; المجتمع الأسري (1549) | مجلة المجتمع

العنوان المجتمع الأسري (1549)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر السبت 03-مايو-2003

مشاهدات 12

نشر في العدد 1549

نشر في الصفحة 60

السبت 03-مايو-2003

ماذا نقول لأبنائنا عن الأزمات التي تمر بها الأمة؟

ناهد إمام

الأحداث الجارية وأخبار الحروب والأزمات ومشاهد الدمار والمصابين... إلخ التي تنقلها الفضائيات بشكل مستمر، أدخلت الأزمة إلى بيوتنا، ولأنها أكبر من قدرة استيعاب الأبناء، وتحتاج إلى تفسير وتحليل واسعين، فقد أصبحت تلك مشكلة كثير من الأمهات، لاسيما أن الأطفال أكثر الفئات حساسية تجاه هذه الأحداث وضرورة تفسيرها لهم بطريقة تقبلها عقولهم، فضلًا عن أنهم الجيل الحقيقي الذي سيواجه ما تسفر عنه، فهم الجيل الذي سيرث هذه التركة المثقلة بالهموم التي سنتركها لهم. 

والسؤال الآن ليس فقط كيف نحمي أطفالنا من الأحداث، ولكن كيف نستثمر الحدث لبناء جيل قوي واع قادر على بناء وصوغ مستقبله كما يريد هو وليس كما يخطط له مع العلم بأن إعدادهم للتعامل مع المستقبل يبدأ من الآن وأن الخيار لنا، فإما أن تؤهلهم لإحياء النصر من قلب الهزيمة أو أن يتابعوا عجزنا وانكسارنا. في هذا الحوار مع الدكتورة منى أحمد البصيلي المختصة التربوية والاجتماعية تحاول أن نضع النقاط على الحروف 

*الطفل يصوغ أفكاره ومشاعره مما ننقله إليه من رؤى وانطباعات أكثر مما يراه أو يسمعه في البداية هل يمكن اعتبار ردود أفعال الأطفال ومشاعرهم واحدة تجاه ما يتابعونه من أحداث؟

مشاعر الأطفال وأفكارهم وردود أفعالهم تختلف باختلاف عمرهم وخلفيتهم الثقافية ولهذا لا بد من اختلاف لغة وأسلوب التعامل والحوار مع الأعمار السنية المختلفة، فليس هناك لغة خطاب واحدة متفق عليها.

أمر آخر هو أن الأطفال يصيغون أفكارهم ومشاعرهم كرد فعل لما تبديه نحن من مشاعر وأفكار، بل من الألفاظ أمامهم.

فالخوف أو القلق أو اليأس والإحباط أو الشعور بالهزيمة والانكسار عندما تراها على أطفالنا، علينا أن ندرك أنهم يعيدون إنتاج ما أوحينا به لهم دون أن نشعر من خلال مناقشاتنا وكلامنا أمامهم، وكذلك الحال مع مشاعر الصمود والجهاد والتفاؤل والثقة بالنصر والأمل في غد فالطفل ليس عنده القدرة على قراءة وتحليل ما يراه أو يسمعه من أخبار وصياغة رؤية وأفكار ومشاعر بناء على ذلك، ولكن هذا دورنا نحن معهم ولهذا علينا أن نفكر قبل أن نتكلم معهم وأمامهم، ونسأل أنفسنا ما تأثير هذا عليهم« بناء.. هدمًا . مفيدًا.. ضارًا...محبطًا .. يبعث الأمل.. يهزم ويكسر». . 

ولكن كيف نتعامل مع الأطفال الصغار وحتى سن خمس سنوات؟

أقترح ما يلي:

  1. تجنب إبداء الخوف أو القلق أو الفزع أمامهم وتجنب الألفاظ التي توحي بذلك.

  2. تجنيبهم رؤية مناظر مفزعة لجرحى أو قتلى وأن يكون ذلك بهدوء ودون إشعارهم أننا نخاف عليهم من رؤية هذه المناظر لأن هذا يؤدي رسالة الخوف نفسها، خاصة أن المشاهد تطالعنا ليل نهار على الشاشة، وكل ما علينا هو توجيه اهتمامها لنشاط آخر عند عرض مثل هذه المشاهد.

  3. في هذه السن يستجيب الأطفال لخطاب المشاعر والخطاب الإيماني أكثر من الخطاب العقلي.. فمثلاً نعودهم على الجلوس معنا بعد كل صلاة للدعاء بالنصر للمسلمين، وكذلك الثقة بأن الله تعالى ينصر المسلمين الذين يطيعون الله عزوجل

  4. تثبيت معنى الأخوة والتفاعل مع إخواننا في العراق وفلسطين، والتحدث عن المقاطعة من منطلق نصرة الأطفال هناك، وكذلك ترك النمط الاستهلاكي

والإسراف، مشاركة لمن لا يجدون ما يأكلونه. 

  1.  «نحن لا نهاجم أحدًا، ولكن من يهاجمنا أو يضربنا نتصدى له بكل شجاعة ولا نسمح له بالاستيلاء على ممتلكاتنا هذا تفسير بسيط لما حدث ونضرب لهم أمثلة بسيطة من واقع الحياة لتقريب المثال.

  2. التأكيد على معنى الشجاعة والقوة والدفاع عن أرضنا وعدم قبول الهزيمة أبدًا.

معان مطلوبة

. وماذا بالنسبة للأطفال الأكبر من سن سبع سنوات؟

هؤلاء الأطفال يحتاجون أن يفهموا ببساطة ما يحدث ولهذا علينا أن نشرح لهم الأحداث كما هي بلغة بسيطة ومفهومة لنساعدهم على تفهم واقع ما يجري حولهم وكذلك الجلوس معهم عند متابعة نشرات الأخبار وشرح الأحداث لهم.. مع تشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بالرسم وكتابة القصص أو الشعر أو التمثيل

كذلك لابد من التحدث معهم عن دورهم لنصرة الإسلام والمسلمين، وترك الفرصة لهم ليقترحوا ونتناقش معهم حوله.. مع التناقش معهم باستمرار

الإجابة عن كل أسئلتهم، وسؤالهم عن رأيهم وانطباعاتهم، ومحاولة إخراج كل ما في أنفسهم، مع مراعاة الآتي:

  1.  لا لروح الهزيمة والانكسار

  2. لا لليأس والإحباط

  3. التركيز على معاني الجهاد بمفهومه الواسع والشجاعة والقوة.

  4. الثقة بنصر الله ولو بعد حين لكن هذا يتطلب الأخذ بأسباب النصر

  5. الأخذ بأسباب النصر «التمسك بدين الله» . القوة - التقدم العلمي - التحضر ومقاومة التخلف أن نمتلك الريادة في كل المجالات.. ومع هذا كله الدعاء وطلب النصر من الله فهذا الإحسان في التوكل.

  6. نحن لا نعادي شعبًا بعينه ابتداء، ولكننا نقاوم من يهاجمنا، مع ضرب الأمثلة من سير الغزوات والتاريخ الحديث

ز - الإسلام ليس دين تواكل وانتظار المعجزة من الله عز وجل، ولكن دين التخطيط والإعداد والأخذ بأسباب النصر والجهاد والتوكل على الله، مع شرح معني العودة الواعية، وهي الأخذ بأسباب النصر كما شرحت سابقًا.

وربما يكون من المفيد مراجعة خرائط الدول الإسلامية والعربية مع أولادنا فهي فرصة لتشكيل وعيهم بأمتهم، وليتعرفوا حجم الدول الإسلامية ومكانتها ووضعها في العالم. 

رسالة إلى كل أم

احمي جنينك من انفعالاتك

الرحم أول بيئة يعيش فيها الطفل جنينًا، ويغادرها متأثرا بكثير من المؤثرات البيئية التي تعرضت لها الأم لذلك يجب أن تدرك كل أم حامل أن جنينها أمانة، وتربيته صحيًا ونفسيًا لا تبدأ بمجرد ولادته، بل بمجرد أن يحتضن رحمها نطفة بلا حول ولا قوة. 

الدكتور حامد زهران - أستاذ الصحة النفسية بكلية الطب بجامعة عين شمس - يؤكد أن من أهم العوامل التي تؤثر على الجنين في رحم أمه . الحالة النفسية للأم إذ يحتاج الجنين إلى أن تصل إليه مؤثرات جسمية وانفعالية صحية عن طريق الأم، وتؤثر الحالة النفسية للأم بطريق غير مباشر على نمو الجنين، فالخوف والغضب والتوتر والقلق عند الأم يستثير الجهاز العصبي الذاتي، وينعكس أثر ذلك في النواحي الفسيولوجية، مما يؤدي إلى اضطراب إفراز الغدد وتغير التركيب الكيميائي للدم، وهذا يؤثر بدوره على نمو الجنين، ويلاحظ أيضا أن القلق والتوتر الشديد قد يؤدي إلى مخاض أصعب وأطول. 

كذلك قد ينعكس اتجاه الأم الحامل نحو حملها - كما يوضح الدكتور حامد زهران – على حالتها الانفعالية في أثناء الحمل، ويلاحظ أن المرأة التي لا تحب حملها ولا ترغب فيه قد تكون أكثر ميلًا إلى الاضطراب الانفعالي، وأن الاتجاه السالب نحو الحمل يصاحبه عادة الغثيان والتقيؤ هذا إلى جانب أن الانفعال والاضطراب وعدم النضج الانفعالي والصراع بين الزوجين وسوء التوافق بينهما يرتبط بعدم التوافق مع الحمل، وظهور بعض الاضطرابات النفسية عند الأم ..

أطفال بلا مستقبل

الأجنة في بطون العراقيات لن تسلم من مضار الحرب

الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق ستعرض النساء العراقيات الحوامل وأطفالهن لأخطار جسيمة. 

هذا ما حذر منه صندوق الأمم المتحدة للسكان موضحًا أنه جهز لوازم طبية أساسية في العراق وعدد من الدول المجاورة بهدف تقديم العناية الطبية وتوفير بيئة نظيفة للنساء لدى الولادة. 

وأشار إلى أن النساء والأطفال العراقيين قد تضرروا إلى حد كبير من تدهور نظام العناية الصحية في العراق الذي سببته سنوات النزاع والحصار، مضيفاً أن عدد الوفيات بين الأمهات في مرحلة النفاس تضاعف ثلاث مرات مقارنة بالوضع في نهاية الثمانينيات ليبلغ ۳۷۰ وفاة لكل مائة ألف حالة ولادة، كما أن عدد وفيات الأطفال الرضع ومن تقل أعمارهم عن الخامسة أرتفع بشكل حاد

وأوضح أن المعدات التي جهزها الصندوق تشمل وحدات جراحة متحركة لعمليات التوليد وسيارات إسعاف وأجهزة تصوير بالموجات فوق الصوتية ومضادات حيوية وأدوية أخرى ومواد لتوفير العناية لما بعد الولادة ومواد تعقيم وموانع حمل وغيرها من مواد ضرورية السلامة الأمهات .

الرابط المختصر :