; المجتمع الإسلامي (العدد 1039) | مجلة المجتمع

العنوان المجتمع الإسلامي (العدد 1039)

الكاتب مراسلو المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 23-فبراير-1993

مشاهدات 14

نشر في العدد 1039

نشر في الصفحة 42

الثلاثاء 23-فبراير-1993

أهم أحداث البوسنة

زغرب- خاص للمجتمع :

يواجه المسلمون في مدن شرق البوسنة أصعب أيامهم منذ بداية الحرب، وعدد الضحايا يزيد عن ۲۷۰۰ قتيل، بينما عدد المفقودين غير معروف، هذا الوقت الذي تمنع فيه القوات الصربية وصول قوافل الإغاثة إلى هذه المدن، كما تجلب المزيد من الجنود والمعدات من صربيا، وتواصل خطة التطهير العرقي، وعلى صعيد آخر منعت الحكومة البوسنية وصول قوافل الإغاثة إلى سراييفو تضامنًا مع أكثر من مائة ألف مسلم يتعرضون للحصار والهجمات في كل مدن شرق البوسنة، ونتيجة لحملات التطهير العرقي التي يتعرض لها خمسة آلاف من المسلمين في مناطق شرق الهرسك، لم يبق منهم سوى سبعمائة شخص، وتؤكد المعلومات أن قوات العدو الصربي تقوم بحشد قواتها بجنوب شرق الهرسك، وخاصة حول مدينة كوناتس للإعداد لهجوم واسع النطاق، وتشير المعلومات إلى وجود ثلاثمائة روسي، ويتوقع وصول ألف روسي جديد للمشاركة في هذا الهجوم المرتقب.

وعلى الصعيد السياسي قام مبعوث الرئيس الأمريكي بزيارة موسكو مؤخرًا، واجتمع مع وزير الخارجية الروسي أندريه كوزريف، وأجريا مشاوات حول الأزمة ودور روسيا في مساعي السلام في البوسنة والهرسك، غير أنهما لم يصرحا بنتيجة تلك المشاورات، كما لم يفصح الوزير الروسي عن أهداف روسيا من وراء تأييدها للصرب في حملات التطهير العرقي.. يجري هذا في الوقت الذي تقدمت ثلاثة منظمات أمريكية تعمل في مجال حقوق الإنسان بطلب رسمي إلى المحكمة الفيدرالية لإجراء تحقيق مع رئيس ما يسمى بجمهورية الصرب في البوسنة والهرسك رادوفان کاراجتش لتحديد مسئوليته، ودوره عن جرائم الاغتصاب الجماعي وسياسة التطهير العرقي، ويشير الطلب إلى وجود معلومات وأدلة كافية تؤكد مسئوليته عن هذه الجرائم.

ويبقى- بعدئذ- على المنظمات الإسلامية أن تدعم مثل هذه المنظمات الأمريكية في هذه المطالب الإنسانية، وهي أولى منها في مكافحة الإرهاب الصليبي ضد المسلمين وفضحه عالميًا.

 

وقفة:

بقلم: عبد الحق حسن

دموع «بابا الفاتيكان» على حقوق الإنسان في السودان

أعلن مؤخرًا أن الفاتيكان أنشأ لجنة خاصة لمتابعة أوضاع حقوق الإنسان في السودان، وإبلاغ المجتمع الدولي عن أية انتهاكات قد تحدث.. ووصفت صحيفة «لوموند» الفرنسية هذه الخطوة بأنها الثانية من نوعها التي يقدم عليها الفاتيكان منذ اللجنة الأولى التي شكلت لذات الغرض عقب زيارة «البابا يوحنا بولس» الثاني إلى بولندا عام ۱۹۷۹.. ونقلت الصحيفة الفرنسية عن البابا قوله للصحافيين الذين رافقوه خلال جولته الاخيرة في السودان: «إنه يعتبر زيارته للخرطوم ثاني أهم زيارة خارجية يقوم بها منذ رحلته إلى بولندا»، وأضاف «البابا» أنه «صوت من لا صوت لهم في السودان» أي يريد «البابا» تذكير العالم بالواقع المأساوي- حسب زعمه- للوضع التي تعيشه الأقلية المسيحية في جنوب السودان، وتأتي هذه الزيارة المشبوهة، والتي ستؤجج حتمًا نار الصراع المسلح هناك، في الوقت الذي تنهال فيه الضربات وألوان الحصار والتحريش المستمر على الشعب السوداني بحجة انتهاك حقوق الإنسان، ذلك الاتهام والذي نفته السلطات السودانية مرارًا، ودعت لجان تقصي الحقائق للتأكد من حقيقة هذه المزاعم.. وهي مزاعم إأن تأكدت لا يوافق عليها بالتأكيد كل مسلم في عنقه ذمة وأمانة نحو مواطنيه من المسيحيين، لا في السودان فحسب، ولكن في كل أمصار العالم الإسلامي.. بيد أن اهتمام البابا بحقوق الإنسان في السودان فقط دون أن يلتفت- ولو بكلمة مجاملة- للمسلمين في البوسنة والهرسك، والذين تراق دماؤهم على بعد خطوات من مقره في الفاتيكان يثير شبهات، ويعني أن وراء زيارته للسودان أبعادًا خفية قد تكشف عنها الأيام مستقبلًا، خاصة وأن توقيت زيارته جاءت والجيوش الصليبية والمنظمات التبشيرية تتجمع فوق أرض الصومال على مقربة من حدود السودان الجنوبية.

وكان الأحرى بالبابا أن يبدأ بالدفاع عن حقوق جيرانه في البوسنة والهرسك؛ لأنه يسمع صراخهم القريب منه، ومن المؤكد أنه قرأ عن حملات الاغتصاب الجماعي والتطهير العرقي التي يقوم بها أبناء ملته من الصرب.. وهي أسباب كفيلة بأن ينشىء لجانًا- وليس لجنة- لمتابعة أوضاع حقوق الإنسان في البوسنة والهرسك.. لكن «البابا» بزيارته الخاصة لمتابعة حقوق الإنسان في السودان قد وضع «تعريفًا» دينيًا جديدًا في القاموس اللاهوتي المسيحي لمعنى «الإنسان»، والتي تعني: الإنسان المسيحي فقط!

 

الشيخ أحمد مفتي زادة يلقى ربه بعد عشر سنوات في السجون الإيرانية

قال تعالى: ﴿مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ (الأحزاب: 23).

تنعي مجلة «المجتمع» وجمعية الإصلاح الاجتماعي إلى العالم الإسلامي وفاة العالم الرباني والداعية المجاهد الشيخ أحمد مفتي زادة، الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى عصر يوم الثلاثاء الموافق 9/2/1993 في المستشفى، ونعته جماعة أهل السنة في إيران في بيان لها صادر في 10/2/1993.

يعد الفقيد من أبرز علماء أهل السنة المعاصرين في إيران، وكان له من الله الاجتباء والتوفيق في إيقاد جذوة الدعوة الإسلامية في إيران، فأنشأ محضنًا للجيل المسلم باسم «مكتب القرآن»، حيث أراد ربطهم بالأصل الأول الذي فيه شفاء الصدور بما تنزل فيه من النور الذي يهدي للتي هي أقوم، فالتف حوله شباب منطقة «كردستان» وعموم شباب إیران.

أدرك مصلحة الإسلام العليا، فعبأ شباب أهل السنة للوقوف في وجه الشاه، ومساندة الثورة الإيرانية من الأنصار المخلصين للثورة، فكان جزاؤه أن يحكم عليه بالسجن خمس سنوات في سنة ١٩٨٢، وتمدد فترة اعتقاله بلا تهمة محددة إلى ما يقارب تسع سنوات ونصف، ولم يطلق سراحه إلا في الشهور الأخيرة من عام ۱۹۹۲، وكأن السلطات الإيرانية خشيت أن ينال الشهادة داخل سجونها، فخرج من السجن وهو محمل بالأمراض، فضلًا عن ضعف بصره وسقوط أسنانه، وارتعاش جسمه، مع أنه لا يتجاوز العقد السادس من عمره، من شدة ما واجهه من العذاب، فلم يهن، ولم تلن له قناة، وكانت آخر وصاياه: «أوصيكم ألا تخافوا إلا الله».

فهنيئًا للشيخ أحمد مفتي زادة انتقاله إلى جوار ربه، تستقبله ملائكة الرحمة، و ﴿رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾(الأعراف:56)، وجزاه الله خير ما يجزي داعيًا عن دعوته، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا اليه راجعون.

 

استمرار حبس أصحاب شركة «سلسبيل»

القاهرة- من بدر محمد بدر

جددت غرفة المشورة بمحكمة شمال القاهرة حبس ١٦ فردًا من أفراد جماعة الإخوان المسلمين الذين اتهموا فيما عرف باسم «قضية سلسبيل» لمدة ٤٥ يومًا على ذمة التحقيق، وبالتالي أستنفذت المحكمة المدة القانونية المسموح لها بها ٩٠ يومًا، وفور انتهاء المدة يتم عرض المتهمين على غرفة المشورة بمحكمة الجنايات، والتي سبق أن أفرجت عن أصحاب الشركة الثلاثة، وهم محمد خيرت الشاطر، وحسن عز الدين مالك، وطاهر عبد المنعم قبل نحو شهر ونصف.

كما جددت غرفة المشورة حبس المجموعة الثانية ۱۱ فردًا لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع الماضي، لحين حضور المحامين المكلفين بالدفاع عنهم، وسوف يتم نظر القضية هذا الأسبوع لاتخاذ القرار.

المعروف أن قضية سلسبيل قضية سياسية للضغط على حركة الإخوان المسلمين، وقد بدأت في فبراير من العام الماضي، ولم تنته حتى الآن، والاتهام الوحيد الموجه إلى المقبوض عليهم هو الانتماء إلى تنظيم حزبي غير مشروع «الإخوان المسلمون» دون أن تكون لدى جهة الاتهام أية أدلة حقيقية على هذا الاتهام!

 

إجراءات مشددة ضد الإسلاميين في أوزبكستان

موسكو- كمال عبد الله

بعد الأحداث المؤلمة المستمرة إلى الآن في جمهورية طاجيكستان المجاورة لأوزبكستان.. قامت الحكومة الأوزبكية بإجراءات مشددة ضد الإسلاميين في الجمهورية.. ربما في محاولة لاستباق الأحداث حتى لا تتكرر مع الشيوعيين أحداث طاجيكستان.

وقد تمثلت هذه الإجراءات باعتقال العديد من الإسلاميين، وبالأخص من القادة المسئوولين.. أمثال عبد الله أوته رئيس حزب النهضة الإسلامي في أوزيكستان.. واقتيادهم إلى جهات مجهولة، حتى أهاليهم لا يمكنون من رؤيتهم.

وقد زادت السلطات من مراقبتها للمساجد، خاصة بعد إلغاء الإدارة الدينية المتمثلة بالمفتي محمد صادق، وتعيين وزير للأوقاف من المعادين للخط الإسلامي الأصيل.. وكما في العهد الشيوعي البائد لم يعد الناس يأمنون على أنفسهم من ارتياد المساجد.. فقد تتخطفهم أجهزة الأمن والقمع المنتشرة، والتي باتت تطارد كل ذي لحية وتقتاده إلى التحقيق.

وقد صدرت أوامر إلى المدارس الملحقة بالمساجد- والتي يدرس فيها الطلاب الدين الإسلامي وعلوم العربية- بإصدار كشوفات بأسماء الطلاب الدارسين فيها والمتخرجين منها أيضًا.

واستتبعه إجراء آخر يرمى إلى منع الطلبة من السفر للدراسة في خارج أوزبكستان.. كما شددت قبضتها على السفر إلى الخارج بشكل عام عن طريق تحديد منح جوازات السفر للمواطنين.

وبشكل عام بات كل زائر للجمهورية يشعر بعداء الدولة للإسلام والمسلمين.. بالإضافة إلى العراقيل العديدة التي وضعتها الدولة في وجه الزائرين من الخارج إلى أوزبكستان.. وبالأخص مواطني المملكة العربية السعودية.. حيث يعاملون معاملة سيئة، بدءًا بإجراءات الفيزا، وانتهاءً بالسفر من أوزبكستان.

الرابط المختصر :