; المجتمع الأسري (1218) | مجلة المجتمع

العنوان المجتمع الأسري (1218)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 24-سبتمبر-1996

مشاهدات 34

نشر في العدد 1218

نشر في الصفحة 60

الثلاثاء 24-سبتمبر-1996

انشغال الدعاة وأثره على الأسرة:

من المعروف أن الدعاة يقضون زمنًا لا بأس به من وقتهم في الدعوة خصوصًا في هذه الأيام التي كثرت فيها المشاغل، وبعدت فيها المسافات واحتاج الأمر منهم إلى جهود مضاعفة للقيام بالدعوة مما جعلهم يغيبون عن بيوتهم لفترات طويلة أحيانًا وسبب ذلك إزعاجًا لأسرهم، وتطور الإزعاج لدى بعض الزوجات ليصبح مشكلة عائلية تلقي بظلالها على انسجام الأسرة وتفاهمها، مما خلق بعض الأزمات العائلية للداعية.

مجلة «المجتمع» استعرضت هذه القضية مع زوجات بعض الدعاة من خلال التحقيق التالي الذي أعتمد على محورين المحور الأول: توزيع استبانة على مجموعة كبيرة من زوجات الدعاة استخرجنا منها الإحصاءات الدالة على خلفيات المشكلة، والمحور الثاني: وجهنا أسئلة مباشرة لبعض زوجات الدعاة اللاتي أولين بآرائهن حول هذه القضية.

ولقد أظهر الاستبانة أن أكثر المشاركات من ذوات التعليم الجامعي ثم الثانوي، وعدد قليل من المتوسط وجاءت نتيجة الاستبانة بمفاجأة لم تتوقعها حيث إن ٩٤% ممن شملهم الاستبانة ذكروا أن أزواجهن يقضي وقتًا كبيرًا أو متوسطًا في الدعوة، ومع ذلك كانت نسبة المنزعجات من هذا الغياب للزوج (صفر%) أي أن زوجات الدعاة غير منزعجات من صرف الدعاة جل وقتهم في الدعوة وإن كان لهن ملاحظات يتمنين أن يهتم بها الدعاة، والحفاظ على سرية المشاركات فإن المجتمع تجاوزا في هذا التحقيق سوف تكتفي بذكر الكنى لكل مشاركة.

انشغال الدعاة بالدعوة:

أجمعت المشاركات في التحقيق على أهمية الدعوة، خصوصًا في الوقت الحاضر، وذكرن أن بعض الدعاة ينشغلون بالدعوة وهو الأمر المطلوب، ولكنهم يقصرون في أشياء أخرى مهمة لا غنى للأسرة عنها.

تقول: «أم البراءة» عن انشغال زوجها بالدعوة: «إن انشغال زوجي بالدعوة لا يسبب مشاكل بمعنى كلمة مشكلة، إنما هو عدم التمكن من تلبية متطلبات الأسرة».

وتذكر «أم إبراهيم» مشكلتها مع زوجها الداعية فتقول: «إن انشغال زوجي لا يسبب لي مشاكل والحمد لله، ولكنه يسبب نوعًا من سوء التفاهم أحيانًا بسبب انفعال كل منا عند حدوث شيء ما».

وتقول «أم حسان»: «لا توجد مشاكل، ولكن هناك صعوبات وخرج يواجهني في تربية الأبناء، فهم يحتاجون أباهم أيضًا لتوجيههم والأم تشعر بمعاناة في تربيتهم إذا تحملت العبء الأكبر في تربيتهم».

وأكدت «أم عبد الملك» أن زوجة الداعية إنسانة لابد لها من التضحية لأنها هي الأساس في تهيئة زوجها للدعوة أو تقعسه، وعليها أن تتنازل عن بعض المتطلبات الشخصية غير الضرورية، وأن تعتبر انشغال زوجها في الدعوة أمر يخصها كما يخصه، وأود أن أسأل إذا انشغل الزوج بغير الدعوة، مثلًا اشتغاله بعمل إضافي لتحسين دخله، فهل يعتبر هذا انشغال عن الأسرة وهل سيكون تضرر الزوجة نفسه حال اشتغال زوجها بالدعوة.

تأثير انشغال الدعاة:

ولانشغال الدعاة بالدعوة من دون ضوابط سليمة آثاره السلبية على بعض أسر الدعاة، ولكنها ليست بالكثيرة، كما دلت على ذلك الإحصاءات فـ ١١% من الزوجات تأثرت علاقتهن بأزواجهن الدعاة بسبب انشغاله بالدعوة مقابل فقط من الدعاة تأثرت علاقتهم بأقاربهم، ولكن النسبة ارتفعت بشكل كبير فيما يخص العلاقة بين الزوج الداعية وأبنائه، حيث ذكرت ٢٣% من الزوجات أن العلاقة بين الأزواج وأبنائهم تأثرت لغياب الأزواج.

وتقول: «أم سنان»: «الانشغال بالدعوة إلى جانب الوظيفة أثر على الأولاد فأصبحوا يفتقدونه خاصة الذكور منهم، كما أنه أثر على علاقاتنا الاجتماعية مع الأقارب فيمر الشهر والشهران ولا نزور أقرب المقربين إلينا، فأصبح الأولاد منعزلين، وأحيانًا أكون بأمس الحاجة إليه لأخذ رأيه في موضوع معين يخص الأولاد فلا أجده».

 وتقول: «أم حسان»: «انشغال زوجي بالدعوة أدى إلى وجود حاجز بين زوجي والأولاد، وأصبحوا يجدون حرجًا في التحدث معه في أمور تهمهم وتخصهم، وأيضًا أصبح هناك هوة كبيرة بين أسرتنا والمجتمع، وأصبحنا منعزلين أو محدودي الصلات بالمجتمع».

 وتؤكد: «أم فيصل» أن انشغال بعض الدعاة بالدعوة أثر على التزام بعض أسر الدعاة بأمور دينهم، فنجد أبناء بعض الدعاة أو زوجاتهم غير ملتزمين بأمور الدين وبعيدين عن تطبيقه، وهو أمر لن يأخذ على هذا الداعية المقصر في حق أهله فقط، بل سيعمم المجتمع رأيه وينتقد جميع الدعاة.

وتقول «أم خالد»: «انشغال زوجي بالدعوة جعله يقصر في أشياء كثيرة، وكلها تهون أمام تقصيره في حق والديه، فهل يعقل ألا يتفقد الداعية والديه لفترة تزيد عن الأسبوع أو الأسبوعين وهما في نفس المدينة ولقد حصل أن غضب والد زوجي عدة مرات بسبب غياب ابنهم عنهم».

حلول لانشغال الدعاة:

لا شك أن هناك مجموعة من الدعاة يحتاجهم المجتمع بشكل كبير ولا يستغني عن خدماتهم وجهودهم مثل العلماء وأئمة المساجد وغيرهم، أما الفئة الثانية من الدعاة فإن جهودهم مطلوبة أيضًا ولكن ليس على حساب قضايا أخرى، وعليهم حلول المشاكل الناتجة عن انشغالهم بالدعوة من خلال عدة وسائل، وتوضح «أم سنان» ذلك بقولها: إن الحل لانشغال الدعاة هو التنظيم وتقسيم الأوقات حتى يأخذ كل حقه، وبالنسبة لي فلا أعلم طريقة معينة اتبعتها لمعالجة قضية غياب زوجي، ولكني جربت عدة طرق منها ما نجح ومنها ما أخفقت فيه حسب نوع الموقف بالنسبة للأولاد أقدم لهم الاعتذار بأن والدهم مشغول في عمل مهم يعود علينا بالنفع في الدنيا والآخرة، وكذلك الاعتذار للأهل خصوصًا الوالدين وتعريفهم بأن ما يقوم به زوجي هو واجب عليه.. وهكذا هي الحياة إنما وضعت امتحانًا.

وتقترح أم «عبد الملك» في حال وجود مشكلة قد تواجهها الزوجة أثناء غياب الزوج الاستعانة بعد الله سبحانه وتعالى بالأقارب مثل أخو الزوجة، أو العم، أو الخال لتقويم بعض سلوكيات الأبناء أو للترفيه عن الأولاد، أو لتلبية احتياجات المنزل.

وتطلب «أم عبد الله» بيوم للأسرة فتقول خاص أسبوعي أو حتى يجب أن يوضع يوم شهري، يكون فيه اجتماع للأسرة، ويجب الاهتمام بالأوقات المخصصة للأهل والأولاد، أو على الأقل أخبار أهله بجدوله الأسبوعي بحيث تستطيع زوجته وضع خطة مع الزوج لاستغلال أوقات الفراغ.

وتحث الأخت «فاطمة الأحمدي» على حل أوقات فراغ الداعية آخر طبعا لا يوجد سوى الصبر، فهو زاد المؤمن في الدنيا، فطالما أن خروج الزوج سببه الدعوة إلى الله فلابد من الصبر، خاصة في وقتنا الحاضر الذي كثر فيه الفساد والمجاهرة بالعصيان، فلابد من الصبر والتحمل، وفي نفس الوقت التشجيع للزوج، وعدم إبداء التذمر أو الضيق حتى يخرج وهو منشرح الصدر ويمارس دعوته إلى الله بروح عالية.

 مشاركة الزوجة في الدعوة:

زوجات الدعاة يملكن مقومات دعوية أفضل من غيرهن في الغالب لارتباط كل واحدة منهن بداعية يستطيع أن يعلمها ويوجهها لتكون هي أيضًا داعية، ولكن للأسف كثيرًا ما يغفل الدعاة عن هذه القضية، ويتركون زوجاتهم من دون توجيه أو استغلال لأوقات الزوجات ويؤكد ذلك أن ممن شملهم الاستبانة تكون أن سبب التذمر من غياب أزواجهن هو الفراغ الذي يعشنه بشكل كبير أو نوعًا ما. كذلك لا يسمح ١١% من الدعاة بمشاركة زوجاتهم لهم في الدعوة، ولا يسمح ٥% منهم لزوجته بالقيام بالدعوة والانشغال بها، وهو أمر مستغرب حيث لا يختلف اثنان في أهمية مشاركة الزوجة في الدعوة، تقول «أم إبراهيم»: إن مشاركة زوجة الداعية في الدعوة يجعلها تشعر بالسعادة وبأن لها دورًا فعالًا، وهذا يجعلها مقتنعة بالرسالة التي يقوم بها زوجها ويقلل من المشاكل فيما بينهم.

 وتقول: «أم سنان» لابد من مشاركة الزوجة في الدعوة حسب مستوى كل زوجة فيكلفها مثلًا به متابعة أحداث معينة، أو تلخيص موضوع أو قراءة كتاب وتبادل الآراء حوله فيما بعد، أو حفظ جزء معين من القرآن ولقد بلغت نسبة الزوجات اللاتي لا يشاركن أو حتى يساعدن أزواجهن في الدعوة ما نسبته ٣٣% وهي نسبة مرتفعة، ولا شك أن الدعاة مطالبون بالاهتمام بهذه النسبة

مآخذ على الدعاة:

تعددت المآخذ على الدعاة من قبل زوجاتهم وتركزت معظمها على قضية عدم تنظيم الوقت لدى الدعاة.

«أم حسان» المآخذ التي تؤخذ على الدعاة عمومًا انشغاله الكثير عن البيت والأولاد وعودته في ساعات متأخرة من الليل، وعدم تحديد وقت لأسرته، وجهل الزوجة أحيانًا بأمور زوجها لعدم إخبار الزوج الداعية زوجته بها، وأحيانًا تسمع أخباره من الآخرين، مما يسبب لها الحرج في عدم المعرفة.

«أم إبراهيم»: المآخذ التي أخذها على زوجي هي الفوضى وعدم الترتيب، مما يسبب له نوع من الإرباك، وكذلك سرعة انفعاله لقضايا لا تتطلب الانفعال.

«أم سنان»: الانشغال بالدعوة إلى جانب الوظيفة أثر على الأولاد والأقارب وعلاقاتنا الاجتماعية.

«أم عبد الملك»: يتجه الدعاة في دعوتهم للأصحاب والزملاء في العمل قبل الأهل والأقربون أولى بالمعروف وخصوصًا أن بعض الأقارب يكون في حاجة ماسة إلى التوعية والإرشاد، كذلك لا يشرك الداعية زوجته معه في هموم الدعوة ولا يوضح لها طبيعة عمله خصوصًا الخروج من البيت دون علم الزوجة حتى عن سبب الخروج، مما قد يبعث الريبة لدى بعض الزوجات.

مطالب متنوعة من الدعاة:

«أم حسان»: يجب تخصيص وقت معين ليجلس الأبوان لمناقشة ما يجري في الأسرة وتبادل الآراء والتفاهم على الأسلوب والطريقة الأنسب لإنشاء أسرة تسير على نهج الإسلام.

« أم سلطان»: لابد من تحديد وقت معين لجهاز التليفون بعدها لا تستقبل أي مكالمة الساعة الثانية عشرة ليلًا مثلًا، كما ينبغي تحديد موعد الزيارات في أوقات معينة وليست في أوقات راحة الأسرة مثل يوم الجمعة، احترام وتقدير المرأة التي يتحدث معها، فلا يطيل الكلام ويسأل عن فلان ومتى يعود، ولماذا لم يخبر بأني اتصلت عليه والتقليل من العزائم بين الحين والآخر، فمن المفروض أن يراعي زوجته المتعبة طوال اليوم.

«أم فارس»: على الدعاة مراعاة النواحي النفسية للزوجات بإظهار أهميتهن بالنسبة للحياة الزوجية والتأكيد على أن التعاون مع الأزواج يحقق رضى الله سبحانه وتعالى والعمل الجاد على تثقيف الزوجات والأبناء بما يتعلق بأمور الدين وعدم الاقتصار على المحاضرات العامة أو القراءة الشخصية.

61% من الدعاة يقومون بواجباتهم تجاه أسرهم و11%منهم لا يسمح لزوجته بمشاركته في الدعوة:

 «أم وليد»: أنا لا أؤيد التفرغ الكلي في -مجال الدعوة خصوصًا للمتزوجين، والذين لديهم أبناء؛ حيث تخصيص جزء من وقته للزوجة والأولاد يعتبر أيضًا في مجال الدعوة، خصوصًا عندما تكون زوجته غير ملمة بأمور الدين.

«أم تحسين»: في الحقيقة أن هناك أعمالًا يقوم بها الدعاة في حياتهم وتؤثر تأثيرًا كبيرًا على مستقبلهم الدعوي منها اشتراطهم الجمال والسن عند زواجهم على حساب التزام الزوجة، وإذا وجدت الفتاة الداعية النشطة لا يتزوجها لأنها غير جميلة أو كبيرة نوعًا ما، والمشكلة أنك إذا ناقشتهم في الأمر قالوا من حقي أن أتمتع بالجمال وأغض بصري، وكلامه سليم ولكن إذا كان الداعية لا يريد التضحية فممن تطلبها ليس هذا فحسب المشكلة بعد الزواج يتزوج من غير ملتزمة، فتلتزم بعد الزواج ولكنها لا تقبل خروجه الكثير بتاتًا، وتعقد مقارنة بينها وبين غيرها من زوجات غير الدعاة، وغالبًا لا يستطيع الداعية إقناعها ولو كلمها عدة مرات مما يسبب له مشكلة كان هو في غنى عنها، في الجانب الآخر نجد أن الداعية النشطة تنتظر وتنتظر حتى تتزوج من إنسان عادي أو ملتزم، ولكن أفكاره متحجرة لا يريد دعوة ولا يريدها أن تقوم بأي نشاط وأن حدها المنزل فقط!! فبالله عليكم أيها الدعاة ما رأيكم؟

 «أم بكر» لابد من إشغال الزوجة إما بالتعليم تكملة تعليمها أو العمل بشرط ألا يطغى على مسؤولياتها تجاه أبنائها وزوجها. كذلك لا بد أن تلتحق الزوجة بحلقات العلم مع زوجات الدعاة حتى تتفهم الدعوة وأصولها وينشأ في نفسها الحرقة على حال الأمة وتشعر أن هناك من النساء مثلها.

وتقول (س ق): كان زوجي في بداية حياتنا الزوجية يعمل من أجل الدعوة بكل طاقته وكان ذلك يسبب لي إزعاجًا بسبب عدم انخراطي في الدعوة، ولكن بعد مدة اضطر زوجي للتغيب عن الدعوة لظروف معينة، فبدأ يهتم بدراسة الحديث والفقه وحضور المحاضرات العامة ويقوم بأعمال خيرية، مما مكنه من توجيه أبنائه وتعليمهم وتثبيت تماسك الأسرة، وفتح لي مجالًا واسعًا لدعوة وساعدني بكل ما يستطيع لتفرغ للدعوة بين الجاليات المسلمة، وهو في نظري حال أفضل مما كان يقوم به في أيام الخراطة في الدعوة.

تعليق من داعية:

والوقوف على وجهة نظر الدعاة حول هذه القضية التقينا بالداعية الدكتور «علي بادحدح» الذي علق على التحقيق بقوله:

 لا شك أن ظاهرة انشغال الدعاة ظاهرة موجودة سواء كانت بحجم كبير أو صغير لي ومناقشتها أمر مهم، وطرق هذه الظاهرة والبحث فيها وفي أسبابها ومحاولة إيجاد علاج لها خيرًا من أن تتعامى عنها أو لا تعترف بوجودها، لأن : أهم علاج لأي مشكلة هو الاعتراف بوجود المشكلة، وهذه الظاهرة في مداها البعيد تعتبر كارثة لأن لها سلبيات كبيرة من أبرزها إعطاء : صورة سلبية عن الإسلام والدعوة وانحراف بعض أبناء الدعاة، وتقطع الأواصر الاجتماعية في الأوساط الدعوية.

تتعدد المآخذ على الدعاة من قبل زوجاتهم ويتركز معظمها في عدم تنظيم الوقت لديهم:

ولقد أظهر التحقيق نقطة مهمة وهي أن الزوجة المسلمة تتمتع بمساحة وحجم كبير من الوعي والتفهم، وهذا يساعد كثيرًا على تجاوز وحل كثير من المشكلات التي قد يواجهها الدعاة، وأرجو ألا يثار هذا الموضوع في أوساط الدعاة بطريقة تؤدي إلى نتائج سلبية مثل إثارة الزوجة الراضية والمتأقلمة مع وضع زوجها، أو لفت نظر زوجة إلى مشكلة لم تشعر هي بها، أو طمأنة الداعية المخطئ، في هذا الجانب ينبغي تناول الموضوع بأسلوب متوازن ليؤدي إلى الفائدة المرجوة.

 في رأيي أنه ليست هناك مشكلة إذا استطعنا وضع بعض القواعد الأساسية مثل تنظيم الأوقات والاستعانة بالأعمال المساعدة والرديفة لدور الأب مثل محاضن للأبناء، ومحاضن للزوجات فالسلف من العلماء والأمراء كانوا يعهدون بأبنائهم إلى المربين والمعلمين من. الأكفاء، فليس بالضرورة أن يكون الإنسان هو الممارس الوحيد لتربية ابنه بل بالعكس قد يكون التنوع في المربين مفيد جدًا لأن الإنسان لا على الزوجة أن تجسد المشكلة، فلو جسدت المرأة المشكلة بشكل مقبول للفت نظر الزوج لهذه المشكلة، سواء جسدتها من ناحية شرعية كقولها له مثلًا هذا واجبك وهذه مسؤوليتك أو جسدتها من ناحية الواقع بقولها: الولد عنده مشاكل فكرية أو خلقية والبنت عندها كذا، فتجسد المشكلة وتعرضها بحيث تصدم الزوج الداعية فيتنبه لأبنائه ومسؤوليتهم، ويمكن للداعية مع شيء من التنظيم للوقت والتدرب على حسن استغلاله أن ينجز في وقت قصير عملًا كبيرًا بأن يحسن اختيار البرنامج واختيار الأشياء التي لها طابع تأثيري جديد مثل محاضن التربية الجاهزة وبرامج الكمبيوتر التعليمية، أو بكسب ود الزوجة والأولاد بإعطاء الجرعات المناسبة للترفيه، وعمل برامج متدرجة معهم بحيث يكفيه بعد فترة القليل من الوقت معهم كذلك إشعار الزوجة والأبناء بالعاطفة المطلوبة أمر مهم ويكفيه في هذا الجانب موقف واحد يحسن الزوج فيه فيغنيه عن ساعات طوال يقضيها معهم.

وأحب أن أنبه إلى أن الجمع بين أعمال الأسرة والدعوة وارد، فالداعية يستطيع أن يقوم بالعملين والعمل الدعوي خارج المنزل واضح بالنسبة للدعاة، ولكن المشكلة في العمل الداخلي الذي تقع فيه بعض السلبيات، أما أن يتصور الداعية أن العمل في البيت سيأخذ وقتًا كبيرًا فيهول الموضوع ويتهرب منه أو أحيانًا يكون هناك تهوين للأمر، حيث يقول لأبنائه مثلًا اعملوا كذا ويكتفي به، وهو في دعوته خارج البيت لا يقتنع بهذا الأسلوب ولا يقبل به 

الرابط المختصر :