; المجتمع في ندوة الخارجية البريطانية عن: أزمة العراق مع الأمم المتحدة | مجلة المجتمع

العنوان المجتمع في ندوة الخارجية البريطانية عن: أزمة العراق مع الأمم المتحدة

الكاتب عامر الحسن

تاريخ النشر الثلاثاء 01-سبتمبر-1998

مشاهدات 14

نشر في العدد 1315

نشر في الصفحة 40

الثلاثاء 01-سبتمبر-1998

  • نونيمان : تفجيرات نيروبي ودار السلام لن تؤثر كثيراً على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط لأنها تعاني أصلاً من الغموض وعدم التماسك.

دعت الخارجية البريطانية الأسبوع الماضي لندوة خاصة حول التطورات في قضايا الشرق الأوسط ولا سيما ما يتعلق بأزمة العراق مع الأمم المتحدة، حضرها مختصون في شؤون المنطقة وهم: الكولونيل ترنس تايلور خبير الشؤون العسكرية بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، ونيل باتريك رئيس برنامج الشرق الأوسط بمعهد الخدمات الملكية للدراسات الدفاعية، والمتخصص في شؤون العراق والصراع العربي . الإسرائيلي، وبول بيفر من مجموعة جاينس للمعلومات الدفاعية والاستخباراتية وجيرد نونيمان المحاضر في العلاقات الدولية وشؤون الشرق الأوسط بجامعة لانكستر ببريطانيا، وكانت المجتمع ضمن حضور الندوة. في بداية الندوة تحدث الكولونيل تايلور بحماسة عن الخيار العسكري لضرب العراق مشيراً إلى أن المجتمع الدولي لا ينبغي أن يقف عاجزاً يتفرج على صدام وهو يراوغ ويماطل في تطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بحرب الخليج، ويعرقل عمل مفتشي «يونيكوم». وأوضح بأنه من المهم على دول مجلس الأمن والدول الخارجية ألا يسمحوا بهذا أن يحدث، وإلا فإن مفعول الحصار، سواء رفع أو لم يرفع سيضمر بمرور الأيام لصالح صدام، وأضاف بأنه لا يوجد خلاف بين الدول في الأمم المتحدة على أن العراق لم يطبق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بتدمير أسلحة الدمار الشامل، لكن الاختلاف هو على منهجية التعامل معه، وقال: إن الدبلوماسية والحلول السلمية بما في ذلك اتفاقية عنان . عزيز، فشلت في إرغام العراق على تدمير أسلحته ولا بد من دمج القوة العسكرية مع الدبلوماسية، وهذا ما قد يحدث مستقبلاً. وأشار تايلور الذي عمل لفترة مفتشاً لأسلحة الدمار الشامل في بغداد، إلى أن صدام هو المسؤول عن استمرارية الحصار بسبب مراوغته فيما يتعلق بتدمير أسلحته البيولوجية والكيماوية التي لا يزال يحتفظ بأجزاء منها، كما دلت على ذلك اكتشافات يونيكوم» بشأن غاز VX السام.

أوراق اللعبة بيد صدام:

 ولفت نيل باتريك الانتباه في مستهل مداخلته إلى تغير الخطاب الأمريكي ولا سيما لهجة وزيرة الخارجية أولبرايت تجاه الأزمة الأخيرة مع العراق لضعف تأثير أمريكا على مجلس الأمن وتنوع وجهات النظر بين أعضائه، وقال: إن أمريكا تشعر بأنها وحدها في مجلس الأمن، وإن هناك تردداً بريطانياً لا يمكن التعويل عليه كثيراً. حيث إن أمريكا تعلق رفع الحصار برحيل صدام، فيما بريطانيا لا تتكلم عن إسقاط صدام وإنما تعلق إنهاء الحصار بتطبيق قرارات الأمم المتحدة، وعبر عن اعتقاده بأن أنسب وقت للضربة العسكرية كان في فبراير الماضي، وليس الآن أو فيما بعد، ولذا، فإن التركيز الأمريكي حالياً على الحصار ودعم المعارضة وأضاف باتريك الذي عمل في معهد الأبحاث الفلسطيني بالقدس من ١٩٩٣م إلى ١٩٩٥م أن دول الخليج لم تكن تسمح باستخدام أمريكا لقواعدها العسكرية لضرب بغداد إلا في حالة تهديد صدام مباشرة للكويت، كما أن الخليج غير مرتاح لازدواجية أمريكا في التعامل مع العراق وإسرائيل، أضف إلى ذلك، أن العديد من الدول الخليجية بدأت تنظر لصدام على أنه أصبح أمراً واقعاً، ولذلك لا تتعامل مع المعارضة العراقية بشكل جدي، كما أن هناك قلقاً خليجياً من تغييب القوة العراقية لصالح إعادة ظهور إيران كقوة إقليمية في المنطقة.

واستنتج باتريك من الظروف السابقة أن الأوراق بيد صدام، مرجحاً أن يستمر العناد العراقي، حيث إن المواجهة الآن صارت محسومة بينه وبين مجلس الأمن والأمم المتحدة، وليس بينه وبين واشنطن، وهذا ما أكدت عليه أولبرايت مؤخراً، مما استفادته من درس فبراير الماضي وقال إن مجلس الأمن قد يصل لصيغة تفاوضية مع العراق بشأن رفع الحصار عنه تدريجياً، كما أن ريتشارد بتلر، رئيس بعثة «يونيكوم» قد يستجيب للضغوط المفروضة عليه من بعض دول مجلس الأمن ويقدم استقالته في الأشهر القليلة المقبلة، وهذا من شأنه أن يضعف بوضوح من فاعلية وأداء فرق التفتيش في العراق. 

●  الأصولية الإسلامية:

فضل بول بيفر أن يتناول قضايا الشرق الأوسط، ومنها موضوع العراق، ضمن الدائرة الأوسع، معبراً في مجمل حديثه عن النظرة النمطية للغرب لمشاكل المنطقة، وتكلم عن أربعة محاور رئيسة هي:

١ - عملية السلام والصراع العربي . الإسرائيلي، من دون أن يشير كزميله باتريك لتعنت نتنياهو وازدواجية أمريكا في التعامل مع إسرائيل.

۲- برنامج شهاب، وبقية أسلحة الدمار الشامل في إيران من دون إشارة لقدرات إسرائيل النووية والصراع داخل طهران بين من يريد التقارب مع واشنطن وبين من يعاديها من رجالات الحرس الثوري، محذراً أيضاً من القدرات النووية لباكستان، والتعاون بينها وبين إيران وكوريا الشمالية.

٣ - العراق، وهو يتفق في هذه النقطة مع مجمل ما قاله باتريك.

٤ - الأصولية الإسلامية، ولا سيما في أفغانستان، ومصر، ملمحاً في الوقت نفسه للارتباط بين تفجير السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا وبين الإسلاميين.

●  يجب على أمريكا الضغط على نتنياهو:

مثلث مداخلة جيرد نونيمان عنصر الاعتدال في أعقاب كلمة بيفر، حيث قال المحاضر بجامعة لانكستر إن مصطلح الأصولية الإسلامية غامض، لأنه يضع جميع الإسلاميين في خانة واحدة، مع أن غالبية الإسلاميين معتدلون والقليل منهم هو الذي ينتهج سبيل العنف لتحقيق أهدافه.

وعرج على العراق قائلاً: إن السلوك السياسي العراقي قائم على ثلاثة محاور رئيسة:

أولاً: المحافظة على سيادة الدولة واستقرارها .. ثانياً : وجود النزعة القومية أو الضد أمريكية. ثالثاً: رغبة صدام في الحفاظ على نفسه وعلى المقربين منه، وأضاف بأن صدام يهدف من الأزمة الحالية شيئين: إظهار عضلاته بين شعبه وتقوية موقعه في الداخل، ثم تهيئة نفسه للتسلح للدفاع عن دولته، وبسط هيمنته على الجيران كقوة إقليمية، ولأن أسلحة الدمار الشامل تعطيه ثقلاً على الساحة الدولية.

وأشار إلى أن صدام يزايد على مشاعر الغضب والاستياء الموجودة بين الدول العربية ودول العالم الثالث ضد أمريكا، ويزايد على الانقسام في وجهات النظر بين مجلس الأمن ويزايد على تردد الرأي العام الأمريكي نفسه وأوضح نونيمان بأن صدام استطاع تحقيق مكاسب تدريجية في عملية صراعه مع الأمم المتحدة وأمريكا وسيوظف هذه المكتسبات على المستوى المحلي، وعلى المستوى الدولي. واستدرك قائلاً بأن صدام لم يحقق مكتسبات كبيرة على المستوى الإقليمي لأكثر من سبب أولاً لأنه فشل في استيعاب إيران التي لا تثق به وبنياته، ولا سيما أن إيران تسعى حالياً للمصالحة مع أمريكا ودول الخليج، وهذه الأخيرة تتجاوب مع الخطوات الإيرانية لوجود مصالح مشتركة، ولم يعد الأردن يستجيب لسياسات صدام، كما كان الحال في الماضي، وكذا تفعل مصر وسورية لأسباب استراتيجية واقتصادية تتعلق بالرغبة في الحفاظ على العلاقات مع أمريكا ودول الخليج، وأردف قائلاً: إن عنصراً واحداً قد يساعد أمريكا على الخروج من مأزقها الحالي وسد الباب على صدام، وهو أن تضغط على إسرائيل ونتنياهو، لكنه استبعد أن تفعل ذلك أمريكا الآن أو مستقبلاً.

ولم يؤكد نونيمان علاقة العراق بالتفجيرات الأخيرة للسفارتين الأمريكيتين لعدم وجود أدلة معينة، لكنه قال إنه يتفهم وجهة نظر الذين يقولون بإمكانية تورط العراق، كي يثبت صدام الأمريكي بأنه ليس ضعيفاً، ويستطيع إيلامها، وأشار بأن التفجيرات لن تؤثر كثيراً على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، لأن السياسة الأمريكية تعاني أصلاً من الغموض وعدم التماسك والبلورة، وكل ما فعلته القنابل أنها زادت الغموض. 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

حول العالم

نشر في العدد 2

22

الثلاثاء 24-مارس-1970

حول العالم - العدد 8

نشر في العدد 8

91

الثلاثاء 05-مايو-1970