العنوان المجتمع الأسري.. عدد 1533
الكاتب يوسف محمد علي السعيد
تاريخ النشر السبت 04-يناير-2003
مشاهدات 22
نشر في العدد 1533
نشر في الصفحة 60
السبت 04-يناير-2003
برنامج تعليمي للأبناء في اللقاءات الأسرية
من فضل الله علينا أن معظم الأسر في بلادنا لها اجتماع أسبوعي على مستوى الإخوة والأخوات مع أطفالهم في بيت والديهم أو احدهم، وعادة ما يكون ذلك الاجتماع يوم الخميس، نظرًا لانشغال معظم أفراد الأسرة أثناء الأسبوع بأعمالهم الوظيفية. وليس خافيًا على الجميع ما لأطفالنا علينا من حقوق متعددة أوجبها الإسلام لهم منها حق التعليم والذي هو فحوى هذا المقال، ونخص بالذات أطفال الثلاث سنوات وحتى السنة السابعة.
فماذا يستطيع كل فرد مستوعب لهذه الرسالة أن يقدم لهؤلاء الأطفال خلالالاجتماع؟.
حسب اطلاعي على غير ما كتاب حول التعليم في هذه الفترة العمرية، فإن الطفل بحاجة إلى أشياء متعددة لإعداده لغويًا، وسنركز على أحدها، ألا وهو عامل الخبرة. فالطفل في هذه المرحلة في حاجة مستمرة إلى خبرات متعددة وأفكار جديدة يستعين بها عندما يفكر أو يتحدث.
النقاط التالية منها ما هو نظري ومنها ماهوعملي ويمكن أن يقوم بتنفيذها أي فرد في التجمع مدرك لأبعاد العملية التعليمية والتربوية:
1-أفكار ومفاهيم قرآنية: الله-رسول-نبي-قوم-جنة-نار-حسنات-تقوى- يوم القيامة-القبر-الموت-سبيل-المجرمين-المطر-قصة من القرآن.... الخ.
2-بعض الأدعية والأذكار القصيرة والمناسبة لأعمارهم.
3-فكرة شروق الشمس وغروبها بشكل مبسط.
4-فكرة الذوبان عمليًا: ذوبان قطعة ثلج مقابل عدم ذوبان قطعة مماثلة من الحجر، ذوبان الملح والسكر في الماء.
5-الاشتراك معهم بعمل فانلة صغيرة: إحضار قطعة قماش-خيط-إبرة- أزره، مع الإشارة لتسمية كل حركة لهم أثناء العمل.
٦- صنع سلم صغير على مرأى منهم مطرقة-مسامير صغيرة-قطع من الخشب-منشار.
7-فكرة عن التلوث نحتاج إلى ماء-كأس تراب.
8-تعليمهم فكرة السكون والحركة سطح خشبي أملس-قطعة برجون أو حجر. امسك السطح الخشبي بشكل مائل أو أسنده على الجدار ثم ضع قطعة البرجون أو الحجر في أعلى السطح الخشبي واسألهم ماذا حصل لهذه القطعة بعد ذلك ضع السطح الخشبي بشكلمستو على الأرض وضع فوقه قطعة البرجون أو الحجر ثم سلهم عن ملاحظتهم.
9-تعليمهم كيفية ربط حبل عدة عقد وفك تلك العقد، ثم اتركهم يمارسون تلك العملية أمامك.
10-شرح مبسط لأسباب موت الأطفال في العالم: الحروب-المجاعات- الأمراض-حوادث السيارات... الخ.
11-أعمال رياضية مختلفة اطلب منهم الكلمات التالية اجري-اقفز- امشي...الخ.
١٢-التعاون معهم في إعداد وجبة إفطار مع شرح وتوضيح كل حركة تتم في هذه العملية.
۱۳-تمييز الأسطح أملس-خشن-أفقي-مائل.
١٤-تمايز الأجسام من حيث الحجم كبير صغير، من حيث الوزن ثقيل، خفيف، من حيث الملمس قاسي، لين ،من حيث الطولطويل قصير.. الخ
١٥-تمايز الفتحات من حيث الشكل فتحة مربعة مدورة مثلثة ..... من حيث السعة والضيق مع ضرب أمثلة من محيط الطفل كنوافذ المنزل مثلًا أو الفتحات الموجودة في الأواني المنزلية.
١٦- يطلب من الطفل أن يأتي بأشياء: مثال أحضر لي شيئًا طويلًا وآخر قصيرًا، شيئًا ثقيلًا وآخر خفيفًا، ٣ أشياء لونها كذا وكذا. أحضر شيئًا قاسيًا وآخر لينًا ... الخ
١٧-يطلب منهم أن يتمثلوا الحالات التالية: الفرح الحزن الخوف النوم الأكل... الخ.
١٨- يطلب من الطفل أوامر نتأكد من معرفته خلالها من الحروف مثل: في-على-فوق-تحت-وسط-طرف-بجانب-شمال-يمين.
۱۹-تعرض على الطفل صفحة فيها صور متعددة لمدة وجيزة ثم يطلب منه تعداد ما شاهده في هذه الصفحة.
۲۰-الاحتراق كبريت-ورق مع تحذيرهم من استخدامها بعيدًا عن الأم.
۲۱- تعليمهم فكرة رطب مقابل جاف ونحتاج إلى منشفة وماء...
۲۲- تعليمهم التمييز بين أنواع الأقمشة حرير-إسفنج-قطن-صوف.
۲۳-التنفس: شهيق-زفير.
٢٤-الهضم مسار الطعام منذ دخوله من الفم وحتى نهاية العملية.
٢٥-نظم عقد من الحلي بمشاركتهم حبات العقد-إبرة-خيط.
٢٦-تعليمهم الفروق مثل الفرق بين السماء والأرض الفرق بين الرجل والمرأة... الخ.
۲۷-تعليمهم المتعاكسات مثل حار بارد صغير كبير، مسلم كافر ... الخ
۲۸-تعليمهم أحرف أسمائهم قراءة وكتابة.
۲۹-وأخيرًا وليس بأخر تعليمهم شيئًا مما ورد في كتب رياض الأطفال أو الكتب التي ألفت المرحلة ما قبل المدرسة.
ما رأيكم أن نهب جميعًا لتفعيل هذه المرئيات والعمل على صبغ اجتماعاتنا الأسرية بهذه الصفة. فكما أن الفرد منا يتمتع بصفات منها السلبي ومنها الإيجابي فكذلك الاجتماعات المذكورة إن سعينا لغرس أكبر قدر ممكن من الصفات الإيجابية في هذه التجمعات يعطيها زينتها ورونقها وبهائها، فتلك الصفات كالحلي الذي تتزين بها المرأة، ألا فلنزين اجتماعاتنا الأسرية بأكبر قدر من الحلي والزينة.
تساؤلات قد ترد إلى الأذهان
1-قد يقول أحدنا إن هذه الأمور يكتسبها الطفل ذاتيًا من خلال هذه الاجتماعات وأمثالها. وأننا لم نعمد إلى ممارسة النقاط مع أبنائنا الكبار ومع ذلك هاهم قد أتموا مرحلة التعليم العام ومنهم من أتم المرحلة الجامعية.
إغلاقًا لهذا الهاجس الذي فعلًا قد يتبادر إلى الذهن، أقول اطلبي أو اطلب من أحد هؤلاء الكبار من الأبناء أن يتحدث لمدة نصف ساعة عن موضوع معين. فهل يستطيع أن يرتب أفكاره وجمله ثم يقوم بإلقاء هذا الموضوع بل أعطه مهلة أسبوع لتحضير موضوع معين، فهل يستطيع أن يقوم بالمهمة المطلوبة؟
2-من يقوم بإعطاء الفكرة للأطفال؟
كل من يستطيع القيام بها من أعضاء التجمع، وأعتقد انه كل واحد عمره يتراوح بين ۱۲ سنة إلى خمسين سنة.
