العنوان جلسة السبت 1994/٧/23م- الزميع يضع النقاط على الحروف حول العمل الخيري- انتقادات لوكالة الأنباء الكويتية «كونا»
الكاتب خالد بورسلي
تاريخ النشر الثلاثاء 02-أغسطس-1994
مشاهدات 11
نشر في العدد 1110
نشر في الصفحة 13
الثلاثاء 02-أغسطس-1994
أثمرت جلسة يوم السبت 7/23 عن إقرار خمسة حسابات ختامية، وميزانيات لخمس جهات ملحقة ومستقلة من هيئات وإدارات الدولة، وهي الهيئة العامة لتقدير التعويضات عن خسائر العدوان العراقي، ووكالة الأنباء الكويتية «كونا»، والإدارة العامة للإطفاء، والهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية، وبيت الزكاة، وكعادة أصحاب التيار اليساري فقد أثاروا عدة شبهات على نشاط بيت الزكاة والعمل الخيري في الكويت، وخاصة فيما يتعلق بتقديم المساعدات الخارجية، وتصدى وزير الأوقاف الدكتور علي الزميع لهذه الادعاءات وفندها، وأكد أن هناك مشروع قرار لإنشاء لجنة يكون في عضويتها عدد من عاملي الخير للإشراف على توزيع الزكوات بالخارج، واللوائح الآن جاهزة، وهناك تنسيق بين وزارة الخارجية والأوقاف وبيت الزكاة لوضع إشراف حكومي على توزيع المساعدات الخارجية، ورد الدكتور الزميع على بعض النواب قائلًا: بيت الزكاة لا يُحرك من الخارج، بل هو محايد في إدارته، ولديَّ الجرأة في أن أقول إننا لا نفرق بين مسلم وآخر، فكيف يكون ذلك بالكويت؟ والتفرقة المذهبية مرفوضة رفضًا تامًّا في بيت الزكاة.
وكما هو معروف كلما جاء دور ميزانية بيت الزكاة في المجلس تحدث بعض النواب، وخاصة من في قلوبهم دخن لأي عمل إسلامي، وترتفع أصواتهم النشاز في ضرب العمل الخيري، والتشكيك في كل اللجان العاملة في الميدان، والنيل منها، وهم بذلك غارقون في أوهامهم وتفكيرهم الديناصوري، يعتقدون أن الناس ستسمع لهم، أو سيتأثرون بما يقولونه، ويشهد للعمل الخيري إنجازاته الرائعة، وأعماله الرائدة والمتميزة، وكل الأعمال الخيرية والمشاريع مدعمة بالصور والبراهين الدامغة، والقائمون على العمل الخيري رجال يشهد لهم الجميع بالنزاهة والتفاني لعمل الخير، وهم بذلك يبتغون مرضاة الله– عز وجل- ولا يلتفتون لما يثيره البعض أو أصحاب الأقلام المأجورة.
وخلال الجلسة تم عرض ميزانية وكالة الأنباء الكويتية «كونا»، وتحدث النائب مبارك الدويلة فقال: إننا لا نملك- ونحن نتكلم عن «كونا»- إلا أن نثني على الجهود الطيبة للعاملين فيها، ولكن التوظيف بالوكالة يسير في اتجاه معين، وأن هناك متنفذين يوجهون التوظيف نحو وجه واحد، وهناك تجاوزات للوكالة في بث الأخبار، لقد بثت الوكالة خبرًا دفع صاحب الخبر إلى رفع قضية ضد الوكالة، والمراقبون يقولون: إن هذا الشخص سيحصل على تعويض يصل إلى نصف مليون دينار.
وتحدث النائب علي البغلي وشكك في مصداقية كونا، وذكر أنه عندما كان وزيرًا، وكان في زيارة لدولة أجنبية، كنت أجلس مع السفير لإعداد البيانات ثم نعطيها لمراسل «كونا» لإرسالها جاهزة، وما ذكره النائب البغلي دليل على عدم الثقة في المراسل؛ لأن بعض مراسلي «كونا» من دول الضد، وبذلك تكون مصداقية «كونا» مشكوك فيها، وجاء خبر وفاة طفل كويتي بالقاهرة دليل آخر على عدم مصداقية «كونا» في بث الأخبار؛ حيث شوهت الخبر.
وعلق النائب طلال السعيد حيث قال: إن وكالة الأنباء- مع الأسف- أنها على «قدر حالها» ، ولم تخرج الجهبذ الذي يشار له بالبنان، وأوضح أن الكل يحاول أن يهرب من «كونا».
وشارك في الحديث النائب تركي العازمي، حيث قال: الكل يتذمر من عدم وجود إعلام خارجي يرد على النظام العراقي، وكان من المفترض أن تكون «كونا» الصوت الرزين للكويت في الخارج للرد على الإعلام المعادي، صفحتان مليئتان بالمخالفات في التقرير حول «كونا» لا نقبل بالتجاوز وتكرار الخطأ.
وهكذا تحدث النواب عن وكالة الأنباء الكويتية «كونا»، رغم قفل باب النقاش، ولو استرسل باقي النواب بالحديث لسمعنا منهم ما يشيب له الشعر، ولكن ما ذكر غيض من فيض، والسبب الإدارة التي على رأس هذا الجهاز الحساس باستثناء السيد يوسف السميط، المدير العام، ورئيس مجلس الإدارة.. لأنه حديث عهد في إدارة الوكالة، وللأمانة فالسيد السميط جاد في تطوير الوكالة وتقدمها، ولكن الذين يشاركونه مسؤولية الإدارة يقع عليهم كل اللوم فيما تتعرض له الوكالة من تجاوزات، وتأخر في مواكبة التقدم، والاستفادة من التكنولوجيا المعاصرة في الإدارة الحديثة، وبالذات الجهات الإعلامية المتقدمة والعالمية التي استفادت من وسائل الاتصال المتطورة، وحتى يكون لدينا إعلام متقدم ومتطور، ويساير أحداث العالم المتسارعة، يجب علينا أن نستفيد من وسائل الاتصال الحديثة، فهل تعي إدارة «كونا» ذلك؟!