العنوان المجتمع الأسري عدد (1216)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 10-سبتمبر-1996
مشاهدات 14
نشر في العدد 1216
نشر في الصفحة 60
الثلاثاء 10-سبتمبر-1996
لمسات في التربية من جدي الشيخ علي الطنطاوي (۱۱)
من العقاب إلى الثواب
كنت أحب دار جدي القديمة القائمة في دمشق على سفح جبل «قاسيون» حبًا جما، وكنت أسر كثيرًا بزيارة جدي وباللقاءات العائلية التي تكون فيها سرورًا كبيرًا، إلى أن اضطررت وعائلتي للإقامة بها فترة من الزمن «ريثما انتهت أعمال البناء في دارنا الجديدة» في الوقت الذي كان جدي غائبًا في السُّعُودية، عندها شعرت بالوحدة والوحشة شوقًا إليه، ولم يكن يخفف عني وعن أخواتي هذا الشعور غير زيارات خالتي المقيمة في عمان، والتي كانت تتردد على بيت جدي -كل حين- مع أولادها، مما يملأ البيت بالحياة، ويعيد جو الصخب الذي افتقدناه، ويبعث البهجة في قلوبنا فنقضي النهار نلعب ونتحدث مع أولاد خالتنا الصغار.
وكان يزيد بهجتنا أننا كنا تعامل -عندئذ- كالكبار: فإذا حضر وقت الأكل أعدت لنا أمهاتنا الطعام على الطاولة، ثم يتركننا فنبقى وحدنا «دون إشراف» نأكل ونتحدث، وكنا -لفرط سرورنا- نأكل ببطء. أو نترك الطعام فنلعب ونضحك، مما كان يزعج أمهاتنا ويدعوهن إلى تنبيهنا بين حين وحين لنكف عن عبثنا ونتوقف عن لعبنا ونسرع في تناول طعامنا.
كنا نحب أمهاتنا ونجتهد في طاعتهن، لكن سعادتنا وشعورنا بالحيوية والنشاط كان يلهينا -في بعض الأحيان- عن تلك التوصيات وينسينا النتيجة المترتبة على إهمالنا لها فنستحق العقاب، وهكذا...
وعندما جاء جدي -في الصيف- ورأى ما يحدث دخل علينا المطبخ فجأة ثم تناول من حامل الصحون ثلاثة أطباق، وضع في أولها عشر ليرات سورية، وفي الثاني: سبع ليرات، وفي الثالث: خمسًا، ثم التفت إلينا قائلًا: أنتم الآن في مسابقة «من ينهي طعامه أولًا» وهذه الليرات هي جوائز المسابقة، وأنا انتظر الفائزين الثلاثة في غرفتي، ثم خرج من المطبخ، فامتلأنا حماسًا وتسابقنا للحصول على الجائزة الأولى.
فمَا الذي فعله جدي؟
1 - لقد نقلنا من أسلوب التهديد بالعقاب إلى أسلوب التربية بالثواب، بلمسة مبدعة أثارت حماستنا وجعلتنا نسعى إلى الفوز والنجاح.
2 - واللمسة المبدعة الثانية أنه جعل إنهاء الطعام هدفنا «وهذا ما كانت تريده أمهاتنا وتسعى إليه» فحملنا على الإسراع بالطعام بدافع ذاتي، وبرغبة داخلية.
هذا مثال واحد لأسلوب مبتكر في التربية والتعامل مع الأطفال، لكنه أثبت -مع التجربة- فعاليته، فلا يمكن أن تكون التربية دائمًا بالتهديد والوعيد والإجبار، بل الأولى أن نجعل أطفالنا يسلكون الطريق الصحيح وكأنهم قد اختاروه بأنفسهم -وليس بإيحاء منا -مما يجعلهم يتمسكون به في حضورنا وغيبتنا، ويحرصون عليه في كل الأوقات..
عابدة فضيل العظم
انعقاد الملتقى العالمي للنساء المسلمات
عقد في الخرطوم في الأسبوع الماضي الملتقى العالمي للنساء المسلمات واستمر أربعة أيام، بحضور مندوبات عن عدد من المنظمات والجمعيات النسائية في الكثير من البلدان.
وذكرت وكالة الأنباء الإسلامية «إينا» أن الملتقى بحث شؤون وقضايا المرأة المسلمة في العالم وصدر عن الملتقى عدة توصيات جاء فيها ضرورة تأسيس كيان نسائي إسلامي جامع وموحد يكون بمنزلة واجهة مؤسسة تضطلع بتأطير وتنظيم وترقية وتفعيل دور المرأة في المجتمع، وأن يكون هذا الكيان بمنزلة منبر حر للمرأة المسلمة بحيث تطرح فيه قضاياها وتوصل من خلاله رسالتها للعالم. وتشارك عبره في المحافل الدولية، والعمل على إنشاء شبكة إعلامية متحدة لتهيئة العمل وتسهيله وتوفير المعلومات عن أنشطة مسلمات العالم وإتاحتها لهن تحقيقًا للترابط وتبادل الخبرات وإثراء التجارِب، كل ذلك في إطار الكيان الجامع.
والعمل على تحقيق التعاون النسوي بين الأقطار الإسلامية، خاصة تلك المتقاربة جغرافيًا، وذلك لتبادل الزيارات والمعلومات والعمل على تحقيق المشاركة الفعالة للمرأة المسلمة في مواقع اتخاذ القرار بجانب المشاركة في الجمعيات التطوعية والمنظمات غير الحكومية إبرازًا لدورها الرائد في هذه المجالات.
وحيا الملتقى نضال المرأة الفلسطينية باعتبارها النموذج الأمثل للمرأة المسلمة، والذي يجسد معاني العزة والصمود، ويشعل جذوة الجهاد ويعلن الملتقى عن وقوفه وتضامنه معها.
وأعلن الملتقى عن وقوفه مع المرأة المسلمة في البوسنة والهرسك، ودعمه لها ويشجب فضلًا عن ذلك التشريد والانتهاكات التي تعرضت لها.
وأوصى بتأسيس لجنة في إطار هذا الكيان المقترح لمواجهة مقررات مؤتمر بكين والاستهداف الغربي الذي يسعى لاختراق العالم الإسلامي بالثقافة العَلمانية الإلحادية، ودعا إلى العمل على رفع المعاناة عن الطفل المسلم والاستفادة من التجارِب الرائدة لترقية المجتمع تحقيقًا للاكتفاء الذاتي على مستوى الأفراد والدول والإمساك بزمام المبادرة الإعلامية لتحصين المجتمعات الإسلامية من كافة آثار الهجمة الإعلامية الغربية، والدعوة إلى وقف الحروب والعمل على تحقيق السلام العالمي، واستنكار السلوك في بعض البلدان تجاه معاملة المسلمين، خاصة بعض الأقليات الإسلامية في الأقطار غير الإسلامية.
وأوصى المؤتمر بطرح الحلول الفقهية لمعالجة مشكلات المسلمين في العالم وبخاصة في الغرب والعمل على تدريب الأبوة والأمومة معًا، وفك الانفصام بينهما مع التأصيل لدور الأم وتقييم هذا الدور تقييمًا ماديًا للحكومات لتدفعه من أجل خدمة ترقية الأطفال على النحو السليم، والعمل على توعية الأم المسلمة بدورها خاصة في المجتمع الغربي بحيث لا تترك للمؤسسات العَلمانية أمر تربية وتعليم أبنائها، وأن تضطلع هي بتسليح أطفالها وتحصينهم بالتعليم الديني، والعمل على إنشاء مدارس إسلامية في المجتمعات الغربية لتعليم الأمهات وتبصيرهن بدورهن تجاه أطفالهن، كما يجب أن تعطى المرأة فرصة للتفقه في الدين.
وفي مجال محاربة الانفلات الاجتماعي والعادات الضارة، أوصى الملتقى بالتأكيد على ضرورة الحفاظ على الأسرة باعتبارها مؤسسة اجتماعية يترعرع في كنفها الجيل الصالح، والعمل على إزالة الفقر من خلال إتاحة الفرص للنساء للحصول على العمل المناسب، وإنشاء مؤسسات مؤهلة لرعاية الأطفال تسهيلًا عليهن، وإلقاء مزيد من الضوء على دور الأرامل وزوجات الشهداء تجاه أطفالهن، فضلًا عن الدعم الذي تقدمه المؤسسات المختلفة للأيتام، وألا تكون مسؤولية العناية بالأيتام قصرًا على المنظمات الحكومية والتطوعية، بل يجب أن يكون ذلك من صميم مسؤولية المجتمع المسلم، وضرورة العمل على (محو) أمية المرأة المسلمة وتبصيرها بحقوقها المكتسبة تحديدًا لهويتها وتسهيلًا لها للاضطلاع بدورها المشترك.
وضرورة أن تضطلع النساء بدورهن في نشر الدعوة وشرح الإسلام بصورته الصحيحة، وإدخال مادة الأمومة ضمن المناهج التي تدرس في المدارس..
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
عندي.. خمسة ملايين دينار.. فقط! فماذا أفعل بهم؟؟ وكيف أصل إلى «إحسان» الإنفاق؟
نشر في العدد 103
9
الثلاثاء 06-يونيو-1972