; المجتمع الثقافي (1163) | مجلة المجتمع

العنوان المجتمع الثقافي (1163)

الكاتب مبارك عبد الله

تاريخ النشر الثلاثاء 22-أغسطس-1995

مشاهدات 49

نشر في العدد 1163

نشر في الصفحة 56

الثلاثاء 22-أغسطس-1995

  • ومضة

مزيج من التأثير والاستهجان كان يعمل في نفسي وأنا أحدثه عن البوسنة والهرسك، لكنه ظل صامتًا ساكنًا، لم يهمس بكلمة، ولم يظهر على وجهه أثر الانفعال، ظننت للوهلة الأولى أني أنا السبب.. تعليقاتي.. خواطري المبهمة، بدأت أشرح له بالأرقام، وأستعين ببعض الصور والمشاهد عن آلاف القتلى والمشردين.. لا ماء ولا طعام، ولا مأوى، ولا أمان عن الشباب والرجال المعتقلين يتعرضون لكل صنوف العذاب وكل ألوان الإهانة... عن النساء والصبايا المحتجزين يلاقين المرارة، ويذوب القلب ألمًا وحرقة لمجرد تذكر ما يلاقين.. عن الأطفال الذين تاهوا وسط الزحام بعد أن فقدوا آباءهم وأمهاتهم، الجوع والعطش يضمر بطونهم، والخوف يذهب بصفاء وجوههم وبريق عيونهم.
ومع ذلك يقف الجنود المنتدبون لحمايتهم في صف المعتدي يشاركونه جرائمه ومخازيه، أو يتمتعون بالمشاهد المثيرة التي تجري أمام عيونهم دون أن يحركوا ساكنًا.
تمامًا كما تقف دولهم التي تتحكم بالمنظمة الدولية، تنتظر حصتها من بقايا تركة الرجل المريض في البلقان، وتتمهل في تحركها حتى يجهز الوحش على الضحية، فتخرج بعدها في الجنازة الدولية لتدفن مع الجثة كل القيم والمبادئ بالإضافة إلى الضمير وحقوق الإنسان وكل الشعارات الدعائية واللافتات الاستهلاكية التي رفعتها ونادت بها كذبًا وزورًا وخداعًا.
نظرت إلى صاحبي فرأيته لا يزال هادئًا إلا أن شفته بدأت تتحرك، فأنصت إليه وهو يقول: هنا في مدينتنا عدة طوائف منهم لا يتزوجون من بعضهم إلا بعد دفع الرشاوي للسدنة، وعندما يختلفون لا يذهب الزوج إلى كنيسة الزوجة، لأنها ستحكم لصالحها دون النظر إلى الأسباب، ولا تذهب هي إلى كنيسته لأنها ستدينها لمجرد أنها تنتمي إلى كنيسة أخرى، فهل تنتظر منهم إنصاف قضايانا وهم لا ينصف بعضهم بعضًا.. شكرته على قصته التي أعطتني تفسيرًا دقيقًا للوقائع عجزت عنه عشرات التقارير والتحقيقات.

  • شعراء في محراب الإسلام

بقلم: د. سمير الكفراوي

حفل ديوان الشعر العربي منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بالعديد من اللآلئ الشعرية لشعراء تربوا في محراب الإسلام، فقوّم ألسنتهم، وأدّب شعرهم.. و«المجتمع» تحاول الدخول إلى هذا المحراب للتعرف على هؤلاء الشعراء مبينة أثر الإسلام في صبغ أشعارهم بصبغته التي فطر الله الناس عليها.. 
الشعر والشعراء في صدر الإسلام: بعث الله النبي والعرب في أوج قوتهم البلاغية، وأتاهم برسالة التوحيد حاملًا بيمينه كتاب الله –عز وجل– معلمًا لهم ومرشدًا.. وفي يسراه سيف الحق الذي يكفل للدعوة الوليدة حمايتها من أعدائها ومعارضيها.
فانقسم العرب إلى قسمين: أحدهما وقد هداه الله إلى الحق بإذنه –أخذ ينهل من معينه ويذود عنه، والآخر– وقد صرف الله قلبه عن الحق– أبدى عداوته للدعوة وحامل لوائها.. ويمضى ركب الدعوة مربيًا أفراده على معاني الإيمان التي جاء بها الإسلام، فتحولت أفكار شعراء العرب المسلمين عن أكثر فنونه المنحرفة كالهجاء والغزل والمدح بالباطل، وكيف لا والقرآن يبين لهم طريقهم في قوله تعالى ﴿وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا  وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ (الشعراء: ٢٢٤ - ٢٢٧)
فتناول شعراء المسلمين أغراض الموعظة ومدح رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والذود عن الدعوة ورجالها.
وتتابعت الأحوال عليهم حتى إذا كانت حروب الردة، وفتح الممالك والأمصار تنالوا أغراضًا أخرى مثل التباهي بالنصر ووصف المعارك وغيرها.
ولما استقر أمر الخلافة لبني أمية، وكثرت فرق المسلمين، وقاتل بعضها بعضًا، أصبح الشعر حرفة ومورد ثروة، فأدى ذلك إلى ظهور جيل جديد من الشعراء، وقد  خلعوا عباءة الإيمان وجنحوا إلى الدنيا فصاروا إلى ضعف ووهن..

أغراض الشعر:

وقد انحصرت –في صدر الإسلام– في أربعة أغراض أساسية وهي:
(۱) نشر عقيدة التوحيد والحث على اتباعه. 
٢– التحريض على القتال والترغيب في نيل الشهادة.
٣– الهجاء: وكان أولًا في سبيل الدفاع عن الإسلام بهجو أعداء الإسلام من المشركين... ولكننا نراه وقد أصبح حرفة وصبغة، وقد وصل إلى الفحش كما حدث بين جرير والفرزدق والأخطل.
٤– المدح: وقلما كان في غير النبي ،حتى جاءت عصور الضعف والوهن، فأصبح غرضًا مشاعًا للتملق والرياء واكتساب الثروة.
الأساليب والأوزان
لم يخرج الشعراء في هذا العصر عما ألفوه من تصورات وخيال في الجاهلية، ولكن الإسلام قد هذبهم وأدب أشعارهم، ورتب أفكارهم ورقق طباعهم، وقد أثروا جزالة اللفظ وجودة الأسلوب ومتانته وروعة تأثيره…
ولم يطرأ على أوزان الشعر العربي حدث غير ما عرفته الجاهلية، وإنما شاعت الأراجيز فأطالوا فيها واستعملوها في جميع أغراض الشعر..
ومن أشهر شعراء صدر الإسلام: كعب بن زهير، الخنساء، عمرو بن معد يكرب، حسان بن ثابت، النابغة الجعدي وغيرهم..


  • قلوب أقسى من الحجر!!

قصة حقيقية وقعت أحداثها في بلدة العبيدية بالقرب من بيت لحم!!

بقلم: عبد الناصر محمد مغنم
نهض العريف «شخمان» بسرعة وأطلق لساقيه العنان تاركًا خوذته وهراوته غنيمة للمتظاهرين بعد سقوطه على الأرض؛ بسبب حجر شدخ رأسه أثناء المواجهة الدامية التي شهدتها قرية العبيدية بالقرب من بيت لحم... كان يلهث من الإعياء ويحاول اللحاق أصحابه.. تبلل المنديل الذي وضعه على جبهته من الدماء التي تدفقت بغزارة ..مسح وجهه بيده الملطخة من دماء الأبرياء ونظر إلى دمه فأصابه الخوف والهلع.. شعر بدوار جعله يضل الطريق.. لم ينتبه وهو يسلك طريقًا يؤدي إلى وسط القرية.. سقط مرة أخرى بعدما شعر بظلمة حالكة تلفه وكأنما يسير في ليل بهيم.. انتفض وفرك عينيه وأخذ يتأمل ما حوله.. شعر ببرد ماء يصب على جسده.. أفاق ليفاجأ بوقوعه بين جماعة من الملثمين يحملون السلاسل والحجارة والزجاجات الحارقة.. صرخ متوسلًا..
–لا.. لا.. لا تقتلوني أرجوكم.. أنا لم أفعل شيئًا.. لست أنا الذي أطلق الرصاص... صدقوني... لم أكن أرغب في المجئ إلى هنا أبدًا.. هم أجبروني.. هم القتلة.. الرقيب «أوري» والملازم «أوفير» صدقوني... كان يهذي كالمجنون.. جثا على ركبتيه يتوسل بشدة.. تقدم منه أحدهم وهو يحمل زجاجة نفط يريد سكبها عليه.. تجمد «شخمان» مكانه.. أصابته رجفة اهتزت لها أركانه…
–لا.. لا تفعل أرجوك.. لا يمكن أن تحرقني.. أين الرحمة.. أين الرأفة..
وضع رأسه على التراب وانتفض كالمصروع.. صرخ به أحد الملثمين…
–نستطيع أن نحرقك أيها الوغد كما ترى، لكننا لن نفعل... يكفينا ما أصابك أيها الجبان.. إياك أن تقترب من هذا المكان مرة أخرى.. لن نرحمك في المرة القادمة.
تركه الملثمون يرجع إلى دوريته بعدما علقوا عليه علمًا فلسطينيًا وجردوه من سلاحه.. وصل وقد فقد عقله ولبُه.. تهالك عند أقدام الملازم «أوفير» الذي صرخ في وجهه والغضب يتملكه…
–أین سلاحك يا عريف «شخمان»؟!! 
–لقد سلبه الملثمون بعد أن هددوني بالحرق بالنار!! لقد أفلت منهم بأعجوبة!! 
–نزع العلم الفلسطيني عن ظهره، وتفل باتجاه القرية..
–أوغاد أولاد الـ..
بزغت الشمس باهتة في ذلك الصباح القائم، تجمعت غمامات سوداء في الأفق، وحجبت أشعة الشمس الذهبية عن القرية الصامدة.. هبت عاصفة غاضبة تمايلت لعتوها الأشجار السامقة.. بدأت قطرات المطر تتساقط على الأرض الحمراء المخضرة بالعشب والنبات.. تحولت إلى زخّات هادرة متتابعة سالت على أثرها الوديان.. خرج عارف إلى مخبزه وهو يتلفع بمعطفه وكوفيته يتقي بهما المطر.. أسرع تحت حبات البرد المنهمرة.. هزه قصف الرعد ووميض البرق الذي لم يشهد له مثيلًا من قبل.. أخذ يلهج بالدعاء المأثور:
–«سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته..»
فتح باب المخبز وهو يتمتم:
–یا فتاح يا عليم... يا رزاق يا كريم!
-    أشعل النار وأخذ يهيئ العجين بهمة ونشاط. شعر بالدفء يغمره وهو يقف أمام نار الفرن الملتهبة.
–نعوذ بالله من عذاب النار.
.. لم يمض وقت طويل حتى فوجئ عارف بجماعة من الجنود يقتحمون عليه المخبز.. وجهوا فوهات رشاشاتهم نحو جسده.. تقدم «شخمان» وعلى رأسه عصابة تغطي الجرح العميق الذي أصابه قبل أيام في القرية.
–لابد أنك أحدهم..
–من تقصد ؟!.. ماذا تريد؟!
–أتذكر يوم هددتم بإحراقي بالنار!!
–عم تتكلم؟! من أنت؟
–أنا العريف شخمان انظر ماذا فعلتم برأسي يا مجرمون. 
–أنا لا أعرف شيئًا مما تقول!!
يبتسم «شخمان» ويشير إلى الجنود..
–إنه أحدهم.. عليكم به.
يهجمون نحوه بوحشية يرفع خشبته ويهوي بها علي رأس أحدهم..
–أأخ رأسي.
–يمسك به الجنود وينهالون عليه ضربًا.. يهوي عليه أحدهم بهراوته الغليظة فيلقيه على الأرض يتلوى ألمًا.. يخرج شخمان ويستطلع لجنوده الطريق.. يعود إلى المخبز وهو يبتسم..
–لا أحد في الطريق.. ما زال الناس في بيوتهم.. أسرعوا وألقوا به في الفرن..
–يسحبه الجنود وهو فاقد لوعيه نحو الفرن..ز يرفعونه ببطء ويلقونه في النار.. يشعر بالألم ويحاول الخروج.. يدفعه الجنود ببنادقهم.. يضحك شخمان باستهزاء وسخرية..
