العنوان الهضيبي أمام مؤتمر الحملة الدولية ضد الاحتلال الأمريكي والصهيوني مطلوب إستراتيجية للمواجهة
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 20-ديسمبر-2003
مشاهدات 29
نشر في العدد 1581
نشر في الصفحة 27
السبت 20-ديسمبر-2003
ألقي المستشار محمد المأمون الهضيبي المرشد العام للإخوان المسلمين كلمة في مؤتمر الحملة الدولية ضد الاحتلال الأمريكي والصهيوني، الذي انعقد بالقاهرة السبت الماضي، اعتبر فيها أن جزءًا من تراث الأمة سقط تحت أقدام الاحتلال، وصار يرزح تحت نيران الاحتلال الأمريكي والأطلسي، تحت ذرائع تتنافى مع القيم والأخلاق ومع قواعد القانون الدولي؛ فقد ادعت أمريكا وحلفاؤها أنهم جاءوا بالحرية للشعب العراقي، ونحن لا نرى ولا نعرف عبر التاريخ أن الحرية حملت إلى شعب تحت سنابك الخيل أو على جنازير الدبابات.
وقال الهضيبي إن المحتل ليس جمعية خيرية تقدم الحرية مجانًا للشعوب، وإنما المحتل جاء ومعه مخططه لينفذه، وله مطامع وطموحات جاء ليفرضها، وله أهداف
في السيطرة والهيمنة وبسط النفوذ ونهب الثروات وأضاف لقد سقطت دعاوى واشنطن بالحريات على أعتاب (جوانتانامو)، وعلى أعتاب ترسانة القوانين المقيدة للحريات التي فرضتها على الشعب الأمريكي وبمساندتها للقمع والاستبداد وإرهاب الشعوب
وأشار الهضيبي إلى أن هناك شعبًا عربيًا آخر أعزل يقف بكافة فئاته وبصدوره العارية في مواجهة آلة الحرب الصهيونية المجرمة بدباباتها وصواريخها وطائراتها الأمريكية الصنع، وفي غيبة أي غطاء عربي، وفي ظل تعتيم دولي واضح.
واعتبر الهضيبي أننا بصمتنا أول المسئولين وأول المشاركين في هذه الجريمة التي تستهدف شعبًا يتعرض للإبادة والقتل والتشريد وهدم منازله واقتلاع مزروعاته، واعتقال خيرة شبابه في أكبر جريمة حرب عرفها التاريخ يقوم بها مجرمو الحرب الصهاينة.
فإلى من يلجأ هذا الشعب المستضعف؟ هل يلجأ إلى الأمم المتحدة التي صدر عنها أكثر من ١٦٤قرارًا يدين الكيان الصهيوني ولم ينفذ منها قرار واحد، بينما قرارات مجلس الأمن في التسعينيات كانت تصدر ضد العراق وتطبق قبل صدورها والقرارات الأخرى التي أصدرها المجلس ضد الدول العربية والإسلامية لمحاصرتها اقتصاديًّا وتكنولوجيًّا
وعسكريًا كانت تنفذ قبل صدورها، وفي مذابح جنين عجزت الأمم المتحدة عن إرسال وفد لتقصي الحقائق، بل لم تجرؤ على ذلك.
إن قضايانا ومشكلاتنا لن تُحل على موائد المفاوضات فقد أعلن هؤلاء أنهم احتلوا العراق الإعادة رسم خرائط المنطقة لصالح الكيان الصهيوني.
إن الأمة - بكل فئاتها وطوائفها - حكومات وشعوبًا ومؤسسات ومنظمات وأفرادًا معنية بممارسة دورها وأداء واجبها انطلاقًا من قاعدة شرعية أجمع عليها فقهاء الأمة بأن أي اعتداء أو احتلال لأي جزء من تراب الأمة يترتب عليه أن الجهاد يصير فرض عين على الكافة، إذا لم يستطع المعتدى عليهم رد هذا الاعتداء، كما أنه ينطلق من قاعدة أمننا القومي الذي هو مسئولية الجميع.
وطالب الهضيبي أحرار العالم ومحبي قيم العدل والحرية أن يقفوا مع شعوبنا المقهورة
وخاصة الشعب الفلسطيني البطل، وكذلك الشعب العراقي، مقترحًا وضع إستراتيجية للمواجهة والفضح ممارسات الاحتلال على كافة الساحات والمحافل الدولية، كما يجب وضع آلية لتحرك جماهيري ضد الهجمة الصهيونية الإمبريالية، التي تتمترس خلف العولمة والرأسمالية المتجبرة وكافة أدوات الهيمنة ونقل هذه القضية من الجدران المغلقة إلى ساحات منظمات حقوق الإنسان، وإلى الرأي العام الدولي والمحلي، وتفعيل المقاطعة لكل منتجات الدول المشاركة في العدوان والاحتلال.
■ مصر: اعتقال ٣٥ من الإخوان في أقل من أسبوع
في أقل من أسبوع واحد ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على ٣٥ من الإخوان المسلمين في مصر، منهم ۲۳ من محافظة الفيوم جنوب غرب القاهرة، أتبعتهم باعتقال اثنين من القاهرة، وآخرين من الدقهلية، وبعدهم تسعة من الإسكندرية شمال غرب القاهرة.
وفيما رأى بعض المراقبين في الاعتقالات رسالة تخويف لجماعة الإخوان، حتى لا تصعد حملتها فيما يتعلق بقضايا الحريات ومناهضة الاعتقال والتعذيب الذي بلغ ذروته بوفاة عضو الجماعة مسعد قطب قبل نحو شهر على أيدي جهاز مباحث أمن الدولة، رأى البعض الآخر في الاعتقالات إجراء روتينيًا مرتبطًا بانتخابات الاتحادات الطلابية التي اعتقل على خلفيتها معتقلو الفيوم، وسياسة الضربات الإجهاضية التي دأبت أجهزة الأمن على ممارستها بحق الجماعة من وقت لآخر. ومن بين المعتقلين المهندس أيمن عبد الغني صهر المهندس خيرت الشاطر عضو مكتب إرشاد الجماعة الذي اعتقل من منزله بالقاهرة يوم العاشر من ديسمبر، كما اعتقل في اليوم نفسه أسامة فتحي ووائل جلال من الدقهلية، وتسعة من الإسكندرية هم أشرف عبد المحسن «مهندس زراعي» - حازم صلاح عبد اللطيف «مهندس » - محمود بسيوني «صاحب شركة » - محمد فهمي عبد الجواد « تاجر» - نادر محمد فريد «موظف» - فتحي المهدي «محاسب» - محمد عبد اللطيف البرقوقي «مهندس » - مدني عاطف أبو العيد «مدرس» - سامح السيد «مدرس».
وقد وجهت إلى هذه المجموعة الاتهامات المعتادة مثل الانتماء إلى جماعة محظور نشاطها، والاجتماع للعمل على إحياء نشاط الجماعة من جديد وفي السياق نفسه، أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بيانًا أدان اعتقال مجموعة من طلاب التيار الإسلامي بكلية التربية بالفيوم، واقتيادهم إلى مقار أمن الدولة حيث تعرضوا لقدر غير قليل من الإرهاب والتعذيب، ومنع ذويهم من الاتصال بهم، وكان بعضهم قد اختطف من أمام كليته، وتم الاعتداء عليهم بالضرب المبرح أمام الناس، ثم قام عميد الكلية بفصل ١٥ طالبًا من طلاب التيار الإسلامي بالكلية في ذلك السياق.
وكان هؤلاء الطلاب قد اعتصموا بكليتهم احتجاجًا على الحيلولة بينهم وبين حقهم في الترشح لانتخابات اتحاد الطلاب، واحتجاجًا على تهجم عميد الكلية الدائم على معتقداتهم وآرائهم، وحقهم في التعبير عنها. وانتقدت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان اعتقال الطلاب، وقالت إن هذا الاعتقال امتداد الظاهرة «روتينية» ومعروفة في موقف الدولة إزاء جماعة الإخوان المسلمين، إذ اعتادت السلطات إلقاء القبض على أعضائها وتوجيه اتهامات واحدة في معظم القضايا. وقال بيان أصدرته المنظمة على الرغم من الطابع «الروتيني» لعمليات القبض على أعضاء الجماعة إلا أنها كثيرًا ما ترتبط بأحداث معينة، مثل: الانتخابات العامة، أو المحلية، أو انتخابات اتحادات طلاب الجامعة. وأعربت المنظمة عن انزعاجها من إفراط السلطات في استخدام قانون الطوارئ في العصف بحقوق الإنسان، وفي مقدمتها الحق في الحرية والأمان الشخصي إضافة إلى إفراط نيابة أمن الدولة في استخدام الحبس الاحتياطي حتى أصبح عقوبة.