; المنتدى الثقافي:عدد 521 | مجلة المجتمع

العنوان المنتدى الثقافي:عدد 521

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 24-مارس-1981

مشاهدات 14

نشر في العدد 521

نشر في الصفحة 40

الثلاثاء 24-مارس-1981

أفراح الروح

 

- زاوية جديدة من حق أي قارئ أو قارئة كتابة خواطره وأفكاره فيها، شريطة الأسلوب الجيد والمعاني الجميلة المفيدة مع الاختصار الشديد..

 

• هذا الدين

 

إن هذا الدين.. إن هذا المنهج.. إن هذا الإسلام.. كالبذرة.. وليس كأية بذرة.. إنما هي طيبة ووحيدة.. لا ثاني لها، ارتوت بالماء.. فنضجت.. ونطقت بالحياة.. فأنتجت نبتة.. وحملت من - الثمار الطيب ما أنتجت.

 

تمامًا وبهذه الصورة يكون هذا الدين - ارتوى بالدماء ولا يزال فعاش وترعرع في قلوب المؤمنين.. فأصبح ثابت الأصل قوي الفروع.. وأنتج ثماره الطيبة.

 

• دعوة

 

دعوة إلى تنقية القلب من درن الأحقاد وفتات الشهوة المتعلقة به، دعوة إلى تصفية العقل من شذرات الأفكار المادية العالقة به والتي تتشبث بخاطره وتتجول على حسابه.. وتخرج من منطلقاته فتحطم صاحبه..

 

دعوة إلى تطهير الجسد من دنس الحياة.. المتطلع إلى الهوى.. المشتغل للمادة.. تتعلق أعضاؤه بها كل تعلق..

 

دعوة إلى تطهير الروح من آفات العبودية والانقياد إلى الضلالة والارتباط بالطاغوت.

 

• شوكة ونبتة

 

شوكة الشر تجف وتتحطم.

 

نبتة الخير تلين وتبقى فتثبت.

 

شوكة الشر ملئت بالحقد والكره..

 

نبتة الخير ملئت بالحب والعطف..

 

الأولى لا تلبث أن تنمو حتى تأتي الرياح فتقتلعها.. فتقع وتتحطم وتندثر بين التراب تتخبط المارين.

 

الثانية.. تنمو حتى إذا جاءت الرياح لا تؤثر فيها.. بل تزيدها انتعاشًا.. فينعم المارة بظلها وثمارها..

 

بقلم عصام محمود قضماني

 

تحية للثوار

 

مدينتي.. يا معقل الثوار

 

يا بلدة الشهداء والأبرار

 

يا أعينا ساهرة..

 

ترصد الكفار..

 

مدينتي.. يا شعلة من نار

 

مدينتي.. يا باقة من غار

 

مالي أرى طائفة.. حقيرة

 

زعيمها ابن نصير

 

عاثت فسادًا بأرضك المعطاء

 

وحولت عمارها.. دمار

 

يا موطني.. يا منبع الفخار

 

ماذا جنيت تجرعي المرار

 

الآن فيك مساكن الأحرار

 

سألن أهليك من الأخير

 

صبرًا جميلًا..

 

سيدك عرش الظالم الكفار

 

مهما تعالى سوف يلقى الثأر

 

أخي..

يا ذلك المجاهد المغوار

 

بلغ سلامي.. لساكني الديار

 

الساكني حماة والشهباء والأغوار

 

وقل لهم.. لا تقنطوا

 

من رحمة الغفار

 

ستشع شمس الحق يوما

 

وتسطع الأنوار

 

بلغ سلامي.. إخوتي الثوار

 

وقل لهم سلاما.. من أبي عمار

 

 

نداء

وتسألني عزائمنا                       إلام الجبن والخور

 

وقد ملأت محافلنا                     دعايات لها صور

 

لتوهن من عقيدتنا                    وفيها يكمن الخطر

 

أخي إياك تسمعها                    ففيها السم مختبئ

 

شعارات مزخرفة                  على الإسلام تجترئ

 

وأفكار مزيفة                          عليها اليوم تتكئ

 

عمود الدين لن يقوى                بتسبيح وتهليل

 

ولن يحدو بنا أمل                  بدعوى القال والقيل

 

فغير السيف لا يجدي                يمينًا فتية الجيل

 

أخي يا قوة عظمى                   تهز الكون صرختك

 

عجيب أن ترى وجِلًا             وثوب الخوف يلبسك

 

أأنت الموت تخشاه              وأنت الموت جنتك

 

محمد عصام زهرا

 

شخصية المسلم في الأدب المعاصر

 

توطئة: هل استطاع الأدباء الإسلاميون المعاصرون التعبير عن ملامح وسمات الشخصية المسلمة في الوقت الراهن؟ وهل وفقوا إلى عرض مواقفها إزاء كثير من التحديات التي تواجهها عرضًا يظهر ميزاتها من مرونة في تعاملها مع الأحداث وصلابة في مواجهتها للتحديات؟

 

• إن الأديب المسلم لن يوفق إلى تحديد معالم الشخصية المسلمة وإبرازها إبرازًا صادقًا حيًّا إلى حيز الوجود الأدبي في أعماله ما لم يهتد إلى أصحاب تلك الشخصية النماذج الحية الواقعية فتكون هذه الشخصيات الواقعية مصدر إلهامه، وحول قطبها تدور رحى إبداعه الأدبي.

 

إذ إن الأديب عندما ينطلق في معالجته وتحديده لمعالم شخصية مَّا من منطلقات نظرية وتأملات فكرية وسبحات خيالية - أي عندما يكون من أصحاب الأبراج العاجية في الأدب - فإن أعماله التي تفتقر عندئذ إلى الواقعية تكون أعمالًا لا تمت بصلة إلى واقع وحقيقة التحديات التي تواجه الإسلام ولن يستطيع أصحاب هذه الأعمال أن يقدموا أكثر من آثار انفعالية عاطفية آنية ليس لها من رصيد في واقع أبناء هذه الأمة وحياتهم. فلا يمكن أن يقدموا شيئًا مذكورًا في مجال تحديد وتوضيح جوانب الشخصية المسلمة.

 

إذن لن يستطيع الأديب أن يعطي الصورة الصادقة الحية ما لم يعايش أصحاب تلك الشخصية في واقعهم ويتفهم منطلقاتهم الفكرية، والصعوبات والتحديات التي تعترضهم بسبب تلك المنطلقات التي يعتقدونها ويدينون بها، ليس هذا فحسب بل يجب أن يحمل الكاتب نفس القناعات ونفس المبادئ حتى يتسنى له الربط بين تغلغل العقيدة في كيان الشخصية المسلمة وبين المواقف والمعالم الظاهرة في تصرفات أصحاب الشخصيات المسلمة في أعماله الأدبية.

 

فإن الكُتاب الذين عايشوا وعرفوا أصحاب الشخصيات والمواقف وكانوا من ذوي الإيمان الراسخ، والتفهم العميق لمبادئ أصحاب هذه الشخصيات أولئك وحدهم الذين استطاعوا إعطاء معالجات مفيدة، ونقل صور حية مؤثرة إلى قرائهم أسهمت بفعالية وجدية في تنمية حس الكثير من أبناء الأمة وفي إعطاء الشخصية الإسلامية المعاصرة كثيرًا من أبعادها التي أخفاها وطمس معالمها العهد، وكثرة المشككين، وقصور إعلام المسلمين.

 

أما الأدباء الذين تصدوا لمثل هذا العمل. ولم يكونوا ممن عاش الفكرة وتفهمها، ولم يتعمقوا بدراسة الأسس العقدية لأصحاب تلك الشخصيات والمواقف. فلم يقدموا إلا صورًا باهتة، إذ عكست عليها مفاهيمهم المضطربة وشخصياتهم المهزوزة، فأتت أعمالهم مسخًا للشخصية الإسلامية، فأسهموا - بحسن أو بسوء نية - في زيادة الضباب الذي تعمد المشككون نثره حول الشخصية المسلمة المعاصرة.

 

ولن يصل الأديب إلى الأداء الأمثل، وإلى العرض النموذجي إلا عندما يكون هو بالذات، لا بالتقمص، صاحب الشخصية الإسلامية التي يستلهم إبداعه الأدبي من موقف أو جانب من حياتها، فمهما تفهم الأديب الواقع، ومهما سمع ومهما عايش ومهما تعمق، لن يكون تأثره أو تأثيره بذلك المستوى الرفيع الذي يشعر عنده بأنه يغذي قلمه مدادًا من خلاصة روحه، وأنه يقدم لأبناء أمته قطعة من حياته وكيانه فيتكون عندهم تأثر عاطفي طاغ، وتفهم لموقف واقعي يعيشون جزءًا منه.

 

ولكن قلَّما نجد الأديب المسلم الذي وقف في وجه تيار الغواية والإغراء وتمسك بالمواقف التي تفرضها عقيدته تجاه مختلف التحديات، قلما نجده إلا وقد دفع حياته ضمن الضريبة التي فرضت عليه لقاء تمسكه بتلك العقيدة وتلك المواقف، وإن كتب الله له السلامة فغالبًا ما يحال بينه وبين نشر ما يكتب -في تلك المرحلة- بشتى الأساليب حتى بأكثرها دناءة وخسة.

 

وهذه الحقيقة يلمسها كل من قرأ رسالة أفراح الروح للأستاذ سيد قطب - رحمه الله (رسالة أفراح الروح: رسالة مختصرة أرسلها الشهيد إلى أخته من سجنه بعد صدور حكم الإعدام بحقه).

 

أود أخيرًا أن أشير إلى جانب من أعظم التحديات التي تواجه الأدباء المسلمين، ألا وهو تلك الصورة التي رسمها من يدعون بـ عمالقة القصة العربية، أمثال نجيب محفوظ في قصصهم وأعمالهم الأدبية للشخصية المسلمة، وهي صورة مشوهة ممسوخة لا تمت إلى الشخصية المسلمة الملتزمة بأدنى صلة. فالإسلام لا يمثل في كتاباتهم غالبًا إلا بإحدى الصورتين.

 

• صورة الدراويش ومشايخ الطرق الذين لا هَم لهم إلا التواجد في حلقات الذكر حول الأضرحة وفي التكايا.

 

• وصورة المتسترين بالدين الذين وجدوا في تسترهم هذا حجابًا يفعلون خلفه ما يشاؤون من موبقات أو يسلبون بذلك التستر من العامة والدهماء ما يحلو في أعينهم من مال ومتاع.

 

وهاتان الصورتان قلما يشذ أحد أولئك القوم عن أقرانه في تمثيل الإسلام المعاصر بغيرهما.

وختامًا نسأل الله أن يشد أزر الأدب الإسلامي بمزيد من الأقلام الواعية المخلصة، وبمزيد من فرص النشر ومنابر الإعلام الحر. إنه سميع مجيب.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

 

كتبه أخوكم في الله

م. حاتم ر.

الرياض

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 1341

24

الثلاثاء 09-مارس-1999

نشر في العدد 2056

34

السبت 08-يونيو-2013