العنوان في الدورة الثالثة لمؤتمر قطر الثالث للديمقراطية والتجارة الحرة: المنطقة تتحرك نحو حقبة أمريكية.. وديمقـراطية مجهولة المعالم
الكاتب داود حسن
تاريخ النشر السبت 03-مايو-2003
مشاهدات 12
نشر في العدد 1549
نشر في الصفحة 42
السبت 03-مايو-2003
ديمقراطية الشرق الأوسط هي الدين الجديد.. والبابا هو رئيس الولايات المتحدة .. إذا مشيت معه فأنت ملتزم بها وإلا فأنت عاق!
الدوحة- داود حسن
dawsan@hotmail.com
شهدت الدورة السنوية الثالثة لمؤتمر قطر للديمقراطية والتجارة الحرة، مناقشات حامية حول مفاهيم الديمقراطية وعلاقتها بالحريات والتجارة والقت الحملة الأمريكية على العراق، والأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية العربية المتردية بظلالها على المؤتمر الذي عقد يومي ١٤ و ١٥ أبريل الماضي بالدوحة، حيث ناقش أكثر من ١٤٠ باحثًا وسياسيًا من مختلف دول العالم من بينهم أعضاء في الكونجرس الأمريكي ومفكرون عشرة محاور منها الديمقراطية والعالم العربي، والنظام السياسي العربي، وثورة التجارة الحرة، والأسواق المفتوحة في عالم متغير، والعولمة والتنمية الدائمة، والتربية والتعليم كحجر أساسي للديمقراطية والتنمية، والحكم والمساءلة في مجتمع ديمقراطي.
في كلمته الافتتاحية أكد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر أهمية الحوار والتعاون بين سائر الأديان والشعوب في إطار الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، والسعي إلى تحقيق أهداف الديمقراطية والتنمية الاقتصادية، انطلاقا من الاقتناع الكامل بأنها الوسيلة المثلى لتقدم البلاد والشعوب، وشدد على أن الديمقراطية والمشاركة الشعبية المسؤولة في اتخاذ القرار وإدارة شؤون الدولة شرط أساسي لابد منه لتطوير البلاد والمجتمعات وإرساء دور المؤسسات الدستورية والسياسية والقانونية اللازمة لبناء الدولة المؤهلة لمواجهة متطلبات العصر وتحديات المستقبل.
وأشار إلى الظروف الصعبة التي تشهدها منطقة الخليج والشرق الأوسط هذه الأيام بسبب المأساة الإنسانية التي يعيشها العراق بسبب الحرب الأمريكية عليه، والمواجهة المستمرة بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي التي أكد أنها تشكل بدورها تهديدًا جديًا للأمن والاستقرار في المنطقة.
وأوضح الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية أن التطورات المؤسفة التي تعيشها المنطقة حاليًا أثبتت ضرورة تطوير المشاركة السياسية وبناء مؤسساتها كوسيلة للنهوض بمجتمعاتنا وإعدادها لعالم لا مكان فيه لمن لا يأخذ بأسباب التقدم والنمو وأضاف أن الخيار الديمقراطي يجب أن ننظر إليه كتعبير يلبي حاجة وطنية واجتماعية وليس كإجراء مستورد أو مفروض علينا، فعبدا الشورى نابع أساسًا من قيمنا الإسلامية وليس بجديد على ثقافتنا ومجتمعاتنا، الأمر الذي يسهل تقبل التطور الديمقراطي ويجعله جزءًا من تراثنا ونابعًا من إرادتنا وأعرب د. يوسف إبراهيم - الخبير في شؤون الطاقة والاقتصاديات العربية عن عدم ارتياحه للنوايا الأمريكية تجاه العراق وقال: إن دافعها النفط وليس ما طرحته من أسباب ومسوغات مثل التخلص من أسلحة الدمار الشامل التي لم يثبت حتى الآن أن العراق يمتلكها، مرورًا بمبرر تخليص العراقيين من نظام ديكتاتوري، وإشاعة الديمقراطية كنظام للحكم في العراق.
وأشار في هذا الصدد إلى خبرة كل من الرئيس الأمريكي بوش ونائبه تشيني في التعامل مع شركات نفط بحكم عملهما السابق في هذ المجال، والعقود التي قيل إن شركة نائب الرئيس الأمريكي «هاليبورتون» وقعتها في العراق بقيم تصل إلى نحو 7 مليارات دولار، مؤكدًا أنه ليسر من باب المصادفة أن تذهب الإدارة الأمريكي لتغيير النظام السياسي الحاكم في دولة تمتلك ثلث الاحتياطي العالمي من النفط كما أن حراسات القوات الأمريكية لشركة النفط العراقية، وتأمين ابار النفط هناك، بينما تقف موقف المتفرج إذا أعمال النهب والسلب التي يقوم بها بعض المواطنين للمؤسسات العراقية الأخرى دليل على ذلك.
وأستطرد إبراهيم بالقول: إن خطة الولايات المتحدة للتدخل في العراق تقوم على تخصيص قطاع النفط العراقي من خلال العثور على شركاء محليين يشاركون شركات نفطية أمريكيًا في إنتاج وبيع النفط العراقي، بينما ستعاقب الإدارة الأمريكية الدول المعارضة لها في الحرب مثل روسيا، وفرنسا، والصين، وألمانيا، بحرمان شركاتها من الحصول على نصيب في عقود النفط العراقي.
وقال: إنه بعد تخصيص قطاع النفط العراقي ستتقوض خطط منظمة الدول المصدرة للنفط محافظة على سقف أسعار مجز للدول المنتجة بالتالي لن يكون هناك تحكم لأوبك في أسعار النفط
وقال رئيس مركز المستقبل للدراسات في القاهرة المحامي منتصر الزيات إن مثل هذه المؤتمرات مهمة لصياغة رؤية متوازنة في العلاقة بين الحكومات العربية والحركات الشعبية، وإذا كانت الولايات المتحدة قد وجدت ذريعة لدخول المنطقة باسم الديمقراطية، فإنه ينبغي علي الحكومات أن تتواءم مع المحكومين من خلال إعطاء مساحة أكبر للديمقراطية ومنح الشعوب حقها للتعبير عن آرائهم بطريقة سلمية والمشاركة في صناعة القرار، وهذه المؤتمرات النخبوية مهمة لهذا الغرض.
وفي كلمة له عبر وزير الخارجية القطري جاسم بن حمد آل ثاني عن اعتقاده بأنه سيكون من الضروري العمل على توفير الظروف الملائمة لتمكين الشعب العراقي من ممارسة حقه في تقرير مصيره واختيار قياداته وحكم نفسه بنفسه في إطار نظام ديمقراطي يكفل تمثيل فئاته وتياراته واتجاهاته كافة، وبما يضمن المحافظة على وحدة العراق وحدوده وسيادته واستقلاله ويعيده عزيزًا كريمًا إلى محيطه العربي الإقليمي، وإلى أطر الشرعية الدولية التي نؤمن بها جميعًا.
