العنوان المجتمع الاقتصادي - عدد 467
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 29-يناير-1980
مشاهدات 16
نشر في العدد 467
نشر في الصفحة 30
الثلاثاء 29-يناير-1980
مصر تجمد أربعة مليارات دولار من ودائع الدول الخليجية:
قالت مصادر صندوق النقد الدولي إن مجلس إدارة الصندوق سيجتمع في أوائل شهر مارس للنظر في شكوى أربع دول عربية منتجة للنفط ضد مصر لتجميدها حوالي أربعة مليارات دولار من ودائع الدول الخليجية.
وكانت مصر قد اتخذت هذه الخطوة التي لم يسبق لها مثيل إثر مؤتمر قمة بغداد لمعاقبة النظام المصري سياسيًا واقتصاديًا لتوقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل ويعود الجزء الأكبر من الودائع المجمدة في مصر والتي تبلغ قيمتها ملياري دولار لهيئة الخليج التي أقرضتها لمصر من أجل التطوير عام ۱۹۷۷ ومساعدتها عقب ثلاثة أيام من انتفاضة في المدن المصرية الرئيسية بسبب محاولات الحكومة زيادة أسعار السلع الأساسية في ۱۸ و ۱۹ يناير ۱۹۷۷ وتضم هيئة الخليج الكويت والسعودية ودولة الإمارات.. كما أن كلًا من الكويت والسعودية أودعت مليارًا وتسعمائة ألف دولار على الترتيب في البنك المركزي المصري لمساعدة حكومة السادات على دفع بعض القروض الأجنبية وشراء السلع بالعملة الصعبة.
ولقد برر النظام المصري بلسان رئيس وزرائه هذه الخطوة بعبارة الأمن القومي.
ولم تقدم مصر أية إيضاحات حول الملياري دولار التي تعود إلى هيئة الخليج على الرغم من أن تقريرًا نشرته في القاهرة زعمت أن مصر تعتبر الاتفاقية مع هيئة الخليج باطلة من طرف واحد أي من قبل الدولة الخليجية.
الإمارات تستثني العمال الأفغانيين من قرارات تنظيم العمالة:
تبحث الجهات المسؤولة في أبو ظبي حاليا استثناء العمال الأفغانيين العاملين في دولة الإمارات العربية من القرارات الأخيرة التي صدرت في الدولة لتنظيم العمالة والتي كان من بينها ترحيل العمال الذين انتهت أعمالهم وفترة إقامتهم في البلاد. وصرح مصدر مسؤول في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في دولة الإمارات بأن الوزارة تولي اهتمامها لأوضاع العمال الأفغانيين الثابتة جديتهم من واقع المستندات الشخصية لهم نظرًا لظروف كفاحهم ضد الغزو الأجنبي.. وكان العمال الأفغانيون العاملون في دولة الإمارات قد تقدموا بطلب إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية للنظر في أوضاعهم وإتاحة الفرصة أمامهم للاستمرار في عملهم في البلاد نظرًا لحالة الحرب القائمة حاليًا في أفغانستان بعد الغزو السوفياتي.
ومن ناحية أخرى غادر أبو ظبي أمس إلى منطقة بيشاور بباكستان وفد من التجار المواطنين لتسليم التبرعات التي جمعوها لصالح المسلمين الأفغان والتي تبلغ مليونًا ونصف المليون درهم «حوالي ٤٠٠ ألف دولار» لقيادات المجاهدين الأفغان الذين يعيشون على الحدود الباكستانية الأفغانية.
الاتحاد السوفياتي يستخدم القنبلة النووية لزيادة إنتاجه النفطي:
أعرب المعهد الوطني الأمريكي للجيولوجيا عن اعتقاده بأن الاتحاد السوفياتي قد يقوم بتفجير شحنة نووية تحت الأرض في سيبيريا وقد اشتهرت هذه المناطق بصعوبة التنقيب فيها.
وتعتقد الدوائر الأمريكية أن تقديراتها حول مخزون البترول غربي سيبيريا تبلغ عشرة مليارات برميل.. وقد تم استخراج عشرة ملايين برميل فقط حتى الآن.
ليبيا والجزائر أسهمتا في تعويض أمريكا عما فقدته من نفط إیران:
سجل حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم العربي خلال عام ۱۹۷۹ رقمًا قياسيًا قدرته مصادر وزارة التجارة الأمريكية بحوالي ۳۰ مليار دولار أي بزيادة ۲۱ بالمائة عن عام ۱۹۷۹، وإضافة إلى ارتفاع أسعار النفط وكذلك أسعار المنتجات الأمريكية كسبب رئيسي لزيادة حجم التبادل التجاري بين الجانبين، فقد زادت أيضًا كميات النفط العربي المصدرة إلى الولايات المتحدة.. كما زادت كميات المنتجات الأمريكية المصدرة الى البلدان العربية.
فالمملكة العربية السعودية هي أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، حيث بلغت نسبة الصادرات الأمريكية إليها ٤٤ بالمائة ووارداتها منها ۳۸ بالمائة وذلك من حجم صادرات أمریکا ووارداتها إلى العالم العربي. وقد حلت السعودية محل إيران في تأمين قسم كبير من النفط الذي كانت تحصل عليه الولايات المتحدة من إيران مما أدى إلى زيادة صادراتها أي -السعودية- بنسبة ٤٣ بالمائة... بينما زادت وارداتها من النفط بحوالي ١٤ بالمائة.
وكان لليبيا أيضًا نصيب في الإحلال محل إیران حيث أصبحت ليبيا بعد ثورة الخميني الدولة العربية الثانية التي تعتمد عليها الولايات المتحدة في تأمين احتياجاتها من النفط .
وقد ارتفعت صادرات ليبيا إلى أمريكا خلال النصف الأول من عام ۱۹۷۹ إلى أكثر من ٢٠٪ عما كانت عليه في النصف الأول من عام ۱۹۷۸.. كما ارتفعت في الوقت ذاته وارداتها من المنتجات الأمريكية بنسبة ٢٠٪.
أما الدولة العربية الثالثة في مد أمريكا من النفط فهي الجزائر، فقد زادت صادراتها إلى الولايات المتحدة بما لا يقل عن ١١٪ في حين زاد حجم الصادرات الأمريكية إليها نتيجة ازدياد حاجة الجزائر إلى استيراد المواد الغذائية وأجهزة الاتصال والمعدات الزراعية والإنتاجية وغيرها.
أمريكا والاتحاد السوفياتي أكبر الدول المستفيدة من ارتفاع أسعار الذهب:
ستستفيد كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي من الارتفاع الكبير في أسعار الذهب... وقد لوحظ أن سعر الذهب قد تضاعف أكثر من مرة منذ أن لجأت وزارة الخزانة الأمريكية إلى بيع الذهب بالمزاد في أول نوفمبر و يعزي المراقبون إلى أن السبب في ارتفاع أسعار الذهب يرجع إلى التطورات السياسية العسكرية في الشرق الأوسط وإيران وأفغانستان.
وذكر بأن حالة الشك الكبير التي تسود المنطقة دفعت بالكثيرين إلى تحويل مدخراتهم وأرصدتهم إلى ذهب ليسهل حمله والفرار به... و يسود الانطباع بأن كثيرًا من حملة الذهب من دول معينة في الشرق الأوسط مثل الكويت والمملكة العربية السعودية وإیران.
وحتى إذا لم يكن ذلك يحدث تمامًا فإن تجار الذهب في زيورخ وأمستردام ونيويورك يعتقدون أن ذلك يحدث و يندفعون إلى شراء المزيد من هذا المعدن النفيس توقعًا لمزيد من رفع أسعاره.
ويسود الاعتقاد بأن الولايات المتحدة الأمريكية التي تملك أکبر احتياطي رسمي للذهب والاتحاد السوفياتي وهو دولة كبرى منتجة للذهب هما أكبر الدول المستفيدة من رفع الأسعار.
وقال توماس وولف المدير السابق لمكتب الذهب بوزارة الخزانة الأمريكية والذي يعمل الآن مستشارًا إن الأرصدة الحكومية الرسمية من الذهب تبلغ ٢٦٥ مليون أوقية أي ضعف أرصدة ألمانيا الغربية وهي ثاني دولة من حيث ضخامة حجم الرصيد الذهبي.
ورغم المحاولات التي بذلتها الحكومة الأمريكية خلال السبعينات لإلغاء الدور الرسمي للذهب في النظام النقدي العالمي فإن هناك تحولًا ملحوظًا نحو تأكيد هذا الدور في الشهور الأخيرة .. وقال أنتوني سولومون إن الذهب لا يزال هو الاحتياطي الأساسي ذو القيمة المعترف بها من جانب كبير من الحكومات، وهو الذي يمكن اللجوء إليه لإصلاح ميزان المدفوعات وهذا ما فعلته الحكومة الأمريكية بالفعل عندما باعت الذهب بالمزاد عام ۱۹۷۸ و ۱۹۷۹.
إلا أن سولومون أضاف قائلًا إن أي حامل للذهب يدرك أن زيادة سعره لها تأثيرها على النظام المالي العالمي.. وقال بعض المحللين إن ارتفاع سعر الذهب يعتبر فائدة كبيرة للسوفيات لأنه يحقق لهم المال الزائد الذي يمكنهم من شراء القمح من الأسواق العالمية.
وقد أوقف السوفيات بيع الذهب في أكتوبر الماضي ربما لخلق إحساس بالعجز في كمياته مما يعمل على رفع أسعاره أكثر.
من أجل مدرسة اقتصادية إسلامية:
قال الدكتور أحمد النجار، أمين عام الاتحاد الدولي للبنوك الإسلامية لإحدى الصحف المحلية إن الطريق لإنشاء مدرسة اقتصادية إسلامية هو طريق جهاد وسيواجه تحديات عنيفة، وقد يحاط بحركات تطويق وقد يكون فيها من يدعون أنهم مخلصون لهذه الحركة، لذلك يجب أن نكون على يقظة تامة، والمؤمن المخلص يجب عليه أن يكون فطنًا.
وأضاف الدكتور النجار أنه يجب تعبئة الجهود من أجل النهوض بمجتمعات إسلامية اقتصادية لتحتل مكانها بين دول العالم ولتعود الأمة الإسلامية إلى مكان الصدارة وبخاصة أن البشرية بحاجة إلى من يوقظها من الضلال والتخبط اللذين تعيش فيهما.
آثار رفع الكويت لسعر نفطها:
أعلنت الكويت يوم ۳۰/۱۲/۱۹۷۹ عن زيادة في أسعار نفطها الخام قدرها 19% بأثر رجعي ابتداء من أول نوفمبر - تشرين الثاني. وبهذه الزيادة يصبح سعر البرميل الواحد من النفط الكويتي ٢٥,٥٠ دولار.
وبهذا أصبحت أسعار نفط الكويت مقاربة لأسعار نفط العراق وأبو ظبي وقطر في الخليج وتأتي هذه الدول -بالإضافة إلى فنزويلا وإندونيسيا- في منزلة متوسطة بالنسبة لأسعار نفط الدول الأعضاء في منظمة الأقطار المصدرة للنفط «أوبيك» التي أصبحت تقيم على نحو فعلي نظامًا سعريًّا ثلاثيًّا.
وهذا السعر الذي وضع النفط الكويتي الثقيل من إنتاج حقل برقان والذي يحتوي على نسبة عالية من الكبريت تصل إلى ٣١ درجة يكاد يصل إلى السعر الأساسي الوطني وهو ٢٦ دولارًا للبرميل الواحد في حين بلغ السعر الذي وضعته المملكة العربية السعودية لنفطها الخفيف ٢٤ دولارًا للبرميل الواحد، أما عمان التي لم تدخل في عضوية الأوبيك والتي تنتج كميات ضئيلة نسبيًا، فقد رفعت سعر نفطها الذي يحتوي على ٣٦ درجة من الكبريت بنسبة ١٥,٦% ليصبح سعر البرميل الواحد ۲۰ , ۲۸ دولار، وذلك على حد قول وكالة الصحافة السعودية، وهذا يضعها في منزلة تلك الدول المنتجة للنفط مثل إیران وليبيا ونيجيريا والجزائر التي تجيء أسعار نفطها في قمة النظام السعري.
وخلال الربع الأول من عام ۱۹۸۰ من المتوقع أن تظل الأسعار وفق المعدلات المعلنة في الأسبوعين الماضيين والمعروف أن المتوسط الحسابي لأسعار النفط الحالية يزيد عن ضعف ما كانت عليه الأسعار في نهاية عام ۱۹۷۸ وتزيد بحوالي ٣٠٪ بالنسبة لأسعار الربع الثالث من عام ۱۹۷۹...
جريدة فايننشال تايمز