العنوان بريد القراء.. 1480
الكاتب بأقلام القراء
تاريخ النشر السبت 08-ديسمبر-2001
مشاهدات 16
نشر في العدد 1480
نشر في الصفحة 4
السبت 08-ديسمبر-2001
يبحثون عن «بلفور» جديد
بقي اليهود مشردين قرونًا طويلة، جراء أعمالهم وأفعالهم وقتلهم الأنبياء، وكذبهم وخداعهم كما فعلوا بنبي الله موسى عليه السلام حتى جاء في مطلع القرن العشرين الاحتلال البريطاني الذي استولى على فلسطين وجاء «بلفور» -عليه من الله ما يستحق- وأبرم وعده، وأعطى فلسطين العزيزة الغالية لليهود، فأعاد بلفور بوعده ذلك لليهود تجمعهم بعد أن فرقهم الله قرونًا عدة، لكن أبناء فلسطين بدءوا بمقاومة اليهود ومحاربتهم بشتى الطرق، وجاءت الانتفاضة المباركة الأولى، ثم لحقتها بعد عشرة أعوام ثانية، وبالرغم من ذلك لم يزل البعض يبحث عن السلام، أظن أنهم يبحثون عن «بلفور» آخر، ولكن أنى لهم «بلفور» ليعدهم «ومن ثم ليكذبهم وعده» بأن يعيد لهم فلسطين؟
محمد بن أحمد التويجري
ما أشبه الليلة بالبارحة:
قال الله -تعالى-: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾ (سورة البقرة: ٢٦) قال ابن عباس لما ضرب الله -تعالى- هذين المثلين للمنافقين؛ يعنى قوله -تعالى-: ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا﴾ (سورة البقرة :١٧) ﴿أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ﴾ (سورة البقرة: ۱۹)، قالوا: الله أجل وأعلى من أن يضرب الأمثال، ولما ذكر الله -تعالى- الذباب والعنكبوت في كتابه، وضرب للمشركين المثل في قوله -تعالى-: ﴿وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا﴾ (سورة الحج :۷۳)، ﴿كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ ﴾ (سورة العنكبوت: ٤١) ضحكت اليهود وقالوا ما يشبه هذا كلام الله، وقالوا: أرأيتم ما أنزل من القرآن على محمد أي شيء يصنع بهذا فأنزل الله الآية: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي﴾ (سورة البقرة:٢٦). و ما أشبه اليلة بالبارحة؛ فعقول المنافقين والعلمانيين وكل من نحى شرع الله جانبًا، أو قصره على علاقة فردية بين العبد وربه -كما هي منذ آلآف السنين، ومنهجهم في التفكير والتحليل واستقراء الواقع وقضايا العصر بقي على جوهره، وإن تغير في ظاهره، فما إن يصدر صوت مؤمن صالح مذكرًا بالله -تعالى- وسنته التي لا تتغير ولا تتبدل في خلقه، ومنها ظهور الفساد وكثرة الأمراض وانتشارها، قال -تعالى-: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ (سورة الروم: ٤١) إلا وتتعالى أصوات هؤلاء المنافق والمشككين والجاحدين، أما بقي إلا الجمرة الخبيثة وجنون البقر ليضرب الله لنا بها الأمثال؟
والإسلام لا يحجر على العباد اتباع سبل العلم، فما من داء إلا وله دواء، علمه من علمه وجهله من جهله، كما علمنا رسول الله ﷺ، لكن اتباع المنهج العلمي في التحليل والاستقراء خارج سياق الآيات الكونية والسنن الربانية -كما يهدف العلمانيون دومًا- لن يقيم لنا دنيا ودينًا، ولو أن هؤلاء التزموا العلم بمعناه الصحيح لعقلوا عن الله -تعالى- سننه، ولأصلحوا الدنيا بتحكيم شرعه، وصدق الله العظيم: ﴿وتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ﴾ (سورة العنكبوت: 43) أم جهاد مكة المكرمة
تعرفهم في لحن القول:
في بداية أحداث سبتمبر الأمريكية استحثت الإدارة الأمريكية كل ما لديها من طاقات إعلامية واستخباراتية لإلصاق التهمة بالمسلمين، وهم يعلمون أن المدخل الوحيد الذي سيجعل الغرب يقف معهم ويناصرهم هو أن يقال: إنها حرب صليبية، ولو تأملنا في مواقف الأعداء التقليديين لأمريكا كروسيا والدول الشيوعية السابقة نجدها تقف مع أمريكا وحلفائها؛ لأن الحرب ضد الإسلام، وليست ضد أي فكر أو أيديولوجيات أخرى.
