; المآسي الشيوعية في بلاد الإسلام | مجلة المجتمع

العنوان المآسي الشيوعية في بلاد الإسلام

الكاتب أحمد عبد العزيز الحصين

تاريخ النشر الثلاثاء 08-فبراير-1983

مشاهدات 30

نشر في العدد 607

نشر في الصفحة 30

الثلاثاء 08-فبراير-1983

إن الشيوعية المادية الإلحادية صنعتها المحافل الماسونية اليهودية التي أعلنت خداعها للمغلوبين والمستغلين باسم الحرية والمساواة والإخاء وهي شعارات المحافل الماسونية الخادعة التي تنادي بها والذي نادى بها الدب الأحمر «کارل ماركس» الذي كان وراثة الأصابع اليهودية لدعوته وهو مؤسس الماركسية الشيوعية.

يقول البروتوكول الثاني لحكماء صهيون: «لا تتصور أن تصريحاتنا كلمات جوفاء ولاحظوا هنا أن نجاح دارون وماركس ونيتشه وفرويد قد رتبناه من قبل». لقد طبق هذا المذهب في روسيا بعد أكثر من قرن من ظهوره واعتبر تطبيقه بكل هذه السرعة وثبة لم يسبقها تدرج طبيعي فقد كان أصحاب المذهب أنفسهم لا يتوقعون أن يأخذ مكانه في الوجود بكل هذه السرعة ولا بكل هذه السعة، وعلى عكس شعارات الشيوعية فقد فرض على الناس فرضًا وسيق الآلاف منهم إلى السجون وسفكت دماء وهدمت صوامع وبيع ومساجد وأجريت ألوان التعذيب وفر من الناس من استطاع أن يفر، ولكن حكومات «لينين وستالين وخروشوف وبريجينيف» أقامت ستارًا حديديًا بين الناس وبين الفرار كما نرى اليوم في المناطق الإسلامية «بلوخستان و ترکستان وطشقند» وكما نرى ذلك في ألمانيا الشرقية «برلين الشرقية».

 ففي عام ۱۹۱۸ أصدر الطاغوت لينين أمرًا بالزحف على المناطق الإسلامية، مثل تركستان وجمهورية القرم وبلوخستان وطشقند وبخاري وغيرها من المناطق الإسلامية، وفي تركستان فقط مات ثلاثة ملايين مسلم بسبب الجوع حين استولت روسيا الشيوعية على المحاصيل الزراعية.

وفي منطقة القرم الإسلامية والتي يبلغ عدد سكانها حوالي خمسة ملايين مسلم تعرض المسلمون لمحنة رهيبة لم يسبق التاريخ لها مثيل في القتل والجوع والتشريد وهدم المنازل.

نظرة إرهابية:

يقول أحد طواغيت الشيوعية «جوزيف ستالين»: «إنكم لا تستطيعون الهرب من الكوارث الطبيعية كالزلازل والعواصف التي تقتل الملايين، وإنكم تقبلونها صاغرين فكيف لا تقبلون عمليات التطهير التي تقوم بها السلطات الشيوعية».

هذا تصريح ستالين الذي قتل في عهده فقط خمسة ملايين ولقد سبقه الطاغوت لينين الذي مارس النفاق أمام المسلمين حين وجد أمامه قوة لا تستهان بها.

هكذا خدعوا المسلمين في الاتحاد السوفيتي والنتيجة قتل ودمار «وتشريد»، وهكذا يمارس الشيوعيون أنواع الكذب والبهتان والنفاق حتى يصلوا إلى مآربهم باسم الثورة والإصلاح ضد الفساد وهم الذين حولوا الحياة إلى غابة صراعية يسودها العنف المادي، ومع هذا يتبعون نظرية «الغاية تبرر الوسيلة».

تقول بروتوكولات حكماء صهيون في البروتوكول الأول:

«يتحتم أن يكون حكم تلك الحكومات ماكرًا خداعًا. إن هذا الشر وهو الوسيلة الوحيدة إلى هدف الخير.. إلخ».

دور الشيوعية في بعض أنحاء العالم الإسلامي:

قام الحزب الشيوعي بنشر أفكاره بواسطة عملاء من ضعاف الإيمان الذين يدعون الإسلام، والإسلام براء منهم، ونصب في سلسلة من الانقلابات العسكرية رؤساء الدول الانقلابية ليجعل منهم قطعًا من الشطرنج يحركهم كيف يشاء. وسنتناول بالبحث بشكل موجز دور الشيوعية الهدام في بعض بلدان المسلمين:

۱ - إندونيسيا

دولة إندونيسيا الإسلامية التي تبلغ نسبة المسلمين فيها أكثر من ٩٥% فقد أطاح بها انقلاب شيوعي عام ١٩٦٥ بقيادة أحمد سوكارنو، وكان أول رسالة أرسلها طاغية موسكو يهنئه فيها بذكرى ثورة أكتوبر الشيوعية يقول إننا نؤيد الاتحاد السوفيتي لأنه يحارب من أجل العدالة ويستهدف دوما هدفًا شريفًا» أ. هـ, ومن ثم يكشف عن ماركسيته الحمراء، ففي ١٦ سبتمبر عام ١٩٦٥ حينما حضر الحفل الختامي للمؤتمر الشيوعي بجاكرتا ألقى خطابًا قال فيه: «إنني ماركسي وأفتخر بذلك. إنني أؤمن بالفلسفة المادية للتاريخ فالمادية التاريخية علم وقاعدة وطريقة لمعرفة الحقائق والوقائع التاريخية». وهكذا بث أحمد سوكارنو التيار الشيوعي الإلحادي في صفوف الإندونيسيين ولكن المسلمين قاوموا هذا الإلحاد الماركسي بشدة، وجاء من بعده سوهارتو الذي فتح أبواب إندونيسيا للمبشرين وعبادة القومية والاتحاد بين الأديان والمساواة بينهم. ولكن شعب إندونيسيا المسلم رفض ومازال يرفض هذه الأساليب الماكرة وحاربها بكل ما استطاع من قوة إيمانية.

۲ - مصر

لقد قام طاغوت الناصرية بالبطش بحركة الإخوان المسلمين والدعاة، وبدأت اعتقالات الإخوان المسلمين وامتلأت بهم السجون والمعتقلات وأعدت لهم المحاكمات العسكرية المزيفة وسط الإرهاب والتنكيل بتهمة الإرهاب والتدمير والتآمر بعد حادثة المنشية عام ١٩٥٤ التي قامت بها المخابرات المصرية مع الروسية والأمريكية للقضاء على الإخوان المسلمين والدعاة بقصد القضاء على الإسلام في مصر، ونفذت مذبحة السجن الحربي عام ١٩٥٤ التي راح ضحيتها عبد القادر عودة ومحمد فرغلي وإبراهيم الطيب وهنداوي دوير ومحمد عبد اللطيف هؤلاء الستة الذين نفذ فيهم الإعدام، كما صدر الحكم على أكثر من ثمانمائة من الإخوان المسلمين بأحكام أقلها خمس سنوات وأقصاها الإعدام.

 وواصل الطاغوت وعصابته بالعبث في الأزهر مستهترًا بعلماء الأزهر زارعًا الخوف في قلوب الشعب المصري حتى امتلأت السجون بالأبرياء وسلط زبانية المخابرات أمثال شمس بدران وحمزة بسيوني وصفوت الروبي وعلي صبري وغيرهم من عصابة الكرملين، وقضى على نخبة الدعاة أمثال سيد قطب رحمه الله الذي شنقه من غير سبب من الأسباب إلا لأنه وقف أمام الزحف الشيوعي في مصر. 

وصدق الشيخ يوسف بن عيسى القناعي رحمه الله أن يقول: لقد كان في مصر القديمة كافر يسمى بفرعون وكان له موسى وفي هذه الأزمان من سوء حظنا نرى ألف فرعون وليس لهم موسى فأجابه شيخنا عبد الرحمن الدوسري رحمه الله بهذين البيتين:

نعم موسى الإسلام إن قام حاملًا *** له بعصا التكبير حقًا هو الموسى

فيبطل مكر القوم يدمر كيدهم *** ولا يبقى ظلمًا وانحرافًا ولا نوسى

3- الصومال:

منذ تولى العسكريون الشيوعيون بزعامة سياد بري السلطة في الصومال في أكتوبر عام ١٩٦٩ وهم يمارسون الاعتقالات والضرب والتعذيب والاستيلاء على الممتلكات وهدم البيوت وإزهاق الأرواح الآمنة.

نقلت جريدة «نجمة أكتوبر» الصومالية الحكومية بتاريخ 1974/١/13 تصريحًا لسياد بري قال فيه: كنا نسمع عن أقوال الربع والثلث والخمس والسدس لكننا نقول إن ذلك لا وجود له بعد اليوم وإن الولد والبنت متساويان في الإرث. ولما قام العلماء بالرد على هذا الماركسي، اعتقلهم ونفذ حكم الإعدام في عشرة منهم بحرقهم وهم أحياء. وافتتح مدارس لتدريس الاشتراكية العلمية ونشر الشيوعية عن طريق إلقاء الفكر الماركسي وتمجيد النظام الشيوعي الإلحادي.

 وتقوم هذه المدارس برحلات وجولات في أنحاء البلاد مهمتها نشر الأفكار الشيوعية في أوساط العمال والجنود والمزارعين وتشجيع الاختلاط بين الجنسين خاصة بين طلاب وطالبات المدارس ونزع حجاب المرأة المسلمة.

٤ - اليمن الجنوبي

باسم الديمقراطية استولى الماركسيون على السلطة ليكشفوا بعدها عن هويتهم الإلحادية. فتحوا أبواب اليمن الجنوبي للغزاة الروس ونشروا الإلحاد في ربوع اليمن فزجوا بالعلماء وأئمة المساجد والمدرسين في السجون باسم الرجعية والتخلف والمؤامرة على الثورة ونشروا النظريات الإلحادية في المدارس وغيروا أسماء المدارس والشوارع إلى أسماء رؤساء الكفر والإلحاد فهذه مدرسة لينين وهذا شارع النجمة الحمراء وهذا فندق جيفارا وهذه جمعية ماركس وهذا مستوصف لينين. وفرضوا على أئمة المساجد خطبة الجمعة بالنظريات الاشتراكية والإلحادية، فلما رفض أئمة المساجد والعلماء هذه النظريات الإلحادية وسيقوا إلى السجون وبدأت السلطة الحاكمة الماركسية أنواع العذاب والتعذيب والقتل.

5 – أفغانستان:

لقد تمكنت الشيوعية بالتعاون مع الشيوعي الأفغاني داوود خان الذي أطاح بابن عمه وزوج اخته الملك محمد ظاهر شاه عام ۱۹۷۳ فعين داوود خان عناصر شيوعية أشد إخلاصًا وحبًا للكرملين منهم محمد محمد نور تراقي الذي ساعدته الطائرات الروسية في انقلابه ففتح أبواب أفغانستان على مصراعيها للغزاة الروس الذين سيطروا على وسائل الإسلام وشؤون التربية والاقتصاد. ومن ثم منعوا تدريس علوم الدين والدين نفسه وحل محله تدريس الأفكار الماركسية والإلحاد ومنعوا الموظفين من أداء الصلاة في أماكن العمل. ومن ثم أحرقت الحكومة الماركسية الأفغانية المصاحف وهدمت المساجد وعلقت علماء الدين على المشانق فرفض الشعب المسلم الأفغاني هذا التدخل الشيوعي السافر وثار في كثير من مدن أفغانستان مثل نورستان وسيطان وحرات وكذوار زكان وبكتيا يحاربون في سبيل الله في ميادين القتال ضد هذا الغزو الإلحادي الشيوعي. وهم يقومون بعملياتهم العسكرية بفاعلية متزايدة وبإيمان راسخ.

باكستان:

لقد قام ذو الفقار على بوتو بحرب ضد الجماعات الإسلامية وتنفس اليسار الشيوعي في باكستان الإسلامية وخلال اضطرابات مارس ۱۹۷۷ واجه على بوتو الشعب المسلم الباكستاني بالحديد والنار فقتل الطلاب والشباب المسلم حين أمر القوات الفدرالية بسحق المعارضة. تقول الإحصائيات الرسمية: إن عدد القتلى بلغ ٢٦٤ وأن عدد المعتقلين والمسجونين بلغ ۱۰۰ ألف معتقل وسجين أ. هـ, وفي مظاهرة مدينة لاهور التي خرج فيها المصلون بعد صلاة الظهر عام ۱۹۷۷ ضد تصرفات بوتو الإرهابية الماركسية سلطت عليهم قوات بوتو الفيدرالية رصاصها من فوق المنازل وداخل المسجد فقتلت الكثيرين واعتقلت الكثيرين، وساقتهم في شوارع لاهور عراة حتى مراكز الشرطة ومع هذا حين صدق ضياء الحق القرار القاضي بإعدامه كثر العواء والتباكي على هذا الطاغية ولا يتباكون على دماء ملايين المسلمين الذين سفكت دماؤهم ظلمًا وغدرًا.

وهكذا نجد أن الشيوعية تستهدف الشعب المسلم وعقيدته.. وهي تسلك طريق الذبح الدموي دون أي اعتبار إنساني.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل