العنوان بدء المعركة الانتخابية في اليمن والمستقلون أغلبية المرشحين
الكاتب ناصر يحيي
تاريخ النشر الثلاثاء 27-أبريل-1993
مشاهدات 15
نشر في العدد 1047
نشر في الصفحة 28
الثلاثاء 27-أبريل-1993
دخلت الانتخابات النيابية في اليمن يوم الأحد الماضي مرحلتها الأخيرة، وهي المرحلة المخصصة للدعاية الانتخابية بالنسبة للأحزاب والمرشحين على السواء، لكن هذه الدعاية فريدة من نوعها، ومقيدة بضوابط شديدة وبإشراف رسمي مباشر، ولا يجوز لأي مرشح أن يستخدم أي نوع من أساليب الدعاية إلا وفق القانون وبإذن رسمي وفي الأماكن المخصصة لذلك.
ولعل ما سبق ذكره يفسر الأجواء الهادئة التي تشهدها اليمن رغم أن أسبوعًا واحدًا فقط يفصلها عن يوم الانتخابات الحاسمة.
برامج متشابهة لأحزاب متشاكسة
منذ بداية أبريل بدأت الاحزاب اليمنية تنشر برامجها الانتخابية في صحافتها التابعة لها.
ثم بدأت وسائل الإعلام الرسمية في إذاعة هذه البرامج وفق القانون في ساعات مخصصة لذلك، كما أنه من المقرر أن يسمح لممثلي الأحزاب بالظهور في التلفاز لعرض مواقف أحزابهم من القضايا التي يدور الجدل بشأنها مثل قضية الفساد المالي، والإداري والأزمة الاقتصادية.
والمثير للانتباه أن كل برامج الانتخابات الحزبية وحتى برامج المستقلين تتشابه في معظم أفكارها الاساسية، بل يصل هذا التشابه الى مستوى المفردات حتى يصعب على المرء أن يميز الجهة التي أصدرت هذا البرنامج من ذاك.
ويكاد برنامج تيار «الإصلاح» الإسلامي يتميز برؤية خاصة محددة في موضوعي التشريعات الدستورية والتربية والتعليم. فبرنامج الإصلاح ينص بوضوح على أن التجمع اليمني للإصلاح سوف يسعى في حالة فوزه لإقرار تعديلات على مواد الدستور اليمني الخاصة بالتقنين بحيث تكون الشريعة الإسلامية مصدر القوانين جميعًا بدلًا من المصدر الرئيسي، كما أعلن «الإصلاح» عن نيته تعديل كل المواد القانونية التي تتعارض مع أصول الشريعة الإسلامية. وبالنسبة للتربية والتعليم فالإصلاح هو الحزب الوحيد الذي أعلن تبنيه فكرة الإبقاء على المعاهد العلمية وتطويرها. كما أكد «الإصلاح» على عزمه تبني إغلاق مصنع الخمور ومحلات بيعها في بعض المحافظات الجنوبية التي كان يحكمها الحزب الاشتراكي.
كما تبنت برامج بعض الأحزاب فكرة إقرار نظام للحكم المحلي يسمح للمواطنين بانتخاب المحافظين ومسؤولي المديريات.
المستقلون الغلبية:
وبإعلان القوائم النهائية لأسماء المرشحين بدا واضحًا الثقل الجماهيري الذي تمثله الأحزاب الرئيسية «المؤتمر الشعبي -الإصلاح- الاشتراكي»، فقد تصدر مرشحوهم معظم الدوائر الـ «301» مع ترك عدد من الدوائر لصالح مرشحين معينين ضمنوا النجاح مسبقًا، ولعل أبرز هذه الدوائر هي الدائرة التي ترشح فيها الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس التجمع اليمني للإصلاح، والمهندس أحمد الأنسي وزير المواصلات الذي ترشح في العاصمة، وهو مرشح ذو شعبية قوية بسبب جهوده في الوزارة وسمعته الإسلامية الطيبة التي جعلت الجميع يجمعون عليه.
عدد المرشحين بلغ أكثر من أربعة آلاف وخمسمائة مرشح يشكل المستقلون النسبة الساحقة.
وقد اتضح عند نشر القوائم الانتخابية أن كثيرًا من المستقلين هم أصلا مرشحون من أحزاب، ولكن دواعي المناورات الانتخابية جعلت تفضل إنزال مرشحين لها باسم المستقلين.
لم تتضح -حتى الآن- الصورة النهائية للمنافسة الانتخابية، لكن هناك عددًا من الدوائر تحظى باهتمام المراقبين لشدة التنافس فيها. فهناك الدائرة التي رشح الاشتراكي فيها المهندس حيدر العطاس رئيس الوزراء الحالي، حيث يخوض معارك شرسة ضد مرشح المؤتمر «فيصل العطاس» ومرشح الإصلاح، وهو شاب يحظى بشعبية طيبة في دائرته.
كما يتنافس الأستاذ عبد الوهاب الأنسي الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح في دائرة صعبة يواجه فيها مرشح المؤتمر «علي عثرب» والمرشح المستقل «محمد الغسيل» المدعوم من الاشتراكي وأحد عتاة خصوم التيار الإسلامي.
وبالطبع يجذب التنافس على دوائر العاصمة اهتمام المراقبين، ويكاد ينحصر التنافس فيها بين «المؤتمر» و«الإصلاح»، بينما اكتفى الاشتراكي بدعم عدد من المستقلين وترشيح عدد آخر لا يمثلون أهمية كبرى، ولكن الشائع أن عددًا محدودًا من الدوائر سوف يتم تخصيصها لحصة الاشتراكي لحفظ ماء الوجه.
هذا ومن المتوقع أن تشهد الأيام القادمة ارتفاع وتيرة التنافس الانتخابي، واتضاح صورة الصفقات الانتخابية بين الأحزاب بشكل عام.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
وزعت 900 سلة غذائية وإيوائية ووضعت حجر الأساس لقرية سكنية.. «نماء الخيرية» في اليمن لتقديم إغاثة عاجلة للنازحين
نشر في العدد 2173
31
الثلاثاء 01-نوفمبر-2022