ولعله حين قيل إنها حرب صليبية، لم يغفل الأمريكيون لحظتها عن ردود الفعل الإسلامية وعن الشجب والاستنكار الذي سيقال: ولعلهم قالوا نخبر العالم الصليبي بأنها حرب ضد الإسلام، ليقف معنا، وبعدها نعتذر للمسلمين ونقول لهم: إنه خطأ لفظي؛ فالمسلمون يرضيهم هذه الأيام أي شيء.
أما الرد فهو الشجب والاستنكار على استحياء، أما هذا الموقف المعلن والمستخف، لكن ماذا سيفعل العرب والمسلمون لو اجتاح العدو الصهيوني الدول المجاورة لها، ونقل العالم سفاراته إلى القدس بقوة السلاح؟
وماذا سيفعلون لو ضربت دول عربية أو إسلامية بعد أفغانستان أكثر من الشجب والاستنكار والخروج في الشوارع لحرق الأعلام الأمريكية وحرق الدمى؟
رافع بن علي أحمد الشهري
خميس مشيط السعودية
للخروج من موقف المستهلك الدائم:
المسلمون قادرون -لو شاءوا- أن يتخذوا موقفًا فاعلًا يوقظ الغرب من غروره، ويرجع لا أقول التوازن، بل الظلم الذي يمارسه على العالم الإسلامي إلى مستوى معقول، فما هو يا ترى هذا الموقف الذي يمكن أن تتخذه الشعوب الإسلامية لتخفف عنهم حدة الظلم الذي يمارس عليهم؟
الجواب بكل بساطة هو مقاطعة اقتصادية للبضائع الأمريكية والغربية، لأن حكومات تلك الدول تضع حسابًا لردود أفعال شعوبها وغضبها منها، وتخاف من نزول صادراتها، وما يتبع ذلك من زيادة البطالة وعجز في ميزانيتها، وبما أن العالم الإسلامي يمثل سوقًا كبيرة للبضائع الأمريكية، فكيف ومتى نقوم بذلك ومن سيبدأ؟ وما الأشياء التي نقاطعها؟ وما الدولة البديلة لشراء حاجاتنا منها؟ هذه وأمثالها من التساؤلات أتركها لضمير كل مسلم أبي يشعر بالغيرة على الإسلام، ويتألم لمعاناة إخوانه المستضعفين، صحيح أنني لا أقول إن البضائع الأمريكية محرمة شرعًا، وصحيح أنه لا بد على -حد ما يقال- من التعامل مع أمريكا في بعض المجالات، لكنه صحيح أيضًا بأنه ليس واجبًا شرعًا على المسلمين شراء بضاعة أمريكية، فهناك دول كثيرة أقل ظلمًا تصنع منتجات مماثلة لمنتجات أمريكا، من حيث الجودة والإتقان بثمن مماثل أو أقل.
ومادام الأمر كذلك، فقد آن الأوان لأن تأخذ الشعوب الإسلامية دورها في تقرير مصيرها، أن لها أن تفكر في الخروج من موقف المستهلك دائمًا إلى موقف المنافس في الصناعة والإنتاج على المدى البعيد، وإذا لم تفعل، وإذا اختار شعب مسلم التغاضي عما يجري في البلدان الإسلامية الأخرى؛ لأن بلده في أمن واستقرار ورخاء أو لأي سبب آخر فإن على الشعوب الإسلامية كلها أن تنتظر المصير المحتوم -لا قدر الله- الذي تساق إليه سوقًا، المصير الذي حاق بإخواننا السودانيين بالأمس، وآل إليه اليوم إخواننا الأفغان، والمصير الذي كان عليه بالأمس وما زال عليه اليوم إخواننا الفلسطينيون، وعندئذ سيقول كل شعب إسلامي: أكلتُ -حقًا- يوم أكل الثور الأبيض .
بوانا أمادو هوم- جزر القمر