وفي ورقة له حول صعوبات تحرير التجارة في الدول النامية أوضح د. جاسم المناعي رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي أن الدول النامية لا تنقصها القناعة بضرورة الانفتاح الاقتصادي، إلا أن الإشكالية الأساسية تمثل في تشكك تلك الدول من الممارسات التي تجدها على صعيد العلاقات الاقتصادية الدولية خصوصًا اللاعبين الكبار فيه مثل الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أن المحاضرات والندوات المشتركة لا تكفي وحدها لإقناع الدول النامية بضرورة الانفتاح، بل لا بد أن تشعر بحرص الدول الكبرى على تحرير المعاملات التجارية. وقال بينما تنادي منظمة التجارة العالمية ضرورة إزالة أنواع الحماية الجمركية، تتجه أمريكا لرفع الرسوم على واردات الحديد والصلب إلى 3۰ %وكان الأحرى بهذه الدولة الصناعية الكبرى التي تمثل معقلًا للرأسمالية أن تعيد النظر في الصناعات غير التنافسية من خلال إعادة هيكلتها بدلًا من وضع إجراءات حمائية
وأوضح أن الولايات المتحدة تنفق نحو ۱۲۳ مليار دولار في شكل إعانات ودعم للمنتجات زراعية، مما يعني أنها تسد الباب أمام المنافسة
العطية: الخيار - الديمقراطي يلبي حاجة وطنية واجتماعية
فخرو: إذا كانت العلاقة بين الطالب ومعلميه قمعية كما هو الحال في المدرسة العربية فإن النتيجة ستكون إنسانًا خائفًا خنوعًا مترددًا قابلًا للجلد من قبل الدولة المستبدة دون مقاومة أو حتى احتجاج
المتبادلة مع الدول النامية، ومن بينها الدول العربية، ولاتزال تعيش حالة من التردد في إزالة جميع أنواع الدعم والرعاية للمنتجات الزراعية لأنها تلحظ أن التقدم في مجال تحرير تجارة المنتجات الزراعية لايزال ضئيلًا في الدول المتقدمة.
وأعرب عن تخوفه من الوصول إلى طريق مسدود حين يبدأ تطبيق الاتفاقية في الوقت المقترح، وهو يناير ۲۰۰٥م بسبب التعقيدات التي تضعها الدول المتقدمة.
وأشار إلى المشكلات التي وقعت فيها دول نامية نتيجة لاتباعها نصائح البنك الدولي كما حدث في الأرجنتين والبرازيل التي رجعت إلى الحكم الشيوعي تقريبًا، ومثل هذه الأمثلة تجعل الدول النامية تفكر أكثر من مرة قبل أن تتبنى أسلوب حرية التجارة مادامت تتشكك في مناسبة هذه النظم لاقتصاداتها .
وتناول جروفر نوروكويست رئيس هيئة حماية دافعي الضرائب الأمريكية دور
الحكومة في التنمية الاقتصادية، مشيرًا إلى أن فشل الاتحاد السوفييتي السابق على الصعيد الاقتصادي مرده إلى احتكار كل وسائل الإنتاج على حساب تقليص الملكية الفردية، وقدم شرحًا مفصلًا لنموذج الولايات المتحدة في الحكم وأبرز سمانه حفظ حقوق الملكية للمواطنين، وحرية التفاعل بين الناس، والذي اعتبره المحرك الرئيس أو الدافع للإنتاج، لأن الأرض التي لا يملكها شخص له حرية التصرف فيها بالبيع أو الرهن لن تكون لها قيمة.
وفي كلمة لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة قطر محمد بن خالد المانع قال: إن الديمقراطية التي تنشدها تتعارض وتلك النظرة الدونية إلى بعض دول العالم، حيث تصنف دول العالم إلى دول متقدمة، وأخرى نامية أو أقل نموًا ودول غنية وأخرى فقيرة.
وفي ورقة المدير معهد أبحاث الاقتصاد الدولي بكوبا أوزفالدو مارتينيزا، أشار إلى تدهور وضع ميزان صادرات الدول النامية باستثناء مجموعة صغيرة من بلدان جنوب شرق آسيا، ففي عام ١٩٨٤م مثلت تجارة منطقة أمريكا اللاتينية وحوض الكاريبي نسبة ١٢.٣% من حجم التجارة الدولية، وانخفضت هذه النسبة في عام ٢٠٠١ إلى ٥,٨ %وإفريقيا «بما فيها جنوب إفريقيا» مثلت في عام ١٩٨٤ و ٢,٤ % فقط عام ۲۰۰۱م، وغرب آسيا تعتمد بشكل أساسي على مستوى أسعار النفط وهو ما تعكسه حقيقة أنها كانت تجري عام ١٩٨٤م ما نسبته ٢ %من الصادرات العالمية في حين بلغت هذه المشاركة نسبة %٢,٦ عام ٢٠٠٠م، وبلغت في عام ٢٠٠١ «بأسعار نقط أكثر ارتفاعًا» ٤%
وفيما يتعلق بإجراءات الحماية الجمركية التي اتخذتها الحكومة الأمريكية أخيرًا على الواردات من الفولاذ - وتخصيص ۱۸۰ الف مليون دولار للدعم في السنوات العشر الأولى للإنتاج الزراعي غير الفاعل والمدرجة في القانون الزراعي للولايات المتحدة المقر أخيراً - قال إنها تعكس أيضًا المسافة الفاصلة بين النظرية وبين الواقع وقال: لم تتوان الحمائية الجمركية الانتقائية عن استخدام الإدارة الضريبية الكلاسيكية، فضريبة ١٢ %هي بنظر مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «الأونكتاد» نسبة عالية جدًا، ولكن الاتحاد الأوروبي واليابان والولايات المتحدة وكندا تفرض ضرائب تزيد حتى على ٤٥ و ٤٠ و ۱۹ و ۱۱ %على التوالي على منتجات زراعية رعوية، وهناك ٣٣ منتجًا زراعيًا رعويًا تزيد الضرائب المفروضة عليها على ١٠٠٪ في الاتحاد الأوروبي و ١٤٦ من هذه المنتجات في اليابان و ٣٦ في الولايات المتحدة و ٦٨ في كندا.
وأوضح أن الاتحاد الأوروبي يفرض ضرائب مفرطة «تزيد على ۲۰۰ %»على منتجات كاللحوم وعصير العنب وفي اليابان تزيد على« ٣۰۰ %»على الفول السوداني والتبغ ومشتقاته، وفي كندا تزيد على« ۲۰۰ %»على الحليب الجاف والزبدة والأجبان
وفي ورقة للباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية قاسم جعفر عن ماهية النظام العربي في المنطقة، أكد عدم وجود ما يعرف بالتضامن العربي قائلًا: نحن نتحدث عن نظام غير موجود. فكيف نتحدث عن مستقبل النظام غير موجود؟ وهي نظرة وصفها بالعبثية. إلا أنه أعرب عن اعتقاده بأنها واقعية إلى حد كبير. وتساءل: إذا كان لدى الأنظمة العربية قضايا يتخذون بشأنها سياسات مشتركة ضاربًا عددًا من الأمثلة كالقضية الفلسطينية، والعولمة، وحقوق الإنسان والديمقراطية، فإنه لا يوجد توجه استراتيجي يجمع بين العرب للتعامل مع أي من هذه القضايا.
وشدد على ضرورة وضع عملية إصلاح شاملة تدفع المواطن إلى الشعور بأنه جزء من عملية اتخاذ القرار في الوطن، وتتعلق به حياته ومستقبله من خلال إنشاء مجتمع مدني يشعر المواطن بقيمته وحينها يدافع المواطن عن نفسه ووجوده وليس شخص وفي محور التربية والتعليم ودوره كحجر للديمقراطية تحدث وزير التربية السابق بمملكة البحرين الدكتور علي فخرو عن التحديات والقضايا التي تواجه المؤسسات التعليمية بالعالم العربي حتى تقوم بدورها بإحداث التنمية المستدامة وترسيخ الديمقراطية في المجتمعات العربية، وأهمها ضرورة تحرير المدرسة وتغيير مهامها، فهي ليست للتعليم فقط وإنما هي مكان معيشي، حيث تكون قدرات التلميذ الذهنية والجسدية والروحية، فهي لا تقل أهمية عن البيت والمجتمع المحلي بل العكس هو الصحيح، إنها أكثر أهمية بسبب تعقد وتنوع العلاقات في مجالها، فإذا كانت العلاقة بين الطالب ومعلميه تسلطية وقمعية كما هو الحال في المدرسة العربية، فإن النتيجة ستكون إنسانًا خائفًا خنوعًا مترددًا قابلًا للجلد من قبل الدولة المستبدة دون مقاومة أو حتى احتجاج.
جلسة الحكم والمسالة في مجتمع ديموقراطي، التي ترأسها ناشر صحيفة ديلي ستار البيروتية جميل مروة، تحدث فيها إدريال كارتينكي رئيس مؤسسة الحرية في نيويورك، وكوينوكا مدير المعهد الياباني للأبحاث الشرق الأوسط وولياك موريس سكريتير مؤسسة الجيل في لندن.
وقال مروة: إن المنطقة تتحرك نحو حقبة أمريكية وإلى ديمقراطية مجهولة المعالم، لذا فإنه يجب الاعتماد على المسالمة وكيفية تعامل أمريكا والدول الصناعية السبع من هذه الخطوة في الشرق الأوسط، منوهاً إلى أن احتلال العراق وإطاحة صدام يتوج بداية ونهاية مرحلة يجب بدوها بالمساءلة.
وقال إدريال كارتينكي إن تقارير التنمية العربية التي أعدت من قبل ٣٠ من علماء التنمية في الولايات المتحدة توضح حجم الحضارة العظيمة في المنطقة التي أخفقت بسبب المعوقات الهيكلية وعدم النمو مع الاقتصاد العالمي، حيث إن معدل نمو الفرد العربي أقل من 1%، كما أن الحقوق المدنية للناس في المنطقة تظهر تجانسًا بين الأداء السيئ وضعف المؤسسات السياسية والمساءلة.
كما أن الدمار الذي لحق بأجزاء كبيرة في العالم العربي والإسلامي كان نتيجة الأيديولوجيات التي نشأت في أوروبا في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي لأن البعثيين والثوريين يدينون بتاريخهم إلى تلك الحقبة.
وقال كرينكو كاتاكورا: إنه يجب الانتباه الفوري للمشكلة الفلسطينية كنوع من الأولويات
الولايات المتحدة تنفق نحو ۱۲۳ مليار دولار في شكل إعانات ودعم للمنتجات الزراعية مما يعني أنها تسد الباب أمام المنافسة المتبادلة مع الدول النامية
بالتساوي مع المسائل الديمقراطية، مؤكداً أن محاولة نشر الديمقراطية في أي مجتمع آخر ستكون مغامرة خطيرة، وقال: إن العرب ولدوا ديمقراطيين، فالديوانيات والمجالس كانت منتشرة لديهم. وكلها تدل على الديمقراطية، وهذا دليل على أنها فرص للتعبير عن الرأي أمام المحاكم. وأكد تاكورا أهمية أن يكون التوجه السائد نحو الديمقراطية الوصول إلى حقق السيادة على الثروة النفطية.
ثم تحدث الدكتور وليام موريس موضحًا أن ديمقراطية الشرق الأوسط هي الدين الجديد والبابا هو رئيس الولايات المتحدة إذا مشيت معه فأنت ملتزم بها، وإلا فأنت عاق والناس في هذا الجزء في العالم لا يصدقون أن ما تفعله أمريكا وبريطانيا من أجل الديمقراطية، فبوش نفسه جرى انتخابه بالأقلية مذكرًا بأن أوسكار وايلد عرف الديمقراطية بأنها «قمع الناس بالناس من أجل الناس »!!
ونبه موريس العرب بأن عليهم الاستيقاظ لأن قطار خريطة الطريق سيغادر المحطة. وأضاف علينا الانتباه لما يقوله بوش، لأن كلماته تنبئ عن تصرفاته، لأن المحطة التالية قد تكون دمشق وربما يمر الطريق عبر طهران، مذكرًا بأن
الديمقراطية تنشأ من الحرية التي تنبع من العدالة التي يجب على العالم العربي الإيمان بها .
وعلى عكس الطرح السابق، أثار عضو الكونجرس الأمريكي دريل عيسى خلال
الدمار الذي لحق بأجزاء كبيرة في العالم العربي والإسلامي كان نتيجة الأيديولوجيات التي نشأت في أوروبا في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي لأن البعثيين والثوريين يدينون بتاريخهم إلى تلك الحقبة
كلمته في جلسة حقوق الإنسان في مجتمع ديمقراطي العديد من الانتقادات من الحضور حيث زعم أن الولايات المتحدة لا تتعامل بازدواجية مع القضايا العالمية، وإنما تسعى لتحقيق الديمقراطية في العالم ومساعدة الشعوب على ممارسة حقوقها لا سيما المرأة التي يعتقد أنها تعاني في الدول العربية سيطرة نظم عربية وتقاليد وقيم مورثة.
وقال عيسي إن أمريكا بعد أحداث : 11سبتمبر أتبعت طرقًا حديثة للقضاء على الإرهاب في العالم وتمكنت من عزل أكثر الحكومات الديكتاتورية في العالم، موضحًا أن الهدف الأساسي للحرب الأمريكية على العراق هو النفط لأنه المصدر الأساسي للطاقة الحيوية في العالم اليوم وقال: إن من أهداف أمريكا السماح بحرية الاعتقاد والعبادة في العالم العربي ووجود كنائس مسيحية ومعابد في العالم العربي بجوار المساجد.
وفي جلسة آفاق الاقتصاد العربي أورد رئيس مجلس إدارة شركة الشال للاستشارات جاسم السعدون أرقامًا مفزعة للواقع الاقتصادي العربي فقال: إن حجم الاقتصاد العالمي بلغ ۷۱۱ مليار دولار في العام ـ ۲۰۰۱م، مسجلًا هبوطًا بنحو ٢.٢٥ %في العام التالي نتيجة انخفاض أسعار النفط وقال أن الاقتصاد العربي يساهم بنحو ٢.٢% من حجم الاقتصاد العالمي بينما يساهم بنحو % ٤.٥ من حجم سكان العالم، وأضاف قائلًا: في حين يبلغ حجم الدين العربي الخارجي ١٢٦ مليار دولا أمريكي، وتستهلك خدمة الدين نحو ١٤,٨% من حصيلة صادرات السلع والخدمات والتي تبلغ نسبة الدين الخارجي إلى إجمالي الناتج المحلي العربي نحو %٤٣,٨، ولكنها مثقلة أيضًا بديون عامة داخلية أيضًا. ورغم التحولات الجذرية في العالم باتجاه الخصخصة، فإن حصيلتها بلغت في العالم العربي ما بين عامي ۱۹۹۰ م و ۲۰۰۱ نحو ١٧,٥ مليار دولار
وأشار السعدون إلى تقرير لمكتب العمل الدولي الذي أفاد أن معدل البطالة في العالم العربي يصل إلى %۱۸ من حجم القوة العاملة بينما يشير تقرير عربي آخر إلى أن النسبة تصل إلى ٢٠ أو ۱۹ مليون عاطل من أصل ۸۰ مليون عاطل عن العمل في العالم، بمعنى آخر أن العرب الذين يبلغ عددهم من سكان العالم ٤.٥ %عدد العاطلين عن العمل منهم يبلغ ١٠,٦ %من العاطلين عن العمل في العالم.
ويشير السعدون إلى أن المنطقة العربية مرشحة لثلاثة احتمالات هي إما تغيير من الداخل سلمًا، أو أن يحدث التغيير بالعنف أو أن يفرض عليها من الخارج أو بمعاونة خارجية
وقال السعدون إن الديمقراطية كما أنها تشحذ النظام الاقتصادي في دولة ما يصاحبها شحذ في النشاط السياسي والقدرة على تقديم الأفضل.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل