العنوان معرض دبي للطيران ۱۹۹۷م.. تنافس محموم على أسواق السلاح في الخليج والشرق الأوسط
الكاتب أحمد جعفر
تاريخ النشر الثلاثاء 02-ديسمبر-1997
مشاهدات 10
نشر في العدد 1278
نشر في الصفحة 17
الثلاثاء 02-ديسمبر-1997
نظمت دبي للمرة الخامسة على التوالي معرضًا للطيران المدني والحربي في الفترة من ١٦- ۲۰ نوفمبر الماضي، حيث شهد المعرض زيادة كبيرة إذا ما قورنت بالدورات السابقة منذ عام ۱۹۸۹م.
وبقراءة متأنية في أوراق المعرض وجولة في أروقته-، وهو الذي شاركت فيه ٥٠٠ شركة من ٣١ دولة وشهده ۲۷ ألف زائر من مختلف الجنسيات للمشاهدة والاطلاع والوقوف على أحدث ما أفرزته العقول البشرية من تقنيات- يمكننا تسجيل بعض الملاحظات حول فعاليات هذا المعرض تتمثل في:
- على الرغم من عدم وجود أي مصنع للطائرات بالعاصمة الاقتصادية والتجارية لدولة الإمارات المتحدة- دبي-، إلا أنها أثبتت كفاءتها في إدارة وتنظيم الملتقى الذي ارتقى- حسب تصريحات الخبراء الاقتصاديين والعسكريين- إلى المرتبة الثانية بعد معرض لوبورجيه الفرنسي، وبالتالي فالهدف الذي تسعى إليه دبي من وراء إقامة هذا المعرض وهو تحقيق مكانة مرموقة في صناعة المعارض قد تحقق.
- اتضح من خلال المشاهدة اليومية والتجوال بين أروقة المعرض وحضور فعالياته ومتابعة الصفقات المعلنة، وغير المعلنة أن هناك تنافسًا محمومًا بين الشركات الثلاث «بيونج، ماكدونالد دوجلاس، إيرباص» على ضوء النمو الكبير في حركة النقل الجوي، إذ يتوقع خبراء صناعة الطيران المدني أن تشهد المنطقة نموًا يفوق المعدلات العالمية في العشرين عامًا المقبلة، وترجع المنافسة حسب الدراسة التي أعلنت عنها شركة إيرباص إلى أن شركات الطيران العربية ستحتاج بدءًا من العام ۱۹۹۸م وحتى عام ٢٠١٤ إلى ۹۰۰ طائرة ركاب جديدة تصل قيمتها إلى ٦٠ مليار دولار أمريكي، وتتوقع المصادر ذاتها أن تنحصر المنافسة بين شركتي بوينج وإيرباص.
وقد تراجعت حصة إيرباص التي كانت تستأثر بنسبة ٨٠٪ من أسواق الشرق الأوسط بسبب نجاح شركتي بوينج وماكدونالد دوجلاس في الحصول على صفقة مع السعودية بقيمة ٦ مليارات دولار، وإذا كانت منطقتنا تعيش في خضم الأحداث على المستوى الاقتصادي مثلما تعيش تحديات تتعلق بدفاعها، فإن ما يمكن أن يوفره حدث بارز مثل معرض دبي ۹۷ يأتي كتلبية لاحتياجات العالم من حيث تسويق أحدث ما أنتجه العقل البشري، وكذا تلبية احتياجات الدول الراغبة في دعم أساطيلها الجوية ودعم قدراتها الدفاعية في آن واحد، فمشاركة كل من كندا وجمهورية التشيك وفرنسا وإيرلندا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة- ثمانية أجنحة- أعطى جوًا من المنافسة على مختلف الأصعدة خاصة، وبعد أن حددت الإدارة المنظمة للمعرض بأن تكون نسبة الطائرات المدنية ٦٠٪ والعسكرية ٤٠٪ بحيث تعرض أحدث الطائرات والتي لم تعرض من قبل.
وعلى الرغم من انكماش سوق السلاح والواردات الدفاعية في المنطقة، فإن حصة بريطانيا من الصادرات العسكرية زادت بنسبة ٢٥ عام ١٩٩٦م، بما يضعها ثاني أكبر دولة مصدرة للسلاح في العالم بعد الولايات المتحدة، جاء ذلك على لسان ريتشارد جونز رئيس أركان القوات الجوية الملكية البريطانية، والذي أضاف أن الصناعات الدفاعية البريطانية في تطور مستمر بما يعزز أقدامها في المنطقة، حيث بلغ إجمالي مبيعاتها خمسة مليارات جنيه إسترليني سنويًا ويبرهن على ذلك نجاح الصفقات التي أبرمت لشراء المقاتلة «يوروفاتير» و«الهوك» المقاتلة والتي عرض نموذج لها في المعرض.
وحول مبيعات الأسلحة الروسية قال الجنرال «كوتليكن» المسؤول عن صادرات الأسلحة الروسية إن عام ١٩٩٦م شهد قفزة كبيرة في بيع الأسلحة الروسية بلغت قيمتها ٣,٥ مليار دولار لكل من: الهند- الصين- الكويت- الإمارات- فيتنام- قبرص- تركيا، وأضاف أن المؤسسة العسكرية الروسية وقعت على عقود بقيمة ثمانية مليارات دولار أمريكي عام ۱۹۹۷م، ويرجع السبب في ذلك إلى سقوط الشيوعية، وإزالة البيروقراطية التي كانت تحد من تصدير السلاح إلى الخارج إضافة إلى انفتاح روسيا على الغرب الذي أعطى صناعاتها العسكرية فرصة أكبر للمنافسة.
طائرة إسلامية
ويدخل حلبة المنافسة الشركة الإندونيسية لصناعة الطائرات، حيث ذكرت على لسان «أديثا كوسوما» نائب رئيس المبيعات والتسويق بالشركة أنه تم عقد صفقة لبيع ٨ طائرات من طراز «250» لشركة الطيران الفنزويلية، ويتوقع «كوسوما» أن يصل حجم المبيعات إلى المنطقة في غضون السنوات الثلاث القادمة للطائرات العسكرية إلى ما بين «۳۰۰- ٤۰۰» مليون دولار أمريكي، أما الطائرات المدنية فسوف تصل إلى ما بين ۲۰۰- ۳۰۰ مليون دولار، ويتوقع خبراء صناعات السلاح أن تصبح إندونيسيًا بحلول عام ٢٠٠٨م من بين الدول الصناعية الكبرى-۱۰ شركات- في العالم والمتخصصة في هذا المجال من الصناعات.
صفقات بالمليارات
يذكر بعض المراقبين الاقتصاديين أنه أصبح من المؤكد أن قيمة الصفقات خلال فترة المعرض قد تجاوزت قيمتها ٥٥ مليار دولار، هذا إذا أخذنا في الاعتبار رفض بعض الشركات الإفصاح عن تفاصيل صفقاتها العسكرية إيمانًا منها بمبدأ الحفاظ على سرية عملائها، ويمكن خلال هذه السطور رصد أهم هذه الصفقات.
-٣٠ طائرة حربية للقوات الجوية الإماراتية بالإضافة إلى ۸۰ طائرة حربية يتخذ القرار بشأنها منتصف العام القادم تقدر قيمة الصفقتين بـ٨,٢ مليار دولار أمريكي، فضلًا عن توقيع عقد بين دائرة الطيران المدني بدبي مع شركات عالمية لتجهيز مطار دبي الدولي برادارات حديثة وأجهزة أمنية متطورة.
- أعلنت شركة إيرباص لصناعة الطائرات عن إبرامها صفقة تتجاوز قيمتها ۲۰۰ مليون دولار لبيع ما يتراوح بين خمس إلى ست طائرات لرجال الأعمال لإحدى دول المنطقة، وتجدر الإشارة إلى أن حجم الطلب على هذا النوع من الطائرات في منطقة الشرق الأوسط يقدر بحوالي ٢٤ طائرة سنويًا.
- حققت شركة بومباردييه صفقة بقيمة ٢٥٠ مليون دولار أمريكي مع إحدى دول الخليج، ولم تصرح عن اسم الدولة أو نوع الصفقة.
- أعلنت شركة «ماترابي إيه إي» عن تفاصيل صفقة بقيمة «300» مليون دولار مع دولة قطر، ويتم بموجبها تزويدها بصواريخ جو- جو من نوع «ميكا» والذي يعتبر الوحيد من نوعه في المنطقة، بل في العالم من حيث المدى والقدرة.
أعلنت شركة «أباتشي» عن بيع «16» طائرة إلى الكويت ولم تذكر قيمة الصفقة، وفي هذا الإطار سلمت شركة بوينج الكويت طائرتين من طراز «777».
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلالموقف الدولي والوجه الاستثماري للحرب العراقية الإيرانية
نشر في العدد 500
13
الثلاثاء 07-أكتوبر-1980