العنوان المنتدى الثقافي (547)
الكاتب المحرر الثقافي
تاريخ النشر الثلاثاء 20-أكتوبر-1981
مشاهدات 23
نشر في العدد 547
نشر في الصفحة 46
الثلاثاء 20-أكتوبر-1981
أفراح الروح
- مروءة:
كان أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز جالسًا في بيته ذات مساء مع أصحابه، فضعف نور السراج فقام وأصلحه بنفسه فقال أحد الحاضرين:
- يا أمير المؤمنين كل واحد منا كان يود أن تأمره بإصلاح السراج، فقال عمر: ليس من المروءة أن يستخدم الإنسان ضيفه، قمت وأنا عمر ورجعت وأنا عمر.
أبو عبيدة- جدة.
- أصعب ما على الإنسان ستة أشياء:
1 - أن يعرف نفسه.
٢ - ويعلم عيبه.
3- ويكتم سره.
٤ - ويهجر هواه
5 - ويخالف شهوته
٦ - ويمسك عن القول في ما لا يعنيه.
عمر العهامي - اليمن الشمالي.
أنا..
كلمة خفيفة في اللسان.. ثقيلة على الآذان...حبيبة لقائلها.... بغيضة لسامعها.
قائلها لا يمل الكلام عنها.. وسامعها يود الفكاك منها.
فهل لك يا قائلها أن تعتق منها سامعها؟!
أم محمد.
قراءة شعرية في وجه الإسلام العظيم
د. حمدي حمدي - مصر
مبدأ ليس كالمبادئ طرًا *** صاغه الله في سما العلياء
منهج الله من له يتحدى *** ينطح الصخر، ذو قرون غباء
كل من في حماه يبدو عظيما *** وتغشيه مسحة الحكماء
قلعة الله للأناسي جميعا *** في مهب الطغاة في القفراء
قلعة السلم والسلام جميعا *** وسواها الفساد سفك الدماء
رفرف الحب في رباها فخورًا *** وتغنى السلام في خيلاء
نام فيها الأمير وهو وحيد *** دون خفر وحيطة ووقاء
بينما حوله الأباطر تحيا *** في بروج محصنات البناء
منهج الله أي نهج قويم *** عبقري مميز الآلاء
منهج الله من له يتحدى؟ *** أى وغد وأي نضب حياء
أي وحش يروم فتكا وبطشا *** بالبرايا لينتشي من دماء
يزلق الخلق عن صراط إله *** ويقود الخطام للأفناء
قراءة الكتب الأدبية سجيتي وهي دائما توقفني -ليتها لم تفعل - أمام مواقف تثير في نفسي الحز والأسى وكأنها تقصد ذلك قصدًا لتزيدني هما إلى همي وكأنها- أي سجية القراءة - تريد أن تجعلني أقارن بين موقف العرب في الجاهلية وما كانوا عليه من فطرة سليمة موفورة الكرم والشجاعة وبين العرب في صدر الإسلام بعد أن زاد الإسلام قوة الإيمان إلى تلك الفطر السليمة، وبين العرب اليوم بعد أن تصل الدعوة إلى قوميتهم أعاجم الأصل واللسان لم يتصلوا إلى العرب بنسب من قريب أو بعيد أقول إن تلك المقارنة بين العرب فيما كانوا فيه وما آلوا إليه تجعلني في حالة من الحزن والآسى ولسان حالي أبيات
حافظ إبراهيم التي يقول فيها:
لم يبق شيء من الدنيا بأيدينا *** إلا بقية دمع في مآقينا
كنا قلادة جيد الدهر فانفرطت *** وفي يمين العلا كنا رياحينا
كانت منازلنا في العز شامخة *** لا تشرق الشمس إلا في مغانينا
حتى يقول:
جتى غدونا ولا جاه ولا نشب *** ولا صديق ولا خل يواسينا
هذه كلمة أردت أن أبين بها ما تورده عن شجية قراءة الكتب الأدبية في أحيان كثيرة من هموم وأحزان وهذا ما فعلته بي هذه وأنا اقرأ كتاب «جواهر الأدب» للسيد أحمد الهاشمي, وبالتحديد ص 291 من الطبعة الحادية والعشرين وما قرأته كان قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله يشير إلى ما أصاب دمشق من ظلم فرنسا بعد الحرب الكبرى, بدأ أمير الشعراء قصيدته بما بدأ الجاهليون قصائدهم من ذكر الديار ورسمها والتغني بها.
ثم بدأ الشاعر بذكر أمجاد بني أمية رحمهم الله- وما كان فيه المسلمون في عصرهم من عز ومكانة كريمة فقال:
قال ابن السمك: «إذا فعلت الحسنة فافرح بها واستقللها, فإنك إذا استقللتها زدت عليها, وإذا فرحت بها عدت إليها».
قراءات أدبية
بنو أمية للأنباء ما فتحوا *** وللأحاديث ما سادوا وما دانوا
كانوا ملوكًا سرير الشرق تحتهم *** فهل سألت سرير الغرب ما كانوا؟
عالمين كالشمس أطراف دولتها *** في كل ناحية ملك وسلطان
يا ويح قلبي مما انتاب رسمهم *** سری به الهم أو عادته أشجان
بالأمس قمت على الزهراء أندبهم *** واليوم دمعي على الفيحاء هتان
يقصد الشاعر بذلك المآسي التي مرت بها سوريا أيام الاحتلال الفرنسي.
ثم يذكر فضل بني أمية في فتح بلاد الأندلس فيقول:
لولا دمشق لما كانت طليطلة *** ولا زهت ببني العباس بغداد
ثم يعود الشاعر مقارنًا تلك الأمجاد بما يمر به الشام على أيدي المحتلين، وأثر ذلك على البلاد والعباد فيقول:
مررت بالمسجد المحزون اسأله *** هل في المصلى أو المحراب مروان
تغير المسجد المحزون واختلفت *** على المنابر أحرار وعبدان
فلا الأذان أذن في منارته *** إذا تعالى ولا الآذان آنان
ثم يبدأ أمير الشعراء بذكر محاسن دمشق وجمالها، بكلام يشبه كلام الملوك، وصدق من قال كلام الملوك ملوك الكلام.
ثم يأتي السيد الهاشمي -رحمه الله- بعد هذه القصيدة مباشرة بقصيدة للشاعر خير الدين الزركلي، وهذا الشاعر غني عن التعريف كيف لا وهو الذي عرف آلاف الأعلام بكتابه الإعلام.
فيقول الشاعر واصفا المآسي التي يمر بها في القطر السوري أيام الاستعمار البغيض فيقول: أبو سفيان
الأهل أهلي والديار دياري *** وشعار وادي النيرين شعاري
إن الدم المهراق في جنباتها *** لدمي وإن شفارها لشفاري
دمعي لما منيت به جار هنا *** ودمي هناك على ثراها جاري
ماذا هناك فإن صوتا راعني *** والصوت فيه جفوة الأذعار
النار محدقة «بجلق» بعد ما *** تركت حماة على شفير هار
تنساب في الأحياء مسرعة الخطى *** تاتي على الأطمار والأعمار
ثم بعد أن يذكر الشاعر كيف أن المستعمر بدأ التخريب بمدينة دمشق، بعد أن فرغ من مدينة حماة وتركها شبه مهدمة، بدأ يذكر وحشية هذا العدو الذي لم يسلم من شره شيخ كبير أو طفل صغير فقال:
والقوم منغمسون في حمئاتها *** فتكًا بكل مبرأ صبار
الطفل في يد أمه غرض الأذى *** يرمي وليس بخائض لغمار
والشيخ متكنًا على عكازه *** يرمي وما للشيخ من أوزار
إلى هنا عزيزي القارئ انتهى اختيار السيد الهاشمي في قصيدة الزركلي، في ما أصاب سوريا من ظلم الفرنسيين، وقد تعجب عزيزي القارئ من حزني على أمور مضت وانقضت ولكن أقول إن ما زادني حزنا إلى حزني هو كلمة سمعتها تقول: إن مشايخ سوريا وأعني بهم كبار السن وليس أصحاب العمائم - أصبحوا اليوم، يترحمون على أيام الاحتلال الفرنسي.
لعلك علمت الآن أخي العزيز لما توقفني سجية قراءة الكتب الأدبية أمام مواقف تثير في نفسي الحزن والأسى أما إذا لم تعلم عزيزي القارئ فأعد قراءة المقال مرة أخرى.
رأي ثقافي
الملاحظ في السنوات الأخيرة من العقد السادس، وخصوصًا بعد حرب النكسة عام ١٩٦٧ أن الكتب التي كانت منتشرة هي كتب الحب والغزل والفن والأغاني، حتى صدرت كتيبات خاصة بالكلمات المتقاطعة الحاوية على استفهامات عن المطربين والفنانين وأفلامهم أو أغانيهم. والآن بعد أن انكشفت هذه الموجة العابثة فإن من المفروض على كتابنا أن يعودوا إلى ما يفيد أمتهم، بعد الهزيمة المخزية التي فضحتنا أمام جميع الدول غير العربية وحتى غير الإسلامية، وما يزيد الطين بلة أن الشعوب نفسها كانت تميل إلى هذه الكتابات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، بل تزيد الجوع جوعًا حتى تهلك صاحبه، كما فعلت في تلك السنوات التي جعلت هؤلاء الحثالة اليهود القليلي العدد يتغلبون على كل الدول العربية بقواتها وعتادها وجيشها المتحد، والسبب واضح كما قاله عمر بن الخطاب حينما كان ينصح قائد الجيش: «لا تذنبوا.. فإنكم إن اذنبتم كنتم مثلهم فيتفوقون عليكم» ولله الأمر من قبل ومن بعد.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل