; المجتمع الثقافي - عدد 1216 | مجلة المجتمع

العنوان المجتمع الثقافي - عدد 1216

الكاتب مبارك عبد الله

تاريخ النشر الثلاثاء 10-سبتمبر-1996

مشاهدات 14

نشر في العدد 1216

نشر في الصفحة 52

الثلاثاء 10-سبتمبر-1996

ومضة

عندما نتعامل مع القضايا بوجداننا فحسب، قد نكون صادقين مع أنفسنا لكن ليس من الضروري أن يكون هذا الصدق متماشيًا مع الواقع من حولنا، لأننا كثيرًا ما نسرف في حبنا أو كرهنا ونتجاوز الحد المطلوب إلى الأمل المرغوب، ولأن العواطف يجب أن يكون ترتيبها في سلم المستندات النفسية بعد العقل لا قبله وفي مجال التأصيل الشرعي ينبغي أن تأخذ دورها كعامل مساعد في إذكاء الحماس اللازم للتعامل مع المفهوم الشرعي، لا أن تكون كوة نرى من خلالها هذا المفهوم، أو لونًا يصبغ مفهومنا الشرعي ويأسره.

أقول هذا بمناسبة الضجة المفتعلة والحملة الشرسة التي تقودها الدوائر الصهيونية ضد «رجاء جارودي» بعد نشر كتابه الجديد «الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية» هذه الحملة التي لم تندفع لتوضيح الحقيقة وتصحيح المفاهيم بمنطق فكري رصين لأن الرجل أكبر من أن يجاريه زبانية الصهيونية في ثقافته، وفي عمق أفكاره، وفي وثائقيته، وموضوعية أدائه وإنما اندفعت بعاطفة هوجاء تتعامى عن كل الحقائق، ولا تؤمن إلا بشيء واحد هو أن إسرائيل وسياستها وتوجهاتها فوق النقد مما يجعلها تجسيدًا إلزاميًا مصطنعًا لفرضية شعب الله المختار، ويذكرنا بالعقلية النازية وحديثها عن تفوق الجنس الآري استنادًا إلى القوة التي تثير عاطفة العزة القومية، وليس إلى العقل الذي يضع الأمور في مواضعها الصحيحة.

الشيءُ نفسه حصل عندنا عندما بالغنا في الفرح لإسلام جارودي ثم قسونا عليه عندما صدرت عنه بعض الأقوال، وظهرت في أفكاره بعض الهنات ذلك أننا في الحالة الأولى لم نستوعب المفاجأة فرحنا نعدها مؤشرًا على التآكل الذاتي للحضارة الغربية، ونمني النفس بقرب انهيارها.

وفي المرة الثانية وتحت تأثير الصدمة، ومن غير روية، رحنا نحكم عليه بما يحاول الخلاص منه، ونسينا أن الرجل الذي أمضى نصف قرن أو يزيد من حياته الثقافية ينهل من الأفكار والمفاهيم الغربية، بحاجة إلى بعض الوقت لكي يتسنى له الخلاص من رواسبها وأثارها، كما أنه بحاجة إلى من يستطيع مخاطبته بالعقلية والمنطق الذي يفهمه، لا إلى مواجهته بعقلية اتهامية، لا تعرف إلا النفي والإبعاد.

واحة الشعر

شعر: عبد الرحمن فرحانة

زيتونة بيت المقدس لا تذبل

زيتونتُنا

بنتُ المتوسط في أحضان الصخرْ

تحت الأغصان وفوق الجذرْ

صلى الفاروق هناك صلاة الفجرْ

وبجذعٍ مخروقٍ فيها

ربط الفرسان هناكَ خيول النصرْ

زيتونتُنا

هل جفَّ الزيت بحباتِكْ؟

هل مات الزهر بأغصانِكْ؟

هل مُت.. ومات الفجرْ؟

يا بن الأقصى

زيتونة بيت المقدس لا تذبلْ

دومًا تخْضرُّ

وبرغم الغربان السوداءْ

وصدوع الزلزال الأكبرْ

سأظلُّ أناجي يوم الثأر

يا بن الأقصى

يا حبة قلبي في سهل المجدلْ

وخُطا القسَّامِ بغزَّةَ والقسْطلْ

لا.. لا تعجلْ

من بين سواد الليلْ

يستيقظ لون الفجرْ

يا أحفاد الخلفاءْ

من طنجة حتى صفصاف الكرملْ

من دجلة حتى وادي فرغانةْ

في الشام وفي كابلْ

في كل عواصمنا

في أرجاء الوطن الأكبرْ

أنا بايعتُ الفاروقْ

منذ الفتحِ الأوَّلْ

ثم اعترفَ الكفارُ بإيماني

كالعين وضوء الشمسْ

كالساق وعمق الجذرْ

وظللت أداعب أحلامي

كالسنبلة الخضراء بلا منجلْ

حتى جاء الغرباء لقريتنا

سرقوا البيدرْ

لكن الظلمة لن تبقى

تتطاولُ فوق الساق وأغصاني

وأقول لكمْ

زيتونةُ بيتِ المقدسِ لا تذبلْ

والنخلة في أرض الحرمينْ

تعلو.. تَكْبُرْ

ومآذنُ مكةَ في جوفِ الصحراءْ

ستظل تُكَبِّرْ.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

ثقافة (العدد 717)

نشر في العدد 717

16

الثلاثاء 14-مايو-1985

المجتمع الثقافي - العدد 1215

نشر في العدد 1215

9

الاثنين 02-سبتمبر-1996