العنوان بدر - قيام الدولة الإسلامية
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 17-نوفمبر-1970
مشاهدات 41
نشر في العدد 36
نشر في الصفحة 22
الثلاثاء 17-نوفمبر-1970
بَدر
قيام الدولة الإسلامية
· نحن الآن في رمضان من السنة الثانية للهجرة النبوية
· وقد مضى عامان، أسس فيهما محمد صلى الله عليه وسلم الدولة الإسلامية التي تحمل رسالة الله وتبلغها العالمين.
· وتمت له البيعة كرئيس للدولة الجديدة حسبما قال عبادة بن الصامت: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الحرب، على السمع والطاعة، في عسرنا ويسرنا، ومنشطنا ومكرهنا، وأثره علينا، وألا ننازع الأمر أهله، وأن نقول بالحق أينما كنا، لا نخاف من الله لومة لائم.
· وحدة الأمة
آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أفراد المجتمع الجديد في إخوة رائعة، تنفض عن كاهلها العصبية القبلية، والدعاوى القومية، وتسمو بها فوق رابطة الدم، إلى رابطة العقيدة، إخوة تتقاسم كل شيء في الحياة وتعلو إلى درجة الإيثار، يصفها القرآن الكريم ﴿يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةٗ مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ﴾. (الحشر: ٩)
· التحركات العسكرية:
بعد عام واحد من الهجرة بدأ رئيس الدولة محمد صلى الله عليه وسلم في التحرك لتحطيم الطواغيت التي حكمت الجزيرة العربية بادئًا بالذين وقفوا أمام الدعوة محاربين لها وصادين الناس عنها، ومعذبين لكل من آمن بها.
- فكانت غزوة الأبواء تريد قريشًا وبني ضمرة في الشهر الثاني عشر من الهجرة.
- وكانت سرية عبيدة بن الحارث، وسرية حمزة إلى سيف البحر وغزوة بواط، وغزوة العشيرة وسرية سعد ابن أبي وقاص، وغزوة سفوان «بدر الأولى» وسرية عبد الله بن جحش.
- ثم كانت:
غزوة بدر الكبرى
· الحرب الاقتصادية:
-اتجه المسلمون في تحركاتهم الأولى يبغون فرض حصار اقتصادي على قريش بقطع الطريق على قوافلهم، أو الاستيلاء على تجارتهم في بلد لا تزرع، وعيشها على الواردات الأجنبية من طعام وكساء وسلاح، إلخ
-كان المسلمون يواجهون في هذه الحرب مجتمعًا قبليًا يعيش كعصابات متوحدة، شعارها:
لا يسألون أخاهم حين يندبهم في النائبات على ما قال برهانًا
- كانوا كذلك يواجهون غضبة الجزيرة العربية كلها، لأنهم جاؤوا لهم بدين جديد، يقضي على ما هم عليه من ديانات وعبادات ومراكز في جزيرتهم، ومن ثم كان تحالفهم مع قريش دائمًا.
· أنباء القافلة:
- وصلت الأنباء رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن أبا سفیان بن حرب يعود من الشام في عير لقريش عظيمة بها أموالهم وتجارتهم، وفيها أربعون رجلًا، منهم مخرمة بن نوفل، وعمرو بن العاص.
· النفير:
أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخروج لملاقاة هذه العير، واختلف الناس فريقين:
١-فريق يرى أنه لا داعي للخروج وهم ما زالوا قلة ضعفاء، أو لأنهم لا يدركون أنه ستكون حرب، وذلك قوله تعالى:
﴿كَمَآ أَخۡرَجَكَ رَبُّكَ مِنۢ بَيۡتِكَ بِٱلۡحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقٗا مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ لَكَٰرِهُونَ﴾. (الأنفال: ٥)
٢- فريق آخر أعلنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم في صراحة وقوة «اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا معكما مقاتلون».
· العيون والأرصاد:
· أرسل القائد العام صلوات الله عليه «البسبس بن الجهني»، «عدي بن أبي الزغباء» إلى «بدر» يتحسسان له أخبار أبي سفيان.
· بعث كذلك داورية استكشاف أخرى من:
علي بن أبي طالب، والزبير ابن العوام، وسعد بن أبي وقاص.
· أخبار العدو:
-وصلت الأنباء أن أبا سفیان هرب بالعير من جانب آخر واستنفر قريشًا وحلفاءها، وأرسل ضمضم بن عمرو يصرخ ببطن الوادي، اللطيمة، اللطيمة.
· تجمعات المشركين.؟
- تجهز الناس سراعًا قائلين: أيظن محمد وأصحابه أن تكون كعير بن الحضرمي، كلا والله ليعلمن غير ذلك، فكانوا بين رجليه:
إما خارج، وإما باعث مكانه رجلًا وخرجت قريش كلها تبغى تلقين محمد صلى الله عليه وسلم ومن معه من عصبة الفارين في نظرهم درسًا تتحدث به الجزيرة العربية.
- وكانت قواتهم في حدود الثلاثة آلاف.
· استقبال أبي سفيان للجيش
وقف أبو سفيان في فرحة العمر، إذ رأى قريشًا تجمع أمرها وتتحرك في عنف وقوة «بطرًا ورثاء الناس ويصدون عن سبيل الله» فقال لهم:
إنكم إنما خرجتم لتمنعوا عيركم ورجالكم وأموالكم، فقد نجاها الله فارجعوا، فقال أبو جهل بن هشام:
والله لا نرجع حتى نرد بدرًا، فنقيم عليه ثلاثًا، فنتحر الجزور ونطعم الطعام، ونسقي الخمر، وتعزف علينا القيان وتسمع بنا العرب وبسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبدًا بعدها، فامضوا.
تحركات العدو
ومضى الجيش الكافر حتى نزلوا بالعودة القصوى من الوادي ومعهم: ۷۰۰ بعير، ۳۰ فارسًا، وكان أهل الخيل كلهم دارع، وكانوا مائة، وكان في الرجالة دروع سوى ذلك.
جيش المؤمنين
كان تعداده ثلاثمائة وبضع عشر نفر معهم ۷۰ بعيرًا يعتقبونها الثلاثة للواحد ومعهم فارسان فقط للزبير، ومرقد.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل