات والخلافات، والالتفات لمستقبل الأمة.

خامساً: ما أقرب نصر الله تعالى! قال تعالى: {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ} (البقرة: 214)، والله إنه لقريب إذا صدقت القلوب، وحسنت النوايا، وأُطِيع الله تعالى، وعُظِّمت السُّنة، وعلت الهمم، وتوحدت الشعوب والأمم، وتضرع الناس لرب الناس، ساعتها إن نصر الله قريب، قال تعالى: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}  (الحج: 40).

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

حَديث صَريح للشيخ محمد أبو زهرة

نشر في العدد 2

1044

الثلاثاء 24-مارس-1970

مع القراء

نشر في العدد 1

931

الثلاثاء 17-مارس-1970

مع القراء 1

نشر في العدد 2

936

الثلاثاء 24-مارس-1970