; المجتمع التربوي (1197) | مجلة المجتمع

العنوان المجتمع التربوي (1197)

الكاتب د.عبدالحميد البلالي

تاريخ النشر الثلاثاء 23-أبريل-1996

مشاهدات 45

نشر في العدد 1197

نشر في الصفحة 50

الثلاثاء 23-أبريل-1996

• وقفة تربوية

• احذروا الحالقة

في هذا الشهر العظيم تزداد فرص الأجر فيما لا تتوفر في وقت آخر، وبالرغم من ذلك، فإن هناك فئة من المسلمين يقومون ببعض ما يغضب الجليل مما يسبب زوال ما يجمعونه من الثواب، وسمى رسول الله ﷺ هذه المعاصي «بالحالقة» وعلى رأسها «الهجران»، وهي أن يهجر المسلم أخاه ولا يكلمه أو يجلس معه ويمتلئ قلبه بالشحناء عليه، حيث يقول الرسول فيما رواه أبو داود بإسناد حسن: «لا يكون لمسلم أن يهجر مسلمًا فوق ثلاث، فإذا لقيه سلم عليه ثلاث مرات، كل ذلك لا يرد عليه، فقد باء بإثمه»، وأخطر من هذه النتيجة للقاطع ما جاء في الحديث الذي رواه أبو داود بإسناد صحيح قول الرسول ﷺ: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار»، فأية خطورة تنتظر أولئك القاطعين، خاصة إذا كانت هذه القطيعة بين الأقارب، فالرحم كما جاء في الحديث الصحيح معلقة بالعرش تقول: «اللهم صِلْ من وصلني، واقطع من قطعني»..

إن من أكبر الأعمال التي يقوم بها المسلم هذه الأيام أن يرجع المياه إلى مجاريها، ويصلح بين المتخاصمين، وإن درجته عند الله تعلو درجة الصائم والمصلي والمتصدق، حيث يقول الرسول ﷺ في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد بإسناد صحيح: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة؟ قلنا بلى: قال: «إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين هي الحالقة» وفي رواية: «لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين» فكل ما يجمعه من الأجر تحلقه هذه المعصية.. والعاقل من لا يرضى بأن تذهب أعماله سدى، لمجرد رضوخه لتزيين الشيطان له بالاستمرار بالقطيعة بحجة «ما أنزل رأسي لهم» و«كرامتي أعلى من كل شيء».

أبو خلاد

 

• حقوق الوالدين في الإسلام

حقوق الوالدين في الإسلام تشمل الجوانب المادية والأدبية، والبر لهما في الدنيا، والوفاء لهما بعد موتهما، والإحسان إلى الوالدين يتضمن برهما وحفظهما وامتثال أمرهما ومعاشرتهما بالمعروف والتواضع والدعاء لهما؛ لأنهما سبب وجود الولد وسبب التربية، فلا إنعام بعد الله أعظم من إنعام الوالدين.

يقول ابن عباس رضي الله عنه: ثلاث آيات مقرونة بثلاثة. لا تقبل واحدة بغير قرينتها: قول الله تعالى: ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾ (سورة النور:54)، فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لم يقبل منه، «وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة» فمن صلى ولم يزك لم يقبل منه: «أن أشكر لي ولوالديك»، فمن شكر الله ولم يشكر والديه لم يقبل منه، ورسول الله ﷺ يقول: «رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين».

والإحسان في المعاملة يعرفه الناس، ويختلف باختلاف الأحوال، فالعامي يدرك كيف يحسن إلى والديه: «وبالوالدين إحسانًا»، لقد كان هذا القول كافيًا على عظيم عناية الشرع بالوالدين، إذ التعبير بالمصدر يقيد التأكيد، فكيف وقد قرن بالعبادة، ولذلك فإن احترام الوالدين في الإسلام أدب إنساني رائع يتسم بالتربية الصادقة التي تزكي العقول وتصقل الأفئدة.

عن أسماء بنت أبي بكر- رضي الله عنهما- قالت: قدمت على أمي راغبة مشركة في عهد قريب: وهي مشركة. فقلت: يا رسول الله: إن أمي قدمت على وهي راغبة مشركة.. أفأصلها؟ فقال:« نعم، صلي أمك».

والقول الكريم هو القول الجميل الذي يقتضيه حسن الأدب، روى مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «رغم أنفه، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما، ثم لا يدخل الجنة».

ثم أمر الله عباده بالترحم على آبائهم والدعاء لهم والترفق بهما، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: سألت رسول الله ﷺ: «أي الواجب أحب إلى الله - عز وجل؟- قال: الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قلت: ثم أي؟، قال: الجهاد في سبيل الله».

وقد نتساءل: ما الحكمة في تقديم بر الوالدين على الجهاد؟ جاء رجل إلى النبي فاستأذنه في الجهاد فقال ﷺ: أحي والداك؟، قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد، وجاء رجل إلى رسول الله ﷺ، فقال: جئت أبايعك على الهجرة، وتركت أبوي يبكيان، فقال: ارجع إليهما، فأضحكهما كما أبكيتهما.

فمن الإحسان إلى الوالدين والبر بهما إذا لم يتعين الجهاد ألا يجاهد إلا بإذنهما، ومن باب الإنفاق حددها رسول الله بقوله: «أيها الناس، يد المعطي العليا، وابدأ من تعول أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك أدناك».

ومن حقوق الوالدين في الإسلام الطاعة، فإن أمر أحدهما ولده بأمر وجبت طاعته ،فيه إذا لم يكن ذلك الأمر معصية، وقد ذهب بعض العلماء إلى أن أمرهما مباح في حق الولد.

ومن حقوق الوالدين: الدعاء لهما والاستغفار بعد موتهما، يقول أحد الصحابة: كنا عند رسول الله ﷺ فقال رجل: يا رسول الله، هل بقي من بر والدي شيء أبرهما به بعد موتهما؟، قال: نعم، خصائص أربع: الدعاء لهما، والاستغفار لهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما.

ويقول المصطفى ﷺ: «إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».

والإسلام يوضح جزاء بر الوالدين في الدنيا والآخرة، قال رسول الله: «من سره أن يمد له في عمره، ويزاد له في رزقه فليبر والديه، وليصل رحمه»، وقال رسول الله ﷺ: «بروا آباءكم تبركم أبناؤكم». فاحترام الوالدين أدب إنساني رائع يتسم بالتربية الصادقة التي تزكي النفوس وتصقل الأفئدة.

يا أيها الناس فلتنجوا بأنفســـكم            ولا تكونوا كمن ضلت مســـاعيه

عودوا إلى الله يبعدكم برحمــته            من الشقاء الذي بتنا نعانيــــــــــه

ولتستقوا من كتاب الله منهجكم            فليس في الأرض منــــهاج يدانيه.

محمد أبو سيدو

«إنها التربية في نعومة أظفارها»

في مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية وفي إحدى مدارسها كانت جموع الطلاب من الصف الخامس الابتدائي تستعد لدخول قاعة الاختبار، وكل منهم ممسك بكتابه يقرأ ويراجع فيه، ورن جرس المدرسة يعلن بدء وقت الاختبار، ودخل الطلاب، وجلس كل واحد منهم على مقعده، وعندما دخل المراقب؛ ليوزع أوراق الاختبار، وبعد أن انتهى من توزيع الأوراق إذا بطالب من الطلاب يصدر صوت بكاء مع صراخ، فيلتفت المراقب إلى الطالب، ويقول له: ما بك يا بني؟ فيقول الطالب

بكلام متقطع: إني تذكرت امتحان الآخرة!!.

محمد الفوزان

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 49

79

الثلاثاء 02-مارس-1971

التخطيط للهجرة

نشر في العدد 186

93

الثلاثاء 05-فبراير-1974

مجلة الأسرة (186)

نشر في العدد 393

49

الثلاثاء 04-أبريل-1978

الأسرة (393)