; الموقف الدولي والوجه الاستثماري للحرب العراقية الإيرانية | مجلة المجتمع

العنوان الموقف الدولي والوجه الاستثماري للحرب العراقية الإيرانية

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 07-أكتوبر-1980

مشاهدات 13

نشر في العدد 500

نشر في الصفحة 34

الثلاثاء 07-أكتوبر-1980

  • الاستثمارية الدولية للحرب وفتح أسواق السلاح المخزون أمام دول الخليج الغنية.
  • استثمار القوى الدولية الكبرى في تجاوز المشاكل الدولية.
  • الشهوة إلى النفط تدفع القوى الدولية إلى استثمار الحرب من أجل السيطرة على منابعه.

هل للولايات المتحدة الأمريكية علاقة بالحرب الدائرة بين العراق وإيران؟ وهل لحلفائها الغربيين في أوربا مثل هذه العلاقة؟ وهل هناك من يؤكد أن الاتحاد السوفياتي له مثل هذا الاشتراك؟ أسئلة كثيرة تتوالى في ذهنية المواطن المسلم.. وتتردد كذلك دونما إجابة واضحة في الصحافة الدولية.. ومثل هذه التساؤلات الكثيرة إذا كانت تحتاج إلى إجابة... فإن المستقبل سيكشف عاجلًا دون ريب لكل مهتم بهذه القضية حقيقة الأدوار الدولية في إشعال حرب البسوس... حرب داحس والغبراء في مشرق العالم الإسلامي.. ونحن هنا لا نملك إلا أن نقف على الخطوط العامة التي يمكن لها أن تجيب على السؤال المطروح على صفحات مجلات وجرائد العالم! كيف تستثمر القوى الدولية حرب العراق وإيران؟؟

وقبل الإجابة على هذا السؤال لابد من نقل ماذكره مراقب إسلامي من أن الواقع المشتعل بين العراق وإيران لا يبعد أن يكون هو الحلقة الأولى من مسلسل دام طويلًا في هذه المنطقة الاستراتيجية الحساسة من العالم.

  • فالأسطول الأمريكي الذي كان يحوم في المحيط الهندي وحول عنق الجزيرة العربية تحرك باتجاه الخليج كما أعلنت وكالات الأنباء صباح الثلاثاء الموافق 29/۹/1980.
  •  وحاملات الطائرات البريطانية التي ترافقها بوارج حربية عملاقة دخل بعضها في مياه الخليج وفق ما أشار راديو الكويت صباح اليوم المذكور.

ويبقى نداء السادات الذي وجهه لأمريكا من أجل القيام بالتزاماتها في الخليج مؤشرًا واضحًا يسوق المحلل السياسي إلى وضع احتمالات التدخل الغربي عسكريًا في المنطقة بحجة منع إغلاق مضيق «هرمز» واستمرارية تدفق الوقود والنفط إلى الغرب من آبار الخليج. 

وإذا كان كل ذلك سيقود بالتالي إلى تفجير الخليج.. فما هي الخطوط التي رسمتها القوى الدولية لاستثمار هذا التفجير؟.

1- فتح أسواق السلاح:

 من الأمور البدهية أن تندفع دول المنطقة -والواقع كما نراه- لدخول  سوق السلاح بزخم عنيف هذه المرة ولعل تقديرات الغرب لأرصدة دول المنطقة ستعمل على أن تجعل الولايات المتحدة على الأخص توازن بين هذه الأرصدة والسلاح المخزن الذي يجب أن يدفع إلى المنطقة لقاء أموال النفط.. ومن شأن هذه الموازنة الاستثمارية الغريبة أن تحدد المدى الذي يمكن فيه للولايات المتحدة ان تحرك ذنبها في إشعال نار الفتنة بين المسلمين في المنطقة..

والأمر نفسه ينطبق على الاتحاد السوفيتي الذي دأب في الماضي لم والحاضر على المساهمة في إشعال الفتن الدولية كلما شعر الكرملين بحاجة الخزانة السوفياتية إلى دولاارات دول العالم الثالث المنكوب وقد جاء في تقرير لوكالة رويتر عام ١٩٧٦ أن والاتحاد السوفياتي الذي ساهم في التهيئة لحرب ١٩٦٧ بين العرب ودولة العدوان اليهودية كان يعمل على وضع الحرب في حالة بين «المد والجزر» تبعًا لبرنامج تصريف السلاح في سوق الشرق الأوسط وإذا كانت هذه الحالة تنطبق دائمًا على رغبة القوى الكبرى في التعامل مع أسواق السلاح.. فهل ستلعب هذه القوى لعبتها من جديد في منطقة الخليج؟ وهل ستسمح الأنظمة الحاكمة في هذه المنطقة لمرور لعبة الابتزاز القذرة هذه؟

٢ - النفط: 

إن من أهم الاعتبارات التي تدفع القوى الدولية للعب بأوراق المنطقة المحصورة بين إيران والعراق ودول الخليج الأخرى وجود مخزون ضخم من البترول والغاز الطبيعي فيها، ولوجود الممرات المائية التي تستخدم في الدرجة الأولى في نقل النفط بين الشرق والغرب، بالإضافة إلى الأهمية الاستراتيجية للمنطقة بسبب قربها من مناطق الصراع الحالي بين القوى الكبرى ولا سيما في مرحلة ما بعد الغزو السوفياتي لأفغانستان الإسلامية وتواجد قوات الروس الشيوعيين في كل من أثيوبيا وعدن «اليمن الجنوبي» التي باتت على مقربة للقوى الكبرى.. فقد ذكرت صحيفة نيو يورك تايمز الأمريكية يوم 2٠/٩/1980 أن وفاء الرئيس الأمريكي- على حد تعبيرها- بالتزامه بالدفاع عن منابع النفط ضد التهديدات السوفياتية في الخليج، وهو أمر يستدعي مساعدة بقية الحلفاء الغربيين، وقالت الصحيفة: إن الاستعدادات لمواجهة هذه التهديدات.. ستكلف نحو «٢٥»

 من آبار النفط وممراته المائية ومن هنا برزت ضغوط شديدة وأخطار تهدد استقلال المنطقة وأمنها واستقرارها.. ولعل الرغبة في سلب ثرواتها النفطية هو الذي يقف وراء حسابات الدول الكبرى المتعلقة بتفجير المنطقة.. وقد عبر منذ فترة رئيس وزراء دولة البحرين عن هذه الحقيقة بقوله:

«إن العالم كله متكالب ضد منطقة الخليج.. وقد حذر المسؤول البحراني هذا من الأخطار التي قد يتعرض لها الخليج والتهديدات المباشرة التي قد تكون نتيجة للوجود السوفياتي في أفغانستان وعدن وإثيوبيا»

وإذا كان ماذهب إليه رئيس بحرين يوضح جانبًا ذا أهمية بالغة من الموقف في الخليج.. فأن الجانب الآخر يكمن في وجود الأساطيل البحرية العسكرية الغربية في المنطقة القريبة من آبار النفط أما الكيفية التي يمكن للقوى الدولية الطامعة أن تستثمر من خلالها الحرب المشتعلة بين إیران والعراق «نفطيًا» فهي تتضح من خلال الموقف المعلن مليار دولار.. وأشارت أيضًا أن الخطط لمواجهة ذلك تتضمن إضافة عشرات السفن الجديدة إلى «۱۳۰» طائرة نقل موجودة هناك».

وإذا كان ماذكرته الصحيفة من استعدادات غربية لمواجهة أخطار مضادة للخليج يسمى الاتحاد السوفياتي.. فلماذا تحركت بوارج الأمريكان والإنكليز في مياه المنطقة ورحى المعركة تدور بين إيران والعراق؟ 

لقد علل الأمريكان والإنكليز ذلك بحماية مضيق هرمز وحماية امدادات النفط وطرقها البحرية في المنطقة.. ترى هل يكفي هذا- التعليل؟ أم أن الغرب يحاول استثمار هذه الحرب للسيطرة الكاملة على مصادر الطاقة والوقود في الخليج طالما أن منظوره يعتقد- ظلمًا وعدوانًا- أن الثروة النفطية في المنطقة إنما هي ثروة عالمية يجب أن توزع تحت إشراف دولي تكون له القيادة فيه!!.

3- التخريب الاقتصادي: 

وهذا ما يفرح له المستعمر أيًا كان.. فالحرب الإيرانية- العراقية ذهبت بكثير من المؤسسات الاقتصادية في كلا البلدين المسلمين.. وهذا يعني أن القدرة الاقتصادية لإيران والعراق سوف تعود إلى ما قبل سنوات التحديث الأخيرة.. حيث دخلت التكنولوجيا الحديثة إلى البلدين منذ فترة مما كان مفترضًا أن يخدم الشعب المسلم العراق وإيران ولعل القوى الدولية تنتظر استثمار ما يحصل من دمار اقتصادي في المنطقة.. لأن من البديهي أن تخرج الدول المتحاربة وهي محتاجة إلى ترميم اقتصادها ومؤسساتها الاقتصادية.. ولابد من الاعتماد على القوى الاقتصادية الدولية المتطورة في هذا الترميم.

4- الإفادة في المشاكل الدولية: 

لابد وأن الولايات المتحدة التي كانت تنتظر من الروس تسليمها الثمن بعد سكوت البيت الأبيض على الغزو الروسي لأفغانستان سوف تذهب إلى أبعد الحدود في استثمار الحرب العراقية الإيرانية.. لكن كيف سيكون قبض ثمن أفغانستان وفق خارطة النفوذ الدولي.. فهذا أمر سابق لأوانه وإن كانت المؤثرات تدل على رغبة جموحة لدى الأمريكان والغرب بعامة في اللعب بالورقة الخليجية واستثمارها في تجديد وضع البيانات على خارطة النفوذ.. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لابد وأن حكومة الرئيس الأمريكي كارتر سوف يلعب في مسألة الرهائن المحتجزين في إیران.. محاولًا استثمار الحرب بین إیران والعراق لما يكون في مصلحته قبيل إجراء الانتخابات الرئاسية في بلاده.          

  • فالرئيس كارتر تعود في كل أزمة دولية على إظهار إدارته أمام رقابة الشعب الأمريكي ساعية من أجل مصلحة شعب أمريكا.
  • ومسألة الرهائن كانت وخزة أليمة في صدر البيت الأبيض الذي عجز حتى الآن عن اقتلاع سهامها من جسده.
  • والانتخابات الأمريكية باتت قاب قوسين أو أدنى.. إذا لابد لكارتر من العمل على استثمار الموقف لصالحه وصالح إعادة انتخابه ثانية من قبل شعبه لفترة رئاسية ثانية. لكن ماهي الطريقة التي سوف يختارها هذه المرة في استثمار الموقف؟ ترى هل سيقوم بإنزال جديد مستغلًا اضطراب الواقع الحالي فيضرب ضربته بحجة تحرير الرهائن.. أو بحجة أخرى مكتمة هي حماية موارد الغرب من نفط الخليج و إیران؟
الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

البترول العربي وقضَايا المصير

نشر في العدد 2

115

الثلاثاء 24-مارس-1970

مجلس الأمة - عدد 7

نشر في العدد 7

32

الثلاثاء 28-أبريل-1970