; انتخابات 2016.. بين الوعي والسعي! | مجلة المجتمع

العنوان انتخابات 2016.. بين الوعي والسعي!

الكاتب د. سامي محمد العدواني

تاريخ النشر الثلاثاء 01-نوفمبر-2016

مشاهدات 741

نشر في العدد 2101

نشر في الصفحة 15

الثلاثاء 01-نوفمبر-2016

الكويت

انتخابات 2016.. بين الوعي والسعي!

بقلم: د. سامي محمد العدواني

 

بسم الله نبدأ، وبه نستعين ونلجأ، وبروح يملؤها الإصرار على الأمل، بغدٍ أفضل لكويت الحاضر والمستقبل، مستذكرين التضحيات التي بُذلت ومازالت لاستكمال مسيرة الإصلاح ومواجهة الفساد وتحقيق العدالة.

وانطلاقاً من حرج المرحلة والوعي بمخاض ما مر على بلدنا خلال السنوات الماضية مما نزع عن الكثير منا إحساسه بأمنه واطمئنانه نتيجة الأزمات المتلاحقة المتراكمة، وبسبب توهان البوصلة وفقدان الاتزان في مؤسساتنا الدستورية، تراجعت معه مقومات المجتمع الأساسية ومازالت تنذر بالانحدار أكثر.

نصل اليوم جميعاً إلى أعتاب انتخابات 2016 ليستعيد الجميع المبادرة من جديد، تتوجه الأنظار إلى ميدان الفعل والتأثير لإحداث التحول المأمول في حماية الحقوق والحريات، والدفاع عن المكتسبات الوطنية، والتصدي بحزمٍ لمحاولات جر المجتمع لاستقطابات عصبية وانشغالات بالسطحيات والتفاهات عن الاستحقاقات الوطنية والأسئلة الكبرى الحاضرة في ثنايا كل إخفاق وقضية!

تساؤلات تُلِح على كثيرين واستفسارات يتردد صداها - أو إذا شئت قل صخبها - أحياناً على مسامعنا:

هل غيرت المعارضة والأغلبية جلدها حين قرر بعضها المشاركة وترك خيار المقاطعة؟!

هل خان من تبنى خيار المشاركة التضحيات وتنصل عن المبادئ والتعهدات التي قطعت سابقاً؟

لماذا يحاول بعض الانتهازيين والمتعصبين تلويث التوجه نحو المشاركة القادمة وتسميم الأجواء بمقاطع مشبوهة يكرر فيها مواقف قيلت في مرحلة كانت لها ظروفها ومعطياتها على واقع مغاير جملة وتفصيلاً؟

هل يملك فريق المشاركة في جبهة المقاطعة قدرة على مواجهة محاولات إفساد النزول وإطفاء جذوة الحضور؟

هل لدى الفاسدين قدرة على إشغال الناخبين وتوجيه الأنظار للتخفيف من نقمة الشعب وغضبه على نتائج المرحلة السابقة التي بلغت حد التندر على حجم فسادهم ومآلات أفعالهم؟

رموز المعارضة قدَّموا إشارات باكرة على توجههم نحو إعادة النظر في خيار المقاطعة، وكانوا قد عبّروا بصيغ متفاوتة عن هذا التحول الذي اقتضته اعتبارات يَرَوْن وجاهتها وساهمت في إحداث تقديرهم الأخير بالمشاركة والنزول لحلبة المنافسة الانتخابية.

من الأسماء التي أشارت لهذا التحول تصريح د. جمعان الحربش على قناة «عالم اليوم» في نوفمبر ٢٠١٣م بأن «المشاركة ليست استسلاماً بل إحياء للحراك»، ولعله بهذا الموقف خفف عن نفسه عبء تحمل كلفة المقاطعة.

وردد آخر من رموز الأغلبية النيابية، بل من كتلة العمل الشعبي - التي يعتبرها البعض أكثر حدة في مقاطعتها ومعارضتها وقد نال رموزها ما نالهم من ضغوط - وهو علي الدقباسي الذي أعلن عن خيار المشاركة علناً بعد المقاطعة في مجلسي «الصوت الواحد»؛ حيث قال في يوليو ٢٠١٦م: «حقي أن أختار ما أراه أصلح لبلدي».

وكان أوضح هذه المواقف ممن ينسب للمعارضة وكتلة الأغلبية النيابية من ذوي الخلفية الليبرالية وهو النائب مشاري العنجري؛ حيث قال بوضوح في مايو ٢٠١٦م في حضور رموز الأغلبية: «المشاركة موقف لا مبدأ، والسياسة فن الممكن».

يردد أحد الحكماء مثلاً يقول: «لن تفيدك الدنيا الواسعة إذا كان حذاؤك ضيقاً»، إن استحقاق المرحلة في انتخابات ٢٠١٦ يتمثل في استعادة مساحاتٍ فُقدت لاعتبارات عديدة ربما من بينها بعض الرهانات والتقديرات التي لم تجد لها فرصة إنفاذ على أرض الواقع، وإن عودة الدور والحضور تتطلب تملك أدوات التمثيل والتأثير حتى تكون للمبادرة فعلها وللتشريع كلمته وللمراقبة ردعها وزجرها.

دعوة لكل محبي الإصلاح ومواجهة الفساد وتحقيق العدالة؛ أن يتوجهوا لإدارة الحملات الانتخابية في الدوائر الخمس، وأن يكونوا على مستوى المسؤولية كما كانوا دائماً، وينخرطوا بحسب الأدوار المطلوبة لأداء مهامهم على الوجه الأمثل.

الرابط المختصر :