; المجتمع النسوي.. عدد 1077 | مجلة المجتمع

العنوان المجتمع النسوي.. عدد 1077

الكاتب كواكب الملحم

تاريخ النشر الثلاثاء 30-نوفمبر-1993

مشاهدات 19

نشر في العدد 1077

نشر في الصفحة 54

الثلاثاء 30-نوفمبر-1993

على هامش المؤتمر النسائي التربوي (4)

منى يكن «للمجتمع»: إذا لم تحدد الدولة سياستها نحو صياغة هوية الطفل المسلم فإن كل ما نبذله صرخة في واد

نظراً لما تتمتع به د. منى يكن من خبرة تربوية دعوية، فقد انتهزت المجتمع، مشاركتها في حضور المؤتمر النسائي التربوي الذي أقامته اللجنة الاستشارية العليا للعمل على تطبيق الشريعة وتوجهت إليها بالأسئلة التالية:

  • المجتمع: ما هو في رأيك دور المرأة في تهيئة الأجواء التربوية والاجتماعية لاستكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية وفقًا لما ورد في بحثكم؟

د. منى: يكمن دورها في أن تحصن نفسها بالوعي التام وأن تتسلح بالإيمان ومن ثم بالعلم، وتنطلق بعدها إلى العمل في البيت والمدرسة والمجتمع لتشارك في صناعة الأمة بشكل فعال ومثمر. 

  • المجتمع: نود لو أعطيتنا فكرة عن نشاط المرأة المسلمة الداعية في لبنان الآن؟

د. منى: يعود تاريخ العمل النسائي الدعوي في لبنان إلى مطلع الستينات، والداعية تساهم في عودة الإسلام إلى العقول والقلوب والبيوت بمختلف الطرق المشروعة وبمختلف الأساليب المتاحة. وقد أوجدت المناخ الإسلامي الواضح الذي انتشر بين النساء وهو في امتداد دائم والحمد لله.

  • المجتمع: ما هو في رأيك دور المرأة المسلمة في دعم الزوج والأبناء أجيبي لنا وفقا لتجربتك الشخصية في الترشيح لمجلس النواب اللبناني؟

د. منى: المرأة تفعل الكثير أذا أرادت، فإذا وجهت هذه الإرادة نحو الخير كان الخير هو النتيجة، لذلك وقفت المرأة بجانب مرشحي الإسلام بقوة واستطاعت أن تحقق النجاح غير المنتظر، تخلت عن راحتها ونهضت تنظم وتبرمج وتدعو وتذكر فكان لها فوز مرشحيها وساما تفخر به على صدرها.

  • المجتمع: اذكري لنا أبرز النقاط التي تناولتيها في بحثك القيم؟

د. منى: أولًا أكدت بأن الشريعة الإسلامية في المنهج الرباني المطلوب وتطبيقها أصبح ضرورة بشرية وحاجة ملحة، لاسيما بعد المعاناة الشديدة للإنسان بعد تضييع الحكم الإسلامي، وأكدت ثانيا على أن للمرأة دورا إيجابيا هاما في تغيير مجرى التاريخ وبالتالي فنحن بحاجة للمرأة الواعية والمتعلمة والقدوة، وحول دورها التربوي شددت على التربية الوقائية، ومن ثم البنائية التي تتجلى في التربية البيتية والمدرسية والاجتماعية، وكان لابد من توصيات دعت إلى حماية المرأة والعناية بها وتأهيلها ودعمها ماديا ومعنويا ليمكنها النهوض بدورها التربوي المطلوب.

  • المجتمع: ما رأيك في موضوع المؤتمر والأبحاث التي طرحت فيه؟

د. منى: بما أن المؤتمر التربوي النسائي هو المؤتمر الأول، كان من الضروري أن يدور حول التربية كتخصص طبيعي عند المرأة، وكذلك الأبحاث كانت متجاوبة مع الموضوع وكذلك العناوين.

  • المجتمع: هل تستطيعين أن تقييمي لنا تجربتك النسائية في دخول البرلمان كامرأة داعية؟

د. منى: يبدو أن المعلومات لم تصل كما هي، فأنا لست عضوًا في البرلمان، ولكنني كنت داعمة لمرشحي الحركة الإسلامية وزوجي أحدهم. وقد حققوا نجاحا لافتا مع أنها المرة الأولى التي يتقدمون بها إلى المجلس النيابي، وبفضل الله عز وجل حققنا أمنية الكثيرين، أما من جهتي، فرغم أن الكثيرين رغبوا بترشيحي فقد تراجعت لصالح مرشحي الحركة.

  • المجتمع: إذا كنت ترين أن دخول المرأة البرلمان يساهم بشكل كبير في علاج كثير من قضايا المرأة والأسرة؟ هل تنصحين النساء في الدول الإسلامية في خوض هذه التجربة؟ وكيف يمكن أن تصمم برنامجها الانتخابي ألا تعتقدين أن دخولها البرلمان سيعيقها عن أداء رسالتها كزوجة ومربية أجيال «كثرة الخروج كثرة الاختلاط مع الرجال-كيف يمكن الفصل بينهما؟»

د. منى: هي ليست نصيحة توجه للرجال أو النساء لخوض تجربة الدخول إلى البرلمان وإنما تأتي الحاجة لمثل هذه المواقف بعد أن تنضج الحركة والأمر لا يخص المرأة كامرأة كما أنه لا يخص جميع الرجال. وحاجة الأمة والمجتمع هي التي تفرض علينا من نرشح، فإذا كنا بحاجة للمرأة لتخوض هذه التجربة فلا أرى من مانع على أن تلتزم بالضوابط الشرعية المعروفة، وقد تختلف ظروف بلد عن آخر.

فريما في بلد تختلط مديرة المدرسة أكثر من ممثلة للشعب في البرلمان. هذا من جهة، أما أن دخول المرأة البرلمان سيعيقها عن أداء رسالتها كزوجة ومربية أجيال، فكما قلت ليست جميع النساء معنيات بهذا الأمر. ومن قال بأن الخياطة مثلا تؤدي تلك الواجبات أذا كانت زوجة أو أما؟ ومن قال بأن البرلمانية مشغولة أكثر من الخياطة أو المدرسة أو الطبيبة؟

إذن الأمر متروك لحاجة البلد ولظروف المرأة ولا أحد ينادي لخروج المرأة على حساب بيتها وعائلتها؟

  • المجتمع: كيف يمكن التنسيق بين وسائل الإعلام ومناهج التعليم الصياغة هوية الطفل المسلم؟

د. منى: التنسيق هذا لا يتأتى إلا من على، فإذا لم تحدد الدولة سیاستها نحو صياغة هوية الطفل المسلم ولم تنسق بين وزاراتها «إعلام. تربية» فإن كل ما تبذله هو صرخة في واد ونفخة في رماد. من هنا يأتي المؤتمر التربوي النسائي الأول ليصب في خانة التنسيق المطلوب من فوق.

  • المجتمع: تجربتك في إدارة مؤسسة تعليمية خاصة هل يمكن أن تحدثينا عنها وعن آثارها ونتائجها في المجتمع؟

د. منى: بدأت تجربتي في إدارة مؤسسة تعليمية خاصة بعد خبرة تعليمية في المدارس الرسمية لمدة أربع سنوات، وقد قيض الله لي مجموعة من الأخوات اللواتي وقفن بجانبي يساعدنني في العمل ولا يمكنني إلا أن اعترف بأن لزوجي فضلا كبيرا على أذ شاركني المواقف كلها وكان نعم الرفيق والعضد.

وكبرت المؤسسة بفضل من الله وثقة الناس بها وبنتائجها العلمية إلى أن تطورت من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة المتوسطة فالثانوية وهي قائمة حتى الآن تساهم في صناعة الأجيال صناعة إسلامية وتهيئ للمجتمع الإنسان الصالح العالم.

وبعد أن استكملت المؤسسة بناءها النموذجي انطلقت تضع المناهج الإسلامية الجديدة والتي ستترك آثارا عميقة ومميزة في الخريجين اللاحقين، وكان تأسيس مركز اللغة العربية منذ أربع سنوات وقد هيا سلسلة تعليمية للغة من خلال القرآن الكريم والسلسلة الآن في طور التجريب والجميع يلمس أثارها الإيجابية ويثني عليها.

ولم تقف تجربتي عند هذا الحد فكان لي شرف تأسيس جامعة خاصة أيضًا مع فريق من المخلصين والغيورين على المستوى التربوي والأخلاقي الذي انحدر بسبب الحرب اللبنانية والجامعة الآن في سنتها السادسة وقد خرجت دفعتين من الطلاب عدد منهم يدرس في فرنسا مبتعثين للدراسات العليا والباقي يعمل في مختلف المؤسسات التي تلقفتهم بسبب مستوياتهم العلمية والأخلاقية التي نفخر بها.

  • أوائل المؤمنات

النوار بنت مالك.. أول من أهدت للنبي طعاما بعد الهجرة وأول من رفع الأذان من فوق بيتها

بقلم: حلمي الخولي

  • هي النوار بنت مالك بن صيرمة من بني النجار، صحابية من الأنصار، وأم الصحابي وكاتب الوحي زيد بن ثابت الأنصاري. 
  • أمها سلمى بنت عامر بن مالك التجارية، وزوجتها أمها في الجاهلية من ثابت بن الضحاك بن زيد، فولدت له زيدًا، ويزيدًا.
  •  وتوفى عنها ثابت فتزوجها عمارة بن حزم بن زيد فولدت له مالكًا، وقد أسلمت النوار الأنصارية مع من أسلموا في المدينة المنورة فبعد بيعة العقبة الأولى أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم الداعية المبارك وسفير الإسلام الأول مصعب بن عمير وأصبح له دور ملموس في دخول معظم المجتمع اليثربي في دين الله أفواجًا.
  • وبدأت طلائع المهاجرين تتوافد على المدينة المنورة، وأخذ المجتمع اليثربي ينتظر هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخذت النوار بنت مالك هي الأخرى تنتظر مقدم النور بشوق جارف 
  • ولما علم أهل المدينة أن الرسول صلى الله عليه وسلم بدأ هجرته من مكة أخذ الجميع يخرجون على مشارف المدينة ليكون الكل في شرف استقبال طلائع الخير والبركة والإيمان.
  • وهل نور المصطفى صلى الله عليه وسلم وسط تكبير الناس ووسط ترحيبهم واستقر به المقام في دار أبي أيوب الأنصاري. وأسرعت النوار بنت مالك إلى بيتها، وأعدت طعاما للنبي صلى الله عليه وسلم ففازت بشرف السبق بأنها أول من أهدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم طعاما بعد هجرته المباركة.
  • والخبر يرويه ابنها زيد رضى الله عنهما فيقول: أول هدية أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم حين نزل دار أبي أيوب أنا جنت بها، قصعة فيها خبز مفرود باللبن والسمن، فقلت أرسلت بهذه القصعة أمي، فدعا لي النبي صلى الله عليه وسلم ثم دعا أصحابه فاكلوا، ولما استقر المقام بالنبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة بدأت الناس تبايعه وبايعته النوار.
  • وعاشت المؤمنة في مجتمع الإيمان ترقب كل شيء يحدث حولها، فلما من الأذان شرفها الله تعالى بأن رفع من فوق بيتها أول أذان، وتحكي عن ذلك وتقول كان بيتي أطول بيت حول المسجد. فكان بلال يصعد إليه يؤذن فوقه أول ما أذن إلى أن بنى الرسول صلى الله عليه مسجده، وتوفيت النوار في حياة ابنها زيد، وصلى عليها ودفنها بالبقيع مع باقي المؤمنين والمؤمنات رضوان الله عليهم.

 

 

  • اعترافات زوج

حين نويت الزواج كان شرط الدين هو أول شروطي في الزوجة المقبلة عملا مني بالحديث الشريف «فاظفر بذات الدين تربت يداك». أما المواصفات الأخرى فلم تكن تعنيني كثيرًا. لم أهتم بأمور الحسب، والنسب، والشهادة، والجمال. إلخ 

من شدة حرصي على توفر شرط الدين في زوجتي لم أكلف والدتي بالبحث عنها، بل طلبت ذلك من صديق لي له زوجة متدينة والتي ركت لي احدى صديقاتها فتم عقد القرآن على بركة الله.

 بعد الزواج تبين لي أن زوجتي هي فعلًا كما أردت من حيث الدين والهمة في الدعوة إلى الله زد على ذلك منبت طيب وطبع تبيل، فحمدت الله تعالى فيما وفقني فيه، ولكن لأن الكمال لله وحده فقد لاحظت على زوجتي أمرا لم أعره كثيرًا من اهتمامي في البداية لاحظت أنها جادة نوعا ما في حديثها وملبسها وتصرفها معي. 

ثيابها التي ترتديها داخل المنزل لا تختلف كثيرًا عن تلك التي ترتديها خارجة من حيث الطراز والألوان الداكنة أحاديثها يغلب عليها الجد وعلى نمط معين وهو أمور الدين غالبًا. 

كانت تأنف من الأحاديث الدنيوية أو العاطفية البسيطة التي يتبادلها أي زوجين عادة

 فكرت أن الأمر قد يعود لخجلها وحياتها في البداية، ولكن بعد مرور عام كامل على زواجنا وبعد إنجابها لطفلنا الأول لم تتغير كثيرًا عما كانت عليه فرأيت أنه لابد من مصارحتها بذلك. قلت لها:

  • لا أراك تهتمين كثيرا بالتزين لي!!
  • نظرت إلى باندهاش وقالت:
  • ماذا تقصد؟
  • قلت باسما:
  • إنني أحب أن أراك تضعين بعض الزينة على وجهك وثيابك.
  • قاطعتني منزعجة.
  • كيف تقول هذا وأنت الشاب المتدين؟
  • أجبتها متعجبا:
  • وهل نطقت كفرا؟
  • تريد مني أن أخوض فيما تخوض فيه النساء العاديات؟
  • وأي بأس في أن تتزين المرأة لزوجها داخل بيتها؟
  • هذا لا يليق بي ولا بك!
  • عجبًا ولماذا؟
  • لقد التقينا أنا وأنت تحت مظلة الدين.
  • والدين لا يحرم ما طلبته منك.
  • أرجوك. كن أرفع من هذه الأمور!
  • لا تنسى إنني رجل مثل بقية الرجال.
  • المفروض أن تسمو على ذلك.
  • إنني لا أفهمك.
  • ولا أنا.

توقف الحوار بيننا عند هذا الحد، وأنا في دهشة في أمرها وأمري، اجل. فقد رحت أراجع ما طلبته منها. هل هناك بأس فيما طلبته منها؟؟ 

ناقشت مشكلتي مع أحد المشايخ فأكد لي أن ما طلبته هو حق من حقوقي وليس فيه أي باس. أذا ما الأمر؟؟ هداني تفكيري لحل طريف نفذته على الفور، فقد قمت بجولة في أحد الأسواق واشتريت مجموعة من الثياب وأدوات الزينة وقدمتها كهدية لزوجتي.

  • ما أن وضعت الحاجيات أمامها حتى تساءلت في دهشة
  • ما هذا؟
  • هدية مني لزوجتي العزيزة. افتحيها.
  •  راحت تفتح الأكياس ببطء ويلا حماس، وأنا أراقبها مبتسمًا، لكن علامات الوجوم التي ارتسمت على وجهها ضايقتني كثيرًا، فقد رفعت رأسها إلى وقالت:
  • أنت اشتريت كل هذا؟
  • نعم
  • بنفسك؟
  • بنفسي.
  • رمتني بنظرة استغراب وعادت للتساؤل.
  • أهدرت وقتك الثمين في السوق!!
  • لأجل زوجتي العزيزة
  • لم أتوقع أن تكون هذه الأمور من اهتماماتك!
  • ألم أفصح لك عن رغبتي من قبل؟
  • ظننت أننا انتهينا من تلك القضية.
  • قلت ملاطفا:
  • ألم تسمعي بالزوجة العروب؟! أريدك أن تكوني زوجة عرويًا! ارتدت زوجتي بعض تلك الثياب لأيام قليلة فقط ثم عادت لثيابها القديمة التي تحمل صفة الجدية في شخصيتها. سألتها:
  • ما عدت ترتدين من الثياب التي اشتريتها لك!
  • لا أرتاح إلا في ثيابي هذه.
  • ولكن.
  • أرجوك. لا تفرض على ما لا أحب.
  • ولكن من حقي أن.
  • قاطعتني قائلة:
  • لست أقصر في أي حق من حقوقك.
  • هززت رأسي موافقًا:
  •  وأنا أقر بذلك إلا في هذا الأمر. أرجوك يا عزيزتي افهميني. دعي عنك هذه الجدية داخل البيت إنني أخرج إلى الشارع فأرى النساء من حولي في كل شكل ولون. أريد أن أعود إلى البيت فأجد زوجة تفيض رقة، وعذوبة، وحنانا وجمالاً.

قاطعتني قائلة:

  • كفى أرجوك حديثك هذا يصيبني بالملل. ويقلل من مكانتك في عيني.
  •  عجبًا. لماذا؟
  • لا يليق برجل متدين مثلك هذا الحديث!
  • من أين أتيت بهذا الفقه في العلاقات الزوجية
  •  لو كانت الدعوة همك، لما باليت بمثل هذه الأمور
  •  أفهميني أرجوك إنك جادة أكثر من اللازم معي. في حديثك وملبسك وتصرفك. لا يفترض في الزوجة أن تكون هكذا مع زوجها قالت بإصرار:
  • أنا طبعي هكذا، ولن أغير طبعي

باءت جميع محاولاتي معها بالفشل، لم أفلح في إقناعها ولم تفلح في إقناعي، ترى هل جميع النساء المتدينات مثلها؟ هل أتزوج من فتاة عادية تعوضني عما افتقدته في زوجتي المتدينة؟ 

لا شك أنني أحب زوجتي وأقدرها ولست راغبًا في الانفصال عنها أو الزواج من أخرى، ولكن ما الحل وهي ترفض الاقتناع بوجهة نظري؟

لقد كتبت لكم مشكلتي كي تدرك الزوجات المتدينات أن الرجل المتدين رجل مثل غيره من الرجال، وبالتالي فإنه يحب منها أن تكون له زوجة عروبًا ما أمكنها ذلك؟

لست أدري من أين جات زوجتي بتلك الأفكار الغريبة؟؟ وما الذي يمنع الزوجة من أن تكون أكثر تبسطًا ومزاحًا مع زوجها؟ ألم تكن السيدة عائشة رضى الله عنها حريصة على التزين لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لم لا تقتدي زوجتي بها؟

هل من حل لمشكلتي؟

زوج بائس

 

  • شخصية المرأة المسلمة «الحلقة الأولى» كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة

بقلم: الدكتور محمد على الهاشمي

كان مبعث اهتمامي في تجلية شخصية المرأة المسلمة، ماكنت ألاحظه في حياة المرأة المعاصرة من تناقضات ومبالغات وإفراط في جانب وتفريط في جانب آخر، كأن تجد المرأة المسلمة تقية صالحة، تقوم بشعائر دينها، ولكنها تتساهل في أخذها بأسباب النظافة في فمها وجسمها، فلا تأبه للرائحة المنفرة تنبعث من فمها أو جسمها، أو تجدها معنية بصحتها ونظافة جسمها، ولكنها مقصرة في عبادتها وقيامها بشعائر دينها. أو تجدها منصرفة إلى العبادة قائمة بها. ولكنها لا تحمل تصورًا صحيحًا عن نظرة الإسلام الكلية للكون والحياة والإنسان أو تجدها من المتدينات، ولكنها لا تمسك لسانها في المجالس عن الغيبة والنميمة، أو تجدها متدينة داعية، ولكنها مخلة في تعاملها مع جيرانها وصديقاتها. أو تجدها حسنة المعاملة للغريبات، ولكنها مقصرة في حق والديها من حيث برهما وإكرامهما أو تجدها برة بوالديها، ولكنها مقصرة في حق زوجها، متساهلة في حسن تبعلها إياه تأخذ أحسن زينتها في المجتمعات النسائية وتهمل هيئتها وشكلها أمام زوجها أو تجدها معنية بزوجها، ولكنها لا تعينه على بر والديه، ولا تشجعه على البر والتقوى والعمل الصالح، أو تجدها قائمة بحق زوجها، ولكنها مقصرة غافلة عن تربية أولًادها وتوجيههم وتكوين شخصياتهم ومراعاة نفسياتهم وعقولهم وأسنانهم، وما يحيط به من بيئة مؤثرة، وجو قاسر غلاب أو تجدها قائمة بذلك كله، ولكنها مقصرة في صلة رحمها أو تجدها واصلة رحمها ولكنها مقصرة في صلاتها الاجتماعية. منصرفة إلى شئونها الخاصة، لا تهتم بأمر المسلمين والمسلمات أو تجدها مهتمة بشئونها الخاصة والعامة، ولكنها مهملة تعهد عقلها بالمطالعة المستمرة والازدياد من العلم والمعرفة، أو تجدها مستغرقة في المطالعة والازدياد من العلم، ولكنها مهملة شئون بيتها وأولًادها وزوجها. 

          وأن تعجب فعجب أن يقع هذا التناقض أو بعضه ممن يحسين على الجيل الواعي المثقف من المسلمات اللواتي نهلن من معين الثقافة الإسلامية، وتزودن منها بزاد غير قليل إنها الغفلة أو اللامبالاة أحيانًا، أو عدم الإحاطة بفكرة التوازن التي أقام عليها الإسلام نظرته الكلية للإنسان والحياة والكون، بحيث يعطى لكل شيء في هذه الحياة حقه، ولا يهدر جانب منه على حساب جانب آخر. 

إن من يستقرئ النصوص الصحيحة التي وردت في كتاب الله وسنة رسوله. يجد السلوك الأمثل الذي ينبغي للمرأة المسلمة أن تأخذ به في علاقتها بربها، وفى تكون نفسها، وفي علاقاتها بغيرها من الأقربين والأبعدين، وفي تعاملها الاجتماعي عامة ليدهش من غزارة تلك النصوص واستيعابها لكل صغيرة وكبيرة في حياة المرأة تضع لها المعالم والصوى الهادية إلى حياة راشدة متزنة قويمة، تضمن لصاحبتها السعادة والنجاح والتفوق في الدنيا، والمثوبة والفوز العظيم في الآخرة. 

ولقد أذهلني ما رأيت من تخلف المرأة المعاصرة المنتسبة للإسلام عن المستوى السامي الوضيء الذي أراد الله لها أن تكون فيه، وليس بينها وبين بلوغ ذلك المستوى العالي إلا أن تعكف على معرفة شخصيتها الأصيلة التي صاغتها نصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة وجعلت منها امرأة راقية نبيلة متميزة بمشاعرها وأفكارها وتصرفاتها وسلوكها ومعاملاتها وجعلت ذلك فيها دنيا يجب أن تعض عليه بالنواجذ.

وإن بلوغ المرأة ذلك المستوى الرفيع الأمر بالغ الأهمية في حياة الإنسان عامة، لما للمرأة من أثر كبير في تربية الأجيال، وصناعة الأبطال وغرس الفضائل، وتثبيت القيم، وتنضير الحياة بالحب والمودة والرحمة والجمال، وملء البيوت بالأمن والراحة والسكن والرضا والاستقرار.

والمرأة المسلمة هي المرأة الوحيدة المهيأة الإشاعة ذلك كله في دنيا المرأة المعاصرة المتعبة المكدودة المرهقة من أغوب الفلسفة المادية، ونصب الحياة الجاهلية التي عمت المجتمعات الشاردة عن هدى الله، وذلك بمعرفتها نفسها. وإيقافها على مكوناتها الذاتية، ومناهلها الفكرية النقية، وصياغة شخصيتها الصياغة الأصيلة التي ارتضاها لها الله ورسوله وميزها بها على نساء العالمين. 

ولتجلية ذلك كله رحت أجمع النصوص الصحيحة من كتاب الله وسنة رسوله الناطقة بتوضيح شخصية المرأة، وأصنفها حسب أبوابها وموضوعاتها.

 ولقد برزت لي من خلال تدبري هذه النصوص حقيقة كبرى كثيرا ما نمر بها ونحن عنها غافلون، وهي أن رحمة الله بالمرأة المسلمة كانت كبيرة كبيرة، أذ انتشلها الإسلام من وهدة الهوان والضعة والذل والواد والتبعية المطلقة للرجل، ورفعها إلى علياء الأنوثة العزيزة المكرمة المصونة المكفية مؤونة لغوب الكدح ونصب الكفاح في سبيل لقمة العيش، ولو كانت غنية، وجعلها مستقلة بمالها أن كانت ذا مال مساوية للرجل في الكرامة والإنسانية والتكاليف الشرعية لها حقوق وعليها واجبات كما للرجل حقوق وعليه واجبات، وهي والرجل سيان أمام الله عز وجل في ثوابه وعقابه.

ولم يقتصر فضل الإسلام على المرأة بنقلها هذه النقلة الهائلة من وهدة التخلف والذل والضياع إلى علياء التقدم والعزة والأمن والكفاية، بل على عناية بالغة أيضًا بتكوين شخصيتها تكرينا كاملا شاملًا كل جانب من جوانب شخصيتها الفردية والأسرية والاجتماعية، بحيث غدت إنسانا راقيًا جديرًا بالاستخلاف في الأرض

 فكيف كون الإسلام شخصيتها؟ وكيف بلغ في هذا التكوين الشأو الرفيع الذي لم تبلغه المرأة في تاريخها إلا في هذا الدين؟

هذا ما سنجد الجواب عنه فيما نستقبل من حلقات هذا البحث، إن شاء الله.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 2

1091

الثلاثاء 24-مارس-1970

نشر في العدد 1

957

الثلاثاء 17-مارس-1970

نشر في العدد 2

962

الثلاثاء 24-مارس-1970