العنوان رسائل: (584)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 24-أغسطس-1982
مشاهدات 23
نشر في العدد 584
نشر في الصفحة 46
الثلاثاء 24-أغسطس-1982
المذابح.. والحرب.. والإسلام
بعدما أن أرى المذابح وانتهاك الحرمات في أراضي مسلمة، وبعدما أن فاض قلبي من الصهاينة في بيت المقدس والاشتراكيون في أرض الإسلام في أفغانستان، وبعدما أن رأينا إخوانًا لنا في هذه الأراضي يعدمون ويقتلون ويسفك دمائهم في أراضهم وفي حقهم، وياليت يقتلون من يصدهم، انظروا إلى جهالة الأعداء حتى إنهم لا يعرفون أصول الحرب حيث إنهم يقتلون النساء والأولاد ولا تأخذهم الرحمة بهم، وفي أثناء ذلك تقف أيدي المشلولين عن تقديم أية مساعدة أو أي صد تجاه تلك الأعمال الوحشية ضد إخواننا المسلمين في بلادهم وسلب حقهم بغير الحق، وهنا تكثر الصحف والتلفزيونات والإذاعات عن الكلام عن هذه المذابح، ولماذا أنتم تكتبون وتنقلون لنا المشاهد وتذيعون لنا وأنتم لا تحركون ساكنًا؟ هل هذا لكي تثيرون الحماس في قلوبنا ونقوم بمساعدة إخواننا؟ وإن كان ذلك صحيحًا فهل ينفع الحماس بلا ثورة ضد عدو الله؟ وهل هناك ثورة بلا قوة تدفعها وتحركها وتموج بها؟ وهل هناك قوة بلا إيمان صادق؟ وهل هناك إيمانًا صادق بدون الله؟ فإن أردتم خيرًا لكم ولإخوانكم فإن الله موجود، وإن لم تريدوا ذلك فإن الله عزيز ذو انتقام، فاتقوا الله ينصركم ويثبت أقدامكم، قال تعالى: ﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ (سورة آل عمران: 160)، وفي هذه الأثناء تمر علي ذكرى أناس قد رحلوا ولكن بقوا خالدين، فهنا أتذكر خالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص وعمرو بن العاص وغيرهم من القواد حيث يقول عنهم البعض: أين هم الآن عن ما يفعل بنا وإخواننا المسلمين في أرضهم وحقهم حيث لم يكن لهم في عهدهم أخ مسلوب الحق أو معتدى عليه من أعدائه. وها نحن نرى إخواننا يموتون من أمواج رصاص الأعداء ولم نفعل شيئًا تجاههم أو كلمة ترضي الله وتجعله يأخذ بأيدينا إلى النصر.
فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، مسلمون لله وحده، وحيث إن بعض المقاتلين يدعون حربهم باسم العرب، وأين عنكم العرب إذ هم ينظرون إليكم؟، فدعوا باسم الله ينصركم ويغفر لكم، ويا عباد الله تزودوا فإن خير الزاد التقوى.
أخوكم: أبو عبد اللطيف
رسالة قارئة
لقد فرحت عندما علمت أن رسالتي وصلت لسيادتكم، وجزاكم الله ألف خير على اهتمامكم بها وبجميع رسائل القراء، أما سبب أن الموضوع ركيك من الناحية اللغوية فلذلك لأنني عندما كتبته لم أرجع إلى مصدره الأصلي «الكتاب».
وذلك لأنني كنت مشغولة جدًا لأنني كنت أذاكر للاستعداد للاختبارات النهائية وكتبت الموضوع على عجلة، أما الآن فالحمد لله لدينا عطلة طويلة وسوف أكتب على مهل وأهتم بالموضوع ككل، وإن شاء الله يعجبك هذا الموضوع ويكون جيدًا من جميع النواحي.
الموضوع القصص القرآنية
قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (سورة يوسف: 111).
عندما يسرد القرآن الكريم القصة فإنه يضمنها كثيرًا من الحقائق والأسرار العلمية والتوجيهية والتشريعية؛ لتنفذ إلى النفس والعقل عن طريق غير مباشر، فإذا أردنا أن نعرف مثلًا مكانة العلم في القرآن فإننا نستطيع أن نجد ذلك في آيات كثيرة، ونجد ذلك بصورة واضحة في آيات القصص القرآني وإن كانت غير مباشرة.
- أولا: في قصة آدم حين قال الله للملائكة: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ (سورة البقرة: 30)، واستغرابهم لذلك الأمر ثم تسليمهم لآدم بعد أن أثبت الاختبار الإلهي تفوقه العلمي، فقال تعالى: ﴿قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ﴾ (سورة البقرة: 33).
- ثانيًا: في قصة ذي القرنين وبنائه السد العظيم من الحديد المخلوط بالنحاس المذاب، وقد أثبت العلم الحديث أنه يعطي الحديد قوة ومتانة أكبر، قال تعالى: ﴿آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا﴾ (سورة الكهف: 96,97).
- ثالثًا: نجد قصة الشباب حين يؤمن وماذا يصنع به الإيمان، وذلك في قصة فتية أهل الكهف الذين واجهوا بإيمانهم جمود المنكرين وطغيان المتجبرين، قال تعالى: ﴿نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا﴾ (سورة الكهف: 13,14).
- رابعًا: قصة المرأة حين تؤمن وإن كانت زوجة لفاجر كافر متكبر جبار، وذلك في قصة فرعون التي لم تنال بملك فرعون ولم يغرها منه وعدًا ووعيد، قال تعالى: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ (سورة التحريم: 11)، وكذلك إيمان عوام الناس وكيف ينشئهم الإيمان خلقًا جديدًا وذلك في قصة السحرة الذين تبين لهم الحق على يد موسى فآمنوا به متحدین فرعون، قال تعالى: ﴿وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ﴾ (سورة الأعراف: 120,121,122).
الطالبة كريمة العزاز – الدمام
كلية البنات بالدمام قسم الدراسات الإسلامية.
خطورة الاختلاط
إن من أخطر الأمور التي حذر الله منها المسلمين الاختلاط بين الجنسين الذكر والأنثى، حيث إنه من أكبر الأسباب الميسرة للفاحشة وأخطر من ذلك الخلوة بالمرأة غير المحرم، فإن في ذلك مدخلًا للشيطان يقول عليه السلام: « ألَا لا يَخْلُوَنَّ رجُلٌ بامرأةٍ لا تَحِلُّ له؛ فإنَّ ثالثَهما الشَّيطانُ »(أحمد:15696)، وحقيقة الخلوة أن ينفرد رجل بامرأة في غيبة عن أعين الناس، وذلك يحدث اليوم كثيرًا في بيوت المسلمين الذين اتخذوا الخادمات الأجنبيات عن الأسرة والبيت والمجتمع يؤتى بهن من بلاد بعيدة بدون محارم، ومن المتوقع بل من المؤكد أن رب البيت أو أحد أبنائه أو أحد رجال الأسرة يخلو بهذه الخادمة كثيرًا حينما تخرج الأسرة وحينئذ يأتي دور الشيطان وهو دور محقق الخطر حيث أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك، والحديث السابق يعم جميع الرجال ولو كانوا صالحين أو كبار السن كما يعم المرأة ولو كانت صالحة أو عجوزًا، وهذا شيء مشاهد من الطبيعة البشرية ميل الرجال إلى النساء بالفطرة لاسيما وأن الكثير من هذه الخادمات فتيات جميلات، ولهذا فإننا نعتبر اتخاذ الخادمات داخل البيوت اليوم خطرًا عظيمًا ابتلى به المسلمون، نسأل الله أن يحفظهم من شره ويهدي الولاة لاستدراك الأمر قبل أن يستفحل.
وهناك نوع آخر من الاختلاط ابتلی به بعض المسلمين وخطره لا يقل عما سبق، وهو اتخاذ الخدم الرجال والسائقين الأجانب الذين نراهم يغدون ويروحون بأسرهم وينفردون بهن بدون محارم، وقد تأكدنا أن طائفة من المسلمين بدأ يرسل ابنته إلى المدرسة مع السائق أو يرسل إحدى محارمه إلى السوق مع هؤلاء منفردات مع السائق، ولربما يكون غير مسلم أو منحرفًا في دينه أو سلوكه أو زيه، بل وعلى فرض أنه رجل تقي صالح فذلك حرام لا يجوز بدليل الحديث السابق والشر متوقع، والمسلم العاقل لا يقبل ذلك في أهله ولا يجوز له أن يفرط في الأمانة ويسلم أغلى ما يملك وهو محارمه إلى هذا الخطر الكبير، وكم نسمع من الأحداث الفظيعة بسبب هذا التساهل والإهمال بدافع حب الترف والغطرسة.
أخي المسلم... أختي المسلمة... إن الإسلام قد شدد في أمر الخلوة حتى مع الأقارب غير المحارم كبنت العم وبنت الخال قال صلى الله عليه وسلم « إيَّاكم والدُّخولَ على النِّساءِ . فقالَ رجلٌ منَ الأنصارِ: يا رسولَ اللَّهِ! أفرأيتَ الحموَ ؟ قالَ : الحموُ : الموتُ »(البخاري:5232) ومعناه احذروا الاختلاط بالنساء والخلوة بغير المحارم، وأعظم أنواع الخلوة أن يخلو أقارب الزوج بزوجة قريبهم في سفره أو خروجه من البيت مثل أخيه وابن أخيه وعمه وابن عمه... الخ من غير المحارم لها.
كما نحذر المسلمات من السفر مع غير محرم فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول «لا تُسافِرِ المرأةُ إلَّا مع ذي مَحْرَمٍ »(البخاري:3006) كما نحذر المسلمين من خلط الذكور والأناث ولو كانوا أخوة بعد التمييز في المضاجع فقد أمر صلى الله عليه وسلم بالتفريق بينهم بالمضاجع.
ومما سبق ندرك خطر الاختلاط بين الجنسين على أي حال من الأحوال داخل البيوت أو خارجها، لذلك يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ (سورة النور: 27).
لذا فإننا نعتبر هؤلاء الذين جاءوا بنساء أجنبيات منهم واختلطن مع أولادهم أو جاءوا برجال أجانب فاختلطوا مع محارمهم قد عرضوا أنفسهم وأهلهم إلى أعظم أنواع الخطر، كما أنهم يهددون المجتمع كله بالخطر، وقد يوقعهم هذا التساهل بالدياثة التي يقول عنها صلى الله عليه وسلم « ثلاثةٌ قد حرَّم اللهُ عليهمُ الجنةَ : مُدمنُ الخمرِ، والعاقُّ، والديُّوثُ الذي يُقرُّ في أهلهِ الخبَثَ»(النسائي:2562) والديوث هو الذي يرضى بالفاحشة في أهله، وهو شيء متوقع مع هذا التساهل، لذا فإننا نقترح عليك أيها الأخ المسلم البعد عن هذا الأمر ومراقبة الله سبحانه وخوف الوقوف بين يديه يوم توقفك ابنتك وأختك بين يدي الله يوم القيامة للحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وافهم قوله سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (سورة الأنفال: 27)، وحينما تكون مضطرًا إلى الخادمة فلا تستقدم إلا مسلمة، وتصحبها بزوجها المسلم، وتخصص لهما مكانًا منفردًا معزولًا عن بيتك وعليك أن تختار كبيرة السن التقية.
أما هؤلاء السائقون الأجانب فإننا نقترح عليك أن تستغني عنهم بنفسك أو أحد أولادك، وحينما تضطر لهم فعليك أن تصحبهم بنفسك أو يصحبهم أحد المحارم، وأن تحذر من الثقة بهم فالأمر ليس بالشيء السهل، ولا تمكنهم من دخول بيتك في غيبتك.
أخي المسلم احذر هؤلاء المربيات اللاتي تسلمهن أطفالك من غير المسلمات، فلربما يربين أبناءك على غير الطريقة المستقيمة.
أخي المسلم لا يجوز لك مصافحة المرأة الأجنبية منك، ولا يجوز النظر إلى غير محارمك، فلقد أمر الله بغض البصر سواء في ذلك الرجال والنساء، كما لا يجوز للمرأة المسلمة أن تكشف وجهها أو شيئًا من بدنها أمام رجل أجنبي منها.
أختي المسلمة احذري خطر التبرج وإظهار الزينة لغير المحارم واحذري كثرة الخروج عن البيت بدون حاجة فالله تعالى يقول: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ (سورة الأحزاب: 33).
والله الموفق…
عبد الله الجلالي – السعودية
متى ستتحرر فلسطين؟
بلغت التاسعة والعشرين، وكنت كل عام أسمع عن تحرير فلسطين، وتمر الأعوام ومشكلة فلسطين قائمة كما كانت لا تبارح مكانها، فهل لي الآن أن أتساءل متى ستتحرر فلسطين؟ ومن سيحررها؟ كنا دائمًا نعقد الآمال على القمم العربية، ولكنها خيبت ظننا أن وحدة الصف هي السبيل الوحيد لاسترجاع لبنان وتحرير فلسطين، ولكن وحدة الصف يا حكام العرب لن تتم إلا إذا سرنا وراء راية واحدة هي راية الإسلام، لأنه وبغير الإسلام لم ولن تستطيع استرجاع حقوقنا، وقد ثبت لكم هذا الأمر بعد تجربة الرايات الشرقية والغربية، ارفعوا راية «لا إله إلا الله» تفلحوا، كذلك كان نصر العرب في صدر الإسلام... قال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ (سورة آل عمران: 103).
صدق الله العظيم.
الإمضاء: ع.م/ المغرب
- المجتمع: نعم أيها الأخ الحبيب... إن غياب الإسلام عن الساحة هو الذي مكن لإسرائيل أن تفعل ما فعلته في فلسطين ولبنان وغيرهما، وما زالت أمتنا تترقب ظهور بطل لها بعد صلاح الدين يملأ الفراغ ويبعد المهرجين من الطغاة أشباه الرجال!
المهزوم من الداخل لن يستطيع الانتصار على أعدائه
- في العدد 129 من مجلة المجلة دعا أحد الكتاب لمحاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، ورغم القناعة الكافية لدينا بأن القوة هي الكفيلة فقط بإرجاع ما ذهب بالقوة.
فإننا يجب أن نحاكم الأنظمة العربية ونسألها عن الجيوش ولماذا أعدت؟ نسأل عن الأموال التي تقدمها الدول الداعمة للدول المدعومة أين تذهب؟ نسأل عن المدن العربية التي اختفت عن الخارطة! وعن الشباب المسلم الذي أدخل السجون؟
عدة أسئلة تبحث عن إجابة وقبل أن نحاكم إسرائيل لا بد أن نحاكم أنفسنا فالمهزوم من الداخل لن يستطيع الانتصار على أعدائه قبل أن ينتصر على نفسه.
حمزة الحيدري
ضعي الأمور في نصابها... يا مجلة المجتمع
حضرة رئيس تحرير مجلة المجتمع المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
في العدد الأخير من مجلة المجتمع رقم «583»، الصادر بتاريخ 17\8\82 م، وردت بعض الأمور المنكرة والتي لا يجوز أن تصدر من مجلة أخذت على عاتقها نصرة الإسلام والمسلمين، والسعي لتطبيق شرع الله في أرض الله.. فقد أمرنا الله تعالى في كتابه الكريم، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بإنكار المنكر ولو كان صادرًا من أحب الناس إلينا، وسيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم وسلفنا الصالح تطبيق عملي لذلك.. لذا أود أن أبين لكم بأنكم نوهتم في الصفحة رقم «9» من العدد المذكور بالمسيرة التي تبنتها جهات ليس يخفى على أحد ولائها كالشيوعيين والقوميين والعلمانيين والرافضة والقيادات الفلسطينية الملحدة والنساء المتبرجات، وقد كان هذا واضحًا في المظاهرة.. وقد كان من الأجدر بكم أن تنزهوا الإسلام عن الاشتراك في هذا المنكر.
وثانيًا صفحة عبد الله السميط ص10 والتي عندما قرأتها تصورت أنها صفحة من إحدى المجلات التي لا يهمها أمر الإسلام والمسلمين... فقد أفاض المذكور في تزكية أحد المسؤولين في الدولة مع الدعاء بأن يكثر الله من أمثاله دون أن يوضح لنا السبب سوى أنه قام بالإيعاز للجهات المختصة لتسهيل دور اتحاد الطلبة، وهذا وحده لا يكفي لهذه التزكية العظيمة والتي تصدر من مجلة إسلامية، ولا أريد بهذا أن انتقص من حق هذا المسؤول ولكني أريد وزن الأمور بموازنيها، لا إفراط ولا تفريط.
وبالنسبة أيضًا لحديثه عن أن الفنان الكويتي مظلوم، وأن المشكلة مشكلة النص المسرحي، هذا الكلام السخيف الذي أنزه مجلتي «المجتمع» عن احتوائه، وأطلب بكل رجاء منع الأخ عبد الله السميط من الكتابة الإسلامية مادام غير أهل لها ودعوة من يكون أهلًا لذلك.
وثالثًا هذا الكلام الساذج عن ثورة الخميني في ص20,21,22 والروابط التي تربطها بالحركات الإسلامية والجهاد الإسلامي.
والذي لا يقوله إلا جاهلًا بالشريعة، فالأولى بالمجلة أن تكون صريحة وواضحة وتسعى لإحقاق الحق وإبطال الباطل كما وضح أخونا في الله الشيخ أحمد القطان حين قال في إحدى خطبه وهو يستثير الشعب والحكومة بعد ضرب البصرة للاستعداد للجهاد والدفاع عن النفس ضد الغزاة القادمون والذين ليسوا من ديننا جزاه الله خيرًا.
وهذا هو الحق والعدل التي أرجوأن تضعه المجلة نصب عينها بدلا من النفاق والرياء، فقد عودتنا المجلة عن الدفاع عن الحق بكل قوة في دفاعها عن إخواننا المجاهدين في الشام وفي أفغانستان، ولكننا لا نعلم سببًا لتخاذلها مع الخميني الذي نصب المشانق في بلده لبعض قواد الجيش الإيراني والمسؤولين السابقين، وقتل وشرد قرى بأكملها من الأكراد والبلوش والتركمان والتركستان والعرب، ليس لهم من جريرة سوى أنهم يدينون بدين أهل السنة والجماعة، بالرغم من أنهم أبناء بلده فكيف يكون موقفه مع غير أبناء بلده، أقول هذا لأبناء ديني الغافلين والسذج الذين ما زالوا بالرغم من كل الأدلة والبراهين يريدون إسلامًا في ثورة الخميني، فإن كنتم لا تستطيعون الوقوف ضده وكشف الحقيقة للناس فعلى الأقل كفوا قلمكم عن البحث في هذا الموضوع مطلقًا، وأرجو من الإخوة القائمين على المجلة أن يضعوا الأمور في نصابها دائما فالباطل والباطل قد يلتقيان كما هو واضح في علمنا هذا، أما الحق والباطل فلا يلتقيان أبدًا. وأرجو أن يكون هذا التصور واضحًا حتى لا يكون هناك تذبذب في مواقف المجلة، وإنني وأنا أسجل هذا لا أقصد به سوى وجه الله وإحقاق الحق ولو على نفسي، ثم إنه نابعٌ أيضًا من حبي وتقديري لمجلتي المجتمع والتي أرجو أن تظل قبسًا تضيئ لنا طريقنا لتطبيق شرع الله في أرضه.
وأرجو التكرم في نشر مقالي هذا حتى يكون الناس على بينة، وإن أبيتم ذلك فعليكم الوزر والله شهيد على ما أقول.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم في الله
عبد اللطيف علي
رويدك.. أيها الداعية
الأخ الفاضل عبد اللطيف على حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أما بعد تقديرًا لنيتك الصادقة.. ولدوافعك النبيلة ننشر رسالتك بالحرف الواحد رغم إنها تحوي إساءة للآخرين.. وإنني بادئ ذي بدء أقول لك رويدك أيها الداعية... ورفقًا بالآخرين ... فما دخل الرفق في شيء إلا زانه.. وما نزع من شيء إلا شانه.. ونصائح المحبين تتحول إلى تشهير إذا خالطتها الحدة ودعوتهم للحق تصبح هجومًا إذا نزع منها الرفق... رويدك.. ومهلًا علينا..
ودعنا نتحاور بهدوء:
- أما ما ذكرت عن المسيرة فقد كانت للشعب اللبناني والفلسطيني المسلم.. وهي وسيلة من وسائل التعبير وتسجيل المواقف.. وإنني أوافقك تمامًا بأن القضية الفلسطينية يستغلها اليسار والنفعيون والذرائعيون.. وقد كانت المسيرة صورة لذلك.. ولكن إذا دخل بيتك الغرباء فلا تتركه للغرباء وتهرب.. بل تبقى فيه لتطرد الغرباء وتظل رمز الشرعية... وهكذا القضية الفلسطينية.. إذا تصدرها أولئك فلا ندعها لهم لأنهم غرباء وغير شرعيين.. القضية قضيتنا نحن المسلمين في فلسطين والكويت وألبانية وتركية وساحل العاج ونيجيرية والفلبين وإندونيسية.
- أما غضبك على مقالات الأخ عبد الله السميط فلا أوافقك عليه.. فمقالاته جيدة وأعجبت كثيرًا من القراء لأنها تمس حياتهم اليومية... وإنك فيما ذكرت عن الأخ السميط قد أسأت لداعية آخر مثلك يغار على الإسلام ويعيش من أجله.. ونحن يصفنا كتاب الله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ (سورة المائدة: 54)، ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ (سورة الفتح: 29)، وأسلوبك هذا قد جانب التواضع والرحمة... ولا أظنك إنك تعمدت الإساءة.. كل ما أرجوه منك وأنت تتحدث عن إخوانك أن تتواضع..
يبقى أن أعقب على نقدك لما كتب فتزكيته للمسؤول هي تزكية للصور الإيجابية في المجتمع التي يجب أن ننميها.. فمن غير المعقول ألا تذكر إلا السلبيات ونهاجم الناس.. والمجتمع تشد على يد كل مسؤول يعتبر نفسه مكلفًا لخدمة الناس حريصًا على حقوقهم وحقوق ربه... ولا أظنك تختلف معي في ذلك.. أما ما كتب عن الفنان الكويتي فهو أسلوب ذكي لمهاجمة البرامج الهابطة وتغيير هدف الهجوم... أيهما أخطر الإنسان بذاته أم اللسان.. اللسان هو الأخطر كما نصت الأحاديث... فإذا استقامت النصوص استقام اللسان.. واستقام التوجيه والإرشاد..
- أما ما كتبناه عن الثورة الإيرانية فهو يمثل رأي أحد محرري المجلة الذي لم يرغب بكتابة اسمه.. وهو نقد هادئ.. ولم تذكر أبدًا على صفحات هذه المجلة أنها ثورة إسلامية.. ذلك لأنها -حتى اليوم- لم نر منها إلا المذهبية.. في الدستور وفي السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية.. وفي التأييد والمناصرة والولاء.. وعليه فغضبك لا معنى له.. اللهم إلا إذا كنت غاضبًا لأننا لم نتشنج في نقدنا ولم نشتم.. وإننا مازلنا نتمنى أن تصبح الثورة الإيرانية ثورة إسلامية كما يريدها الله ورسوله وأن تحمل راية الإسلام بلا بدع ولا انحرافات..
- وأخيرًا نشكر لك نيتك الصادقة وحماسك المتدفق «وادفع بالتي هي أحسن».. وعليك بالموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن... شاكرين لك حبك وتقديرك لمجلتك المجتمع.. وآملين منك نصحًا مستمرًا..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المجتمع
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل