; المسلمون الغجر في صربيا.. | مجلة المجتمع

العنوان المسلمون الغجر في صربيا..

الكاتب شادي الأيوبي

تاريخ النشر الثلاثاء 01-نوفمبر-2016

مشاهدات 749

نشر في العدد 2101

نشر في الصفحة 53

الثلاثاء 01-نوفمبر-2016

المسلمون الغجر في صربيا..

بين الفقر والفتنة في الدينتعيش في صربيا أعداد كبيرة من المسلمين الغجر الذين يعود أصلهم إلى منطقة البنجاب في الهند، وقد جاؤوا إلى البلقان قبل ٨ قرون، ومن أوائل المناطق التي سكنوها سكوبيا في مقدونيا، وهوغوشت في كوسوفا، وباولوتس في صربيا، وهناك مدينة واحدة في البلقان رئيسها غجري؛ وهي مدينة شوتكا في مقدونيا، وغالبية سكانها من الغجر..

 

شادي الأيوبي

 

العدد الرسمي للغجر في صربيا ٥٠٠ ألف، يتفرق هؤلاء في المدن الصربية، بحيث لا توجد مدينة إلا وفيها عدد منهم، ويقدّر الغجر أن أعدادهم تصل إلى أكثر من العدد المذكور.

دخل الغجر الإسلام بدخول العثمانيين البلقان، واليوم 90% من غجر صربيا مسلمون من أهل السُّنة، والباقي مسيحيون أرثوذكس، وشهود يهوه، أو لا دينيون، عندهم حزب سياسي واحد مقره في بلجراد، وتأثيره محدود جداً، وكان لهم ممثل وحيد في البرلمان الصربي منذ عشر سنوات.

. جمعية إسلامية من الخارج لمساعدتهم، وحتى اليوم، لم يُرسل أيّ طالب منهم إلى مدارس إسلامية؛ لأن نسبة تعليمهم منخفضة جداً.

يعمل أكثر الغجر في التجارة أو الأعمال الثقيلة أو الزراعة، ويعانون من أوضاع اقتصادية صعبة جداً، ويعمل كثير منهم في بلاد أوروبا الغربية لعدم وجود فرص عمل في صربيا، حيث هاجر أكثر من ٥٠% منهم إلى تلك البلاد، ويرسل هؤلاء بعض المساعدات المالية إلى ذويهم، لكنها تبقى دون المطلوب.

عمل دعوي ناشئ

بدأ الغجر مؤخراً العودة إلى دينهم وتعاليمه، وقد افتتحوا منذ 8 سنوات أول مسجد لهم في مدينة بويانوس جنوبي صربيا، وأطلقوا عليه «جنت جاميا»، وبعد هذا المسجد افتتحوا 10 مساجد في أنحاء صربيا، يتولى الإمامة والخطابة فيها شباب من الغجر أنفسهم.

يقول الشيخ جمال حساني، مفتي جنوب صرب سابقاً: إن الغجر بدؤوا خلال السنوات الأخيرة يُصلّون ويصومون ويتقربون أكثر فأكثر إلى المساجد ويهتمون بتعلم أمور دينهم.

ويضيف: أذهب إليهم وألقي عليهم محاضرات دينية باللغة الصربية التي أعرفها ويعرفونها، ويسألونني عن أمور دينهم في غياب تام للكتب الإسلامية المكتوبة أو المترجمة للغة الصربية (لغتهم الغجرية المحكية غير مكتوبة)، وهي الحاجة المعرفية الكبيرة للغجر المسلمين اليوم. ويضيف أن المدارس الحكومية تدرّس الطلاب الغجر في المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية باللغة الصربية.

تنصير وتشيُّع

وبسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الغجر، تنشط في صفوفهم حركات تنصيرية خاصة من جماعة «شهود يهوه»، حيث يوزعون عليهم الكتب التنصيرية ويعطونهم بعض المساعدات المادية، ولهذه الجماعة مقرّ في مدينة بويانوفيس، وقد حضر أحد الغجر المتنصرين من فرنسا ليقيم في صربيا ويتولى عمليات التنصير بينهم.

نجحت عمليات التنصير في الفترة الماضية مع عدد بسيط من الغجر، وذلك قبل بدء النشاط الإسلامي بينهم، كما يوضح الشيخ حساني، لكن هذا الواقع تغير اليوم، حيث يقوم إمامهم الشاب علي درماكو بنشاط قوي بينهم، متجولاً من مدينة إلى مدينة ومن منطقة إلى منطقة لتذكيرهم بدينهم، وقد أصبح الوضع مستقراً من هذه الناحية، وزاد تديّنهم؛ لأن لديهم مسجدهم وإمامهم الذي يتكلم لغتهم.

وعن النشاطات الإيرانية في صربيا، يقول الشيخ حساني: إن جهات مقربة من السفارة الإيرانية في بلجراد تعمل على استمالة الغجر المسلمين والألبان إلى التشيُّع، ولم تحصد تلك المحاولات نتائج تُذكر؛ لأنهم منتمون إلى أهل السُّنة والجماعة، وقد رفض الأئمة والعلماء التعامل مع السفارة الإيرانية.

ويضيف حساني أنه بسبب وجود بعض تكايا البكتاشية والقَدَرية – وهي فرق قريبة من التشيُّع – في مدن صربية كثيرة، فقد أصبح لتلك التكايا زوار قليلون، كما يُجري المقربون من السفارة الإيرانية زيارات للمتشيعين القدامى في البلد، ويدعمون أي نشاط ثقافي يقوم به المتشيعون هناك.

الرابط المختصر :