; بريد القراء (131) | مجلة المجتمع

العنوان بريد القراء (131)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 26-ديسمبر-1972

مشاهدات 14

نشر في العدد 131

نشر في الصفحة 34

الثلاثاء 26-ديسمبر-1972

 بريد القراء

هذه النافذة مفتوحة دائمًا لقراء المجتمع نلتقي من خلالها معهم، مع آرائهم حول موضوعات المجتمع، ما يرتاحون إليه منها وما يودون تعديله، ومع اقتراحاتهم للنهوض بها والوصول بمحتواها كمًا وكيفًا شكلًا وموضوعًا إلى الحد الذي يخدم قضيتنا الكبرى وهي الدعوة إلى الله وحده لا شريك له، ونشر دينه الحنيف في بقاع هذه الأرض.

لذلك كله نحن دائمًا في انتظار بريد قرائنا ونطمع في المزيد مما يرونه من وجها تنظر، أو نتاج قلم، أو نفحات روح.

دروس من التاريخ

خواطر حول بعث «أسامة بن زيد»

أعد رسول الله -صلى عليه وسلم- قبل موته جيشاً بقيادة أسامة بن زيد لإرساله إلى الشام للانتقام من الروم لمقتل شهداء مؤتة؛ ولكن الرسول انتقل إلى الرفيق الأعلى قبل أن ينفذ ذلك الجيش فلما تولى أبو بكر -رضي الله عنه – الخلافة كان أول عمل قام به هو إنفاذ جيش أسامة، وقد حاول كثير من الصحابة -رضوان الله عليهم- أثناء عزم أبي بكر، وذلك لمصلحة رآها أولئك الصحاب- حيث إن المرتدين استفحل أمرهم فلو أخر البعث لاستفاد منه المسلمون في محاربة أولئك.. المرتدين، ولكن أبا بكر أبى شديد الإباء وصمم على تنفيذ البعث مهما كانت الظروف والنتائج، فقد كان موقف أبي بكر هذا موقفًا رائعًا كل الروعة مفيدًا كل الفائدة، فلقد أدى ذلك البعث رسالته خير أداء ورجع نتائج باهرة كان لها أثر كبير في تقوية مركز المسلمين واستطاعتهم القضاء على حركة الردة دون أن يشغلها عدو آخر في جبهة أخرى حيث إن الروم أصابهم الهلع والخوف فلم يقوموا بالتوغل داخل الحدود الإسلامية (آنئذ) ورجعت بعض القبائل المترددة، «كقضاعة» إلى صوابها حتى قال الأعداء: لو لم يكن للقوم قوة ما أرسلوا جيوشهم تغير على من بعد عنهم من القبائل القوية وبذلك استطاع أبو بكر أن يتفرغ لقتال المرتدين بعد أن أمن من اعتداء الجبهة المقاتلة الثانية.

إن هذا التصرف من أبي بكر «وهو القائد العام للجيش الإسلامي» كان موفقًا جدًا، وحكيمًا للغاية فلو لم يتصرف أبو بكر هذا التصرف لكان شيء آخر غير ما حدث.

ومن مواقف أبي بكر الخالدة -في هذه القصة- هو استئذانه أسامة «قائد الجيش المتوجه إلى الشام» بالسماح لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه ليبقى في المدينة لمعاونته «حيث إن عمر كان أحد جنود أسامة» أفلم يكن بمستطاع أبي بكر أن يأمر عمر بالبقاء ويأمر أسامة بالسماح دون أن يستأذنه؟ بلى كان بوسعه ذلك، ولكن الأدب الإسلامي والمبدأ الحازم الذي يقضي بطاعة القائد حتى ولو كان من جانب رئيس الدولة.

والموقف الثالث الذي يتضح من خلال بعث أسامة هو وصية أبي بكر للجيش الراحل والتي ترسم كثيرًا من مبادئ وتوجيهات الإسلام في الحرب جاء في الوصية: لا تخونوا، ولا تعلوا، ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلًا صغيرًا ولا شيخًا كبيرًا ولا امرأة ولا تغدروا ولا تعقروا نخلًا ولا تحرقوه. وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له.

 ولننظر الآن إلى ما يقوم به الإنسان -في عصر الحضارة والمدنية- في حروب مع أخيه الإنسان من قتل للأبرياء -شيوخًا ونساءً وأطفالًا- ومن هدم للمساجد الآهلة بالمصلين والمدارس الممتلئة بالأطفال -الذين لا يفهمون من الحرب شيئًا- ولننظر إلى ما يقوم به الإنسان في السلم لنرى قتل حريات الشعوب وهضم حقوقهم والغارة على مبادئهم وأفكارهم وبلبلة عقول شبابهم وسوقها إلى ساحات الانحراف والشذوذ إلى غير ذلك، إنه لواقع مر اليم ينز بالجرح وينزف الدم نزفًا غزيرًا. وأننا إذا أردنا لهذا الواقع أن يتخلص من آلامه ويبرأ من سقمه فلا بد من عودة راشدة إلى دين إنساني خالد مبادئه -سواء في السلم أو الحرب- رحمة للإنسانية وحفظًا للكرامة وتحقيقًا لسعادة البشرية.

 فهل نطمع من شبابنا أن يعود إلى ذلك الدين ويفهمه حق الفهم ويطبقه تمام التطبيق ثم ينشره في أصقاع المعمورة لتعم السعادة ولترفرف راية العدل والأمن والسلام.

ليس هؤلاء قدوتنا

كتب إلينا أخ كريم بتوقيع «حسين» الرسالة التالية: في ليلة الأربعاء 12/۱۲/72 كنت أشاهد المباراة التي جرت بين منتخب الكويت وفريق صيني على شاشة التلفزيون وكان المذيع «اللوغائي» يذيعها، وفي أثناء وصفه للمباراة أثنى المذيع على أخلاق الفريق الصيني أكثر من مرة واصفًا أخلاقهم بأنها أخلاق جميلة يتحلى بها هذا الفريق الشيوعي وفي كلامه أخذ يحض اللاعبين الكويتيين على التحلي بمثل هذه الأخلاق والاقتداء بها.

ومهما كان عند السيد المذيع من حسن نية فإنني أتساءل:

الصينيين بينما نحن أهل الأخلاق وديننا الحنيف هو دين الأخلاق ومعلمنا الأكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم موصوف في القرآن الكريم بقوله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (القلم: 4).

 فلم لا يوجه المذيع الشباب الرياضي إلى الاقتداء بأخلاق الرسول الكريم؟!

أو لا يعلم خبث الشيوعيين وحرصهم على نشر مبادئهم وهم يحاولون ذلك في بلدنا المسلم عن طريق الظهور بمثل هذه الأخلاق.

وختامًا أرجو نشر هذا الكلام في مجلتنا الغراء وأتمنى لكم كل خير.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

مع القراء

نشر في العدد 1

931

الثلاثاء 17-مارس-1970

بـَـريد المحــَـرر في مشكلة

نشر في العدد 3

42

الثلاثاء 31-مارس-1970

مع القراء 4

نشر في العدد 4

47

الثلاثاء 07-أبريل-1970