العنوان سوريا وليبيا
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 28-أكتوبر-1980
مشاهدات 12
نشر في العدد 502
نشر في الصفحة 28
الثلاثاء 28-أكتوبر-1980
مرَّت فترة الشهر المحددة لإنجاز مؤسسات الوحدة الاندماجية بين سوريا و الجماهيرية الليبية ولم يُعلن شيء عن مشروع الوحدة، بل ذهب الأسد إلى موسكو مستجديًا العطف و المساعدة لنظامه الفاشل بدلًا من أن يذهب إلى طرابلس لاستكمال خطوات الوحدة «الأسدية القذافية»
و يرى المراقبون أن التطبيق الحقيقي يجلب مشاكل كثيرة لا تحلها التصريحات و الدعايات، ولا سيما فيما يتعلق بالميزانية و توحيد مصادرها في كل من ليبيا وسوريا، فليبيا دولة بترولية، والقذافي سخي في مساعدة كل ما له علاقة بالتخريب لا البناء، و سوريا دولة تستهلك لأجل تدعيم كراسي حكامها و دعم جيوبهم ميزانية ضخمة، وهي دولة غير نفطية، إضافة إلى مشاكل توحيد الجيش و الرئاسة وقوى الشعب العامل والحزب، علمًا بأن كلًا من الطرفين يحتكر تصدير «العقائدية» للعالم كله.
وهكذا فإنه لم يشر إلى هذه الوحدة الاندماجية من قريب أو بعيد في المحادثات الروسية السورية، و كأنها غير موجودة في الحاضر أو المستقبل، أي لم يحسب أي حساب لليبيا في المعاهدة التي عُقدت مع سوريا أحد طرفي الوحدة الاندماجية.
فهل يعني هذا أن موسكو والأسد لا ينظران بجدية إلى ما أنيع حول هذه الوحدة من بيانات؟
ألم يكن أحرَى بالأسد لو كان خلصًا في وحدته الاندماجية أن ينتظر حلول دولة الوحدة لتكون المعاهدة معها، أو أن يستشير القذافي على الأقل.
الجديد في الصومال
أصدر سياد بري الرئيس الصومالي قرارًا بإعلان الأحكام العرفية و خول نفسه سلطة مُطلقة في كافة المجالات ولأجل غير مسمى.
و برر بري هذه القرارات بظروف الاعتداء الأثيوبي ولحفظ الأمن الداخلي، وكان قد أعلن هذه القرارات بمناسبة مرور أحد عشر عامًا على توليه السلطة في البلاد بعد انقلاب عسكري. و أشار إلى أن تطلعات وأهداف نظام الحكم الصومالي قد انحرفت عن طريقها، و أن كثيرًا من ذوي المناصب الرسمية لم يهتموا بمصالح الشعب.
و في مثل هذه الظروف بدلًا من أن يمنح الرئيس الصومالي مزيدًا من الحرية و الديمقراطية لشعبه، فإنه يزيد من حكم الفرد و افتراض أنه القائد المُلهم الأوحد إلى آخر ما هو معروف في أغاني الدكتاتوريات.
أمريكا تنصح السادات بالاستقالة
ذكرت مصادر صحفية أن واشنطن نصحت السادات بالاستقالة من أجل تمهيد الطريق لانتقال دستوري هادئ للسلطة، من شأنه امتصاص المعارضة المتزايدة و إرساء دعائم أساسية للنظام وسياساته، وقالت المصادر أن هذه النصيحة فجَّرت نزاعًا شخصيًا حادًا بين السادات و الإدارة الأمريكية، و قالت تلك المصادر بأن الإدارة الأمريكية تُرشح حزب العمل الاشتراكي ليكون البديل لقيادة السادات، كما أن دوائر دبلوماسية غربية في القاهرة تعتبر «منصور حسن» وزير إعلام السادات البديل الأمريكي للسادات.
وهكذا تستعمل الدول الكبرى عملاءها حتى إذا أدوا دورهم استبدلتهم هم بغيرهم.
ديستان يشيد بالإسلام
باريس- أكد الرئيس الفرنسي فاليري جسكار ديستان أن حكومته ستعمل على تسهيل تنظيم سفر و إقامة المسلمين الفرنسيين المتوجهين لأداء فريضة الحج. وقال خلال استقباله لوفد من المسلمين الفرنسيين أن هذه مناسبة للتذكير بفضل الإسلام على الحضارة العالمية.
وأكد ديستان على أنه في عالَم مضطرب يشك في قيمه التقليدية و يمزقه التفاوت في مستويات التطور، و يُهدد بأشكال التعصب، فإن رسالة الإسلام الروحية والثقافية تتضمن الشيء الكثير مما يجب أن يتعلمه المؤمنون وغير المؤمنين به على السواء.
و يبلغ عدد المسلمين الفرنسيين حوالي 350 ألف نَسَمة، بالإضافة إلى حوالي مليونين و نصف من المسلمين الأجانب المقيمين في فرنسا..
الجماهير الإسلامية في الهند تعقد مؤتمرها السادس
دعا الشيخ محمد يوسف أمير الجماعة الإسلامية في الهند رجال الفكر والدعوة الإسلاميين للحضور والمشاركة في المؤتمر والمهرجان اللذين سيمتدان أربعة أيام في مدينة «حيدر آباد» بالهند في شهر فبراير من عام 1981م القادم، ويوافق المؤتمر مهرجان الاحتفال باستقبال العالَم الإسلامي للقرن الخامس عشر الهجري... و كان المؤتمر الخامس الذي عُقد في الهند قبل أربع سنوات قد شارك فيه أكثر من مليون نسمة، تحية لإخواننا العاملين في الهند و نرجو لهم كل تقدم و ازدهار.
رضا اليهود عن الانقلاب التركي
نشرت جريدة جيويش كرونيكل في عددها الصادر في 19/9/1980م:
أن الجالية اليهودية في إسطنبول تشعر بالارتياح بسبب الانقلاب التركي، خاصة بعد غياب السيد نجم الدين أربكان عن المسرح السياسي، فإنه لا يوجد ما يشير إلى أي ضغط لقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، حيث ستبقى العلاقات الإسرائيلية- التركية، على ما هي عليه الآن، واتهمت الجريدة اليهودية السيد «أربكان» بمعاداة السامية.
قبرص التركية
جاء في تصريح للرئيس دنكتاش للرسالة الإسلامية عن مستقبل الجزيرة وعما إذا كان الوضع القائم بالنسبة للمسلمين الأتراك هو نهاية الصراع، فقال:
نحن نريد حلًا مع اليونانيين القبارصة، وسنعمل لذلك، ولكي نصل إلى هذا الحل، لا بد لنا من أن نحمي أنفسنا ونتطور بما نملك من موارد، وبما حافظنا عليه بدمائنا ودموعنا، فإذا وافق القبارصة اليونانيون على حل عادل ومشاركة فعالة في الحكم، مع ضمانات مقبولة للمسلمين القبارصة الأتراك فإن باستطاعتنا أن نصل إلى حل، وبسرعة، وأن نعيش بسلام، مثل لبنان في أيامه السلمية.
أما إذا لم يوافق القبارصة اليونانيون على ذلك، فإن حكم الجزيرة بواسطة إدارتين منفصلتين سيستمر إلى الأبد.
لقد استطاع المسلمون القبارصة الأتراك، خلال مقاومتهم للإدارة غير الشرعية، المحافظة على حقوقهم المشروعة، وعلى استقلال جزيرتهم، لقد حصلنا على حريتنا، وتخلصنا من الظلم اليوناني الذي استمر طويلًا، وأصبح المسلمون القبارصة الأتراك أسياد مصيرهم، و أفشلوا مخططات أولئك الذين اعتقدوا أن بإمكانهم معاملة المسلمين كمواطنين من الدرجة الثانية.
السادات يحقق أمل الماسونية
شاهد السادات المصري التصميم النهائي النموذجي لما يسمى «مجمع الأديان» الذي يعتزم إقامته عند سفح جبل سيناء.
وستبلغ تكاليف إنشاء هذا المجمع أكثر من سبعين مليون دولار.
ويضم كنيسة ومسجدًا ومعبدًا يهوديًا يتسع كل منها لحوالي خمسمئة شخص، إضافة إلى قاعات للمحاضرات و مكتبات دينية، و إنشاء مركز سياحي بالقرب منه.
وقد أعطى السادات توجيهاته بالبدء بالتنفيذ خلال عام، وكان قد ناشد جميع من سماهم «المؤمنين» بمساعدة هذا المشروع.
والحقيقة أن هؤلاء المؤمنين إنما هم الماسونيون الذين كانوا ولا زالوا دائمًا يتسترون وراء الحوار الديني وتوحيد الأديان والتقارب الديني وراء إنشاء أمثال هذه المجمعات والجماعات، وهم لا يهدفون إلى التفاهم الديني وإنما يريدون كسب اعتراف العالَم بالعبادات والأفكار اليهودية وإحلالها محل الاعتبار والدراسة والتقدير، ولا أظن أن هذا غاب عن الرئيس «المؤمن»، ولكنه أحد خدام الماسونية في الشرق الأوسط ولا يخفى على أحد تستره وراء الدعايات الدينية.
مصر وإسرائيل
أعلن في إسرائيل أن الحكومة المصرية هي التي ستتحمل كافة نفقات زيارة الرئيس الإسرائيلي ومُرافقيه التي يعتزم القيام بها إلى مصر من 26 إلى 29 أكتوبر الحالي.
وكان هذا الإعلان بمثابة رد على انتقاد الصحف اليهودية الضخامة للوفد المرافق لرئيس الكيان الصهيوني والتساؤل عن كيفية اختيار هؤلاء المرافقين.
وجاء في البيان الحكومي أن اختيار المدعوين إنما جاء موافقًا لما طلبته الحكومة المصرية بشأن تشكيل الوفد المرافق للرئيس.
ويتساءل المواطن المصري عن هذا الكرم تجاه شخصيات العدو في الوقت الذي يفرض عليه فيه أن يكون نباتيًا... وهكذا يحقق السادات الرخاء.
العالم العربي والعيد
اقتصرت احتفالات عيد الأضحى المبارك في مُعظم عواصم العالَم العربي على إقامة الشعائر الدينية، وألغى معظمها الاحتفالات الرسمية، ويعزى السبب إلى الحزن بمناسبة زلزال مدينة «الأصنام» في الجزائر الذي أودَى بحياة عشرين ألف شخص تقريبًا، وبسبب ظروف الحرب العراقية الإيرانية و مُلابساتها والتي صار لها أكثر من شهر.
وهكذا يستمر المسلمون في غفلتهم وتقاتلهم بالرغم من الدروس القيِّمة التي كان عليهم أن يتلقوها من معاني الحج والتضحية، و حبذا لو تزلزلت الأصنام «الحقيقية» في كل أطراف العالَم الإسلامي لتتم معاني العيد واحتفالاته.