العنوان الإجراءات الأمنية وتسفير المشبوهين والمخالفين
الكاتب المحرر المحلي
تاريخ النشر الثلاثاء 02-يوليو-1985
مشاهدات 13
نشر في العدد 723
نشر في الصفحة 13
الثلاثاء 02-يوليو-1985
إن الإجراءات الأمنية المطبقة هذه الأيام في البلد أو التي ستطبق مستقبلًا من قبل كافة الجهات الأمنية المسؤولة، والتي تتخذ أشكالًا مختلفة من ملاحقة لمخالفي الإقامة، إلى مراقبة دقيقة لعمليات التسلل من الحدود، إلى التدقيق الحاصل في ملفات الإقامات، إلى ترحيل العناصر المشبوهة التي ثبت تواطؤها وتعاطفها مع أدوات الإرهاب والجريمة، كل هذه الإجراءات وغيرها أمر مطلوب لا غبار عليه، وكان الأحرى بالسلطات المسؤولة المختصة بشؤون الأمن تنفيذها منذ بدأت الكويت تتعرض لعمليات الإرهاب والابتزاز، إن لم يكن الأمر مطلوبًا قبل ذلك لأن الدولة التي لا تستطيع حماية أمنها معرضة للسقوط والانهيار. ولا شك أن ما يسهل على السلطات الأمنية تنفيذ إجراءاتها معرفة الجهات التي تقود وتحرك أعمال الإرهاب والقتل والابتزاز، وهذا والحمد لله بات معروفًا لدى المسؤولين وبالدليل القاطع ومنذ بدأت أعمال الإرهاب على ساحتنا الكويتية، ولو أن مثل هذه الإجراءات طبقت في حينها لجنبنا بلدنا الكثير من هذه الأعمال التي كان آخرها محاولة الاعتداء الآثمة على سمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الصباح.
إننا في الوقت الذي ندعو فيه إلى طرد كل عابث وتشديد الإجراءات الأمنية الصارمة والحازمة ضد المتسربين عبر بعض السفارات المشبوهة، نود أن نلفت النظر إلى الأمور التالية:
•التمييز بين من وفَد إلى هذا البلد المعطاء كسبًا للقمة العيش الحلال وبين من وفد لغايات وأغراض مشبوهة، بغض النظر عما إذا كان الصنفان السابقان من جنسية واحدة أو جنسيات مختلفة.
•هناك أعداد كبيرة من الكوادر المخلصة لجأت إلى هذا البلد لتستظل فيه بمظلة الأمن والأمان والاستقرار بعد أن حرمت من تلك النعم في بلدانها وطوردت في دينها وعقيدتها، فكانت الكويت وغيرها من بعض الدول العربية والإسلامية بالنسبة لها ملاذًا وملجأ من ظلم الظالمين وغدر الغادرين، وهؤلاء يجب أن ينظر إليهم نظرة مختلفة كل الاختلاف عن نظرة المسؤولين إلى من جاء وهو مزوَّدٌ من بلده بأدوات الشر والجريمة والإرهاب.
•من الواجب على السلطات المسؤولة أن تأخذ بعين الاعتبار وأن تنظر نظرة إنسانية إلى أولئك الوافدين الذين هُدمت بيوتهم فوق رؤوسهم على يد الطائفيين الحاقدين في مدينة عربية مسلمة.
•إعطاء من يبعد عن البلاد حرية اختيار البلد الذي سيسافر إليه دون أن يجبر على السفر إلى بلد معين سواء كان بلده الأصلي أو غيره، فقد يكون بعض المبعدين لسبب ما من الأبرياء، وقد يكون في إجبارهم على العودة إلى بلادهم تعريض بحياتهم وحياة أسرهم للخطر والهلاك، ونكون بذلك قد ساهمنا في دفع الأبرياء إلى الموت.
•التحري الدقيق والتمييز بين العناصر الوافدة المسلمة -بغض النظر عن جنسياتها- والتي تحمل مُثلًا وعادات وتقاليد تتشابه وعادات بلدنا، وبين العناصر غير المسلمة التي وفدت ومعها عادات غريبة تختلف كلية وقيمنا الإسلامية النبيلة والتي كانت السبب في كثير من المشكلات الأمنية.
هذه النقاط التي أوردناها نضعها بين أيدي السلطات المختصة لعلها تحظى بالاهتمام، وتساهم في تسهيل مهمتهم الموكلة إليهم وتبعدهم من الوقوع في الخطأ، وتؤمن لبلدنا إن شاء الله الأمان والاستقرار والرفاهية والازدهار، وندعوه تعالى بما جاء في القرآن الكريم على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام: ﴿رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ﴾ (سورة إبراهيم: ٣٥) صدق الله العظيم.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
برقية جمعية الإصلاح الاجتماعي إلى مؤتمر وزراء التربية العرب في ليبيا
نشر في العدد 3
113
الثلاثاء 31-مارس-1970