3-كم فكرة ينبغي إعطاؤها للأطفال في كل لقاء؟
بقدر ما يستطيع كل محب لفلذات أكبادنا، ما دام الأطفال مقبلون على التلقي.
4-نحن مجتمعون للأنس وتبادل الأحاديث لا للتعليم وتحويل اجتماعنا إلى مدرسة.
لا بأس لكن الملاحظ أن أطفالنا المعنيين بهذه الرسالة يتجولون في المنزل بدون هدف وأحيانًا يتشاجرون فيما بينهم، وأحيانًا يلعب بعضهم مع بعض. وأحيانًا ننهرهم إذا هم أكثروا من الشغب حولنا ثم يقول لهم البعض منا اذهبوا إلى التلفاز وما أدراك ما التلفاز أليس من الأجدى أن يصرف بعضنا شيئًا من وقته لهم، قد لا يزيد على 7 دقائق لأداء إحدى النقاط السابقة.
5-بعض المهام السابقة تحتاج إلى أدوات من أين لي بالأدوات؟
قد تجدينها أو تجدها في بيت والديك، أو يمكنك إحضارها معك من بيتك أو من السوق إن تكلفتها لا تذكر.
٦- في الحقيقة هذه الأمور يستبعد أن أفكر فيها ولم تدخل بعد في كياني النفسي والعقليفهل لك أن تزيدني إقناعًا؟
- طبعًا تصوري أن أطفال تجمعكم الأسري يرتدون كلهم أو بعضهم ثيابًا ممزقة ويعلوها شيء من الأوساخ ألا يحرك ذلك الحال ساكنًا في نفسك سيكون الجواب بلى ألا تحاولين أن تبحثي لهم عن ملابس نظيفة وأنيقة؟ بلى ألا تبحثين أسباب ارتدائهم لهذه الملابس مع أخواتك؟
بلى كذلك الحال في مجال أناقتهم الفكرية وخبراتهم الشخصية.
تصوري أن أطفال التجمع أو بعضهم لا يحضر وبشكل ملموس) وجبات الطعام المعدة لهم، ألا يدفعك هذا إلى محاولة البحث عن السبب في ذلك؟ ومحاولة معالجته؟ بلى.
كذلك الحال في مجال أناقتهم الفكرية وخبراتهم الشخصية التي يبنى عليها ما بعدها.
7-ماذا عن الأطفال الذين يقل عمرهم عن الثلاث سنوات؟
يمكن مشاركتهم ببعض الأفكار السابقة التي تناسب أعمارهم. ويمكنك أن تستحدثين أفكارًا وأعمالًا تناسبهم فالباب مفتوح والأمر واسع في هذا المجال فلا تبخلي على فلذات أكبادنا ما دمت قادرة على ذلك، فهؤلاء الأطفال إما أطفالك أو أطفال إحدى أخواتك أو أحد إخوانك.
8- ما الفوائد التي تعود على من جراء تعليم هؤلاء الأطفال؟
الفوائد كثيرة جدًا، إحداها ما جاء في هذا الحديث النبوي الشريف: «إن الله وملائكته، وأهل السموات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير» (رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح).
من الألعاب الشعبية الفلسطينية «عرب ويهود»
الكاتب: طارق حميدة(رام الله)
من الألعاب التي إعتادها أطفال فلسطين لعبة «عرب ويهود» إذ يمتشق الصبية بنادقهم الخشبية أو البلاستيكية وينقسمون فرقتين تمثل إحداهما الفدائيين الفلسطينيين، بينما تمثل الأخرى دور الجنود الصهاينة من البداية بسبب رفض الجميع القيام بدور الصهاينة، وقد يتفقون على تبادل الأدوار فيما بينهم.. هذه اللعبة مستمرة منذ عشرات السنين بما يؤكد عمق الإحساس باستمرارية الصراع وضرورة الكفاح لطرد المحتل ووقف جرائمه.
لكن التطور الجديد في الموضوع ما بدأنا نلاحظه على لعب الأطفال، إذ أصبحنا نرى الواحد منهم يقف بين يدي صاحبه ويقول له: «حزمني... فيقوم المهندس» بربط حزام ناسف وهمي على جسده مخفياً إياه تحت القميص أو المعطف.. ثم يتعانقان ليتجه «الاستشهادي» إلى حافلة، أو تجمع للصبية من زملائه.. ويكبر ضاغطًا على الزر». وإذا بالأطفال يتطايرون متساقطين يمنة ويسرة من شدة الانفجار».. وقد لا تنتهي اللعبة حتى يتناوب الجميع على ارتداء الحزام والكبس على الزر
والسؤال هو: لماذا يصبح تفجير الذات والاستشهاد لعبة مسلية ولذيذة.
الصهاينة يقصفون ويدمرون ويقتلون لا المجاهدين والمناضلين فقط، وإنما أيضًا الأطفال الصغار والنساء وكبار السن، ولذلك فإن الفلسطينيين صغارًا وكبارًا ينتظرون بفارغ الصبر وقوع العمليات الاستشهادية، بل يصبح الكثيرون منهم رجالًا ونساءً مستعدين للقيام بتفجير أنفسهم في الأعداء.
لم تعد تنطلي الأكاذيب الصهيونية حتى على الجهات المناصرة لهم بأن هذه العمليات تستهدف اليهود لكونهم يهودًا، وأن منفذيها إرهابيون قتلة.
تاريخيًا وعقائدياً، فالصهاينة أحفاد قتلة الأنبياء، وفي العصر الحديث فهم نبت طبيعي للاستعمار الاستيطاني الغربي، ذلك الغرب الذي أقام حضارته على القتل والتدمير وإبادة الآخر والحلول مكانه الغرب الذي أفرز النازية وأباد الملايين من الهنود الحمر الغرب الذي شعاره ميتًا أو حيًا Dead or alive، إنه لا يحتمل الآخر، يريده ميتًا أولًا، فإن لم يكن بالإمكان ذلك فلا بأس بإحضاره حيًا، واللافت أن العبارة نفسها باللغة العربية تقدم حيًا على ميتًا:« مطلوب حيًا أو ميتًا»
في رأيي أن الخلاف في الترتيب بين اللغتين لا يرجع إلى الخفة والثقل على اللسان بقدر ما يرجع إلى أمر أعمق من ذلك يتعلق بالذهنية والموقف والشعور، ويشهد التاريخ للحضارة العربية الإسلامية في قبولها للآخر الديني والثقافي واللغوي والجغرافي، بعكس الغرب.
لقد لفت القرآن الكريم نظرنا إلى أن في اختلاف الألسن آيات ورأينا كيف أن الرسول الكريمr يعرف متى تكون السيدة عائشة راضية منه أو غاضبة عليهمن اختلاف لسانها بين قول و «لا ورب محمد» أو قول «لا ورب إبراهيم».
وعودة إلى الأطفال الذين لاحظوا ما تفعله العمليات الاستشهادية من إثخان في الأعداء وتحطيم لمعنوياتهم وشفاء لصدور الفلسطينيين وتنفيس لغيظهم وما يمثله الاستشهاديون من بطولة وتضحية وجرأة يجعلهم رموزًا للأمة بأسرها وليس للفلسطينيين وحدهم.. إضافة إلى ما وعده الله تعالى للشهداء ولذلك فإن الاستشهاديين يجمعون بين أكثر من شرف ولهم في قلوب الشعب مكانة لا تدانيها غيرها. ولا ننسى كذلك أن يأس الفلسطينيين من المفاوضات والمفاوضين الذين ثبت عجزهم عن تحقيق الاستقلال أو تحرير الأوطان أو رد العدوان يشكل عاملًا قويًا آخر يدفع إلى تأييد العمليات الاستشهادية والرغبة في المشاركة فيها .
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل