; المسلمون في إسبانيا يحتجون ضد محاولات التليفزيون الإسباني لتشويه الإسلام | مجلة المجتمع

العنوان المسلمون في إسبانيا يحتجون ضد محاولات التليفزيون الإسباني لتشويه الإسلام

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 20-أبريل-1976

مشاهدات 10

نشر في العدد 296

نشر في الصفحة 45

الثلاثاء 20-أبريل-1976

معالي عميد السلك الدبلوماسي العربي بمدريد:

حفظه الله عونًا للمسلمين، ومدافعًا عن كرامة الدين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن كثيرًا من المسلمين في إسبانيا قد استاءوا لما عرض في البرنامج التليفزيوني الإسباني (واحد، اثنان، ثلاثة.. أجب مرة ثانية) وذلك يوم الجمعة بتاريخ ١٨ ربيع الأول ١٣٩٦ه‍ موافق ١٩ آذار ١٩٧٦م.

الساعة العاشرة والنصف ليلا.. فالذي بدا أن تخصيص المشاهد والعروض كان مقصودا لإهانة الدين الإسلامي، وضربة قاسية للمشاعر الإسلامية، ولقد تمثل ذلك بما يأتي:

1- تصوير حياة المسلمين في صورة الانحلال والفسق والضلال عند النساء بشكل خاص، مختلطًا بالسمات الإسلامية والطابع الديني العام، ليظهر زيف العقيدة الإسلامية حسب زعمهم وبطلان الدين الإسلامي القويم لدى المتفرجين. مع أخذ العلم بأن هذا البرنامج يراه حقيقة لا مجازًا أكثر الإسبان.

2- إظهار المسلمين على أنهم متخلفون اجتماعيًا وروحيًا وحضاريًا وسياسيًا.. إلى غير ذلك، وأنهم غارقون في بحر الفسق والدعارة والانحلال الخلقي.

3- إعادة الحروب الصليبية إلى الأذهان، وأن الصليب يحطم شوكة المسلمين، ويدوس عند الضرورة رؤوس ديانتهم الباطلة، ومعتقداتهم الزائفة، فليفهم المسلمون هذا.

بناء على ذلك كله فقد كتبت الجمعية الإسلامية في إسبانيا خطابًا إلى المدير العام للإذاعة والتلفاز، وأرسلت فروع الجمعية برقيات احتجاج أيضًا، راجين من سيادتكم (على اعتباركم السلطة السياسية العربية في هذا البلد، وأمل جالياتكم العربية والإسلامية هنا) بحث هذا الأمر مع أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والإسلامي، وتوجيه احتجاج مفيد إلى السلطة المحلية، ليقف التلفاز الإسباني عند حده دون المساس الخفي والظاهر بكرامة ديننا الحنيف.

وعلى أمل اتخاذ هذا الإجراء الصحيح، والموقف المشرف النبيل، نتمنى لكم جميعًا الخير والسداد والتوفيق، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم

رامز مزيد الأتاسي

 

سيادة مدير الإذاعة والتلفزة الإسبانية

يسرنا أن نتصل بكم في هذه المناسبة من أجل قضية تهم الجالية الإسلامية في إسبانيا، والتي يشرفني أن أمثلها.

التلفزيون الإسباني قدم برنامجا مساء الجمعة الماضي الموافق ١٩ آذار ١٩٧٦م، واسمه (واحد، اثنان، ثلاثة.. أجب مرة ثانية) حيث ظهرت فيه بعض المشاهد التمثيلية لسوق عربي مفترض. وقد ابتدأت راقصة عملها مقدمة طابع المحيط الذي أراد المخرج إظهاره.

وتتابعت المشاهد لتعبر عن حياة عربية مفترضة، ولكن مع التخيلات الوهمية لـ «ألف ليلة وليلة».. كل هذا يعطي انطباعًا من أنه أريد إعطاء مشهد من الحياة التي يعيشها المسلمون، وهو في الحقيقة مزيف وغير صحيح.

ولكن الذي يحتاج -حقيقة- إلى تفسير هو الخلط بين الإسلام الدين الإلهي وبين جميع مشاهد التسلية واللهو.

واحد من هذه التجاوزات كان عندما قامت الفتيات اللواتي يرتدين ثيابهن بطريقة معينة بتقديم أنفسهن كـ «فتيات الإسلام!!» حسبما أفصحن به. وآخر كان وصول «الصليبي» الذي أفزع العرب التنابل «!!» والذين كانوا يجلسون على الأرض في ساحة المشهد، إضافة إلى أنه وجه إليهم كلاما غير لائق مثل: جبناء… إلخ.

رغبتنا وجهدنا المستمر من خلال جمعياتنا في هذا البلد، ومن خلال المؤتمرات العامة التي تعقد في عدة أماكن من العالم، كل هذا من أجل مستقبل حافل، وعلاقات جيدة موفقة، بين شعوبنا الإسلامية من جهة والشعب الإسباني من جهة أخرى.. كل هذا جعلنا نوجه هذا الخطاب إليكم بهدف توضيح الحقيقة، وتجنب كل ما من شأنه أن يؤدي إلى سوء فهم أو إلى تفسيرات مغلوطة.

السيد المدير: نحن لا نريد بهذا أن نفرض فكرة معينة، والإلحاح على صور من الحياة العربية كانت في تلك الأيام على هامش الحياة اليومية لا يخدم أحدًا، إضافة إلى أنه يترك انطباعات غير لائقة.

نرجو أن يحظى هذا الموضوع باهتمامكم، علما بأن برامج أخرى وتقارير إعلامية أسهمت في تقديم لائق للقضية العربية والإسلامية، تستحقون الشكر عليه.

نرغب أن تشارك كل وسائل الإعلام في تقوية ما تقوم به الحكومة الإسبانية مع حكومات البلدان العربية لبناء الحاضر والمستقبل على قواعد راسخة من الاحترام المتبادل، والتفاهم المشترك، وبانتظار تفسير لهذه القضية عن طريق نفس البرنامج إن أمكن، أو عن أي طريق آخر، أقدم لكم أماني المخلصة، وأحييكم.

رئيس الجمعية الإسلامية في إسبانيا

رامز مزيد الأتاسي

الرابط المختصر :