العنوان المجتمع الإسلامي.. عدد 892
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 22-نوفمبر-1988
مشاهدات 15
نشر في العدد 892
نشر في الصفحة 38
الثلاثاء 22-نوفمبر-1988
* منغستو يسعى لتوسيط سوريا
الزيارة التي قام بها الرئيس الأثيوبي منغستو هالامريام لدمشق خلال الشهر الماضي كانت ترمي إلى هدفين رئيسيين فهي من جانب تحاول فك الحصار العربي على نظام منغستو بعد أن افتقد النظام الأثيوبي أكثر أصدقائه العرب بدءًا بالقذافي وبرود العلاقة مع الحليف السابق في عدن أما الهدف الثاني من الزيارة فهو محاولة إيجاد صيغة مقبولة عربيًّا تدفع بأحداث وساطة بين نظام منغستو وفصائل الثوار الإريتريين ولا سيما وأن القضية الإريترية كانت دائمًا ضمن الهم العربي وإن كانت ما زالت في حيز الأولويات في مرتبة ثانوية وقد وضع الاختيار على سوريا لما لها من دور سابق في دعم قوات التحرير الإريترية وفي الوقت نفسه فإن علاقة سوريا بنظام أثيوبيا ليست متوترة إن لم تكن عادية ولذلك سعى منغستو للوساطة خاصة بعد أن أبدي الاتحاد السوفياتي رغبة ملحة في إيجاد حل للقضية الإريترية وهو ما يشكل وضعًا حرجًا للنظام الأثيوبي في وقت وجد فيه منغستو أن الخيارات المطروحة أمامه لا تخدم قضيته في إبقاء إريتريا تحت سيطرة أثيوبيا فالوساطة التي تقدم بها السودان جاءت أقرب لتطلعات الثوار الإريتريين في إقامة حكم ذاتي وإدارة الدولة الإريترية باتحاد كونفدرالي مع أثيوبيا ومن جهة أخرى فإن مساعي حل مشكلة جنوب السودان سوف تدفع بالثوار الإريتريين إلى تلقي دعم واسع من بعض الدول العربية كما أن السودان سوف يكون في وضع مريح مما يساعد ثوار إريتريا بالتطلع للاستقلال الكامل عن أثيوبيا... وإن كانت سوريا لم تبد حتى الآن أي حماس للتوسط من أجل إيجاد حلي سلمي إلا أن الوساطة السورية إذا ما أقدمت عليها فلن تخرج عن الإطار العام الذي تطرقت له الوساطة السودانية خاصة وأن ثوار إريتريا لا يقبلون بأي صيغة لا تمنع إريتريا بالحكم الذاتي على أقل تقدير.
* نصرت بوتو تثير فضيحة!!
نشرت مجلة تكبير الباكستانية على صدر غلاف عددها الأخير صورة فاضحة للسيدة نصرت بوتو التي تتزعم مع ابنتها بنازير بوتو رئاسة حزب الشعب الباكستاني وقد حوت الصورة منظر للسيدة بوتو وهي تراقص الرئيس الأمريكي الأسبق جيرالد فورد كما نشرت المجلة صورًا أخرى لبنازير بوتو وشقيقها مرتضى بوتو، ونسبت المجلة إلى بنازير بوتو أنها كانت تتعاطى حبوب منع الحمل أثناء دراستها في لندن، كما أن سيرتها تحوي الكثير من التصرفات المشينة خاصة في فترة تواجدها في أوروبا قبل عودتها إلى الباكستان كما نسبت الصحيفة إلى مرتضى بوتو شقيق السيدة بوتو بأنه قاتل ويعيش هاربًا خارج الباكستان وقد ارتكب عملًا مشينًا ضد بلاده حينما اختطف طائرة تابعة للخطوط الجوية الباكستانية وتوجه بها إلى كابل.
وقد نفذت المجلة من الأسواق فور صدورها قبيل الانتخابات بأيام ويقال: إن أنصار بوتو قد تمكنوا من شراء كافة النسخ وإعدامها إلا أن كثيرًا من الشوارع في المدن الباكستانية الكبرى قد ملئت جدرانها بهذه الصورة مستخدمة كدعاية ضد السيدة بوتو وحزبها.
* كتاب مسموم ضد الإسلام
قال الدكتور عبد الله عمر بصيف الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي في بيان أرسله إلى المنظمات والهيئات والجمعيات الدولية والإسلامية أن أعداء الإسلام يحاولون باستمرار التدليس والتلبيس على المسلمين في عقيدتهم الحنيفية وفي شريعتهم الغراء. ومن تلكم النشاطات الخبيثة والدسائس الرخيصة إصدار جمعية تنصيرية قبرصية كتابًا بعنوان: «سيرة المسيح بلسان عربي فصيح» وقد جمعت لجنة التأليف بعض المعلومات المستقاة من الأناجيل الأربعة «متى، ومرقض ولوقا ويوحنا» وقامت بتوزيعه داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومما يلفت النظر في هذا الكتاب ما يلي:
1- تقسيم الكتاب إلى ثلاثين بابًا كتقسيم القرآن الكريم إلى ثلاثين جزءًا وكتابة عنوان كل باب على هيئة زخرفة المستطيل المعنون به سور القرآن الكريم في المصحف الشريف وفصل بعض الجمل برقم مسلسل بين قوسين على غرار آيات السور القرآنية.
2- بدء كل باب بكتابة ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾على نمط المصحف الشريف.
3- تعمد صياغة عبارات ترجمة الكتاب بلغة عربية فصحى خالية- تقريبًا- من الركاكة المعهودة في صياغة عبارات تراجم الأناجيل المعروفة.
4- إحاطة كل صفحات الكتاب بإطار زخرفي مثل زخرفة إطار المصحف الشريف.
وقال الدكتور عبد الله نصيف: إنه نظرًا لخطورة هذا الكتاب وسوء مقاصد واضعيه وناشريه فإن الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي إذ تؤمن إيمانًا جازمًا بإن أي مسلم يقرأ ويكتب لا يغتر بمثل هذا الكتاب ولا يتأثر بما فيه- لتنبه المسلمين إلى خطورة انتشار هذا الكتاب بهذه الصورة الخادعة للبسطاء الذين لا يفرقون بين المصحف الشريف وبين الكتب المنزلة والمحرفة وتحذرهم من أن يظنوا عند رؤية صفحة من صفحات الكتاب المذكور أنها صفحة من المصحف الشريف وتؤكد لهم على أن ما في الكتاب المذكور دعاية تسيء إلى المسلمين ويمس أقدس مقدساتهم، ويثير الشك والشبهات والفتن التي نسأل الله أن يقي المسلمين شرها.
﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾(إبراهيم:46).
* من أفغانستان إلى فلسطين
وجه المهندس أحمد شاه رئيس حكومة المجاهدين رسالة لرئيس وأعضاء المجلس الوطني الفلسطيني الذي انعقد مؤخرًا في الجزائر هذا نصها:
الإخوة رئيس وأعضاء المجلس الوطني الفلسطيني المحترمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
نسأل الله لكم التوفيق لما فيه مصلحة الشعب الفلسطيني المسلم.
ونذكركم بأن فلسطين أمانة في عنق كل مسلم وهي ملك لأجيال المسلمين على اختلاف جنسياتهم ولا يجوز التفريط بجزء منها مهما كانت الضغوط وأن الجهاد في سبيل الله هو الطريق الوحيد لتحريرها من اليهود القتلة.
وإننا هنا من مواقع الجهاد ضد أعداء الله لنتشوق إلى مشاركة إخواننا مسلمي فلسطين في جهادهم من أجل تحرير الأقصى وكل فلسطين ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾(محمد:7).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* أحمد شاه
وفي غضون ذلك أفادت الأنبياء أن المجاهدين شددوا حصارهم على المدن الكبرى التي بدأت بالتساقط في أيديهم كما أرسل حاكم ولاية كونر- من قبل المجاهدين- وأعضاء مجلس شورى الولاية رسالة إلى المهندس أحمد شاه رئيس حكومة المجاهدين المؤقتة أكدوا فيها تأييدهم الكامل لحكومة المجاهدين ورفضهم القاطع لأية حكومة يشارك فيها الشيوعيون أو العلمانيون من عهد ظاهر شاه كما كذبوا تصريحات «غوردافيز» الأخيرة التي اتهم فيها تنظيمات المجاهدين بالشقاق والخلاف.
وقد جاء أيضًا في الرسالة أن المجاهدين في ولاية كونر المحررة سيتوجهون إلى الولايات المجاورة خاصة ننجرهار للمساعدة في تحريرها.
والجدير بالذكر أن المجاهدين يسيطرون سيطرة كاملة على ولاية كوتر كلها منذ ثلاثة أسابيع تقريبًا.
هذا وقد ذكر بعض جنود كابل الذين استسلموا للمجاهدين خلال الأيام القليلة الماضية أن الروس قد أجبروا وحدات جيش كابل المتواجدة حول جلال آباد- تحت تهديد القصف الجوي- على الخروج ومقاتلة المجاهدين على طريق جلال آباد- طورخم.
ومن الواضح أن الروس يسعون الآن لتحقيق مكاسب عسكرية في جلال آباد وقندهار لدعم موقفهم في المفاوضات المباشرة مع المجاهدين التي تبدأ بعد أسبوعين في إسلام آباد ولنفس السبب نشروا طائرات ميج27 المطورة وصواريخ «سكود» البعيدة المدى في أفغانستان.
* وجبت المفاصلة
مرة أخرى يواجه الإسلام في السودان تحديات عاتية في جبهتين، جبهة داخلية وجبهة خارجية هي التي تخطط وتمول الجبهة الداخلية.
والجبهة الخارجية تتولى قيادتها الماركسية والصليبية والصهيونية فهي تكيد للإسلام وتجهر بالعداوة والبغضاء ولا تريد الإسلام عقيدة وفكرًا ونظامًا وتراثًا ولكل فرقة من فرق الكفر الثلاثة عملاء نشطون في الداخل يتحركون بلا حدود.
المسلمون في السودان- كما في كل مكان- وبعد إجازة القوانين الإسلامية- مطلوب منهم أن يستبينوا أمرهم ويسموا الأشخاص بأسمائها، ولا داعي للمجاملة أبدًا.
إن الله أطلق وصف الكفر على كل من يرفض شرعه ومنهاجه ولم يرض أنصاف الحلول أو الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعض واعتبره كفرًا لأن الإسلام كل لا يتجزأ ولا يقبل من منهجه بديلًا ولو في جزء منه صغير ولا يقبل الخلط بينه وبين أي منهج آخر لا في الاعتقاد ولا في نظام الاجتماع ولا أحكام التشريع؛ فكيف نقبل من يرفض شرع الله صراحة أو مداورة في حظيرة الإسلام وأبو بكر- رضي الله عنه- لم يقبل التفرق بين الصلاة والزكاة والحكم.
إننا يجب أن نستبين الطريق ونسمي الأشخاص بأسمائهم ونعاملهم على هذا الأساس وإلا فإننا إذًا مثلهم... أليس فينا من يصادق ويؤاخي ويؤاكل ويشارب الشيوعيين والعلمانيين المحاربين لشرع الله؟!
* محمد اليقظان
* المسلمون بحاجة إلى مؤسسة إعلامية إسلامية
نجحت فرنسا منذ أيام في إطلاق قمر صناعي تلفزيوني يحمل أحدث تكنولوجيا الصورة والصوت عبر الفضاء ومباشرة إلى أجهزة التلفزيون الخاصة وسيكون بإمكان القمر الصناعي الجديد تغطية كامل القارة الأوروبية ومنطقة شمال أفريقيا. والجديد في نظام البث الجديد تحطيم كل الحدود حيث يقتصر المتفرج على شراء هوائية لالتقاط قنوات القمر المباشرة ودون المرور عبر محطة أقمار أرضية هذا وعلى الرغم مما قد يثيره هذا القمر من ثورة إعلامية هامة تطرح بحده مسألة الغزو الثقافي وحرية الإعلام وكذلك مشاكل الرقابة سواء منها السياسية أو الثقافية إلا أن هذا القمر لن يشكل على الشعوب الأوروبية عامة خطورة تذكر بسبب تقارب الأفكار والمعتقدات والعادات بين الشعوب الأوروبية بينما سيشكل خطرًا كبيرًا على الشعوب العربية الإسلامية التي ستكون ضمن دائرة البث وبالتالي عرضة للتأثر بالأفكار والعادات الغربية والشاذة على قيمنا ومعتقداتنا.
إن الحكومات العربية والإسلامية مطالبة باتخاذ كافة وسائل التحصين والوقاية ضد الغزو الفكري والإعلامي الجديد الذي يحاول اليوم تحطيم الجدار الإسلامي للنفاذ من خلاله إلى مجتمعاتنا وخلق عناصر من السكان تدين بالولاء الذهني للفكر الأوروبي مع خلعهم فكريًّا عن مقومات ثقافتهم ومعتقداتهم كمقدمة أولى لإخضاع العالم الإسلامي لسيطرة الاستعمار والتحكم في مقدراته وإمكاناته. ولا شك أن في مقدمة هذه الوسائل التي يجب اتخاذها تبني العقيدة الإسلامية في كافة مناحي الحياة وتجميع الطاقات والإمكانات المادية والعلمية في مؤسسة إعلامية إسلامية تستطيع إلحاق المسلمين بركب الحضارة والتقدم العلمي وتخليصهم من أعدائهم المتربصين بهم الدوائر.
* عالم الفن.. أوسكار للكلب!!
عالم الفن، عالم الصرعات والتقاليع، عالم الابتكار، عالم كل جديد وليس ذلك بمستغرب على فئة تعيش في عالم بوهيمي متلون أخاذ، يستنشق المخدرات ويجد الجنس وسادة سعادته والخمر رحيق شفتيه.
أتمنى أن أسمع يومًا أن هناك كمبيوتر تخصص بأن يسجل الشائعات التي تترد في الصحافة عن علاقات الحب بين الممثلين والممثلات والفنانين والفنانات وان يسجل رحلات العمل إلى بلاد وبلاد بحثًا عن الرزق وطلبًا للكسب.. الفنان إذا سافر لا يصحب زوجته، والفنانة إذا سافرت لا تصحب زوجها، كل واحد يريد أن يكسب عيشه، هناك بعض الفنانين أو الفنانات يضعون شرطًا في عقد الزواج هو عدم الغيرة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل واحد.
أتمنى أن يسجل في الكمبيوتر زواج الفنانين والفنانات، حتى يعرف المرء كم مرة تزوج نجمه المحبوب وكم مرة تزوجت النجمة المحبوبة التي غزت القلوب، سيتعرف المرء على مفهوم الزواج عند الفنانين والفنانات وعدد الشائعات التي تتناول حياتهم ونوعياتها؛ ما هو شعور المرء حين يجد أن شائعات الزواج التي صاحبت الفنانة بعدد الفنادق التي نزلت فيها وبعدد الأفلام التي عملت فيها وبعدد المسلسلات التي قامت بدور فيها.
من التقاليع الجديدة في أمريكا، أقيم مهرجان لمشاهير الكلاب التي قامت بأدوار صغيرة أو كبيرة في الأفلام، اشترك في المهرجان أربعمائة كلب، وظهر مع الكلاب المخرجون والمنتجون الذين كانوا سببًا في إظهار الكلاب في الأفلام، موقف جميل يدل على أن الفن ليس له حدود ولا يحمل طابع الاستبداد والعنصرية شخوص الفن سواء في الفن.
وأخيرًا... وبعد مداولات وضرب على الطاولات وصياح من لجنة تحكيمية عريقة بالكلاب، كان كل عضو ينفعل مع أصالة الكلب الفنية، والعفوية الكلبية في أداء الدور بإتقان، وكان الجمهور الذي حضر الاحتفال يتابع باهتمام نتيجة الحكام فلكل واحد كلبه المفضال بل محبوبة الذي يسر بتمثيله، ارتفع صوت رئيس اللجنة فهدأت القاعة وأعلن أن الذي فاز بالأوسكار كلب من فصيلة داشوند عمر تسع سنوات ويدعى كينكس مثل في فيلم «كينس كاليبسو» فاستبشرت نفوس وغضبت نفوس من لجنة التحكيم، واشتملت الجائزة على شيك بعشرين ألف دولار.
ولم ينس الحضور تخصيص جائزة تذكارية تحمل اسم «لاسي» أشهر كلب في تاريخ السينما.
أصبح الممثل يشعر بالسرور إذا ظهرت صورته مع الكلب كينكس وكينكس ممثل عالمي فاز بجائزة الأوسكار!
* أبو علاء
* عدن والانفتاح على دول الجوار العربية
منذ مطلع العام الحالي وجمهورية اليمن الديمقراطية تسعى جاهدة لفك العزلة السياسية التي ظلت تحاصرها منذ أمد ليس بالقصير.
فقد قامت وفود عدة بزيارات مختلفة للدول العربية وخاصة دول الجوار العربي وليس آخر هذه الزيارات بالطبع زيارة الرئيس حيدر أبو بكر العطاس لسلطنة عمان وإنما يمكننا وصف هذه الزيارة بأنها تطور نوعي بارز في أهمية تنمية علاقات اليمن الجنوبي بدول الجوار العربية ولا سيما وأن خلفيات الزيارة تدلل على تبدل القناعات النظرية التي غلفت السياسة الخارجية لليمن الديمقراطية طيلة عهود ماضية... فالتعاون الانفتاحي الذي أرادت سلوكه اليمن الديمقراطي في سياستها الخارجية تدعمه إقليميًّا تصاعدات المساعي الشمالية لصنعاء في إيجاد صيغة وحدوية لقيام الدولة اليمنية الموحدة وتدخل الاستراتيجية الاقتصادية كعنصر يدعم حتمية التضامن اليمني خاصة بعد الاكتشافات البترولية في الشمال والتي يقابلها وجود نفطي سابق في الجنوب مما ينمي خطوات التقارب وفي الجانب الدولي تجد سياسات عدن مبرراتها في أن توجهات الانفراج الدولي والتحولات النظرية والتطبيقية في الاتحاد السوفياتي بعد نجاح «بيروستيروكا» غورباتشوف تجعل كل سياسة تنطلق من حتميات الفرضية الماركسية هي سياسة تجاوزتها حركية الزمن وإن كانت أهمية التطورات السياسية في نهج عدن نحو تحسين العلاقات وتطبيعها تدفعه مصالح وسياسات خارجية غير أنه يمثل في الوقت نفسه تطلعًا شعبيًّا عارمًا حاولت مجموعات وفعاليات يمنية عدة للتعبير عن مضامينه ولعل التجارب التقاربية التي حاول للتطلع إلى انتهاجها في البدء قحطان الشعبي ومن بعده محاولات سالم ربيع تؤكد حجم الاهتمام الجماهيري بالتوجه العروبي والإسلامي لعدن حتى لا تظل حبيسة ركن قصي منسي في البناء العربي الأم ولهذا فإن المساعي نحو تطبيع وتطوير العلاقات العربية مع عدن يجد صداه يمنيًّا أكبر من أي صدى آخر لا سيما وأن أكثر المحاولات السابقة كانت في سبيلها إلى التقدم غير أن هناك تدخلات أجنبية كانت دائمًا تخلق تناقضات بين التيار الماركسي المحافظ وبين القوميين ذوي النزعة العربية وربما يساعد في نجاح مساعي العطاس بأن تلك التدخلات قد تقلمت تطلعاتها بعد التجارب السابقة.
* ماذا وراء مشروع الوحدة بين الخرطوم وطرابلس؟
الزيارة التي قام بها الصادق المهدي رئيس مجلس الوزراء السوداني في الأسبوع الماضي إلى ليبيا كانت مثار اهتمام عالمي بالغ إذ إنها تأتي عقب الضجة التي رافقت توقيع مشروع ميثاق الوحدة بين الخرطوم وطرابلس الغرب، في أواخر شهر أكتوبر الماضي. فقد توقعت بعض الدوائر السياسية أن يفاجئ الصادق المهدي الفعاليات السياسية السودانية بإعلان قفزة نوعية في مشروع الوحدة بالرغم من تكوين عدة لجان تنسيقية بين الوزارات والمؤسسات في البلدين... علمًا بأن الاتحاد الديمقراطي الشريك الثالث في حكومة الوفاق الوطني اتبع نهجًا متناقضًا تجاه مشروع الوحدة السودانية الليبية فقد وقع ممثلوه في اللقاء الليبي السوداني على مشروع الميثاق وفي نفس الوقت أدان نائب الأمين العام للحزب مساعي حزب الأمة والجبهة الإسلامية في عدم التقيد بالتوازن بين دول الجوار العربية الأساسية «السعودية، ليبيا، مصر» على حد وصفه...
ولعله من نافلة القول الإشارة إلى أن الحزب الوطني الاتحادي يرتبط في سياسته الخارجية بالسياسة المصرية إلى أبعد الحدود لا سيما وأن لفظة الاتحادي تعني في الأصل الاتحاد مع مصر.. ومن ثم تبدو كثافة التشابك في خطوة الوحدة بين الخرطوم وطرابلس فبالرغم من أن الصادق المهدي لم يبد حماسًا قويًّا للوحدة مع ليبيا إلا أنه قطعًا يرى في التقارب مع ليبيا أحد أسس المهمة في سياسته التوازنية في مقابل ولع حزب الميرغنية بالانصراف الكلي نحو مصر.. فالصادق الذي لا يجد نفسه في موضع خيار تجاه علاقته مع مصر يتطلع باستمرار لعلاقات مميزة وخصوصية مع العربية السعودية وليبيا ولذا فلا غرابة في بناء السياسة الخارجية لحكومته على علاقات أوثق مع ليبيا، لا سيما وأن ليبيا لم تشترط أي تحول في نظام الحكم وإنما تريد إقامة الوحدة في ظل التعددية الحزبية في السودان، وهو الخيار الذي يرى الصادق بأنه من أسس سياسة حزبه الداخلية كما أن ليبيا تطرح مشاريع خطوات التكامل في نماذج مرنة كإقامة مشاريع اقتصادية مشتركة في كلا البلدين وهو اتجاه يجد صداه الطيب في السودان وليبيا... وفي المقابل يجد رئيس الحكومة السودانية أن بلاده وهي تواجه عدة مواقف اقتصادية صعبة قد افتقدت كل عون من الدول الغربية في مساعدة السودان لتجاوز الأزمة الاقتصادية الحادة التي ورثها من نظام جعفر نميري «المخلوع» وفوق ذلك فإن الدول العربية قد زادت من حدة الأزمة الاقتصادية بدعمها المستمر إلى التمرد في جنوب السودان... لذا فإن السعي الوحدوي قد يكون ضرورة غير أن الظروف الداخلية للسودان تعد غير ملائمة لخطوة مفاجأة تعلن الوحدة بين الخرطوم وطرابلس.
* حول تصريحات أحمد سيف الإسلام البنا
نشرت بعض الصحف مؤخرًا تصريحات وآراء للأستاذ سيف الإسلام البنا حول القضية الفلسطينية والموقف الإسلامي تجاه العديد من القضايا المرتبطة بها وأقواله في تمجيد بعض القيادات الفلسطينية.
ولقد قوبلت كثير من أقوال الأستاذ سيف الإسلام البنا بالاستياء من العديد من الإسلاميين في الأقطار المختلفة لمناقضتها لأسس ومبادئ النظرة الإسلامية لحقيقة القضية الفلسطينية والموقف تجاه أدوار بعض الزعامات.. كما وردت إلى «المجتمع» العديد من الرسائل التي تستفسر عن مدى صحة هذه التصريحات.
وللتوضيح فإننا نؤكد لإخواننا القراء ما يلي:
أولًا: إن موقف الإخوان المسلمين واضح من القضية الفلسطينية وتمثله، فلسطين المحتلة وخارجها حركة المقاومة الإسلامية «حماس» وقد أكد هذا الموقف فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين محمد حامد أبو النصر الذي وجه برقية ونداء مفتوحًا للمجلس الوطني الفلسطيني يؤكد على أن الجهاد في سبيل الله هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين ويحذر من طريق السلام والتفريط بأرض فلسطين. وقد نشرنا هذا النداء في العدد السابق من المجتمع.
ثانيًّا: بغض النظر عن مدى صحة تصريحات الأخ أحمد سيف الإسلام البنا فإننا نؤكد أن هذه التصريحات- في يحال ثبوتها- فهي آراء شخصية تمثل الأستاذ أحمد سيف الإسلام نفسه ولا تمثل الإخوان أو حركة المقاومة الإسلامية حماس....
قراءات
* حركة الرفض الشعبي ضد نظام دولة عربية بدأت تأخذ شكل المواجهة المباشرة وذلك بعد وقوع اشتباك مسلح في إحدى كبريات مدن تلك الدولة!
* اتحاد أحزاب المجاهدين الأفغان السبعة أعد وفدًا مكونًا من سبعة أعضاء سيسافر خلال أيام إلى إيران بغرض التباحث مع السلطات الإيرانية حول مشاكل اللاجئين الأفغان هناك.
* بعد تحسن العلاقات بين الصومال وأثيوبيا والتي تمت على حساب مسلمي القرن الأفريقي قام نظام عربي ذو طابع ثوري بتقديم الدعم للنظام الصومالي!
* اليساريون اليونانيون يغدقون الثناء هذه الأيام على رئيس الوزراء الاشتراكي باباندريو لعلاقته العاطفية مع المضيفة «ديمترا لباني» ووصفوا هذه العلاقة بالسجايا الثورية!! كما وصموا من يهاجم هذه العلاقة بالمعقدين!! والحقيقة أن اليسار اليوناني لا يختلف عن باقي أحزاب اليسار في كل مكان في دعوتهم للإباحية والفساد والتحلل الخلقي!
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