–أحرقوه حتى الموت.. ابتعدوا من أمامي أريد أن أراه وهو يموت وسط النيران..
تريدون حرقي يا أولاد الـ... هذا جزاؤكم.
–يهتف أحد الجنود..
–أحدهم قادم أسرعوا قبل أن يكتشفوا أمرنا.. 
يضعون صفيحة على بوابة بيت النار في الفرن.. يهرولون وهم يتضاحكون... يستقبلون سياراتهم العسكرية ويفرون بسرعة مذهلة…
يتجمع الناس على صراخ رجل عند بوابة المخبز.. يهرعون لإخراج «عارف» الذي احترق جسده داخل الفرن.. يحمله جماعة من الفتيان وسط صراخ وعويل النساء والصبيان.. ينطق عارف بالشهادتين ويسلم الروح إلى بارئها بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة.. وتصعد الروح البريئة تشتكي الظلم العظيم والوحشية الغاشمة والقلوب التي لا تعرف الرحمة!!.
وتعصف الرياح بغضب.. وتهتز الأشجار وتتمايل بقوة ويومض البرق الهائج وتعلن السماء غضبتها العارمة.. وتجلجل تكبيرات الجموع الهادرة.
الأدب الإسلامي ودوره في تعزيز القيم
الأدب هو مرآة الحياة يعكس الواقع ويصوره أحسن تصوير، ويعبر عن أصالة الشعوب وعراقتها وجذورها وعاداتها وتقاليدها.
فإذا كان الواقع بعيدًا عن الفضيلة غاص الأدباء في أوحال الرذيلة، وإذا كان الواقع إسلاميًا نظيفًا سما الأدب وارتفعت رايات الفضيلة، ومن هنا كان لابد للمجتمع الإسلامي أن يكون الأدب السائد في جنباته أدبًا إسلاميًا مستمدًا من تعاليم الإسلام العظيم.
يقول الفيلسوف المسلم محمد إقبال:
إن الأدب حينما يستمد زاده من الإسلام يكون عاملًا موحدًا للأمة الإسلامية، وما دامت الحياة إسلامية والمجتمع إسلاميًا، فيجب أن يكون الأدب إسلاميًا يستمد حيويته من الإسلام، فالأدب الإسلامي هو ذلك الأدب الذي يعبر عن أحاسيس الإنسان ومشاعره تعبيرًا صادقًا، بعيدًا عن الكذب والمبالغة وبعيدًا عن كل ما ينافي الذوق الإنساني الرفيع. 
وعلى هذا الأساس فهو أدب يدعو إلى الفضيلة وينأى عن الرذيلة، وهو أدب بعيد كل البعد عن التكلف والزيف والإسفاف والنفاق. ومن هنا كان لزامًا علينا أن نوضح طرفًا من سمات الأدب الإسلامي:
أولًا: الأدب الإسلامي أدب رباني: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم « أدَّبَني ربِّي فأحسنَ تأديبي »(السيوطي:309) فثمرة الأدب هي الرقي بالأخلاق والسمو بالنفس البشرية.
ثانيًا: الأدب الإسلامي أدب مسئول:
فالأديب المسلم يقدر مسئولية الكلمة فلا يلقى الكلام على عواهنه، ولا يقول ما لا يستطيع الوفاء به. 
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ (سورة الصف: آية ٢ - ٣) ولذا فإن الأديب المسلم يبتعد فيما يبدع عن الكذب والتضليل، وبذلك تسقط في الأدب الإسلامي« أعذب الشعر أكذبه» فالصدق شعار الأديب المسلم تلك المقولة التي شاعت في القديم.
ثالثًا: المدح والهجاء في الأدب الإسلامي: للسلوكيات والمعاني وليس للأفراد: لا يحبذ الإسلام التملق والتزلف والنفاق والمدح من أجل التكسب يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: « احثُوا في وجوه المدَّاحينَ التُّرابَ » (أحمد:5684)وعندما مدح أحد الصحابة الأخر في وجهه قال له الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم « قَطَعْتَ عُنُقَ أخِيكَ»(البخاري:6162) «قصمت ظهر أخيك» وكذلك الأدب الإسلامي يوجه المدح للمعاني الفاضلة كالشجاعة والصدق والأمانة لا للأشخاص حتى لا يفتح المجال لضعاف النفوس من التكسب بالمدح.
ولذلك فهو أدب ينهي عن السخرية والهجاء للأفراد حيث يقول الحق سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ﴾ (سورة الحجرات: آية ١١)
رابعًا: أصالة الأدب الإسلامي: يتميز هذا الأدب أيضًا بأنه موجه توجيهًا رشيدًا يحفظه من الزلل والاندثار، فالذي يحفظه من الزلل أنه محاط بسياج من نور بدت بوادره منذ اللحظة الأولى للوحى ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ (سورة العلق: آية ١)
جابر حسن خليل

  • إصدارات

الاتحاد الإسلامي الدولي للعمل

النقابات المهنية المصرية في معركة البقاء

الكتاب: النقابات المهنية في معركة البقاء.

المؤلف: جمال البنا

الناشر: دار الفكر الإسلامي ١٩٥ شارع الجيش - القاهرة ١١٣٧١ ت: ٩٣٦٤٩٤

هذا الكتاب يمثل أهمية خاصة في ظل الظروف التي تعيشها النقابات المصرية في الوقت الحالي، وهذا الكتاب تنظير وتوثيق لتقديم فكرة «نقابية إسلامية» يمكن أن تقوم بها النقابات المهنية في مصر لتحقق رسالتها الحضارية في ظل طرح الحل الإسلامي على إطاره المجتمعي التي تضطلع به النقابات المهنية.
ويضم الكتاب ثلاثة أبواب: يتعرض الباب الأول لنشأة النقابات المهنية وتطورها في مصر، ويتناول الباب الثاني التحديات التي تواجهها هذه النقابات والمشاكل التي تعترضها، فيما يتعلق بالأداء المهني والعمل السياسي، وكيف يتم معالجة الإشكالية القائمة في بعض النقابات التي تلعب دورًا هامًا بين الإدارة النقابية والفعالية الديمقراطية دون أن يحيف ذلك على أدائها المهني كهيئة جماهيرية.
ويناقش الكاتب المفكر جمال البنا في الباب الثالث الدور المطلوب من النقابات المهنية، ويضم هذا الباب خمسة فصول تدور حول تعميق الضمير المهني والمعالجات غير التقليدية لمشاكل هذه النقابات التقليدية، وإبراز أهمية الأبحاث في هذا العصر، ودور النقابات المهنية فيه. ثم المشاكل الثلاث الأساسية التي تواجه هذه النقابات من حيث كونها هيئات مهنية وخدمية وقومية، وكيفية توحيد معسكر العمل في هذه النقابات.
وترجع الأهمية البالغة لهذا الكتاب نظرًا لعكوف مؤلفه المفكر الكبير الأستاذ جمال البنا على الفكر النقابي منذ بواكير الحركة الإسلامية المعاصرة، حتى إنه قد أخرج للمكتبة العربية الإسلامية قرابة المائة مؤلف حول الحركة النقابية ما بين مترجم عن الحركات النقابية العالمية، ومؤلف يتناول العمل النقابي بشتى طرائقه وأنشطته وأهدافه.
وكذلك.. فإن هذا الكتاب يؤسس لمشروعية الإصلاح النقابي من خلال «الإسلام والحركة النقابية».
ويرجع الفضل في هذا التخصص النادر إلى ساحة العمل الإسلامي الذي عكف عليه المفكر الكبير جمال البنا إلى شقيقه الإمام الشهيد حسن البنا الذي وجه طاقاته البحثية والحركية منذ صباه إلى هذا المجال الحيوي الذي طال غيابه عن ساحات النشاط الخاص بالحركة الإسلامية.
كما يعالج الكتاب في ملف خاص كل الجوانب المتعلقة بالقانون ١٠٠٠ لسنة ١٩٩٣م، الشهير بقانون «تأميم النقابات المهنية في مصر» أسماه المؤلف بالملف الأحمر.
الكتاب يقع في (٤١٠) صفحة من القطع الكبير.

الرابط المختصر :