العنوان المزيد من الجماعات الإسلامية على قائمة «الإرهاب» الأمريكية
الكاتب محمود الخطيب
تاريخ النشر الثلاثاء 18-مايو-1999
مشاهدات 17
نشر في العدد 1350
نشر في الصفحة 44
الثلاثاء 18-مايو-1999
لا يختلف تقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول نماذج من الإرهاب الدولي لعام ١٩٩٨م والذي صدر مؤخرًا عما سبقه من تقارير في السنوات الماضية باستثناء بعض الجماعات الإسلامية التي أضافها إلى قائمته الطويلة تحت بند معلومات عن الجماعات الإرهابية. وإذا كانت وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين اولبرايت قد لاحظت تناقص عدد الحوادث التي يصنفها التقرير تحت اسم حوادث الإرهاب الدولي في عام ۱۹۹۸م حتى وصل إلى المستوى الأدنى له منذ عام ۱۹۷۱م، إلا أنها أعربت عن استيائها الشديد كون أن عام ١٩٩٨م كان الأعلى مستوى من حيث عدد الضحايا والإصابات وقد ادعت بأن سبب ذلك يرجع إلى استخدام الإرهابيين للتكنولوجيا الحديثة في عمليات التفجيرات.
وقد ركز التقرير الأمريكي على حادثي تفجير السفارة الأمريكية في نيروبي، ودار السلام الصيف الماضي حيث كانا أكبر حادثين من حيث عدد الضحايا. وبالطبع لم تأت أولبرايت وهي تطلق تقريرها السنوي على ذكر الجريمة الإرهابية التي اقترفتها القوات الأمريكية عندما دمرت مصنع الشفاء للأدوية في الخرطوم انتقامًا لتفجير السفارتين على الرغم من أن محكمة أمريكية فيدرالية أصدرت حكمًا برفع التجميد عن أموال صاحب المصنع في البنوك الأمريكية وهو دليل كاف، إضافة إلى الإشارات التي بعثتها الإدارة الأمريكية إلى الحكومة السودانية قبل ذلك على أن المصنع المدمر لم يكن له علاقة من قريب أو بعيد بالمسؤولين عن تفجير السفارتين في نيروبي ودار السلام.
ويثبت التقرير وقوع ۲۷۳ حادث إرهاب دولي، خلال العام الماضي مقارنة بـ ٣٠٤ حوادث سجلت عام ۱۹۹۷م وعلى الرغم من انخفاض عدد تلك الحوادث إلى المستوى الأدنى منذ عام ١٩٧١م إلا أن عدد القتلى في حوادث العام الماضي وصل إلى ٧٤١ شخصًا إضافة إلى ٥٩٥٢ جريحًا وهو أعلى رقم يسجل منذ عام ۱۹۷۱ م وكان معظم الضحايا ممن سقطوا في حادثي تفجير السفارة الأمريكية في كينيا، وتنزانيا، حيث قتل ۲۹۱ شخصًا وجرح حوالي خمسة آلاف شخص في حادث نيروبي، وقتل عشرة أشخاص وجرح 7 آخرين في حادث دار السلام.
ولاحظ التقرير، دون إبداء الأسباب «1»، أن ٤٠% من حوادث العام الماضي «۱۱۱» حادثًا كانت تستهدف مصالح أمريكية أو مواطنين أمريكان وكما هي العادة كل عام، فإن غالبية المصالح الأمريكية التي استهدفتها التفجيرات «۷» حوادث تمثلت في أنابيب نقل النفط في كولومبيا والتي تملكها شركات أجنبية متعددة الجنسيات، لكن المهاجمين يعتبرونها أهدافًا أمريكية حسب وصف التقرير.
وعلى الرغم من أن التقرير يحمل الصفة الدولية إلا أنه يركز على المصالح الأمريكية والضحايا من المواطنين الأمريكان أكثر من تركيزه على الحوادث والضحايا من الجنسيات الأخرى. فهو يسهب في وصف أعمال الهجوم التي استهدفت المصالح الأمريكية ويسرد أسماء القتلى الأمريكان الاثني عشر دون غيرهم، والذين قتلوا جميعًا في حادث السفارة في نيروبي.
جميع الحوادث التي استهدفت مصالح أمريكية سجلت خارج الولايات المتحدة، حيث لم يسجل أي حادث إرهاب دولي داخل الولايات المتحدة عام ۱۹۹۸م ويعدد التقرير الجهود التي بذلتها الإدارة الأمريكية العام الماضي في القبض على المشتبه بتورطهم في أعمال إرهابية، ضد المصالح الأمريكية وتقديمهم إلى المحاكمة وجميعهم من العرب.
ويزعم التقرير أن حماس التي تدرجها الخارجية الأمريكية في تقريرها ضمن الحركات الإرهابية، علمًا بأن جميع عملياتها العسكرية تنفذ داخل فلسطين المحتلة، تستخدم الأراضي اللبنانية ومخيمات اللاجئين فيها لأغراض التدريب والتخطيط للعمليات العسكرية دون أن تقدم دليلًا واحدًا على ذلك.
وقد أدرجت جميع عملياتها الاستشهادية ضد الاحتلال الصهيوني ضمن حوادث الإرهاب الدولي
ويزخر التقرير الأمريكي بالعديد من الجماعات والحركات الإسلامية التي وضعتها الإدارة الأمريكية على قائمة الإرهاب وأهمها حماس، وحزب الله، والجهاد الإسلامي، وقد أضافت الخارجية الأمريكية إليها هذا العام عددًا آخر من الجماعات منها اثنتين من جنوب إفريقيا وهما: جماعة القبلة، ومنظمة الشعب ضد العصابات والمخدرات المعروفة اختصارًا بجماعة «باجاد». وفي تعريفها بالضيفين الجديدين على قائمة «الإرهاب» الأمريكية تذكر الخارجية الأمريكية أن القبلة جماعة إسلامية راديكالية صغيرة يقودها أحمد قاسم الذي يستلهم أفكاره من آية الله الخميني. وتزعم أيضًا أن جماعة القبلة التي تأسست في الثمانينيات تسعى إلى إقامة دولة إسلامية في جنوب إفريقيا. أما جماعة باجاد فقد بدأت أعمالها عام ١٩٩٦م كمنظمة أنشأها المجتمع المحلي المسلم في مدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا لمحاربة الجريمة وعرابي المخدرات. وتتعامل وسائل الإعلام عادة مع القبلة والباجاد على أنهما جماعة واحدة. ويزعم التقرير أن الباجاد تشاطر القبلة المواقف المعادية للغرب. وهو السبب الوحيد الذي وضع القبلة على قائمة الإرهاب، علمًا بأن التقرير خلا من ذكر أي حادث إرهابي، تورطت به هذه الجماعة، لكنه يزعم أنها تنظم بشكل معتاد أعمال احتجاج ضد السياسات الأمريكية تجاه العالم الإسلامي، وأنها تستخدم محطة الإذاعة ٧٦٨ للترويج لرسالتها وتعبئة المسلمين أما الباجاد فيشتبه التقرير بأنها نفذت وحدها۱۷۰ حادث تفجير في العام الماضي منها الهجوم الذي استهدف أحد المطاعم الأمريكية في ٢٥ أغسطس الماضي في كيب تاون والذي قتل فيه شخص وأصيب فيه حوالي ۲۰ آخرون بجراح إضافة إلى ۱۸ حادثًا من حوادث العنف المختلفة.
ويزعم التقرير أن الباجاد تستخدم في هجومها على المصالح الغربية أسماء وواجهات أخرى مختلفة كمنظمة المسلمون ضد الظلم العالمي «ماجو» والمسلمون ضد القادة غير الشرعيين «ميل».
ومن التنظيمات المسلمة التي أضيفت على القائمة الأمة وهي جماعة هندية مسلمة راديكالية أسسها إس. باشا عام ۱۹۹۲ م وتعتقد الإدارة الأمريكية أنها مسؤولة عن تفجيرات وقعت في جنوب الهند في فبراير ۱۹۹۸ م وقد اعتقل باشا و٣٠ من أتباعه وهم بانتظار تقديمهم إلى المحاكمة بسبب تلك التفجيرات.
وظلت قائمة الدول التي ترعى الإرهاب كما هي في تقرير عام ۱۹۹۷ م وهي سبع دول إيران والعراق وسورية، والسودان، وليبيا، وكوبا وكوريا الشمالية.
والجديد في تقرير هذا العام شطب العبارة التي تتهم إيران بأنها أكبر دولة راعية للإرهاب. وفيما عدا ذلك يكرر التقرير الاتهامات نفسها لهذه.....
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل