; الإدانة «النظرية» للصهيونية ماذا تتطلب .. عَمليًا؟ | مجلة المجتمع

العنوان الإدانة «النظرية» للصهيونية ماذا تتطلب .. عَمليًا؟

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 18-نوفمبر-1975

مشاهدات 17

نشر في العدد 275

نشر في الصفحة 8

الثلاثاء 18-نوفمبر-1975

الإدانة «النظرية» للصهيونية

ماذا تتطلب ... عَمليًا؟

قرار الأمم المتحدة بإدانة الصهيونية واعتبارها منظمة عنصرية.. قرار لا نستهين به. ولا نبالغ فيه

 فالقيمة النظرية والسياسية للقرار أنه:

* طعن في «أساس» الكيان الصهيوني. وفي وجوده المنظم لأن هذا الوجود يرتكز على «نزعة» غير مشروعة. ليس في عرف الفلسطينيين فحسب.. وإنما ميثاق الأمم المتحدة كذلك. وهي النزعة العنصرية

*صحح -بدرجة ما- موقف الأمم المتحدة الذي وقفته عامي ١٩٤٧ – ١٩٤٨، وأقرت فيه تشريد شعب فلسطين. وتمكين الاحتلال الصهيوني من أرض ذلك الشعب.

 نعم.. هناك فرق ضخم بين قرار «يجسد» الباطل ويفرضه كوجود مادي ملموس. وقرار يدين -نظریا-الباطل المجسد.

 لكننا نتحدث الآن عن المكسب النسبي الحاصل. لا عما ينبغي أن تحققه لنا الأمم المتحدة. من وجهة نظرنا الخاصة.

* منح الشعب الفلسطيني «مبررات» جديدة للكفاح. فالعنصرية موقف عدواني ضد القيم والحضارة وحقوق الإنسان.

 ومن هنا فإن من حق أي انسان ابتلي بها أن يقاومها بكل وسيلة.

 * أتلف «المكياج» الذي وضعته الصهيونية على وجهها وذهبت تخدع العالم بأنها «طليعة» حضارية في الشرق الأوسط.

* وضع التعامل مع هذه المنظمة العنصرية في «قائمة المحظورات» أو في دائرة جنوب إفريقيا وروديسيا.

* أكسب الفلسطينيين عطفا عالميا باعتبارهم شعبا تعرض ويتعرض لعدوان عنصري همجي.

 من أجل ذلك لا نستهين بالقرار 

في نفس الوقت. لا نسرف في تقديره لماذا؟

  • إن هناك مئات القرارات اتخذتها الأمم المتحدة ضد الكيان الصهيوني.

  وظلت هذه القرارات حبيسة الزمان والمكان اللذين تصدر فيهما.

  • إن اليهود وهم يهيؤون العالم للوقوف معهم عندما ينقضون على فلسطين لم يكتفوا بقرار هرتزل. ولا وعد بلفور. ولا بقرارات الأمم المتحدة.. إنهم اتخذوا من كل هذا سندا سياسيا يدعم نشاطهم المسلح وقوتهم الاقتصادية والعلمية المتنامية. ويدعم حركة الهجرة والتجمع.
  • ثمة حقيقة تاريخية مطردة في تاريخ الكفاح البشري وهي: أن الوصول إلى الحرية والتحرر يعتمد في الأساس على الإمكانات والطاقات الخاصة، والنضال الذاتي.. ثم تكون الظروف الخارجيـة بمثابة عوامل مساعدة.

 ولذلك تتطلب الإدانة النظرية للصهيونية جهدا عمليا دائبا يستثمر إلى أقصى حد متاح هذا الظرف العالمي الجديد. والاستثمار يتمثل في:

  • تعديل الاستراتيجية الفلسطينية مجددا فقد لوحظ في الآونة الأخيرة أن هناك غلوا في الاعتماد على النشاط السياسي، ضمر إلى جانبه -بطبيعة الاهتمام- الكفاح المسلح والكفاح المسلح في تقديرنا ليس عمليات للتذكير.. إنه حياة يومية.

 ومعركة موصولة. لا تتخللها هدنة، ولا وقف لإطلاق النار.

وتعديل الاستراتيجية ينبغي أن يتم لصالح تعزيز الكفاح المسلح. أي أن يأخذ معظم الاهتمام، ومعظم الوقت.

 ويكون النشاط السياسي استثمارا لنتائج الكفاح المسلح.

  • تعميق موقف «الرفض الحاسم» للكيان الصهيوني من جذوره فإن أي تنازل أو «لطف» في هذه المرحلة يجعل الفلسطينيين أقل حماسا لقضيتهم من الأمم المتحدة

وهذا تخذيل مفجع لإرادة الكفاح، وتعميق موقف الرفض يقتضي -بالضرورة- مزيدا من الاستقلال عن الأنظمة العربية

  • إنجاز «الوحدة الفلسطينية» دون أدنى إبطاء. حتى تدفع الطاقات كلها في مجری واحد متجه نحو هدف واحد – وحتى تسد الثغرات التي تدلف منها التناقضات العربية إلى الصف الفلسطيني.

هذه احتياطات وضمانات ضرورية.

 لكنها لا تعني العزلة. فنحن نعلم أن من أهداف العدو الثابتة «عزل» الفلسطينيين، ومن فقدان الوعي التطوع لتحقيق أهداف العدو

  • وضع القضية الفلسطينية في إطارها الطبيعي الصحيح وهو «المعتقد» الإسلامي فالفلسطينيون -ناسا وأرضا وثقافة- ينتمون إلى عالم الإسلام. وتحريك كل الرصيد أمر تمليه واجبات الكفاح وظروفه والعقيدة الإسلامية أثبتت في -القديم والحديث- أنها أمضى العقائد في الجهاد. 

إن العالم الإسلامي مرتبط بفلسطين ارتباطا وثيقا، والمسلم -إني كان موقعه في العالم- لا يشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد 

المسجد الحرام، والمسجد النبوي والمسجد الأقصى الذي في فلسطين.

ومسلمو العالم هم مدد الفلسطينيين وغطاؤهم البشري.

ومن الأمثلة الواقعية التي تلزم الفلسطينيين بالالتزام بالإسلام.. هذا المثال

- في الأرض المحتلة صمم العدو خطة لإفساد الشباب الفلسطيني بالمال وتسهيلات الفساد

ولا تستطيع منظمة التحرير أن تحبط هذه الخطة. لا بقرارات سياسية ولا بانضباط حركي. ولا حتى بالتصفية الجسدية

ولكن القيادة الفلسطينية تستطيع أن تملك حلا ينهي هذه المشكلة المعقدة ذات المضاعفات الرهيبة.

 الحل هو التربية الإسلامية والتوجيه الإسلامي، فإذا زود الشباب بالعقيدة الإسلامية والخلق تآكلت خطة العدو تلقائيا.

 وتنهي بالتالي مشكلة سياسية حادة، وأزمة اجتماعية يستغلها العدو في تخريب القضية برمتها.

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

حول العالم

نشر في العدد 2

22

الثلاثاء 24-مارس-1970

حول العالم - العدد 8

نشر في العدد 8

91

الثلاثاء 05-مايو-1970